قلق أردني.. مركز عبري يكشف مخطط إسرائيل لإقحام السعودية في القدس

12

طباعة

مشاركة

يخشى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، من إبرام إسرائيل والسعودية صفقة تحصل فيها الرياض على "بصمة" في الحرم القدسي مقابل "تعزيز التطبيع"، حسب مركز عبري.

وقال مركز "القدس للشؤون العامة وشؤون الدولة" العبري: إن "الأردن يشعر بقلق بالغ إزاء الاجتماع السري (في 22 نوفمبر/تشرين الثاني2020) لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في السعودية مع ولي العهد محمد بن سلمان، بمشاركة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو".

ونقل عن مصادر إسرائيلية وأميركية، أن الاجتماع "تناول تنسيق جبهة مشتركة ضد إيران وعملية التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، لكن لم يتم تحقيق انفراجة فيما يتعلق باتفاقية التطبيع بين إسرائيل والسعودية".

ويرى المركز العبري أنه "ما دام الملك سلمان بن عبد العزيز على قيد الحياة، فلن يكون هناك تقدم في هذه القضية، فالملك السعودي على عكس نجله ووريث العرش، يؤكد أن التطبيع بين السعودية وإسرائيل ممكن فقط أن يحدث بعد حل المشكلة الفلسطينية وتوقيع اتفاق سلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية".

فيما قالت مصادر أردنية: إن الملك عبد الله يخشى من أن إسرائيل والسعودية تبحثان صفقة من شأنها أن تحقق تقدما في قضية التطبيع بين البلدين مقابل حصول السعودية على "موطئ قدم" في الحرم القدسي الشريف.

وذكر االمركز، وفق مصادر فلسطينية، أن "إسرائيل وافقت بالفعل على أن السعودية ستعمل في القدس الشرقية وتؤسس جمعيات خيرية، بحجة وجوب وقف النشاط التركي في شرق المدينة المقدسة، كما ستضيف ممثلين عنها إلى مجلس الوقف الإسلامي".

موطئ قدم

وقال المركز العبري: إن "السعودية هي زعيم العالم السني وحارس الأماكن المقدسة للإسلام في مكة والمدينة، وقد سعت منذ فترة طويلة إلى الحصول على موطئ قدم في المسجد الأقصى الذي يعد ثالث أهم مكان في دين الإسلام" .

من جانبه، زعم المحلل السياسي والأمني في المركز، يوني بن مناحيم، أن "تركيا بالفعل زادت نشاطها في القدس الشرقية مع الجناح الشمالي للحركة الإسلامية في إسرائيل المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، والتي تصنف في السعودية على أنها منظمة إرهابية".

وأشار إلى أن "الأردنيين قلقون من زيارة وفدين من الإمارات والبحرين إلى الحرم القدسي ستخلق وضعا جديدا وأن هناك لاعبين جدد بدؤوا اللعب في ساحة القدس الشرقية ويهددون مكانة الأردن الحصرية التي تعد وصيا على الأماكن المقدسة في القدس، حسب اتفاق (وادي عربة) المنصوص عليها في اتفاقية السلام لعام 1994 مع إسرائيل".

ويرى بن مناحيم أن "القلق الأردني قد ظهر أيضا في أول مكالمة هاتفية بين الملك عبد الله والرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، الأسبوع الماضي".

وأصدرت الخارجية الأردنية بيانا قالت فيه: إن "المملكة الهاشمية ستواصل جهودها لحماية المسجد الأقصى والحفاظ على حقوق المسلمين، وفقا لوصاية الهاشميين على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس".

وتوجه خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، إلى وسائل الإعلام لدعم الموقف الأردني، وحذر من أن إسرائيل تحاول التعدي على سلطات الوقف التابعة للحكومة الأردنية من أجل "السيطرة تدريجيا على الحرم القدسي".

وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أن "القلق الأردني هو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونائبه مايك بنس ووزير الخارجية بومبيو يتخذون مواقف إنجيلية واضحة، وأن ترامب سيرغب أيضا في ترك إرث فيما يتعلق بالحرم القدسي قبل مغادرة البيت الأبيض".

