"سيسي أميركا".. هكذا وصف ناشطون ترامب بعد اقتحام أنصاره للكونغرس
لم يحترم الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" مبدأ "تسليم السلطة سلمياً" وأثبتت الأحداث المتلاحقة محاولاته للتدخل في عملية فرز الأصوات ومساعيه لقلب نتائج الانتخابات الرئاسية التي أسفرت عن خسارته وفوز مرشح الحزب الديمقراطي "جون بايدن" بها.
"ترامب" المنتهية ولايته حاول الضغط على مسؤولي الولايات التي خسر أصواتها في الانتخابات التي جرت 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، لتغيير النتائج، وتواصل هو ومحاموه مع أعضاء الكونغرس لحثهم على رفض النتائج.
ادعى "ترامب" تزوير الانتخابات، وعادى وزارة العدل وجهات التحقيقات القانونية والقضائية واتهمها بالتستر على التزوير، وأقال مسؤولين بارزين شاركوا في إدارة العملية الانتخابية، بينهم مدير الأمن الإلكتروني بعدما وصف الانتخابات بأنها "الأدق في التاريخ الأميركي".
لكن كل مزاعمه بالتزوير كان مردود عليها وموثق كذبها بالأدلة الصوتية، وباءت كل محاولاته -لمنع إعلان "بايدن" رئيساً- بالفشل، فحث أنصاره عشية انعقاد جلسة الكونغرس للمصادقة رسمياً على فوز المرشح الديمقراطي للاحتجاج والاحتشاد لرفض نتائج الانتخابات.
ودعاهم للمجيء باكراً إلى ساحة "إيلليبس" الواقعة جنوب البيت الأبيض، مبدياً ثقته بأن "حشوداً ضخمة" ستشارك في هذه التظاهرة، وهو ما استجاب له أنصاره، وتصاعدت تبعاته الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني، ووقعت مصادمات بينهم وبين الأمن داخل مبنى الكونغرس.
جرت الصدامات بعد أن اجتاح أنصار "ترامب" مبنى الكونغرس (الكابيتول) في أعقاب اجتماع المشرعين، للمصادقة على فوز "بايدن" ونائبته كامالا هاريس، لإجبارهم على منع التصديق.
وعقب "ترامب" على الأحداث في تغريدة حذفها مسؤولوا تويتر، قائلاً إنها "رد فعل طبيعي".
الأحداث أثارت ردود فعل على "تويتر"، دفعت ناشطين لتسمية ترامب بـ"سيسي أميركا" لتسببه في فوضى أسفرت عن سقوط 4 قتلى بينهم سيدة متأثرة بإصابتها بطلق ناري، واعتقال 52 شخص -بحسب ما أعلنه رئيس شرطة العاصمة الأمريكية واشنطن، "روبرت ج.كونتي"-.
بلطجة سياسية
وندد ناشطون عبر مشاركتهم في وسوم مختلفة أبرزها #أميركا_تنكشف، #ترامب، #الربيع_الأمريكي، #الكونغرس، #انتخابات_الرئاسة_الأمريكية، وغيرها، بالفوضى التي خلقها ترامب بسبب رفضه تسليم السلطة والاعتراف بهزيمته.
ورأى ناشطون، أن الأحداث رغم انتهاءها بتراجع "ترامب" ودعوته أنصاره للهدوء، ومصادقة الكونغرس بغرفتيه (النواب والشيوخ) 7 يناير/كانون الثاني، على فوز "بايدن" بأغلبية 307 من أصوات المجمع الانتخابي، إلا أنها كاشفة لكذبة ديمقراطية أميركا، فيما أثنى ناشطون على قدرة المؤسسات الأميركية على احتواء الأزمة.
وأشار ناشطون إلى أن "ترامب" شخصية ديكتاتورية ويحب الديكتاتوريين، وله ديكتاتور مفضل اسمه (عبدالفتاح) السيسي (رئيس النظام المصري)، لافتين إلى أن ما فعله "بلطجة سياسية" .
واعتبروا ما جرى خطأ تاريخي يحرج أميركا وسفرائها الذين يعمدون إلى إعطاء الدول الأخرى دروساً في الديمقراطية، مؤكدين أن الأحداث أسقطت هالة الديمقراطية الأميركية المصطنعة التي سُوق لها أنها النموذج الأرقى الذي يجب أن يحتذى من قبل شعوب العالم.
ووصف ناشطون تحريض "ترامب" لأنصاره على رفض نتائج الانتخابات والمطالبة بتمديدة 4 سنوات جديدة له، بأنها "بلطجة سياسية" شوهت الديمقراطية الأميركية.
