اعتقله النظام السعودي دون سند قبل 4 سنوات.. هل قُتل سليمان الدويش؟

12

طباعة

مشاركة

أطلق حساب "ميزان العدالة" على موقع تويتر، حملة لكشف كواليس اختطاف السلطات السعودية للشيخ سليمان الدويش، والانتهاكات التي تعرض لها داخل محبسه.

وأوضح القائمون على الحساب السعودي، في سلسلة تغريدات لهم على وسم #أين_سليمان_الدويش، بدؤوها بالإشارة إلى أنها الحلقة الأولى من حملتهم، أن "الدويش" يتعرض  للإخفاء القسري منذ سنوات.

ولفتوا إلى أنهم وثقوا الوقائع المسرودة عبر شهود عيان، وتحصلوا على وثائق سرية وردتهم سيعلنوا بعضها ويخفوا البعض الآخر حفاظا على مصادرهم، مناشدين المتهمين بالقضايا الحقوقية في السعودية القيام بدور مشرف للكشف عن مصيره وفضح التجاوزات.

وبين القائمون على الحساب أن الدويش كان لديه محاضرات بمدينة جدة، فخرج من مكة إلى هناك وألقى محاضرة عامة وتربوية في جامع الحمودي بجدة بعنوان "خيركم خيركم لأهله"، مساء 21 أبريل/نيسان 2016.

ثم عاد  إلى مقر إقامته في مكة وقضى أول الليل مع بعض معارفه و أقاربه، ونشر عند الواحدة ليلا آخر تغريدات له في حسابه والتي كانت سببا في اعتقاله.

وعرف عن "الدويش" قربه من ولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف الذي أزيح عن الحكم بانقلاب أبيض نفذه ابن سلمان.

واعتقل "الدويش" بعد كتابته سلسلة تغريدات عبر حسابه في تويتر اعتبرتها السلطات إساءة إلى "ابن سلمان" وتحذير غير مباشر للملك سلمان، من منح الثقة لابنه "المراهق والمدلل".

وقال فيها: "فائدة تربوية، لا تفرط في منح ابنك المراهق المدلل مزيدا من الثقة والصلاحيات دون مراقبة ومحاسبة وإلا فانتظر كل يوم فاجعة تأتيك منه حتى تهدم بيتك".

وأضاف: "محبتك لابنك وترك محاسبته تنمّي عنده شعورا يوصله غالبا إلى الاستخفاف بك والاعتداد بنفسه بحيث لايبالي بخسارتك لمنجزاتك التي كنت تفخر بها".

قوة سرية

وأشار "ميزان العدالة" إلى أن التغريدات كانت تلخيصا للمحاضرة التي ألقاها بجدة، قائلين: "يبدو أن ولي العهد (محمد بن سلمان) بطبيعته الشكاكة شعر أنها تعريض به وتطاول عليه؛ لأنها كانت عن شؤون تربوية، ومنها تمييز بعض الأبناء على بعض، وأن هذا يسبب طيشا وتهورا ويزرع في قلوب إخوتهم الكراهية لهم وحب الانتقام".

وأضاف القائمون على حساب ميزان العدالة: "ولأن #مبس لديه حساسية مفرطة، ويستشعر في داخله عقدة النقص التي يعاني منها، ولشعوره الداخلي بالرفض العائلي والمجتمعي له ولتصرفاته فقد ظن أن الشيخ يقصده شخصيا بهذا الكلام فأمر من فوره أجهزته الأمنية السرية باختطافه واعتقاله رغم أنها تلخيص لمحاضرة تربوية عامة".

ولفتوا إلى أن "الدويش" كان من المفترض أن يعود إلى جدة صباحا ليخطب خطبة الجمعة 22 أبريل/نيسان 2016، لذلك انتظر في مقر إقامته حتى قرابة التاسعة والنصف صباحا، وقبيل خروجه باتجاه جدة كان معه مكالمة هاتفية عادية (مرصودة) حيث تأكدوا من موقعه، وقبل نهاية المكالمة تم الاقتحام والاختطاف.

وجزم القائمون على الحساب باقتحام القوة السرية لمكان "الدويش" واقتياده إلى مكان مجهول وانقطاع الاتصال به تماما، ولم يجد أحد له أي أثر إلا السيارة المؤجرة التي كانت موقوفة أمام المنزل.

وأفادوا بأن مرحلة البحث التي لم تنته إلى اليوم بدأت بعدما تخلف الشيخ عن خطبة الجمعة دون اعتذار وانقطعت مكالماته فجأة ووجدت السيارة واقفة أمام مقر إقامته في مكة، وعلم المقربون أن الأمر خطير ومقلق.

وكشفوا عن نزول رجل أمن من سيارة مدنية وقاد السيارة المؤجرة التي كانت أمام مقر إقامة "الدويش" بمكة وانصرف بسرعة جنونية عصر الجمعة 22 أبريل/نيسان 2016، وحينها بات معلوم أن الأمر اعتقال وإخفاء قسري وليس شيئا آخر.

