في الذكرى العاشرة.. كيف يرى السوريون ثورتهم ضد نظام بشار الأسد؟

12

طباعة

مشاركة

تزامنا مع الذكرى العاشرة للثورة السورية التي انطلقت في 15 مارس/آذار 2011، عدد ناشطون الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها نظام بشار الأسد وداعميه بحق الشعب السوري.

وطالب الناشطون عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الذكرى_العاشرة_للثورة_السورية، #عقد_على_الكرامة، #مستمرين_حتى_النصر، #الذكرى_العاشرة، #الحرب_في_سوريا،  بمحاسبة الأسد من أجل الشهداء والأطفال والنساء والمعتقلين، وملايين المهجرين قسريا.

وأكد ناشطون أن الأسد لا شرعية له ويداه ملطخة بدماء السوريين طوال السنوات العشر التي كانت مليئة بالدماء والأشلاء، والشهداء والمعتقلين، والصواريخ والبراميل، المهجرين والفاقدين، مستهجنين صمت دول العالم على جرائمه وتكالبهم على الثورة.

وتترافق مطالب الناشطين بمحاسبة الأسد مع خطوات مبشرة نحو محاكمته، إذ أكدت الإدارة الأميركية إصرارها أكثر من أي وقت مضى على محاسبة الأسد الذي تسبب بمعاناة رهيبة وطويلة للسوريين -وفق صحيفة الشرق الأوسط-.

فيما نشرت كل من وزارتي الخارجية الكندية والهولندية بيانا مشتركا أكدتا فيه على التزامهما بدعم المساعي الدولية من أجل "وضع النظام السوري تحت المحاسبة خاصة على انتهاكات حقوق الإنسان والتعذيب".

كما بات محتملا بقوة أن تواجه زوجة رئيس النظام أسماء الأسد محاكمة في بريطانيا من شأنها أن تجردها من جنسيتها البريطانية، وذلك على إثر قيام لندن بفتح تحقيق حول تشجيع أسماء الأسد لأعمال إرهابية خلال السنوات العشر الماضية في سوريا.

جرائم الأسد

واستعرض ناشطون الجرائم التي ارتكبها الأسد، والتي أدت إلى مقتل نحو 400 ألف شخص خلال سنوات الصراع في سوريا، بحسب إحصائية نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان، في 15 مارس/آذار 2021.

وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" فإن هناك أكثر من 8.5 ملايين طفل سوري مشرد جراء الحرب ويعتمدون على المساعدات، سواء كان ذلك داخل سوريا أو في البلدان المجاورة.

وآخرها، تجديد النظام السوري استهدافه مساء الأحد 14 مارس/آذار 2021، للمرة الثانية خلال الشهر الحالي، مناطق مأهولة بالمدنيين في جرابلس والباب شمالي سوريا، بالصواريخ الباليستية وراجمات الصواريخ صهاريج الوقود، مما أسفر عن وقوع قتلى ومصابين.

ونشر الصحفي السوري أحمد الشامي، مقطع فيديو لعناصر أمنية موالية للأسد أثناء تعذيبها للأسرى وركلهم بالأقدام والوقوف على ظهورهم والقفز عليهم وهم منبطحون على الأرض ومكتوفي الأيدي وراء ظهورهم.

وعقب قائلا: "يستطيع الأسد الكذب وخداع الرأي العام والمناورة، لكن لا يستطيع أبدا مسح هذه الذكريات السوداء من مخيلة الشعب السوري أجمع، هي المحرض دائما على استمرار الثورة ضده، وهي بوابة العدالة".

وأوضح الباحث في الفلسفة السياسية رامي الخليفة علالي، أن في الذكرى العاشرة لانطلاق الثورة السورية "النتيجة مأساوية، بلاد مقسمة، وأسوأ احتلال أجنبي للبلاد وتعدد للجيوش الأجنبية على الأرض، ومئات الآلاف من الشهداء والضحايا، و70 بالمئة من الشعب لاجئ داخليا وخارجيا".

وأكد علالي أن "ملايين الكلمات المنمقة لا تكفي لتجميل هذا الواقع المر".

وأشار الصحفي ماجد عبدالهادي، إلى أن "الثورة السورية تعرضت لأبشع أشكال القتل والخطف والنفي والغدر والتشويه، لكن نبضها مازال حيا في عروق من اختاروها طريقا لإنسانيتهم". ولفت الثائر محمد مغربي، إلى أن "عشر سنوات مرت على انطلاق ثورة الكرامة ضد أكثر الأنظمة إجراما، نظام الأسد الذي اغتصب الحكم بانقلاب عسكري، فدمر البلاد وقتل وعذب، واعتقل وهجر، ونشر الجهل والفقر ثم ورث ابنه القاصر"، محذرا من "إغراق الشعب الثائر بالتفاصيل لينسوا استحقاقهم وسبب قيامهم بالثورة".

حال المهاجرين

وتحدث ناشطون عن حال ملايين المهجرين السوريين الفارين من أتون الحرب وديكتاتورية وبطش الأسد، متداولين رسوما بيانية وتقارير إعلامية توضح أعداد اللاجئين والمشردين السوريين وتوزيعهم على دول العالم.

وبرز حديثهم عن الحريق الواقع مؤخرا في مخيم للاجئين السوريين في لبنان، مؤكدين أن النازحين في مخيمات سوريا يواجهون العديد من التحديات.

