بعد رحيل ترامب.. كيف ستصمد الشعبوية اليمينية في الولايات المتحدة؟
يتحدث التحليل عن المبررات المرتقبة لداعمي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ممن يتخذون العنصرية والشعبوية طريقا لهم، وذلك بعد رحيله عن سدة الحكم في الولايات المتحدة.
وفي مقال نشره موقع "إي بي جي" بنسخته الروسية، قال الكاتب ماركو بيشناو: إن "الشعبوية المقننة التي أغرقت قبل بضع سنوات، نصف العالم، في ارتباك لا يمكن تصوره، تبدأ اليوم بالتراجع".
وأضاف: "نتذكر كيف استعد الشعبويون على جانبي شمال المحيط الأطلسي لاقتحام المؤسسة السياسية باسم المنسيين والمهمشين، ضد الحكومات التي تركز فقط على مصالحها الخاصة، وتعامل الناس بفظاعات باسم الحداثة".
وأشار "بيشناو" إلى أنه "مع الانتصار الانتخابي لترامب (عام 2016)، وانهيار العديد من المحظورات، بدا أن الديمقراطيين الليبراليين في الشرق والغرب سيستسلمون حتما لهجمة هذا الغضب المستمر والمتزايد".
ولفت إلى أنه "بعد مرور 4 سنوات، كل شيء يشير إلى خلاف ذلك، حيث يقع اليمين الشعبوي الذي كان لا يقهر في يوم من الأيام تحت العبء الثقيل المتمثل في تلبية توقعاته وتوقعات ناخبيه".
واعتبر أنه "في السنوات الأخيرة، كان أداؤهما (اليمين الشعبوي والديمقراطيون) سيئا بشكل واضح، ففي فرنسا، حيث اعتقدت رئيسة "حزب الجبهة الوطنية"، مارين لوبان، نهاية 2016، أن لديها أفضل فرصة، على ركوب نمر الشعبوية، لتحل محل (الرئيس السابق) فرانسوا هولاند، الذي كان ضعيفا في ذلك الوقت، كرئيس للدولة".
واستدرك بيشناو: "لكن ظهر الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، ومعه تحول في معسكر القوى الوسطية، والتي على الرغم من احتجاجات السترات الصفراء، أرست الأساس لاستمرار عجز الشعبويين".
وفي أقصى الجنوب، في إيطاليا، كان على "رابطة الشمال" المعادية للأجانب أن تودع مقاعدها في الحكومة قبل الموعد المحدد، بينما في سويسرا، يواجه حزب "الشعب" المعارض المتشدد للانضمام إلى أوروبا، ضياع فرصة تلو الأخرى.
وفي الدنمارك، وفقا لاستطلاعات الرأي، يعاني حزب "الشعب" من انخفاض بنسبة 50٪ في التصنيفات، فيما في ألمانيا، كاد حزب "البديل من أجل ألمانيا" أن يفقد موطئ قدمه، بحسب الكاتب.
انتكاسة كبيرة
وقال "بيشناو": إن "ترامب، تاجر العقارات في نيويورك، تعرض لأول مرة في تاريخ الرؤساء الأميركيين منذ 30 عاما، لانتكاسة كبيرة في محاولته للاحتفاظ بمقعده في البيت الأبيض".
وأشار إلى أن "حقيقة أنه لم يحصل أي شخص من قبل في تاريخ الولايات المتحدة كمعارض للرئيس الحالي على عدد الأصوات مثل المرشح الديمقراطي جو بايدن الذي تحدى ترامب (في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020)".
والشيء المثير للاهتمام هو أن الرئيس المنتهية ولايته، انهار في ضواحي مناطق حضرية كبيرة، وفقد الدعم في "جورجيا وأريزونا"، وهما ولايتان جمهوريتان رئيسيتان.
وأوضح "بيشناو" أنه "في حالة ترامب، وصل الإدراك على نحو متزايد بأن العديد من المخاوف الأولية من الشعبوية اليمينية كانت مبالغا فيها بشكل غريب".
واستغرب الكاتب من تسمية إدارة ترامب بـ"العظيمة"، قائلا: "على العكس من ذلك، كانت المشاريع الناجحة الوحيدة هي الإصلاح الضريبي، الذي اهتزته العديد من الفضائح والافتقار إلى المواهب في التنفيذ على مستوى الخدمة الروتينية".
واعتبر أنه "بالنسبة للقوى الشعبوية اليمينية في أوروبا، ستكون هزيمة ترامب في المقام الأول ضربة ملموسة أخرى للصراع الدعائي، وفقدان شخصية ذات قيمة رمزية إلى حدّ ما".
وختم "بيشناو" مقاله بالقول: "بالنسبة للولايات المتحدة، يبقى أن نرى إلى أي مدى سيتمكن الجمهوريون من تسوية الميل نحو الشعبوية المقننة، وأحيانا نظريات المؤامرة في حقبة ما بعد ترامب".