"نهج البشير".. لهذا غضب سودانيون من التشكيل الجديد لحكومة حمدوك

12

طباعة

مشاركة

تباينت ردود فعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي على تشكيل الحكومة السودانية الجديدة للفترة الانتقالية، بين تأييد فريق لها واعتبارها "حكومة إنقاذ"، مقابل رفض آخرين لها ووصفها بـ"حكومة محاصصة وبلا كفاءات".

وشدد ناشطون عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها ‏#تحديات_التشكيل_الوزاري، #حكومة_سلام_السودان، #التشكيل_الوزاري_الجديد، وغيرها، على أن الحكومة المعلنة لا ترضي تطلعات السودانيين ولا تمثل مطالب الثورة، وتحافظ على تركة النظام السابق.

وأعرب ناشطون عن تحفظهم على بعض الأسماء المعلنة لتولي مناصب وزارية، مستنكرين إقالة بعض الوزراء في الحكومة السابقة رغم حسن سيرتهم وقدرتهم على إدارة المرحلة.

في المقابل، أعلن ناشطون تأييدهم وتعاطفهم مع الحكومة الجديدة، مشيرين إلى أنها تأتي في وقت يواجه فيه السودان تحديات اقتصادية وأمنية كبيرة، ويستلزم من الجميع تأييده ومساندته ونقده نقدا بناء، وأعربوا عن أملهم في ضخ دماء جديدة لحماية الفترة الانتقالية وإنجاحها.

التشكيل الجديد

في 8 فبراير/شباط 2021، أعلن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر مجلس الوزراء بالعاصمة الخرطوم، أسماء 25 وزيرا ووزيرة، وأرجأ إعلان اسم وزير التربية والتعليم للحاجة إلى "مزيد من التشاور".

وأكد أن التشكيل الوزاري الجديد قام على توافق سياسي ومشاورات امتدت لشهور للمحافظة على البلاد "من الانهيار"، وشمل تعيين جبريل إبراهيم زعيم، حركة "العدل والمساواة" المتمردة في دارفور وزيرا للمالية، ومريم الصادق المهدي، من حزب الأمة، وزيرة للخارجية.

فيما أسندت وزارة الدفاع لياسين إبراهيم ياسين، والداخلية لعز الدين الشيخ، والعدل لنصر الدين عبد الباري، وشؤون الوزراء لخالد عمر يوسف، والحكم الاتحادي لبثينة إبراهيم دينار، والزراعة والغابات للطاهر إسماعيل محمد، ووزارة التجارة والتموين لعلي جدو آدم بشير.

وكلف بمنصب وزير الصناعة إبراهيم الشيخ عبد الرحمن، ووزير الطاقة والنفط جادين علي عبيد حسن، ووزير المعادن محمد بشير أبونمو، وزير الري والموارد المائية ياسر عباس محمد علي، ووزير الثروة الحيوانية حافظ إبراهيم عبد النبي، وزير النقل ميرغني موسى حمد.

وعين عبد الله يحيى أحمد وزيرا للتنمية العمرانية والطرق والجسور، وهاشم حسب الرسول وزيرا للاتصالات والتحول الرقمي، والهادي محمد إبراهيم وزيرا للاستثمار والتعاون الدولي، وانتصار الزين صغيرون وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي، وعمر أحمد النجيب وزيرا للصحة. 

وكلفت بوزارة العمل والإصلاح الإداري، تيسير النوراني محمد الطيب، فيما عين في وزارة التنمية الاجتماعية معتصم أحمد صالح، ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف نصر الدين مفرّح، ووزارة الثقافة والإعلام حمزة بلول الأمير، ووزير الشباب والرياضة، يوسف آدم الضي.

تأييد للوزراء

وهنأ ناشطون الوزراء الجدد وأعربوا عن دعمهم وتأييدهم لهم، إذ أعلن الصحفي محمد الجيلي، دعمه الكامل للتشكيل الجديد بقيادة حمدوك لـ"إنجاز استحقاق الفترة الانتقالية حتى نؤسس لدولة ديمقراطية مدنية ذات حكم راشد".