ووفق الأمم المتحدة، أسفر النزاع في سوريا عن تشريد أكثر من 6 ملايين سوري داخل البلاد ويعيش كثيرون منهم في مخيمات، وتهجير 5.5 ملايين خارجها.

ونقل الناشط الإعلامي السوري أنس المعراوي، عن الاتحاد الأوروبي، قوله إن أزمة اللاجئين السوريين أكبر أزمة نزوح في العالم حيث يوجد 5.6 ملايين لاجئ مسجل و6.2 ملايين نازح داخل سوريا.

وأشار النائب الإقليمي المنسق للشؤون الإنسانية بمنظمة الأمم المتحدة مارك كاتس، إلى حريق مخيم في إدلب، لافتا إلى وقوع 34 حريقا خلال الشهر الماضي في المخيمات، واحتراق طفلة عمرها عام واحد قبل عدة أيام عندما احترقت خيمتها.

وأكد كاتس، أن "هناك حاجة عاجلة لتقديم ظروف معيشة أكثر أمنا وكرامة للنازحين في المخيمات".

تنديد بالصمت

وندد ناشطون بصمت العالم خاصة الأنظمة العربية أمام جرائم الأسد، موجهين التحية للشهداء ومثنين على صمود الثوار.

واستنكر أحد المغردين ارتكاب نظام الأسد "كل يوم جريمة بحق السوريين في المناطق المحررة وآخرها قصف على مصافي نفط بدائية وسط صمت جامعة الدول العربية ولا حتى دولة واحدة تدين الجرائم فقط نسمع من حين لآخر بيان إدانة بوجود القوات التركية والاحتلال التركي والمهلبية والفولية".

وقال الناشط الحقوقي مجد خلف: "المجد لمن صنعوا لنا صوتا وكرامة وأملا للشهداء والمفقودين ولقلب كل أم صابرة. عشر سنوات منذ أن نزل السوريون سلميا للشوارع للمطالبة بما هو أفضل وبالحرية، إلا أن الأسد قابلهم بالإبادة الجماعية، وفشل المجتمع الدولي بالوفاء بالوعود وتركنا وحيدين أمام إجرام الأسد وحلفائه".

وأعرب المغرد أحمد النمير، عن غضبه "من صمت العالم أمام إجرام عصابة بشار البهرزي الطائفية"، مشيرا إلى أن المجموع الكلي التقريبي لأعداد السوريين المهجرين قسرا من مناطقهم يصل إلى  11 مليونا و753 و981 شخصا.

محاسبة الأسد

ودعا ناشطون لمحاسبة النظام السوري ومحاكمته على جرائمه والقصاص للشهداء.

وفق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، يعيش مليوني سوري في فقر مدقع، كما يكافح نحو 13 مليون شخص داخل سوريا لإيجاد طعام يسد رمقهم كل يوم. 

وأشار المغرد خالد خضير إلى أن 15 مارس/آذار كان بداية ثورة الحرية والكرامة، قائلا: "10 سنين ومكملين حتى محاسبة السفاح بشار وعصابته النازية الفاشية".

وأكد الناطق باسم جبهة ثوار سوريا في الشمال السوري، نضال محمد صبيح، الإصرار على "إسقاط نظام الأسد بكافة الوسائل المشروعة وإقامة دولة العدالة والحرية والمواطنة ومحاسبة القتلة والجناة وهو مطلب أساسي لشعبنا لا مساومة فيه"، معلنا رفض "أي محاولة تعويم أو صبغ شرعية على نظام الأسد الإرهابي الدموي". وحث المغرد عمر ماهر على وجوب محاكمة جميع عصابة الأسد في محاكم عادلة تقتص منهم.

ذاكرة الثورة

وتداول ناشطون مقاطع فيديو لمظاهرات الأحد، بالداخل والخارج، وأخرى من ذاكرة الثورة، موضحين أن الشعب السوري نزل إلى الشارع عبر مظاهرات سلمية يطالب بحريته وكرامته التي سلبها الأسد وتمت مواجهته بالإبادة الجماعية.

ونشرت الإعلامية نيرمين أحمد صورة من ذكرى ثورة 2011، مؤكدة أن 15 مارس تاريخ لا ينسى.. تاريخ امتزج بالكرامة والحرية، قائلة: "خلو ثورتنا خضرة ولا تلبسوها السواد.. لن تقتلوا ثورتنا.. جددوا العهد يلعن روحك حافظ".

كما شارك الناشط الإعلامي ليث حداد مقطع فيديو من ذكرى الثورة، داعيا إلى "تجديد عهد الثورة ولعن المقبور حافظ الأسد وابنه بشار الأسد، وإعلان استمرار الثورة حتى يسقط النظام وعصابته المجرمة". وأشار المغرد جورج صابر، إلى أن "مظاهرة سوق الحميدية 15 مارس/آذار 2011 رغم أنها كانت صغيرة وتجريبية، إلا أنها جعلت الحلم واقعا، وما كان محرما على الناس ومجرما صار ممكنا وفي متناول اليد، وأن جمهورية الخوف يمكن اختراقها". 

ولفت إلى أنها "الشرارة الأولى لانطلاق السوريين نحو الحرية، بنداء من قلب العاصمة، وبصوت كل مكونات الشعب".

 ونشرت المغردة لينة شقير، صورا من  فعالية إحياء الذكرى العاشرة للثورة السورية في مدينة إسطنبول التركية. فيما نشر المصور السوري قاسم رماح، صورا لمظاهرات حاشدة في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي لإحياء الذكرى العاشرة لانطلاق الثورة السورية.