"الريتز " المصري.. السيسي يلاحق رجال الأعمال على طريقة ابن سلمان

12

طباعة

مشاركة

من التالي؟ أصبح التساؤل المتداول بين المصريين، في ظل ملاحقة نظام عبد الفتاح السيسي، لرجال الأعمال واعتقالهم بتهم "مختلقة" وأخرى "معلبة" أبرزها "تمويل جماعة الإخوان المسلمين".

وبدأت الملاحقات بالقبض على رجل الأعمال ومالك صحيفة "المصري اليوم" صلاح دياب، وبعدها رئيس مجلس إدارة شركة "جهينة" للصناعات الغذائية صفوان ثابت.

وفي 5 ديسمبر/كانون الأول 2020، ألقت أجهزة الأمن القبض على مالك محلات "التوحيد والنور" سيد رجب السويركي، بزعم "تمويل الإرهاب والانتماء لجماعة محظورة"، الأمر الذي أثار غضب ناشطين على موقع "تويتر".

واتهم الناشطون عبر مشاركتهم في وسم #سيد_السويركي، النظام المصري بمحاولة تأميم ممتلكات رجال الأعمال ومصادرتها لتعويض الخسائر الاقتصادية التي تسبب فيها، مستنكرين استخدام تهمة "تمويل الإرهاب" والانتماء لجماعة محظورة وغيرها، كفزاعة ومبرر لملاحقاتهم الأمنية.

"الريتز" المصري

وصف ناشطون تصرفات النظام المصري بأنها محاكاة للنظام السعودي، وتكرار لاعتقالات "الريتز كارلتون"، التي قام بها ولي العهد محمد بن سلمان، في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، بالقبض على ما يقرب من 400 من أقوى الشخصيات في المملكة، بينهم أمراء ورجال أعمال كبار ووزراء.

واحتجزوا في فندق "الريتز كارلتون"، ووجه النظام السعودي لهم تهما بالفساد، لكن مراقبين مطلعين ووسائل إعلام عالمية، أكدوا أنها عملية ابتزاز لهم وتجريدهم من ممتلكاتهم، وترسيخ لسلطة ابن سلمان، وبسط نفوذه، واتهموه بالاستيلاء على أكثر من 107 مليارات دولار. 

وأعادت الإعلامية حياة اليماني، نشر خبر اعتقال السويركي متسائلة: "معتقلو الريتز؟".

 ورأى المغرد أحمد ماهر، أن ما حدث هو "نفس النظرية التي طبقها ابن سلمان في الريتز كارلتون"، قائلا: إنها "الدجاجة التي تبيض ذهبا".

واستنكر ناشطون تصنيف النظام المصري لشعب كامل بانتمائه لجماعة إرهابية، لافتين إلى أن كل مكون من مكونات نسيج الشعب بينهم معتقلون بـ"تهمة الإرهاب".

وتساءلوا عن أسباب صمت النظام المصري منذ وصوله للسلطة بانقلاب عسكري في 3 يوليو/تموز 2013، عن رجال الأعمال "ما دامت تراهم إرهابيين".

وكانت تقارير حقوقية وإعلامية، أكدت استخدام النظام المصري لفزاعة الإرهاب لـ"شيطنة المعارضين، وتقنين ممارسات الأجهزة الأمنية القمعية".

وقال الإعلامي عبد الفتاح فايد: إن "الاعتقال في مصر لم يعد بحق السياسيين والصحفيين والحقوقيين فقط، مصر كلها أصبحت جماعة إرهابية".

 وتساءلت الإعلامية المصرية سمية الجنايني: "ماذا يحدث في مصر؟، قائلة: إن "مع استمرار اعتقال النشطاء والصحفيين والحقوقيين! مصر أصبحت سجنا كبيرا، ومستحيل أن تستقيم الأمور هكذا".

ابتزاز "تحيا مصر"

وكانت مصادر سياسية اقتصادية قد كشفت عن تعرض عدد من رجال الأعمال المصريين للضغوط والابتزاز؛ لإجبارهم على التبرع لصندوق "تحيا مصر"، وتمويل مجموعة من المبادرات التي أعلنها السيسي، بحسب موقع "العربي الجديد" (خاص). 

وأفادت مصادر أخرى بأن السيسي يعمد لابتزاز رجال الأعمال الذين أثبتوا نجاحا ملفتا في مجالاتهم، ولم يظهروا ولاء كاملا لنظامه، عن طريق اعتقالهم لفترة من الوقت مقابل دفعهم للأموال نظير إخلاء سبيلهم.