وقال المغرد محمد مكي: "برغم عدم إلمامي بشأن الوزراء الجدد، أجد تفاؤلا في تكوين بعض الوزارات وإعادة تشكيلها، كفصل وزارة التجارة عن الصناعة، ووزارة الاتصالات والتحول الرقمي، ووزارة  الاستثمار والتعاون الدولي، فاللهم عونا وضياء نتلمس به الطريق..". وحث مغرد يسمى "علي"، الحكومة الجديدة على "وضع برنامج مدروس تعمل عليه وتتحمل مسؤولية معالجة الأزمات التي تواجه البلاد"، مشيراً إلى أنها "تأتي في وقت تواجه السودان كثيرا من التحديات الاقتصادية في ظل جهات تهدف إلى إشعال الفتن والتخريب والتشكيك في أداء الحكومة".

حكومة محاصصة

في المقابل هاجم ناشطون حمدوك واتهموه بتأييد العسكر ومجاملتهم والسير على نهج الرئيس السابق عمر البشير المخلوع في أبريل/نيسان 2019، في تشكيل حكومات محاصصة لاسترضاء الأحزاب.

ورأى حسن أبازار  أن "حكومة الفترة الانتقالية سارت على نفس نهج البشير الذي كان يوزع الحصص للأحزاب في الوزارات للترضية"، مؤكدا أن "الكفاءة غابت في تشكيل الحكومة الجديدة وظهرت المحاصصة".

وقال المواطن مكوي المالك: إن "مؤتمر حمدوك لإعلان التشكيل الوزاري كشف أن رئيس الوزراء في واد، والبلاد وأزماتها في واد مختلف تماما"، معتبرا أن "حمدوك لم يقدم سوى وعود وأماني وحديث إنشائي مكرر ولا يغني من جوع الشعب شيئا ولن يغير الواقع المأزوم".

وأعرب عن خشيته ألا تصمد حكومة حمدوك أكثر مما صمدت آخر حكومة في عهد البشير (3) أسابيع فقط".

وأشار المغرد عمر آدم، إلى أن "الحكومة تحمل تقاطعات إيديولوجية قد تكون معيقة لتوجهات السودان المنفتح، فوزيرة الخارجية من حزب يرفض التطبيع مع إسرائيل، ووزير المالية ذو خلفية إسلامية تحوم حوله بعض الآراء، رغم أن حمدوك قال إن القوى المشاركة ستوقع على برنامج بحيث لا تؤثر التوجهات على برنامج الحكومة". وتبرأ المغرد حمباطي من الحكومة الجديدة وتوقع لها أن تذهب إلى مزبلة التاريخ، قائلا: إنها "لا تمثل الثورة ولا تمثله، وتمثل النقيض لكل مطالب الثورة، محاصصات وترضيات وتضارب مصالح".

جدل حول وزراء

وانتقد ناشطون تنصيب شخصيات بعينها في التشكيل الوزاري الجديد، وإقالة آخرين أثبتوا كفاءتهم في تسيير أعمال وزارتهم.

وقالت المغردة رانيا: "مريم الصااادق.. انتو جادين".

من جانبه، اعترض المغرد عمرو على تعيين إبراهيم الشيخ كوزير للصناعة واعتبره أكبر تضارب مصالح، سائلا حمدوك: "كيف تمسِّك وزارة الصناعة لبزنس مان عنده مصالح في السوق وممكن يستفيد من منصبه؟ مش ده نفس نهج البشير العيَّن مأمون حميضة وزيرا للصحة وهو صاحب  مشاريع في المجال الطبي؟!". وقال الناشط ياسين أحمد: إن "الحكومة الجديدة غير جديرة بالاحترام كونها تقيل أفضل وزير مثل هاشم بن عوف -وزير البنى التحتية والنقل-، لقد شهد له الشعب بالكفاءة والقدرة والمسؤولية على العمل في تسيير دولاب الوزارة"، متمنيا أن "يراه على رأس الوزارة في حكومة منتخبة محترمة". فيما قال الصحفي والكاتب خالد الإعيسر: إن "حكومة انتقالية معيار الكفاءة فيها أساسه المحاصصة تعني ترسيخ خدمة الولاء قبل الأداء، وحكومة مدتها 4 سنوات تعني المزيد من التنافس الأيديولوجي بطبيعة العقل الحزبي".

وأكد أن "حكومة أحزاب متنافرة تعني الفشل، وحكومة هجينة بشراكة مدنية عسكرية متشاكسة تؤسس لاتباع نهج إفشال الخصوم بزيادة معاناة الناس".