وفي 28نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، نشر الملك عبد الله رسالة بمناسبة اليوم العالمي لدعم الشعب الفلسطيني أكد فيها أن بلاده "تلتزم برعاية الأماكن المقدسة في القدس وتعزيز المكانة القوية لسكان القدس الشرقية". 

تنسيق المواقف 

ووفقا لمصادر السلطة الفلسطينية، فقد أثيرت قضية القدس والحرم القدسي أيضا في اجتماع بين الملك عبد الله والرئيس الفلسطيني محمود عباس بمدينة العقبة في 29 نوفمبر الماضي، وتم التوصل إلى اتفاق بينهما لمواصلة الدعم الفلسطيني لوضع الأردن الخاص كوصي على الأماكن المقدسة في القدس.

وانطلق عباس إلى زيارة الأردن ومصر؛ لتنسيق إستراتيجية جديدة قبل دخول بايدن البيت الأبيض أواخر يناير/كانون الثاني 2021.

وأشار المحلل بن مناحيم إلى أن "الفكرة القديمة الجديدة هي إحياء مبدأ حل الدولتين, حيث بادر عباس بمؤتمر دولي للسلام أوائل العام المقبل، ويريد دعم إدارة بايدن لهذه الفكرة التي تحظى بالفعل بدعم واسع النطاق من معظم الدول الأعضاء في مجلس الأمن".

وأضاف: أن "عباس يخطط لمبادرة لمنح دولة فلسطين مكانة عضو كامل العضوية في الأمم المتحدة بدلا من وضع دولة مراقبة كما هي الآن".

وتابع: "يحاول عباس صياغة إستراتيجية من شأنها أن تدفن خطة ترامب، صفقة القرن, ويتوقع مخططا أميركيا جديدا لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل من حيث توقفت وعلى أساس انسحاب إسرائيلي من خطوط 67 وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية".

و"صفقة القرن" هي خطة أعلنتها إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في يناير/ كانون الثاني الماضي، وتقترح تسوية سياسية مجحفة بحق الفلسطينيين ومنحازة لإسرائيل.

ونوه بن مناحيم إلى أن "عباس ضد التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين، وأعاد السفراء الفلسطينيين إلى أبوظبي والمنامة، وغير مهتم بمواجهة دول الخليج، وسيحاول تسخيرهم إلى جانبه في كفاحه السياسي من أجل الانسحاب الإسرائيلي إلى  خطوط 67 عندما يدخل بايدن البيت الأبيض".

ولفت إلى أنه "من المحتمل ألا تعيد الإدارة الأميركية الجديدة سفارتها من القدس إلى تل أبيب، لكنها ستعيد فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية؛ لإبلاغ الفلسطينيين بأنها تدعم القدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية في المستقبل".

واستدرك بن مناحيم قائلا: "لكن أكثر ما يقلق الأردن هو موقف بايدن من الحرم القدسي والمخاوف الكثيرة من الخطف السياسي المنسق لترامب ونتنياهو بشأن هذه القضية قبل مغادرة ترامب البيت الأبيض".

بؤرة إسرائيل

وفي السياق، أشارت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية في مقال سابق إلى أن "الحرم القدسي في بؤرة إسرائيل والسعودية والمفاوضات السرية لوقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى جانب خطة القرن التي صاغها ترامب، وخطة إنفاذ القانون الإسرائيلي في غور الأردن والكتل الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية".

وأكدت أنه "تجري محادثات سرية بين إسرائيل والسعودية بوساطة الولايات المتحدة مع ممثلين سعوديين بشأن الحرم القدسي الشريف".

وأشار مراسل الصحيفة، دانييل سريوتي، إلى "تأكيد دبلوماسيين سعوديين كبار معنيين بالتفاصيل، أن اتصالات حساسة وسرية أجريت بغموض من خلال فريق صغير من الدبلوماسيين وكبار المسؤولين الأمنيين من إسرائيل والولايات المتحدة والسعودية كجزء من المحادثات لدفع خطة صفقة القرن"..

وختم بن مناحيم مقاله نقلا عن دبلوماسي سعودي رفيع بالقول: إن "الأردنيين الذين يتمتعون بمكانة خاصة وحصرية في إدارة الوقف الإسلامي في الحرم القدسي، عارضوا بشدة أي تغيير في تكوين مجلس الوقف الإسلامي في الحرم القدسي".