وحذر الناشط الحقوقي أسامة رشدي، من أن "الدور قادم على كل رجال الأعمال ممن لا يتمتعون بحماية مناسبة"، مؤكدا أن الهدف من اعتقال صاحب سلسلة محلات "التوحيد والنور" وغيره من رجال الأعمال هو "الابتزاز ووضع أيديهم في جيوب الناس لسرقتهم". 

وأضاف: أن "هذا باب آخر للخراب فلن يأمن أحد على ماله في بلد يسيطر عليها اللصوص".

من جهته، أشار وكيل اللجنة الدينية بمجلس الشعب السابق، محمد الصغير، إلى أن النيابة العامة قررت حبس رجلَي الأعمال السويركي وثابت بتهمة التمويل والانضمام لجماعة إرهابية!".

وتساءل الصغير: "هل غابت هذه المعلومات عن الأجهزة الأمنية في السنوات السبع الماضية، أم هو جشع التأميم والسعي لنهب ومصادرة أموال رجال الأعمال؟".

 وتهكم المستشار السابق لوزير الاستثمار المصري، سمير الوسيمي، قائلا: "فجأة تعلن السلطة المستبدة أن رجل الأعمال سيد السويركي منضم لجماعة إرهابية وبيمول البتنجان وبيعمل حاجات عيب وكدا، وطبعا تقبض عليه! الراجل مستثمر له عشرات السنين، فجأة كدا هذا الاكتشاف، وإلا دا ميعاد ملء خزان الفلوس الذي ربما قارب على الانتهاء؟!!!".  فيما، أكد الخبير في الإدارة الإستراتيجية وإدارة الأزمات، مراد علي، أنه "لا أمان لرجال الأعمال في مصر مهما تبرعوا لتحيا مصر ومهما توددوا".  ورأى الصحفي والإعلامي أحمد حسن الشرقاوي، أن "النظام المصري يخلق حالة من الذعر في أوساط رجال الأعمال بهدف الابتزاز والتغطية على فضيحة سكارليت جوهانسون!".

فزاعة الإخوان

وندد ناشطون باستخدام النظام المصري لفزاعة الإخوان والانتماء لها كـ"شماعة لتبرير الفشل وتقنين الممارسات المستبدة".

وبحسب المعهد المصري للدراسات، فإن "النظام العسكري في مصر اعتمد منذ نشأته على إستراتيجية تضخيم الخصومة بشكل مبالغ فيه تجاه جماعة الإخوان المسلمين، وتصنيفهم بمعاداة الدين والوطن والسعي لهدم الدولة وغيرها من التهم التي تتكرر بشكل أوسع في عهد السيسي".

وأكد المعهد أن هذا "النظام نجح بعد انقلاب يوليو 2013، في أن يجعل جماعة الإخوان المسلمين فزاعة لصرف النظر عن الأزمات والمشكلات الحقيقية، وتأجيل أي حديث أو مطالبات باحترام حقوق الإنسان، أو مناقشة الوضع الاقتصادي ومكافحة الفساد".

وفي السياق، قال رئيس تحرير صحيفة "المصريون"، جمال سلطان: إن "السيسي يأخذ رجال الأعمال بالدور"، لافتا إلى أن "تهمة الجماعة الإرهابية، دجاجة تبيض ذهبا، وها تدفع يعني ها تدفع".

 ووصف الكاتب سليم عزوز ما حدث بأنه "تقليب رجال الأعمال"، قائلا: "فليبغ الحاضر الغائب أن هذا سطو مسلح على أموال الناس وممتلكاتهم!".  فيما أكد الصحفي والكاتب صلاح بديوي، أن "فزاعة الإخوان تستخدم للسطو على أموال رجال الأعمال تباعا"، قائلا: "صمتم يوم أكل الثور الأبيض وحل دوركم".  يشار أن السويركي سبق وحوكم عدة مرات بسبب جنح مالية وقضايا شخصية، آخرها إهانة علم مصر، وتمت إحالته لمحكمة الجنح طبقا للقانون رقم 41 لسنة 2014 الذي أصدره الرئيس السابق عدلي منصور، وتم تبرئته.

كما سبق أن قررت لجنة لجنة حصر وإدارة أموال جماعة "الإخوان المسلمين" التحفظ على أموال رجل الأعمال صفوان ثابت، بالتحفظ على أمواله الشخصية السائلة والمنقولة والعقارية، رغم تبرعه بمبلغ 50 مليون جنيه لصالح صندوق "تحيا مصر" غير الخاضع للرقابة.