بسبب مجمع أديان في أبوظبي.. جدل حاد بين عثمان الخميس ووسيم يوسف

12

طباعة

مشاركة

قبل عامين وتحديداً في سبتمبر/أيلول 2019، أعلنت الإمارات التي طبعت مؤخراً علاقتها مع الاحتلال الإسرائيلي، عن إنشاء "البيت الإبراهيمي" وهو عبارة عن مجمع واحد يضم مسجداً وكنيسة ومعبداً يهودياً في جزيرة السعديات في العاصمة أبوظبي، ومن المقرر انتهاء بناؤه في 2022. 

ومنذ إعلان الإمارات عن مشروعها، تبنى رجالها الموالين للنظام الحاكم سواء في مواقع التواصل الاجتماعي، أو في منابر المساجد وغيرها، وعلى رأسهم الداعية الأردني المجنس إماراتياً وسيم يوسف الترويج له، ومحاولة شرعنته، خاصة بعد ظهور ردود فعل منددة بإنشائه.

ظل التنديد ببناء "البيت الإبراهيمي" في تصاعد ويعاد التذكير به على مدار العامين الماضيين، خاصة مع كل تقارب إماراتي إسرائيلي، تستغله الشخصيات الإسرائيلية الفاعلة على تويتر للزعم بأنه رمز للتسامح والتعايش وغيرها من الكلمات التي تخبئ وراءها حقيقة انتهاكه للعقيدة الإسلامية.

أما الأمر الأحدث فهو تأكيد الداعية الكويتي البارز عثمان الخميس، أن الدعوة للبيت الإبراهيمي "كفر بالله سبحانه وتعالى"، وغياب لعقيدة الولاء والبراء -التي تعني التبرؤ من كل عمل لا يرضي الله ورسوله كالكفر والفسوق والعصيان-، مستشهداً بآيات الله سبحانه وتعالى التي تثبت صحة كلامه.

ووفق مقطع فيديو تداوله ناشطون يوم 11 يناير/كانون الثاني، استنكر الخميس وضع إحدى دول المسلمين تمثال بوذا -في إشارة إلى الإمارات التي أقامته على طريق الشيخ زايد السريع بين دبي وأبو ظبي-، موضحاً أن ما تفعله تلك الدولة اتباع لخطوات الشيطان، ببناء بوذا اليوم، وغدا يعظم ويعبد من دون الله تعالى.

ما قاله الخميس لاقى تأييد واسعاً بين رواد تويتر، ودفعهم للحديث عن تماهي السياسة الإماراتية مع الاحتلال الإسرائيلي، وتوثيق علاقاتها مع رموز يهودية بارزة، إلا أن "الداعية" وسيم يوسف شن هجوما قويا عليه واتهمه بالجهل.

وزعم يوسف الذي يحمل على عاتقه مهمة الترويج للبيت الإبراهيمي والتسويق لأفكار النظام الإماراتي من خلال منابره الدينية والاجتماعية والإعلامية، خلال حديثه مع سي إن إن، أن منهج "الولاء والبراء" مشوه، مشككاً في توقيت طرح "الخميس" وربطه بالمصالحة الخليجية.

مكانة الخميس

ناشطون على تويتر، نددوا عبر حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #وسيم_يوسف، بتصريحاته، ووصفه لـ"الخميس" بالجاهل، مواجهينه بمسيرة الرجل العلمية، ودفاعه عن الإسلام والمسلمين والسنة النبوية.

عثمان محمد الخميس الناصري رجل دين سني يلقب بـ أسد السنة، درس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم، وحصل على شهادة الماجستير في الحديث النبوي،  والدكتوراه بتقدير امتياز وكانت رسالته بعنوان المراجعات دراسة نقدية حديثة، وله عدة مؤلفات.

وبدوره، قال الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب: "والله لو أن أحدهم تكلم عن الكعبة المشرفة لما انتفض هذا الإمعة المدعو وسيم يوسف كانتفاضته للإمارات، لأنه ليس صاحب مبدأ، وإنما صاحب درهم، والدراهم تأتيه من #الإمارات لذلك ينتفض لها !".

فيما أشار المغرد عيسى المضيري إلى أن "الشيخ عثمان الخميس، ثابت في مواقفه ويبين للناس الحق والباطل ويدافع عن الرسول وآل البيت والصحابة، أما وسيم يوسف أكثر متناقض ومتلون كل يوم له رأي وكلمة وأكثر من طعن في الإسلام".

وأوضح عبد العزيز أن عثمان الخميس حاصل على شهادة الماجستير في الحديث النبوي وعلى شهادة الدكتوراه بتقدير امتياز وتعلم على يد الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وأفنى عمره في علم الشريعة، مستطرداً: "ويجيك واحد من بعيد اسمه وسيم يوسف (تبّاع مسيلمة الكذاب) ينتقد كلامه ويقول عنه جاهل ومقارنات وحجج ضعيفة".

وكتب المغرد محمد الزامل: "إلى المدعي وسيم يوسف لا أحد يعلم من الذي درسك الشريعة ومن هُم مُعلمينك الذين تلقيت على أيدهم العلم ولكن عندما تذكر الدكتور عثمان الخميس أول من يأتي ببالك بعده هو العلامة ابن عثيمين".

يوسف "متلون"

في المقابل، شن ناشطون هجوماً قوياً على يوسف الذي يصفونه بأنه "مطبل بن زايد"، ولي العهد الإماراتي، واتهموا نظام أبوظبي بتمكينه وفتح المنابر له.

وأكدوا أن وسيم يوسف يحاول أن يلوي عنق الدين ونصوصه لتناسب توجهات مشغليه، وفي كل مرة يغيّر معتقداته حسب تغير الوجهة السياسية.

ولفت المغرد محمد بو براك إلى أن #وسيم_يوسف, محرف للقرآن, منكر لبعض آياته بطريقة التأويل حسب أهواءه كي تتناسب مع توجهات أربابه, ذلك المتلون, كل فترة تتغير تفسيراته الدينية بدليل فيديوهاته المجمعة والمنتشرة، وفق قوله.

وكتبت المغردة رغد: "سبحان الله محاولة وسيم يوسف للطعن بالشيخ كالذي ينطح جبلاً ولن يضر الجبل شيء".

وبين أبو سعد اليوغوسلافي، بأن حكومة الإمارات "المشكوك في نواياها" هي التي فتحت ليوسف المنابر وأعطته قيمة رأى أنه لا يستحقها.

ورأى مغرد آخر أن "المنبطح المسمى وسيم يوسف هو وكبيره الذي علمه السحر محمد بن زايد مثلهم كمثل عمرو بن لحي الذي أدخل عبادة الأصنام إلى جزيرة العرب، مات عمرو بن لحي ولم يبق له ذكر، وبقي ذكر الله وبقي الإسلام والمسلمين".

واتهمت نادية سلطان، كل من سكت عن ضلالات وسيم يوسف وأيده في السر أو العلن بمعاداة الإسلام والمسلمين.

وسخر الباحث التركي سعد التركماني، من اتهام "يوسف" للشيخ عثمان بالداعشية، قائلاً: "تهمة جميلة لكل من يدافع عن العقيدة، سلخوا الإسلام من مبادئه وعقيدته، وعندما ترد عليهم فأنت داعشي"، في إشارة إلى تنظيم الدولة الإرهابي.