ليست الإمارات فقط.. كيف وظفت "الشؤون المعنوية" محمد رمضان لخدمتها؟

4 years ago

12

طباعة

مشاركة

إثر ظهور الفنان المصري المثير للجدل محمد رمضان في دبي مع فنان إسرائيلي يدعى عومير آدم، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي في الوطن العربي بالتعليقات والتساؤلات والانتقادات.

حسابات إسرائيلية رسمية احتفت بالصورة، من بينها أفيخاي أدرعي المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتحت عنوان "الفن دوما يجمعنا.. النجم المصري محمد رمضان مع المطرب الإسرائيلي عومير آدام في دبي"، أعادت صفحة إسرائيل بالعربية التابعة للخارجية الإسرائيلية نشرها.

حاول رمضان تبرير الأمر بأنه "لم يكن يعلم مع من جرى تصويره، وأنه لا يفرق بين أي شخص على أساس الجنس أو الدين"، لكن صورة أخرى نشرها حساب "إسرائيل بالعربية" تجمع رمضان مع لاعب منتخب إسرائيل لكرة القدم ضياء سبع في دبي أيضا، كشفت زيف تبريرات الفنان الأكثر قربا من جهاز الشؤون المعنوية التابع للجيش المصري.

ونشر مغردون مقطعا مصورا يظهر فيه رمضان في حفلة خاصة في دبي قالوا: إن جميع من كانوا فيها إسرائيليون ويرقصون على أنغام أغنية يهودية شعبية تدعى "هافا ناجيلا" وترجمتها بالعربية "دعونا نحتفل".

مدير مركز طيبة للدراسات السياسية خالد رفعت كشف عبر حسابه بفيسبوك عن ملابسات الصورة قائلا: "رمضان وصل إلى دبي بطائرة خاصة تابعة لرجل الأعمال الإماراتي رشيد الحبتور لحضور حفل توقيع اتفاقيات تعاون واحتفال مجموعة شركات الحبتور بفتح مكتب لها في تل أبيب".

وعن المقابل الذي حصل عليه رمضان لمشاركته في الحفل قال رفعت: إن رجال أعمال صهاينة وعدوا رمضان بدور في فيلم أميركي كبوابة لدخول العالمية عبر هوليود بالإضافة إلى حصول رمضان على الإقامة الذهبية في دبي وسيارة رولز رويس كولينان موديل 2020، من رجل أعمال أردني مقيم في دبي افتتح أيضا مكتبا له في تل أبيب.

غضب واسع

الصورة التي نشرها المغرد الإماراتي حمد المزروعي المقرب من آل زايد تسببت في غضب واسع واعتبرها كثيرون أنها تأتي ضمن عمليات التطبيع التي تقودها الإمارات في المنطقة.

وتداول ناشطون الصورة تحت هاشتاجات عديدة بينها #محمد_رمضان و #محمد_رمضان_صهيوني بالإضافة إلى هاشتاج آخر يحمل إساءة للفنان المصري.

وشن العديد من الناشطين حملة على مواقع التواصل تطالب متابعي رمضان بحذف متابعتهم لصفحته على مواقع التواصل تضامنا مع القضية الفلسطينية وتعبيرا عن رفضهم للتطبيع مع إسرائيل.

وقالت مواقع صحفية مصرية: إن عددا من أعضاء نقابة المهن التمثيلية طالبوا النقيب أشرف زكي بالتحقيق مع رمضان واتهامه بالتطبيع ومخالفة قرارات النقابة في هذا الشأن.

وفي مداخلة هاتفية مع قناة صدى البلد، قال زكي: إنه سيتم استدعاء رمضان فور وصوله من دبي لتوضيح موقفه، مشيرا إلى أن رمضان أكد له عدم علمه بهوية الشخص الذي تصور معه.

وقال زكي: "نقابة المهن التمثيلية هي النقابة الفنية الوحيدة التي شطبت عضوا عقب إعلانه التطبيع مع إسرائيل، ونرفض التطبيع مع إسرائيل وهو الفنان علي سالم، فاحنا هنخلي محمد يبرر ما حدث وسننتظر لما يجي من السفر ويعلن دا وهنعلنه للرأي العام كله".

وذهب البعض إلى أن رمضان لن يواجه صعوبة في الإفلات من العقاب إذا تم التحقيق معه في النقابة واعتبر الناقد الفني محمد العزوني في منشور على صفحته بفيسبوك أن رمضان "وضع نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي في مأزق كبير".

وأضاف: "لكن قدراته غير العادية (يقصد زكي) ستخرجه بأقل الخسائر من هذا الوضع السيئ.. رمضان سيخرج بتصريح أنه لم يكن يعرف من هؤلاء، وما جنسيتهم، قبل أن يلتقطوا تلك الصور ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالي لن تعاقبه النقابة كما عاقبت كبار الأسماء التي طبعوا من أبنائها سابقا".

مثير للجدل

أزمات رمضان متعددة ومتشعبة، فكثيرا ما شغل الرأي العام ومواقع السوشيال ميديا بالعديد من التجاذبات بالإضافة إلى أعماله وتصرفاته المثيرة للجدل سواء داخل الوسط الفني أو خارجه.

اتخذ رمضان خطا مختلفا للرد على منتقديه عبر إطلاق العديد من الأغاني المصورة التي تحمل طابعا كيديا، وهو ما ظهر في أغنية "أنا مافيا"، التي يعتبرها البعض رسالة لمنافسيه بعد الانتقادات التي وجهت له عقب أغنيتي "نمبر وان" و"الملك" التي أراد من خلالهما التأكيد على أنه الفنان الأول بمصر.

