يوسف المداني.. الرجل الثاني في جماعة الحوثي وحلقة الوصل مع إيران
أصبح القيادي الحوثي يوسف المداني، على قائمة العقوبات الأميركية، بسبب استمراره في الهجوم على محافظة مأرب شرقي اليمن، التي تستوعب أكبر المخيمات للنازحين والفارين من الحرب.
وحسب ما قالت وزارة الخزانة الأميركية في 20 مايو/أيار 2021، فإن يوسف المداني قائد عسكري بارز في جماعة الحوثي وقائد المنطقة العسكرية الخامسة في الحديدة وحجة والمحويت وريمة، غربي اليمن.
وأدرجته الوزارة، وفق بيان لها، على لائحة العقوبات ضمن إجراء منفصل، وذلك بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، الذي يتيح فرض العقوبات في حالات مكافحة الإرهاب.
وأوضح البيان: "يتم إدراج المداني على أساس أنه يشكل خطرا كبيرا بارتكاب أعمال إرهابية تهدد سلامة المواطنين الأميركيين أو أمن الولايات المتحدة الوطني أو سياستها الخارجية أو اقتصادها".
طموح القيادة
اسمه يوسف أحسن إسماعيل المداني (أبو جبريل)، ولد بمديرية مستبأ بمحافظة حجة، قرية أبو دوار، في عام 1977. ويعد المداني واحدا من عشرة إخوة، هو أوسطهم.
التحق بالتعليم النظامي في منتصف الثمانينيات لكنه فشل في الدراسة، فدفعه والده إلى المدارس الدينية في محافظة صعدة، وهناك درس عند المرجعية الحوثية مجد الدين المؤيدي، مع شقيقه طه المداني الذي أصبح لاحقا من أبرز القيادات الحوثية.
وقتل شقيقه طه في ديسمبر/كانون الأول 2017، في حادثة كانت هي الأقسى على جماعة الحوثي، حيث فقد برحيله أبرز قائد لها منذ نشأتها.
كان يوسف المداني متطلعا إلى السلطة والقيادة، لذا فقد ترك الدراسة لدى العلامة المؤيدي وانضم لكتائب الشباب المؤمن التي أسسها حسين الحوثي في جبال مران بصعدة، وهناك تمكن من الحصول على مركز قيادي ضمن الكتائب التي أصبحت فيما بعد النواة الأولى لجماعة الحوثي.
في 2002، جرى ابتعاثه إلى إيران عبر سوريا، وهناك تلقى تدريبات عسكرية مكثفة لدى الحرس الثوري، وعاد بعد نحو عام إلى اليمن، وأثبت كفاءته العسكرية لدى الجماعة.
لذا فقد عمل في فترة من الفترات، كحلقة وصل بين جماعة الحوثي من جهة والحرس والثوري الإيراني وحزب الله اللبناني من جهة أخرى، وجميعهم حلفاء.
تولى عملية التواصل والإشراف على تدريب عناصر جماعة الحوثي، سواء في معسكرات داخلية في اليمن، أو بابتعاثهم إلى معسكرات الحرس الثوري في كل من إيران وسوريا.
كما أشرف على عملية استقدام خبراء ومدربين من الحرس الثوري إلى اليمن، وأشرف على العمليات اللوجستية المقدمة للجماعة.
وعقب اقتحام الحوثيين للعاصمة صنعاء، أفرج عن الإيرانيين المعتقلين لدى السلطات اليمنية بتهمة التخابر وتهريب أسلحة إيرانية إلى اليمن، كان آخرها سفينة جيهان 1 وجيهان 2.
رفيق وصهر
كان المداني شديد الولاء للفكر الحوثي ولمؤسس الجماعة حسين بدر الدين، الأمر الذي قربه من الأخير، حتى أصبح صهره وزوج ابنته، وكان أشهر قيادات "الشباب المؤمن" نواة الحركة الحوثية أثناء وجودها في صعدة.
