القصر الصيفي.. ما قصة الجار الأسكتلندي الذي هزم أمير دبي في المحاكم؟
خلال الفترة الأخيرة، لم تسر الأوضاع على النحو الذي يريده حاكم دبي الإماراتية، الملياردير محمد بن راشد آل مكتوم، البالغ من العمر 70 سنة.
فإلى جانب الكشف عن الكابوس الذي عاشته زوجته السابقة، الأميرة الأردنية هيا بنت الحسين، قبل الهروب برفقة أبنائها؛ تطل قصة محاولته المحبطة لتوسيع إقامته الصيفية في أحد أجمل الأماكن في شمال غرب أسكتلندا بالمملكة المتحدة.
وقالت صحيفة الموندو الإسبانية: إن أحد المسؤولين عن عملية تعطيل تشييد مبنى جديد مكون من ست غرف لاستضافة أفراد العائلة والأصدقاء، هو أحد جيران أمير دبي.
ويدعى هذا الجار، رودي ماكلويد، ويبلغ من العمر 71 سنة؛ كان غير معروف قبل الإقدام على هذه الخطوة. ويملك هذا الرجل مزرعة متاخمة لمكان إقامة أمير دبي ونائب رئيس الإمارات العربية المتحدة.
صفعة جديدة
وأشارت الصحيفة إلى أن الجار الأسكتلندي، يملك مزرعته المحاذية لممتلكات أمير دبي منذ 35 سنة. ونظرا لأنه من المفترض أن يكون المبنى الجديد الذي صممه مهندسو محمد بن راشد على بعد 20 مترا من ممتلكاته، يعتبر رودي أن المبنى يهدد خصوصيته ويحول دون تمتعه بممتلكاته.
وتجدر الإشارة إلى أن شكوى رودي كانت الأكثر وضوحا والتي تتهم أمير دبي بشكل مباشر، من بين الشكاوى الأخرى التي وصلت للمجلس المحلي والتي بلغ عددها ثلاثين والمقدمة من قبل ساكني ويستر روس، الواقعة في المرتفعات الأسكتلندية الساحرة.
وأوردت الصحيفة أن الجيران احتجوا بأن المبنى الجديد ينتهك جمالية الموقع، ويمكن أن يتسبب في انهيار طريق الوصول إلى ممتلكاتهم.
ومن جهته، حاول أمير دبي تحقيق هدفه في استكمال بناء المبنى الجديد؛ حيث عمد إلى تقليص أبعاد وطاقة استيعابه الأولية، من تسع إلى ست غرف.
كما خصص ما قيمته 30 ألف يورو لتشييد مبنى محمي، واحتج بأن غالبية ضيوفه يصلون للمكان عبر طائرة هليكوبتر مرة واحدة في السنة، وتحديدا خلال فصل الصيف.
وأضافت صحيفة الموندو أن مهندسي أمير دبي أزاحوا من المخطط الشبابيك المطلة على مبنى الجار الذي تقدم بشكوى ضدهم. فضلا عن ذلك، تعهدوا بالإبقاء على بعض الأشجار من أجل حماية خصوصية المبنيين.
ومن جهتهم، طلب محامو أمير دبي السماح لموكلهم بتشييد مبناه الجديد، بحجة أن غياب المساحة أجبر ابن راشد على تقليص زيارات عائلته. وأوضحت الصحيفة أن المحكمة أصدرت حكما لصالح الجيران، وحرمت الأمير من رخصة البناء.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن أمير دبي حصل على المزرعة منذ أكثر من عقدين، وتمتد على مساحة 25 ألف هكتار (الهكتار = 10,000 متر مربع) وتضم إقامتين صيفيتين، بها 14 و16 غرفة على التوالي، إلى جانب مسبح وقاعة رياضة.
ويقع مكان المزرعة على ضفاف بحيرة لوخ دويش، التي تحظى بشعبية كبيرة لكونها مقر قلعة إيلين دونان، التي دمرت في عام 1719 وأعيد بناؤها بعد قرنين من الزمن.
وفي محاولة للتوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين، اقترحت السلطات منذ شهرين على ممثلي الأمير أن يشيّدوا المبنى الجديد في جهة أخرى من المزرعة الشاسعة.
أما الإجابة فقد كانت الرفض القطعي من قبل موكلي الأمير، الذين ردوا في رسالة بأن "نقل المبنى المقترح إلى الغرب، وراء الجدار الحجري الحالي ومجرى المياه، يضع المشروع خارج نطاق المزرعة التي اشتراها ابن راشد لهدف واحد كان متمثلا في تشييد هذا المبنى. كما لا يوجد معنى لشراء المزرعة دون هذا المشروع".
الانتكاسة الأولى
ونقلت الصحيفة أن محاولته المحبطة من أجل توسيع طاقة استيعاب إقامته الصيفية، التي تعد مكانا مثاليا للهروب من درجات الحرارة المرتفعة في بلاده؛ هي ليست إلا انتكاسة جديدة لأمير دبي المتزوج رسميا من ست زوجات وله 25 ابنا.
وذكرت الصحيفة أنه خلال شهر مارس/آذار 2020، نشرت المحكمة العليا في لندن، حكمين صدرا بشأن معركة قضائية مع الأميرة هيا زوجة ابن راشد السابقة بخصوص الوصاية على طفليهما؛ على الرغم من طلبه عدم الكشف عن هذه الأحكام.
ومن جهتها، أكدت المحكمة أن الترهيب الذي تعرضت له الأميرة الأردنية في الأشهر التي سبقت رحلتها في عام 2019، أمر مثبت بالإضافة إلى اختطاف ابنتي الشيخ، شمسة ولطيفة، في عامي 2000 و2018 بعد هروبهما من الإمارات.
فبعد ثمانية أشهر مرت على هذه القضية البارزة، نشرت المحكمة علنا حكمها لصالح الأميرة هيا التي كانت قد هربت من مدينة دبي في 2019، برفقة طفليها، وأخبرت أصدقاءها بأنها كانت تخشى على حياتها. ووجدت المحكمة أن حاكم دبي "لم يكن صادقا".
وبعد سماع أقوال مفصلة للشهود في القضية، خلصت المحكمة إلى أن الشيخ محمد مسؤول عن اختطاف اثنتين من بناته - من زواج سابق - وإعادتهما قسرا إلى البلاد.
وأوردت الصحيفة أن ثروة الشيخ، الذي يعتبر واحدا من أغنى الرجال في العالم، تتجاوز 4000 مليون دولار، كما أن له إرثا عقاريا شاسعا.
وفي المملكة المتحدة، يملك أمير دبي فريق جودولفين، وهو عبارة عن إسطبل خيول حصد أكثر من خمسة آلاف جائزة في مسابقات الخيول حول العالم.