مستشار ابن زايد يهين السعودية.. وناشطون: تجرأ بسبب انبطاح ابن سلمان

12

طباعة

مشاركة

في إهانة علنية لسيادة السعودية من جارتها الإمارات، وفي أعقاب خطوات حثيثة نحو مصالحة خليجية ثنائية بين الرياض والدوحة، كتب المستشار السابق لولي عهد أبوظبي عبد الخالق عبد الله، تغريدة قال فيها: إن "قطار المصالحة الخليجية لن يتحرك مليمترا واحدا بدون علم وموافقة ومباركة الإمارات المسبقة".

ورغم أن "عبد الله" حذف تغريدته بعد ساعات من كتابتها، ليس تراجعا منه عن مضمونها وما تحويه من رسائل، بل لأنها أثارت الكثير من الجدل واللغط فقط -على حد قوله-، إلا أنها أثارت غضب ناشطين على تويتر، ودفعتهم لإطلاق وسم #عبد الخالق_يقل_أدبه.

واعتبروا خلاله تغريدة "عبد الله" بأنها استعلاء إماراتي على السعودية وباقي دول الخليج الرافضة لحصار قطر والمؤيدة للمصالحة الخليجية، واستفزاز للسعوديين خاصة المتمسكين بمقولة: "السعودي إماراتي والإماراتي سعودي".

ورأى ناشطون أن تغريدة "عبد الله" تصريح علني بتبعية الرياض لأبوظبي ورسالة مبطنة من ولي عهدها محمد بن زايد إلى السعودية وقطر، منددين بانبطاح وضعف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وتسبب سياساته في كتابة مثل هذه التغريدة.

وأكد ناشطون أن تغريدة أستاذ العلوم السياسية "عبد الله"، تدخل في شؤون المملكة، ودليل على مساعي أبوظبي لإفشال المصالحة الخليجية، وترسيخ لدورها في تشتيت البيت الخليجي والعربي، مطالبين بردع المتطاولين على المملكة والمتدخلين في شؤونها.

تغريدة المستشار المقرب من ولي عهد أبوظبي، ليست الأولى المثيرة للجدل، لكنها تتزامن مع جهود جارية لإيجاد أرضية للمصالحة الخليجية، أعلنتها الكويت التي تلعب دور الوسيط في حل الأزمة الخليجية الواقعة منذ يونيو/حزيران 2017.

وقطعت على إثرها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتهم الدبلوماسية والتجارية وخطوط الطيران مع قطر بزعم اتهامها بدعم الإرهاب وهو ما تنفيه الدوحة.

وسبق للمستشار الإماراتي أن غرد في أعقاب تعرض السعودية لضغوط دولية واتهامات باغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في أكتوبر/تشرين الأول 2018، بأن أبوظبي أصبحت مركز الثقل العربي الجديد، وقوبلت تغريداته بموجة انتقادات حادة من الناشطين واعتبروها إساءة للرياض.

ضعف ابن سلمان

ووجه ناشطون انتقادات حادة لولي العهد السعودي اتهموه فيها بتضييع مكانة المملكة بسبب انصياعه لتوجيهات ولي عهد أبوظبي، حتى بات المراقبون يصفونه بأنه "عروس ماريونيت، أو قفازات بيد ابن زايد"، ويؤكدون أن "ابن زايد" يمسك بزمام "ابن سلمان" ويقوده، وهو العقل المدبر لسياساته.

التقارير تحدثت عن استغلال ابن زايد لولع ابن سلمان ولهفته للوصول إلى كرسي الملك، وكشفت عن دوره في تحقيق ذلك وتطميعه في أن يخلف والده، عبر توجيهه بالتخلي عن الوهابية، وفتح قناة قوية من التواصل مع إسرائيل، وهو ما أثبتت الأحداث أن ابن سلمان تبع خطة ابن زايد بدقة.

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" فإن ابن زايد دشن حملة علاقات عامة في واشنطن لتلميع صورة ابن سلمان حتى يؤمن له الطريق إلى ولاية العهد.

وأكد مراقبون أن ولي العهد السعودي أصبح مدينا لابن زايد وبات بمثابة قفازاته التي يرتديها، ويستخدمه لممارسة أدوار وسياسات لا ترضى عنها شعوب المنطقة فيما يتعلق بعدد من القضايا التي وجد ابن سلمان نفسه متورطا فيها.

كما أثبتت الأحداث أيضا اختراق أبوظبي لقرارات الرياض وتحكمها فيها، فكل حديث يخرج من رموز إماراتية عرفت بقربها من مركز صناعة القرار متعلق بالمملكة، يتم تنفيذه وتحقيقه على أرض الواقع.

الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب قال: "لو لم يكن ابن سلمان ضعيفا منبطحا لما تجرأ الإماراتي عبد الخالق عبد الله ولا غيره على التطاول على السعودية!".