من بين أزمات رمضان التي أثارت جدلا أيضا صورته في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، مع الطيار أشرف يسر في قمرة قيادة الطائرة، ما تسبب في وقف الطيار عن العمل واتهامات الابتزاز المتبادلة بينهما إثر ذلك.

وفي فبراير/شباط 2020، هدد صاحب مطعم "البرنس" الشهير في مصر برفع دعوى قضائية ضد رمضان في حال استخدام الأخير الفيديوهات التي صورها داخل المطعم دون استئذانه في "فيديو كليب" أو في مسلسله "البرنس" كون اسم المطعم علامة تجارية.

وبالتزامن مع تلك القضية، اتهم المصور حسام مناديلي محمد رمضان باستغلال صورة كان قد التقطها في إحدى حارات حي الجمالية بالقاهرة في الدعاية لمسلسله الجديد "البرنس".

واعتبر مناديلي ما قام به رمضان خرق لقانون حماية الملكية، وقال في منشور على فيسبوك: إنه لا يريد من رمضان شيئا سوى حذف الصورة وعدم استخدامها.

ويتعمد رمضان الظهور مع سياراته الفارهة التي يتخطى سعرها ملايين الجنيهات، كما ظهر في أكتوبر/تشرين الأول 2017، بجانب طائرة خاصة مكتوب عليها أول حرفين من اسمه MR. 

بعدها نشر رجل الأعمال المصري البريطاني مازن الفايد على فيسبوك، يقول: إنه يملك هذه الطائرة الخاصة، وأنه لا يعرف رمضان بصفة شخصية، لكنه ركب على الطائرة برفقة مجموعة أخرى من الأشخاص أثناء مؤتمر  السياحة العلاجية بمصر.

وأوضح الفايد أنه ساهم بطائرته الخاصة لنقل عدد من الركاب، ولم يعرف أنه سيتم استغلالها بهذه الطريقة، كما أن الحروف على الطائرة ترمز إلى اسمه، فحرف M يرمز إلى مازن، وحرف R يرمز إلى ريكي، وهو الاسم الذي يُعرف به في بريطانيا.

الشؤون المعنوية

جريدة النهار اللبنانية قالت في تقرير لها نهاية مايو / أيار 2020: إن محمد رمضان يعاني من أزمة ثقة بنفسه، "ويعزز من هذا الأمر تصرفاته في حياته العامة التي يحاول تعويضها باستفزاز الجمهور والإعلام".

وخلال تلك الفترة رسم رمضان صورة لنفسه من خلال الأدوار التمثيلية التي قام بها من خلال تسمية الأعمال الفنية بأسماء توحي بأنها تعبر عن شخصية قوية مثل "البرنس، زلزال، نسر الصعيد، الأسطورة، الإمبراطور، الديزل، قلب الأسد) بالإضافة إلى أغنياته أيضا (نمبر وان، الملك، مافيا).

جهاز الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة استغل نقاط الضعف التي يعاني منها رمضان وقام بتحويلها إلى أدوات للسيطرة عليه لاستخدامه في الترويج للكثير من الحملات لتجميل صورة الجيش والنظام المصري خلال السنوات الأخيرة مقابل الترويج له إعلاميا ومساعدته في الصعود والتغاضي عن أفعاله.

عمد الجيش إلى تيسير فترة الخدمة التي قضاها الفنان الشاب في سلاح الصاعقة وتقديمه لكبار المسؤولين في الدولة بداية من قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي ووزير الدفاع ورئيس أركان الجيش.

بدأت علاقة رمضان بالشؤون المعنوية في الجيش مطلع 2016 عندما قال في مقطع مصور لعدد من الصحفيين: إن مشاركته في حملة مكافحة المخدرات التي نظمتها وزارة التضامن الاجتماعي في ذلك الوقت كانت بطلب من اللواء محسن عبد النبي رئيس جهاز الشؤون المعنوية الذي اتصل به هاتفيا وطلب منه المشاركة في الحملة وتكريمه من قبل الجهاز نفسه بعد 4 أيام من تصريحاته على جهوده في تلك الحملة.

صحيفة العربي الجديد قالت: إن "رمضان يبدو أنه الجندي المصري الوحيد الذي حظي بقرب استثنائي وغير طبيعي أثناء تأدية خدمته العسكرية بدءا من رئيس الجمهورية الذي يعد القائد الأعلى للقوات المسلحة وظهوره في أحد المؤتمرات التي عقدت عام 2017 في الصفوف الأولى، بدون أي سبب منطقي أو تقاليد بروتوكولية إلى جوار السيسي والفريق صدقي صبحي وزير الدفاع حينها. 

ومن خلال أدواره الفنية التي لعبها خلال السنوات الأخيرة وعبر حساباته المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي لم يدخر رمضان جهدا في الدعاية للشؤون المعنوية والجيش.

ظهر رمضان في سبتمبر/ أيلول 2019 مشاركا في حفل كبير أقيم أمام منصة النصب التذكاري بالقاهرة لتأييد السيسي بالتزامن مع مظاهرات تطالب برحيله، وغنى رمضان العديد من الأغاني المؤيدة للنظام والجيش منها "عايزينها فوضى" و"جيشنا صعب" و"مصر نمبر وان".

يبدو أن قرب رمضان من قيادات النظام المصري أغرت الإمارات في استغلال شهرة رمضان وسذاجته وجمهوره الواسع من أجل الترويج لأهدافها التطبيعية في المنطقة.