ما لبث أن اندلعت الحرب الأولى بين جماعة الحوثي والدولة في عام 2004، والتي قتل فيها مؤسس الجماعة حسين الحوثي، حتى لاذ المداني بالفرار، وكان حينها من أبرز القيادات الميدانية لدى الجماعة، والمطلوبة للرئيس السابق علي عبدالله صالح، بالإضافة إلى القيادي عبدالله الرزامي.
بعد مقتل حسين الحوثي، تبعثرت صفوف الحوثي، غير أن المداني تمكن من العودة وإعادة ترتيب الأوراق وخاض مع رفاقه ست جولات أخرى من الحرب استمرت حتى 2009.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، أدرجت السعودية يوسف المداني ضمن قائمة تضم 40 مطلوبا لها من القيادات الحوثية، قالت إنها مسؤولة عن تخطيط ودعم الأنشطة الإرهابية، ورصدت 20 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه أو تحدد مكان وجوده.
في جماعة #الحوثي الإرهابية، كما تعلن عن مكافآت مالية ( موضحة أمام اسم كل منهم )..#واس pic.twitter.com/7T1VHs8z55
— واس الأخبار الملكية (@spagov) November 5, 2017
في ديسمبر/كانون الأول 2017، أشيع خبر مقتله، وانتشرت فيديوهات تتحدث عن ذلك في معركة الساحل الغربي بمحافظة الحديدة، غير أن الفيديوهات كانت للقيادي الحوثي علي الشهاري وليس ليوسف المداني.
الذراع الأيمن
كان المداني الذراع الأيمن لمؤسس الجماعة حسين بدر الحوثي، وهو أيضا في نفس المرتبة بالنسبة لزعيم الجماعة الحالي عبدالملك الحوثي.
مع أن عبدالملك الحوثي كان أحد جنود المداني إبان تدريبات كتائب الشباب المؤمن ثم ما يسمى جولات الحروب الست (2004 -2009).
ويرى مراقبون أن المداني يرى نفسه أحق بقيادة الجماعة من عبدالملك الحوثي، ويعد الآن بمثابة الرجل الثاني فيها.
وكان أبرز القادة الميدانيين الذين نفذوا الانقلاب على الدولة في سبتمبر/أيلول 2014، وكان قد أشرف على تصفية اللواء حميد القشيبي، قائد اللواء 310 مدرع، في محافظة عمران، إبان سقوطها، وهو الحدث الذي مهد لسقوط صنعاء بأيديهم لاحقا.
كما كان المداني الرجل الأبرز في التحركات التي سبقت سقوط صنعاء بيد جماعة الحوثي، وكان من قاد التحركات التي أسقطت دار الرئاسة، ثم حاصرت منزل الرئيس عبد ربه منصور هادي.
كان له أيضا مساهمة فاعلة وبارزة في العمليات التي تمت في 2014، والتي أدت إلى الإفراج عن المتهمين الإيرانيين المحتجزين في مقر الأمن القومي، بتهمة تهريب أسلحة الحوثيين.
وفي مكالمة مسربة نقلتها قناة الجزيرة في 2015 عقب الأزمة بين جماعة الحوثي والحكومة الشرعية، بين الرئيس السابق صالح والقيادي في حزب المؤتمر عبدالواحد أبو راس، كان صالح قد اقترح أن يتم الدفع بيوسف المداني كرئيس وزراء بدلا عن أحمد عوض بن مبارك.
وقال صالح وقتها: إن المداني سيد بن سيد من الموالين لجماعة الحوثي، ومن الشخصيات الاجتماعية البارزة.
المصادر
- أمريكا تفرض عقوبات على قادة حوثيين
- أمريكا تفرض عقوبات على اثنين من قادة الحوثي وسط تعثر جهود السلام في اليمن
- Yemen-related Designation; Counter Terrorism Designation
- Treasury Sanctions Senior Houthi Military Official Overseeing Group’s Offensive Operations
- يوسف المداني.. الرقم الصعب في جماعة الحوثي
- السعودية ترصد 440 مليون دولار مكافآت لمن يدلي بمعلومات عن 40 حوثيا