وكالة إيرانية: هل تتغير سياسة واشنطن تجاه طهران إذا فاز بايدن؟
تحدثت وكالة إيرانية عن الإستراتيجية المفترضة لدى طهران بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي انطلقت في 3 نوفمبر/تشرين الثاني، متسائلة عن إمكانية استمرار سياسة الضغط الأقصى التي اتبعتها إدارة دونالد ترامب.
وكتب جلال خوش جهره مقالا في وكالة أنباء خبر أونلاين الإيرانية قال فيه: "لقد وُضع دونالد ترامب في آخر الأيام القريبة من الانتخابات في مقابل سؤال مفتاحي، هل أجبرت سياسة الضغط لأقصى حد طهران على الرجوع إلى الخلف؟".
وتابع: في الحقيقة انتقاد أو مخالفة جو بايدن، المنافس الانتخابي لترامب والمعارض لسياسة الضغط لأقصى حد، ما هي إلا خسارة للنتيجة الواضحة من إنجازها.
ومن ناحية أخرى، ليس فقط أعضاء الحزب الديمقراطي بل العديد من أعضاء الحزب الجمهوري ينتقدون ترامب بشأن هذا، ويعتقدون أن لحكومته أقل الإنجازات في مواقفها المتعلقة بإجبار طهران على الرجوع إلى الوراء.
هذا في الوقت الذي يضيق فيه ترامب حلقة الضغط على طهران أكثر وأكثر حتى يستطيع -كما يزعم- أن يسحب طهران لطاولة المباحثات في مدة قصيرة في حال فوزه بالانتخابات، وفق الوكالة.
وتقول: "على الرغم من الصعوبات التي نتجت عن قرارات واشنطن المدمرة، فإن طهران استطاعت أن تتحكم في الأمور بشكل حاسم أو بتعبير أفضل، ليس عن طريق الحرب أو المباحثات".
هل تستمر العداوة؟
وأردف الكاتب: "من الطبيعي أن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر على الدوام، مما لا شك فيه أن نتيجة انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني ستحدث تغييرا في توجهات كل من واشنطن وطهران".
فمن الممكن الاعتقاد بأن العلاقات المتوترة بين إيران وأميركا لها أساس ثابت دائما بجميع المنحنيات خلال الأربعة عقود الماضية. ومن هذا المنطلق لا يمكن تصور رؤية واضحة لخروج الدولتين من الطريق المسدود أمام العداوة طويلة الأمد بينهما.
لكن تغيير الأوضاع وبلوغ تحمل العداوة من قبل الطرفين إلى أشدها يؤثر تأثيرا مباشرا بحيث تنهي انتخابات الرئاسةالأميركية التاسعة والخمسين على العداوة بين طهران وواشنطن، أو إخراجها بدون زمن محدد.
الشاهد على هذا الادعاء، وفق الوكالة، هو اعتراف مسؤولي حكومة ترامب بفرض أشد العقوبات على إيران. وبعبارة أخرى في السنوات الأربعة السابقة فرضت تلك الحكومة كل العقوبات الممكنة سواء في المجال السياسي أو الاقتصادي.
وترى أن الهدف الحالي لترامب من كل القرارات المدمرة ضد إيران هو "الانتصار بدون حرب، حيث لا يريد الرئيس المنتهية ولايته ولا المحيط العام للمجتمع الأميركي ولا الدولي إعطاء الفرصة لشن حرب جديدة في المنطقة".
وبناء على هذا أصبح إنهاك إيران بشدة بالغة ضمن دستور العمل، ولكن النتيجة هي الوقوف عند نقطة الصفر نفسها، وفق تقدير الوكالة الإيرانية.
تأثير الانتخابات
وأردف الكاتب: "نتيجة انتخابات نوفمبر بأي شكل كانت، ستفتح صفحة جديدة للنزاع بين إيران وأميركا، فلا فرق بين ترامب أو بايدن كرئيس عند التعامل مع طهران، في وقت أصبح التوتر بين الجانبين عند نقطة تتطلب اتخاذ قرار ومقصد مختلف عن السابق".
