صحيفة تركية: أهداف "مخلب النمر" أبعد من هدم أوكار بي كا كا
قالت صحيفة ميلييت التركية: إن العمليات العسكرية التي تشنها أنقرة ضد عناصر "بي كا كا (حزب العمال الكردستاني) الانفصالية الإرهابية شمالي العراق وسوريا تحمل في طياتها رسائل واضحة التعابير لكل من يدعم هذه العناصر سيما واشنطن وباريس".
وأوضح الكاتب تونجا بنجين في مقالة نشرتها الصحيفة أن القوات التركية تواصل شن سلسلة من عمليات "مخلب النمر" التي تستهدف القوات الانفصالية "الإرهابية" المسماة بي كا كا سواء داخل الحدود التركية أو خارجها.
مخلب النمر
وفجر 17 يونيو/حزيران، أعلنت وزارة الدفاع التركية، في سلسلة تغريدات، انطلاق عملية "مخلب النمر" في منطقة "حفتانين"، شمالي العراق، ضد عناصر منظمة "بي كا كا" الإرهابية. وقبلها بنحو 3 أيام، كانت القوات المسلحة التركية، قد أطلقت عملية "مخلب النسر" ضد المنظمة ذاتها في نفس المنطقة.
ويوضح الكاتب: "هذه العمليات تتم من خلال تعاون وثيق وبناء بين كافة أجهزة وقوى الدولة وخاصة الاستخبارات والقوات التابعة لوزارة الدفاع وأحدث مستويات التكنولوجيا".
وأعلنت القوات المسلحة التركية أنها تمكنت من "تدمير أكثر من 500 هدف لإرهابيي منظمة بي كا كا خلال أول 36 ساعة من عملية مخلب النمر التي انطلقت بمنطقة حفتانين شمالي العراق".
وجرى تدمير الأهداف باستخدام مقاتلات "إف 16" وطائرات مسيرة والمدفعية وراجمات الصواريخ. وتهدف العملية إلى تحييد عناصر "بي كا كا" وغيرها من المنظمات "الإرهابية" التي تستهدف أمن الشعب التركي وحدود البلاد والمخافر والقواعد العسكرية بالمنطقة.
وقالت وزارة الدفاع التركية: "من أجل تحييد حزب العمال الكردستاني والعناصر الإرهابية الأخرى التي تهدد شعبنا وحدودنا، فإن قواتنا الجوية، تحركت نحو المنطقة، وهذا كله على الرغم من حماية جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ووكالة المخابرات الأميركية (سي آي إيه) لهذه العناصر".
وهذا يعني باختصار أن هذه الضربات تمت بدون أدنى تنسيق مع الطرفين الآخرين بل وإخفاء المعلومات عنهما بشكل كامل، يضيف الكاتب: "حققت تلك الضربات الأهداف المنوطة منها وهذا يعني أنها لا تستهدف فقط تلك العناصر الإرهابية بل من يحميها ويتواطؤ معها كائنا من كان".
وذكر أن تركيا نفذت خلال السنوات الـ35 الأخيرة في شمال العراق نحو 20 عملية بين صغيرة وكبيرة ومتوسطة. وخلال هذه العمليات كانت تتم تحركات أخرى لتنظيف بقاياها ثم تعود القوات بعد انتهاء مهامها وما تلبث هذه العناصر لتعاود نشاطها وتحتل الجبال وتعود لأعمالها التخريبية وكأن شيئا لم يكن.
آلية مختلفة
لكنه يرى أن "الآلية الآن اختلفت تماما؛ فبعد هدم أوكار الإرهابيين على رؤوسهم لا يتم إخلاء المنطقة بل على العكس يجري بناء قواعد عسكرية ثابتة ومدعمة يعمل فيها أفراد من القوات المسلحة التركية وبشكل دائم وبالتالي إفشال أي تقدم محتمل من الإرهابيين بشكل مستمر وتقليص هيمنتهم الميدانية بشكل جلي".
فيما يتعلق بالعمليات الأخيرة، هناك رسالة أخرى موجهة إلى الولايات المتحدة وفرنسا، اللتين تحاولان إضفاء الشرعية على بي ي دي (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي) في سوريا والتوحد والاندماج مع بي كا كا في شمال العراق، وفق الكاتب الذي يقول: "هؤلاء لم يستفيقوا بعد من عمليات مخلب النمر المستمرة".
وينقل الكاتب تصريحات لعضو هيئة التدريس بجامعة إسطنبول آيدن، العميد المتقاعد نعيم بابروجلو قوله: "إن أهم خصائص هذه العمليات هي إضعاف قوة العناصر الإرهابية وجعلها في حالة استنزاف تام ومستمر".
ثانيا العمل على الحيلولة دون تحويل جبال سنجار إلى مقرات بديلة عن جبال قنديل والتي فقدتها قوات بي كا كا، حيث تعمل على بناء ملاجئ ومستودعات أسلحة وذخيرة هناك فيما يبدو أن سنجار أيضا منطقة إستراتيجية لحزب العمال الكردستاني.
ويضيف: "طالما بقيت سنجار في أيدي حزب العمال الكردستاني، لا يمكنك منع تلك المنظمات الإرهابية شرقي الفرات من التدفق إلى العراق".
القضية الثالثة هي الحيلولة دون شرعنة تلك الأطراف بعد تدشين اتفاقية سياسية بين منظمة PYD/PKK "الإرهابية" ومجموعات المجلس الوطني الكردي السوري والولايات المتحدة وفرنسا.
ويتابع العميد: "في هذا رسالة واضحة وصريحة لكل من واشنطن وباريس: إنكم تتوصلون إلى اتفاق حول الاندماج مع منظمة PYD / PKK الإرهابية والجماعات الكردية هناك، وعليه فإن تركيا ستواصل شن هجمات ضد هذه الأطراف التي تهدد بقاء الدولة التركية وتعمل على تقسيمها".
ويتوقع أن لا تتوقف القوات المسلحة على عمليات جوية في سنجار؛ ففي أي لحظة من الممكن شن عملية برية وهذا أمر لا يمكن التنبؤ به أو معرفته من قبل.
لكن يرى أنه "كما تسيطر القوات المسلحة التركية على بؤر منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية الانفصالية في شمال العراق، من المهم جدا السيطرة على سنجار المكان الإستراتيجي الذي يمتد على الحدود التركية مسافة 80-90 كم".
وأضاف: "حاليا، تتعاون الولايات المتحدة مع هذه المنظمة بحجة مقارعة تنظيم الدولة؛ لذلك، على الأرجح، سيتم إجراء اتصالات دبلوماسية مع واشنطن وبغداد لإخلاء منظمة حزب العمال الكردستاني في سنجار، وفي حال لم يحدث هذا دبلوماسيا فالخيار العسكري مطروح وبقوة" .
وتابع: "هذا الأمر معناه أن سنجار قد تغدو هي الأخرى قاعدة عسكرية تركية ويتضح ذلك من كثافة العمليات العسكرية على هذه المنطقة التي سيتم السيطرة عليها لا محالة".