ورأى القائمون على حساب "نحو الحرية"، أن "الكلام الصادر من عبد الله فيه انتقاص كبير للمملكة، لكن لن يجد من يرد عليه من دشير ابن سلمان لأن طويل العمر يتحكم به ابن زايد بالكنترول!!، مستنكرين ترديد "السعودي إماراتي والإماراتي سعودي !!". وقال الكاتب والصحفي القطري أحمد علي: إن "عبد الخالق عبد الله ينتقص من قيمة ومكانة (السعودية العظمى) ويتعامل معها وكأنها إمارة تابعة لأبوظبي تأتمر بأوامرها!، والمؤسف أن تتحول (المملكة) في عهد ابن سلمان إلى (الإمارة الثامنة) التي يتحكم ابن زايد في قرارها ومسارها وتوجهها السياسي بعدما أنجبت ملوكها العظماء فيصل وفهد وعبد الله".

 إجهاض المصالحة

وأشار ناشطون إلى أن ما كتبه المستشار السابق لابن زايد يمثل رؤية السلطات الإماراتية، وتؤكد رفض أبوظبي للمصالحة الخليجية، مشيرين إلى دورها في عرقلة أي محاولة للتقارب وتعمل على زرع الشقاق بين دول الخليج وتسعى لإجهاض مساعي الوسطاء لحلحلة الأزمة المستمرة منذ 3 سنوات.

وسبق للكاتب البريطاني ديفيد هيرست أن أوضح في مقال له على موقع "ذي ميدل إيست آي" أن من بين الأسباب التي تدفع ابن زايد لإفشال أي محاولة للمصالحة الخليجية أنه يحتاج إلى استمرار الصراع بين السعودية وقطر حتى يظل متمتعا بالنفوذ، لأنه من دون ولي العهد السعودي سيصبح قوة ضعيفة.

وأشار إلى أن ابن زايد سبق أن أقنع ابن سلمان بوقف الحوار وإفشال محاولة التصالح التي مهد لها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بين الرياض والدوحة، في سبتمبر/أيلول 2017، مضيفا أن ثمة مصادر تقول إنه ربما يلجأ إلى تكرار الشيء ذاته.

من جانبه، قال المغرد عبد الله الشهراني: إن "عبد الخالق لايغرد عبثا من تلقاء نفسه، وخبثهم أوضح من عين الشمس، متمنيا من الطبول أن يصحوا من نومهم ويعرفوا ما يحاك ضد وطنهم وأنه بتطبيلهم لأعدائنا أنهم خونة".

 الناقد فارس آل سعود كان قد نقل عن مصدر أن "بحكم سيطرة الإمارات على القرار السعودي لا حل للخلاف الخليجي، وكل مايرد في الإعلام مجرد تهدئة مؤقتة قد ينفجر بعدها الوضع في أي لحظة، وأن الخلاف عميق بين الملك سلمان وولي العهد".

وعقب على تغريدة عبد الله قائلا: "بعد 12 ساعة فقط من تغريدتي جاء التأكيد على لسان المستشار"، مشيرا إلى أن الرد "يؤكد وظيفة الإمارات الدائمة في شق الصف وتعميق الخلاف الإسلامي الإسلامي".

 وأكد الباحث المتخصص في الشأن الخليجي، فهد الغفيلي أن "عبد الله أراد بتغريدته إيصال رسالة ابن زايد إلى السعودية وقطر، ثم حذفها بحجة أنها أثارت لغطا وجدلا!".

فيما أشار المغرد سعد الدوسري إلى أن "ابن زايد يغرد من حسابات عبد الخالق عبد الله وحمد المزروعي، في تويتر، ويحاولوا إيصال رسائل عبرهم إلى الحلفاء والخصوم"، لافتا إلى "استياء ابن زايد بسبب التجاهل الأميركي له في موضوع المصالحة مع قطر ويحاولوا إفشالها بكل ما يملك من تأثير واختراق للداخل السعودي".

مطالبات بالردع

وذكر ناشطون بإساءات شخصيات إماراتية أخرى للمملكة، معلنين رفضهم لذلك ومطالبين بمحاسبتهم، إذ لفت المغرد أبو سعود إلى أن "عبد الخالق ليس وحده من يقل أدبه، فيوسف العتيبة سبق أن قال نريد السعودية دولة علمانية، وادعى أنور قرقاش أن السعودية تمول الإرهاب".

وأشار إلى أن علي النعيمي قال إن الوهابية دخيلة على المنطقة، وصرح عبد الخالق عبد الله بأن صورة السعودية ظلامية، وغرد علي تميم: "نريد من المملكة أن تكون جزءا من الفسيفساء الجديدة".

ووجه المغرد عبد الله متعب نداء للمسؤولين قائلا: "أبناء هذه البلاد لا يقبلون بثلاث، الإساءة لدينهم ومعتقداتهم، التقليل من شأن بلادهم ومكانتها، الإساءة لرموز هذه الدولة بطرق مباشرة وغير مباشرة.. وقد آن الآوان لإيقاف من يتعمدون من وقت لآخر استفزازنا بمثل هذه التغريدات عند حدودهم!".