وتابع: "ترامب محب للمغامرة، وفي حال فوزه في الانتخابات سيسعى هو وحلفاؤه إلى إجبار طهران على المباحثات وعقد الاتفاق حيث الوصول إلى النتيجة المرجوة بالنسبة لهم، ولن يلجأ إلى إجراءات شديدة بلا رغبة".
وبحسب الكاتب فإن فوز جو بايدن لن يخلق اختلافا كبيرا في مسألة الخلافات بين إيران، حيث سيطلب نفس المطالب من طهران والتي ضغط عليهم ترامب كثيرا من أجلها خلال الأربع سنوات الماضية.
واعترض بايدن ومؤيدوه على عدم فاعلية قرارات ترامب الأحادية ضد إيران، وكذلك توجهه الأحادي الطرف في جميع سياساته بدون إعطاء الفرصة لمشاركة الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة.
وأضاف الكاتب: "بايدن في حالة العودة إلى الاتفاق النووي، لن يعتبره منحصرا على التكنولوجيا النووية، وسيطالب بالتوسع في هذا المجال في زوايا أخرى مثل ترامب، حيث أُعلن أنه يعد الخط الأحمر بالنسبة لطهران عند قبول أي نوع من المباحثات المحتملة".
وبالإضافة إلى ذلك صرح مستشارو بايدن أنهم سيمضون في طريق سياسة الضغط لأقصى حد على إيران للوصول إلى النتائج المرجوة وهي عقد الاتفاق مع طهران.
ويدعي بايدن أنه بتعديل توجه واشنطن في عهد ترامب، سيحصل على النتائج التي فشل منافسه في الحصول عليها فيما يتعلق بهذا الأمر.
في الأثناء، استطاعت طهران أن تصمد أمام "القرارات المدمرة" الصادرة ضدها فيما يقرب من أربعة أعوام، مع تحمل سائر التغييرات التي ظهرت على ساحة النزاعات مع واشنطن.
بداية الأربعة أعوام القادمة لا يمكن أن تكون كالتي سبقتها بأي شكل كان، كما أن حجم النزاعات الحالي يتطلب استعدادا أكثر حداثة من أجل الحفاظ على المصالح والمواقف الأصلية لأصعب الأعمال، وفق رأي الكاتب.
رؤية الديمقراطيين
وذكرت وكالة فرارو الإيرانية أن الحزب الديمقراطي أعلن أنه سيعود إلى الاتفاق النووي منذ الوهلة الأولى لدخوله البيت الأبيض، ومن ثم سيبدأ المباحثات الشاملة مع إيران،.
ويعتقد بعض من أصحاب وجهات النظر الدولية أن حكومة بايدن تريد أن تعرض القضايا الصاروخية الخاصة بالمنطقة في المباحثات. وكما ذكر سالفا أن هذا الموضوع يتعدى الخط الأحمر لطهران.
وأجرت "فرارو" حوارا مع حسن بهشتي بور الخبير في الشؤون الأميركية حول زيادة احتمالية المباحثات مع حكومة بايدن أكثر منها مع إدارة ترامب، حيث أوضح: "خلال الأربعة أعوام الماضية كان يريد ترامب عقد المباحثات مع إيران، ولكن أي مباحثات!".
وتابع في السياق: "(مايك) بومبيو وزير الخارجية الأميركي عرض اثني عشر شرطا يجب قبولها من أجل المباحثات مع إيران، وهذا لا يعني مباحثات، يعني أن واشنطن حددت نتيجة المباحثات سلفا وتريد فقط أن تمليها على طهران".
وذكر الكاتب فيما يخص المباحثات أن تجربة الاتفاق النووي مع بايدن ستكون أكثر راحة، وكذلك من الناحية السياسية يمكن للنظام الموافقة على المباحثات مع الحزب الديمقراطي مرة أخرى، في حال فوز ممثله بالجولة الانتخابية، وستؤثر هذه المسألة بدورها على الانتخابات الإيرانية تأثيرا ملحوظا.واختتم حديثه بالإشارة إلى رأي أحد أعضاء الحزب الديمقراطي، حيث يرى أن إيران ليس لديها خيار آخر من أجل مصلحتها، ولكن في المقام الأول لو كان من المقرر أن تنعقد طاولة المباحثات، يجب أن يميل كل من الطرفين إليها ويظهرانه كذلك.