وقال رئيس مركز "هنا عدن" للدراسات "أنيس منصور" إن بلطجة أنصار ترامب فالصوا وغدت وصمة عار تاريخية أسقطت ديمقراطية Hldv;h وحزب #ترامب، مؤكداً أن الرهان على الفوضى سلوك شوارعي.
عاجل، استئناف الجلسة المشتركة لغرفتي الكونغرس للتصديق على فوز بايدن في انتخابات الرئاسة الأمريكية
— أنيس منصورAnis (@anesmansory) January 7, 2021
راحت بلطجة أنصار ترامب فالصوا بل غدت وصمة عار تاريخية أسقطت ديمقراطية أمريكا وحزب #ترامب
الرهان على الفوضى سلوك شوارعي #الكونغرس #الربيع_الأمريكي
ورأى الكاتب "محمد اليحيا" أن البلطجة السياسية التي قام بها "ترامب" أضرت كثيرًا بسمعة الولايات المتحدة الأميركية وبسمعة النظام الديموقراطي الذي اتضحت هشاشته.
#الربيع_الأمريكي
— محمد اليحيا (@mo7ammadalyahya) January 7, 2021
البلطجة السياسية التي قام بها #ترامب أضرت كثيرًا بسمعة الولايات المتحدة الأميركية وأضرت بسمعة النظام الديموقراطي الذي اتضحت هشاشته خلال رئاسة ترامب.
لم تقتصر بلطجة ترامب على أمريكا بل تأثر كل العالم بتهوره وبلطجته ونرجسيته وابتزازه للحليف قبل العدو. pic.twitter.com/9KvItRpfCn
سيسي أميركا
وربط ناشطون بين أفعال "ترامب" ومحاولته الانقلاب على أصوات الشعب الأميركي، وانقلاب السيسي على الرئيس الشرعي محمد مرسي، وحشده لمظاهرات مطالبة برحيله، أعقبها بانقلاب عسكري في 3 يوليو/تموز 2013.
وكان "ترامب" قد وصف السيسي في لقاء سابق معه بـ"ديكتاتوره المفضل"، وقالها بصوت عال بما فيه الكفاية ليسمعه تجمع صغير من المسؤولين الأميركيين والمصريين، بحسب ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال".
وأشار الكاتب والصحفي "صلاح بديوي" إلى أن "ترامب" وأنصاره يحاولون الانقلاب على النظام الديمقراطي الأميركي، متسائلاً: "هل تنفجر حرب أهلية أو يستولي الجيش الأمريكي على السلطة اقتداء بالجنرال عبد الفتاح ترامب سيسي أميركا، أم تنتصر الحرية؟.
يبدو أن ترامب وأنصاره يحاولون الآن الانقلاب على النظام الديمقراطي الأمريكي، هل تنفجر حرب أهلية أمريكية أو يستولي الجيش الأمريكي على السلطة اقتداء بالجنرال عبد الفتاح ترامب سيسي أمريكا أم تنتصر الحرية؟، سنتابع ونرى
— صلاح بديوي (@Salah_Bediwy) January 6, 2021
ورأى أحمد بن راشد بن سعيد، أن "ترامب" يقتفي خطى ديكتاتوره المفضل -في إشارة إلى السيسي-.
على طريقة الانقلابيين، دعا #ترمب أنصاره إلى التجمع بأعداد كبيرة بواشنطن، الأربعاء، تحت شعار "أنقذوا أميركا"، لاستباق تصديق مجلسي الشيوخ والنواب على فوز #بايدن (الموعد بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة 11:00AM وموعد الجلسة المشتركة للكونغرس 1:00PM). ترمب يقتفي خطى ديكتاتوره المفضل. https://t.co/onNIoFiHF5
— أحمد بن راشد بن سعيّد (@LoveLiberty_2) January 6, 2021
وتساءل المغرد محمود الزواوي: "ماذا ننتظر من ترامب الرئيس الأميركي الذي تكفل وتفاخر برعاية الديكتاتور المفضل له، قائد الانقلاب العسكري المصري عبدالفتاح السيسي، ويبدو أنه تأثر به، وأحب أن يجرب حظه في انقلاب على الديمقراطية، وحث أنصاره على اقتحام الكونغرس ولكن شتان بين دولة المؤسسات ودولة العسكر.. يسقط حكم العسكر".
ماذا ننتظر من #ترامب الرئيس الأمريكي الذي تكفل وتفاخر برعاية الديكتاتور المفضل له قائد الانقلاب العسكري المصري عبدالفتاح السيسي. ويبدو أنه تأثر به، وأحب أن يجرب حظه في انقلاب على الديمقراطية وحث أنصاره على اقتحام #الكونغرس
— Mahmoud Elzawawy (@EZAWAWYmahmoud) January 7, 2021
ولكن شتان بين دولة المؤسسات ودولة العسكر
يسقط حكم العسكر
ديمقراطية كاذبة
وهاجم ناشطون "ترامب"، مؤكدين أن الأحداث أسقطت قناع الديمقراطية الأميركية، وأثبتت كذبها.