وأكدوا أنه بعد ذلك بدأت رحلة "الدويش" في المستشفيات وثلاجات الموتى وأقسام الشرطة والمباحث وإمارات المناطق والمرور ووزارة الداخلية وأمن الدولة وحقوق الإنسان، والتي لم تتوقف حتى اليوم.

جرائم ابن سلمان

وفي أعقاب تغريدات حساب "ميزان العدالة"، أطلق القائمون على حساب "معتقلي الرأي" المعني بالتعريف بهم في السعودية حملة دعوا فيها جميع الأحرار للتغريد على وسم #أين_سليمان_الدويش؟

وصب ناشطون جام غضبهم على السلطات السعودية وعلى رأسها محمد بن سلمان، الذي زادت معدلات الاعتقال في عهده، وشهدت المملكة تغيرا في سياساتها وتدهورا في الملف الحقوقي منذ تعيينه رئيسا للديوان الملكي ومستشارا خاصا بعد تولي الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم في يناير/كانون الثاني 2015.

وأشار القائمون على حساب "نحو الحرية" إلى أن "الدويش" رفض الانحلال، فقتلوه، وعبد الله الحامد طالب بملكية دستورية، فقتلوه، وخاشقجي طالب بإصلاحات سياسية، فقتلوه، وعبد الرحيم الحويطي رفض مغادرة منزله، فقتلوه،  وفهد القاضي نصح سرا، فقتلوه، وسلمان العودة صَمَت، فاعتقلوه ويريدون إعدامه!.

وأكد فهد الغفيلي الباحث المتخصص في شؤون الخليج، أن الشيخ سليمان الدويش وغيره من المعتقلين شواهد على وحشية وانعدام إنسانية الطاغية ابن سلمان، لافتا إلى أن الأنباء المتداولة عن احتمالية موت الشيخ الدويش تحت التعذيب مفزعة ولكنها غير مستغربة!.

وأكد الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، أن "جنون ابن سلمان وإجرامه" بلغ مستوى غير مسبوق، فقد قتل فهد القاضي لأنه (نصح سرا)، وقتل سليمان الدويش لأنه (نصح علنا)، وقتل خاشقجي لأنه (انتقد علنا)، واعتقل العودة لأنه (صمت) ولم يؤيد جرائمه.

وتعجب أنه رغم ذلك يزعم ابن سلمان أنه يحارب التطرف، متسائلا: "هل هناك تطرف أكثر من هذا؟!".

مصير الدويش

وذكر ناشطون بأسماء دعاة وحقوقيين آخرين مخفيين قسريا وتداعيات تعمد النظام السعودي على تغييبهم في السجون، مطالبين بالكشف عن مصيرهم ومصير "الدويش" وإظهاره إن كان حيا أو تسليم جثمانه إن كان ميتا.

واستنكر ناشطون محاربة الدين الإسلامي واعتقال العلماء والدعاة والمشايخ والمثقفين والتنكيل بهم وإطلاق أعداء الإسلام والمسلمين للقضاء على كل ما هو إسلامي.

وقال القائمون على حساب خط البلدة: إن "الدويش" تعرض للإخفاء القسري، ويُتردد عن مقتله في سجون محمد بن سلمان.. الآن على السلطات أن توضح #أين_سليمان_الدويش؟.

وأشار خالد أبو خلود إلى أن المواطن يسأل "#أين_سليمان_الدويش من المسؤول عن التعذيب الوحشي لسليمان الدويش؟ هل قـ ـتل أم مازال حيا؟ أين سفر الحوالي وأين سلمان العودة؟ أين أخواتنا السجينات عزيزة اليوسف، و لجين، و إيمان، و نسيمة و غيرهم، أين وماذا يحدث داخل السجون لكل المعتقلين و #معتقلي_الرأي".

وأوضح أبو منيف الخالدي أن غياب كثير من العلماء عن إصلاح دنيا الناس وحياتهم أرض تنبت عليها الأفكار المادية كالعلمانية والليبرالية لأنه إذا غاب الحق استُعمل الباطل.

 

وعدد ناشطون صنوف التعذيب التي يتعرض لها المعتقلون في المملكة، مؤكدين أنه يجري بأمر وحماية السلطة وقضائها.

وأكد ناشطون أن السلطات السعودية تنتهك القوانين الحقوقية الدولية وفي مقدمتها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، من خلال ممارسة التعذيب الجسدي والنفسي ضد معتقلي الرأي.

ويشار إلى أن "ابن سلمان" عزز قبضته على السلطة حتى أصبح القائد الفعلي للبلاد وسيطر على مفاصل الحكم الرئيسية، من خلال سجن رجال دين وناشطين بارزين وأمراء ورجال أعمال نافذين، وقمع كل الأصوات المعارضة له سواء داخل البيت الملكي أو على منصات التواصل الاجتماعي.