جواد ظريف يزور الصين لتعزيز التعاون الإستراتيجي.. الدوافع والنتائج

12

طباعة

مشاركة

تحدثت وكالة أنباء إيرانية عن العلاقة مع الصين، وما سيبرم من معاهدات بينها وبين طهران، في ظل العقوبات الأميركية الشديدة على الجمهورية الإسلامية.

وقال بير محمد ملازهي، المحلل في قضايا السياسة الخارجية في وكالة أنباء قدس أونلاين الإيرانية: إن "سفر وزير خارجية دولتنا إلى الصين كان بالتزامن مع فرض الولايات المتحدة أشد العقوبات على إيران".

 ولكن يمكن حصر أهداف وإنجازات وجود محمد جواد ظريف في بكين بشكل عام في بعدين مهمين للغاية هما التعاون الإستراتيجي، وكذلك زيادة التبادل الاقتصادي بين جمهوريتي إيران الإسلامية والصين الشعبية.

ووصل جواد ظريف إلى الصين في 9 أكتوبر/تشرين الأول على رأس وفد رفيع المستوى، بدعوة من نظيره الصيني وانغ يي، وأكد لاحقا بأنه أجرى مباحثات مفيدة حول "خطة التعاون الإستراتيجي" بين البلدين، وأن اللقاء مع "وانغ يي" جرى فيه التأكيد على رفض سياسات واشنطن الأحادية ومحاولاتها الرامية لفرض نظام القطب الواحد على العالم.

دوافع ونتائج

وتابع الكاتب ملازهي: "الحقيقة أن سياسة العقوبات المتبعة من قبل الحكومة الأميركية على الكثير من الدول التي وصلت إلى ذروتها في عهد الرئيس دونالد ترامب، ستؤدي إلى نتائج عكسية بالنسبة للولايات المتحدة".

إحدى أهم ردود الفعل على هذا السلوك الاجتياحي، اتحاد أغلب الدول المتضررة من سياسات الولايات المتحدة الأحادية. 

ويقول: "طهران التي وُضعت في هذه الأثناء تحت الحصار الاقتصادي من قبل دول الغرب بقيادة واشنطن لمدة أربعين عاما مضت، وخاصة خلال السنوات الأخيرة، لم تقع على عكس توقع إدارة البيت الأبيض، بل أعربت عن ردود أفعالها بتولية الاهتمام بالسياسة الخارجية بالنظر إلى الشرق".

 واتباعا لنفس السلوك تتم حاليا مباحثات وانعقاد معاهدات إستراتيجية طويلة الأمد مع روسيا والصين من قبل مسؤولي الجمهورية الإسلامية.  

بالتزامن مع اهتمام طهران بمد معاهدة مدتها عشرون عاما مع روسيا، يبدو أنه كان السعي من أجل الاتفاقية النهائية بشأن مسودة المعاهدة الممتدة لخمس وعشرين عام للتعاون الإستراتيجي المشترك مع الصين، من الأهداف المهمة لسفر جواد ظريف إلى بكين. وأعلنت الحكومة الإيرانية عن هذه المعاهدة في يونيو/حزيران 2020.

وأردف الكاتب: "يبدو أن وزير خارجيتنا مهد الطريق أمام الدولة من أجل ترتيب انعقاد المعاهدة بين إيران والصين، حيث تحدثت وسائل الإعلام الغربية عن هذه المعاهدة باعتبارها حاجزا وسدا ضد العقوبات. ويجب النظر إلى هذه الرحلة من زاوية أن هذه المعاهدة من المقرر إبرامها، ويذكر كلا الطرفين وجهات نظرهما ويتم التفاهم".

الحد من العقوبات

وواصل: "بعد زيارة ظريف إلى بكين سيعود التعاون الاقتصادي والتجاري مرة أخرى، حيث تعاني كل من الصين وإيران من العقوبات الأميركية في الوقت الراهن، والسبيل إلى التخلص من هذا الضرر هو التوسع كلما أمكن، والتعاون الثنائي".

وكان نائب وزير الخارجية الإيراني الخاص بشؤون آسيا وأوقيانوسيا صرح أنه خلال زيارة ظريف تم الاتفاق على تسهيل التعاون التجاري بين البلدين، وخصوصا المساعدة في جزء التتبع الخاص، والتعاون الاقتصادي، الجمارك، وتوسيع العلاقات الصحية في دستور العمل عند الطرفين.

وأوضح الكاتب أن التوسع الإستراتيجي المشترك بين طهران ودول الشرق أثبتت أن "دول الغرب غير موثوقة في الموضوع النووي".

وقال: "يبدو أن العالم يتحرك نحو حرب باردة جديدة، مع أبطال جدد حيث تستقر بكين، موسكو، وطهران في اتجاه واحد. ويعتقد البعض أن نتائج سياسات ترامب شكلت اتحادا في مقابل حلف شمال الصين بحيث ستقع الصين، روسيا، وإيران في مركزه".

وفيما يخص هذا الموضوع، فإنه استكمال لمشروع "حزام طريق" الصيني الذي تتمتع إيران بأهمية خاصة فيه، وتستطيع أن تقرب باكستان وأفغانستان من هذا الاتحاد فيما بعد. 

وكذلك يمكن إضافة تركيا حتى إلى هذا اللغز بشروط، فهي أيضا "أصابها الإحباط من الولايات المتحدة، وكذلك أوروبا". ولذلك قد يجري إدخالها إلى الجزء الشرقي، وسحبها إلى تعاون أكثر اتساعا مع روسيا والصين"، بحسب الكاتب.