ورأى الإعلامي "محمود الورواري" أن ما حدث ليلة أمس أمام مبنى الكونغرس يكشف أن ترامب لم يكن سياسيا بالمعنى الفعلي بقدر ما كان رجل أعمال رخيص، لافتاً إلى أنه لم يتصرف كسياسي، وإنما تصرف كما كان يتصرف في حلبات المصارعة والنوادي الليلية التي كان يديرها.
#أميركا_تنكشف #الكونجرس_الأمريكى #ترامب
— محمود الورواري (@mwerwary) January 7, 2021
ما حدث ليلة أمس أمام مبنى الكونجرس يكشف أن ترامب لم يكن سياسيا بالمعنى الفعلي، بقدر ما كان رجل أعمال رخيص.
لم يتصرف كسياسي وإنما تصرف كما كان يتصرف في حلبات المصارعة والنوادي الليلية التي كان يديرها .
ونشر الإعلامي القطري "جابر الحرمي" صورة لاقتحام أنصار ترامب الباحة الرئيسة لمبنى الكونغرس بعد اقتحام الحواجز، ساخراً بالقول: "هذه هي الديمقراطية الأميركية ..".
هذه ..
— جابر الحرمي (@jaberalharmi) January 6, 2021
هي الديمقراطية الأميركية ..
اقتحام المتظاهرين من أنصار #ترمب للكونجرس الأميركي .. pic.twitter.com/yZKVYd1fCf
وقال الصحفي سمير العركي: "لم نستفد من الديمقراطيات الغربية سوى تنظيرات فارغة، فكلما نبتت لنا تجربة ديمقراطية واقعية كما في إيران وتركيا ومصر والجزائر، تعقبوها بانقلاب دموي يزهق آلاف الأرواح ويبدد الثروات ويعيدنا للخلف سنوات، ثم يجلسون على برج عال يضحكون علينا بأهمية الديمقراطية وفائدة الحكم الرشيد".
لم نستفد من الديمقراطيات الغربية سوى تنظيرات فارغة فكلما نبتت لنا تجربة ديمقراطية واقعية كما في #إيران و #تركيا و #مصر و #الجزائر تعقبوها بانقلاب دموي يزهق آلاف الأرواح ويبدد الثروات ويعيدنا للخلف سنوات ثم يجلسون على برج عال يضحكون علينا بأهمية الديمقراطية وفائدة الحكم الرشيد!!!
— سمير العركى (@s_alaraki) January 6, 2021
في المقابل، أشاد ناشطون بسيطرة السلطات الأميركية على الأحداث وعودة الكونغرس للتصويت على "فوز بايدن" بالرئاسة، وإفشال محاولات ترامب لخلق الفوضى، مشيرين إلى أن أميركا دولة مؤسسات، وقارنوها بما يحدث في الدول العربية التي شهدت انقلابات عسكرية.
وقال أستاذ الأخلاق السياسية "محمد المختار الشنقيطي": "ستنتصر الديمقراطية في #أميركا على #ترمب، لأن جيشها ليس الجيش المصري، ووزير دفاعها ليس ضابطا متهورا تقف وراءه طغمة عسكرية أدمنت احتكار السلطة والثروة، وعصابة إعلامية ودينية أدمنت النفاق والتطبيل لكل سفّاح..
ستنتصر الديمقراطية في #أميركا على #ترمب، لأن جيشها ليس الجيش المصري، ووزير دفاعها ليس ضابطا متهورا تقف وراءه طغمة عسكرية أدمنت احتكار السلطة والثروة، وعصابة إعلامية ودينية أدمنت النفاق والتطبيل لكل سفّاح.. pic.twitter.com/TEzMp2ZTyJ
— محمد المختار الشنقيطي (@mshinqiti) January 7, 2021
فيما تساءل القانوني محمود رفعت: "هل ندرك أن ضمان الديموقراطية هو مؤسسات الدولة؟"، مجيبا أنه "لو وجد ترمب قضاة فاسدون كقضاة #مصر لدمر كل شيء".
#عاجل: نائب الرئيس #ترمب يعلن بصفته رئيس مجلس النواب المنعقد الآن فوز #بايدن برئاسة #أمريكا بشكل نهائي وغير قابل لأي طعن.. وترمب يعلن أنه سيكون هناك انتقال منظم للسلطة يوم 20 يناير.. هل ندرك أن ضمان الديموقراطية هو مؤسسات الدولة فلو وجد ترمب قضاة فاسدون كقضاة #مصر لدمر كل شئ
— Mahmoud Refaat (@DrMahmoudRefaat) January 7, 2021