سلطان زابن.. قيادي حوثي ترك إرثا إجراميا بعد رحيل مفاجئ لم تعرف خلفياته

مساء 5 أبريل/نيسان 2021، توفي القيادي في مليشيا الحوثي باليمن العميد سلطان زابن، تاركا وراءه الكثير من التأويلات بشأن خبر رحيله المفاجئ، ومخلفا سيرة سيئة عنوانها "الدعارة والابتزاز".

وأعلنت وزارة الداخلية الخاضعة لسيطرة "الحوثي" بصنعاء، وفاة مدير البحث الجنائي بالعاصمة، وقالت إن الوفاة جاءت "إثر مرض عضال ألم به".

ورغم إعلان الوزارة وفاة زابن بمرض عضال، فإن الرجل الأربعيني لم يكن يبدو عليه آثار تدهور صحي أو أنه يحمل تاريخا مرضيا، بل كان كثير الحركة ويتمتع بصحة جيدة حتى وقت إذاعة خبر وفاته المفاجئ.

كيف توفي؟

شاع أن وفاة زابن جاءت بعد تأثره بالإصابة بفيروس كورونا، دون أن يجري تأكيد ذلك. ومع هذا، لا يزال الأمر لغزا، خصوصا أنه تزامن مع وفاة الملازم أول أفراح الحبابي، مديرة إدارة سجون النساء، والمندوبة التابعة لسلطان زابن بمصلحة السجون النسائية.

وذهب البعض للتشكيك بشأن حقيقة سبب وفاته، مرجحين أنها كانت نتاج صراع الأجنحة بين جماعة الحوثي.

وأشار الصحفي والإعلامي سمير الصلاحي إلى أن وفاته كانت نتيجة التخلص منه من قبل عناصر في الجماعة، وكتب منشورا على فيس بوك قال فيه: "المجرم الذي أهان اليمنيات خدمة لأسياده والذي كان أول شخص في العالم يتعرض لعقوبات دولية بتهمة الاعتداء جنسيا على النساء تخلص منه أسياده اليوم".

وفي منشور له على صفحته في فيس بوك يقول الكاتب والصحفي فارس الحميري مراسل وكالة شينخوا الصينية ومؤسس صحيفة "يزن" الإلكترونية: عن وفاة سلطان زابن.. الحوثيون يتحدثون عن وفاته بـ"مرض عضال".. تواصلت مع مصادر في معظم المستشفيات ومركز عزل كورونا التي تستقبل قيادات ومسؤولي الجماعة بصنعاء".

وذكر أن "جميع المصادر أكدت عدم دخول "زابن" هذه المرافق الطبية. فرضية وفاة الرجل غامضة خاصة بعد إدراجه بقائمة العقوبات الدولية بتهم مخزية!".

وقد علق كثير من اليمنيين على جرائم زابن، وكتب الصحفي ومراسل قناة الجزيرة في عمان سمير النمري قائلا: "جرائم التعذيب التي مارسها الهالك الحوثي سلطان زابن بحق مئات النساء وآلاف المدنيين الأبرياء لن ينساها اليمنيون مطلقاً".

وتابع في تغريدة على تويتر: "لم يكن الشعب اليمني بهذا التوحش على مر عصوره ولم يصل إلى مستوى وحشية زابن في اغتصابه وتعذيبه بالكهرباء والغرق لمئات النساء البريئات".

جرائم وعقوبات

كان مجلس الأمن قد أدرج في 26 فبراير/شباط 2021 اسم سلطان زابن في قوائم العقوبات. وقال المجلس إن الرجل شارك في أعمال تهدد السلام والأمن والاستقرار في اليمن، بما في ذلك انتهاكات القانون الإنساني الدولي المعمول به وانتهاكات حقوق الإنسان، بحسب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وأوضح القرار أن "زابن قد قام بدور بارز في سياسة التخويف واستخدام الاعتقال والاحتجاز والتعذيب والعنف الجنسي والاغتصاب ضد النساء الناشطات سياسيا، استخداما منهجيا".

وأضاف أن "زابن مسؤول مباشرة، بصفته مديرا لإدارة البحث الجنائي أو بموجب السلطة المخولة له، عن استخدام أماكن احتجاز متعددة، بما فيها أماكن الإقامة الجبرية ومراكز الشرطة والسجون الرسمية ومراكز الاحتجاز غير المعلنة، أو شريك في استخدام تلك الأماكن".

وأتى قرار العقوبات بعد تقرير لفريق الخبراء الدوليين المعين من قبل لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن بشأن اليمن، حيث أصدر الفريق في 9 فبراير/شباط 2020، تقريره السنوي لعام 2019، وقال فيه إن جماعة الحوثي اعتقلت ناشطات يمنيات معارضات للجماعة، ووجهت لهن تهمة "البغاء".

وأضاف تقرير الخبراء الدوليين أن جماعة الحوثي أنشأت شبكة استخباراتية نسائية مهمتها تتبع المعارضات والناشطات على وسائل التواصل الاجتماعي، ثم اعتقالهن في أماكن سرية وتعذيبهن.

وأوضح  أن الجماعة أوكلت هذا العمل لأحد قياديها الذي عينته مديرا عاما للبحث الجنائي بصنعاء وهو سلطان زابن الذي يرأس هذه الشبكة، ويدير المعتقلات السرية، بالإضافة إلى القيادي الحوثي عبدالحكيم الخيواني.

وكشف التقرير أن عددا من المعتقلات تعرضن للاغتصاب والتعذيب وسوء المعاملة بصورة متكررة، أثناء الاحتجاز لدى الحوثيين.

وينحدر سلطان صالح عيضة زابن من مديرية رازح بمحافظة صعدة، معقل جماعة الحوثي، وغير معلوم مولده على وجه الدقة، لكن وسائل إعلامية تتحدث عن كونه في منتصف الأربعينيات من عمره.

وهناك مزاعم (غير مثبتة) تشير إلى أنه تدرب على يد الحرس الثوري الإيراني، لكن المعلومات المؤكدة أن الرجل كان قد أثبت كفاءة في مجال تجنيد الفتيات وتأسيس شبكات دعارة للإيقاع ببعض الشخصيات.

وهو الأمر الذي دفع زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي ليعينه مديرا للبحث الجنائي بصنعاء ويمنحه رتبة عميد، من دون أي تسلسل في الوظيفة أو المنصب، وفق مصادر يمنية.