"وطنية الشماغ".. استنكار عربي لضرب بنغالي في السعودية بسبب كمامة

12

طباعة

مشاركة

صب مواطن سعودي جام غضبه على عامل بنغالي، كان يقف أمام ماكينة صراف آلي تابعة لأحد البنوك، لارتدائه كمامة مصنوعة من قماش الشماغ (الغترة الحمراء التي يرتديها السعوديون على رأسهم).

ولدى رؤيته، ترجل السعودي من سيارته ليشتم ويعتدي بالضرب على البنغالي في مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وأثار الغضب والاتهامات بالعنصرية.

وطالب ناشطون عبر المشاركة في وسمي "#فاهم_الوطنية" و"#تم_القبض" على تويتر، بمحاسبة المعتدي قبل أن يتحدثوا عن اعتقاله من قبل قوات الأمن -لم يؤكد الخبر بشكل رسمي-، في حين ألقوا الضوء على أزمة تصاعد العنصرية في المملكة ضد الوافدين الأجانب.

واستنكر هؤلاء تصوير المواطن السعودي للمقطع ونشره له على اعتبار أن ما فعله تصرف وطني سيلقى الحفاوة والثناء عليه.

وتواجه السعودية إدانات حقوقية بشأن غياب الرقابة القانونية على مثل هذه الحالات، بالإضافة إلى امتناع بعض العمالة ممن يتعرضون لانتهاكات حقوقية عن التقدم ببلاغات رسمية خشية طردهم أو ترحيلهم ومحاباة القضاء للسعوديين على حسابهم.

وكانت منظمة غير حكومية تعمل مع العمال المهاجرين البنغال تدعى "براك" قد كشفت في تقرير لها في 2019، أن 9 آلاف عاملة بنغالية عادت من السعودية، خلال السنوات الأربع الماضية، معظمهن تحدثن عن التعذيب الجسدي والاعتداء الجنسي.   

وطنية كاذبة

وانتقد ناشطون اعتبار ما فعله المواطن السعودي "وطنية"، مشيرين إلى أن العمالة الوافدة تأتي إلى بلادهم لتكسب لقمة العيش لا لتتعرض للإهانة. 

إذ نشر الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب مقطع الفيديو مستشهدا بقول الكاتب البريطاني صمويل جونسون في انتقاده للوطنية الكاذبة: إن "الوطنية هي الملاذ الأخير للأوغاد".

وأشار عادل المطيري إلى أن المواطن السعودي يفهم الوطنية بشكل خاطئ، لافتا إلى أن العامل البنغالي جاء إلى المملكة لكسب لقمة عيش تسد جوع أولاده.

وأكد المغرد كمال أن الوطنجية ستدمر المملكة، مشيرا إلى أن العامل البنغالي جاء من وطنه ليعمل ويساند أهله في الحياة الاجتماعية الصعبة التي تضيق يوم بعد يوم.

عنصرية مقيتة

واستنكر ناشطون بروز التصرفات العنصرية المقيتة وكثرتها بين الشعب السعودي، لافتين إلى وجود عنصرية متأصلة ومشكلة في طرق معالجة الأمور بينهم.

ودعا ناشطون إلى نبذ تلك العنصرية وضبط الخطابات العنصرية خاصة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، متسائلين عن موقف القوانين من تلك التصرفات.

مطالبات بالعقاب

وإلى جانب نبذ العنصرية وانتقاد ما أسموها الوطنية الكاذبة، استهجن ناشطون اعتقاد المواطن السعودي أن تصرفه عمل بطولي يستوجب نشره وتعميمه، داعين إلى معاقبته وإعادة حق العامل.

 ورأى ناشطون في تصرف المواطن السعودي دلالات على الحماقة والجهل والعته والكبر والغرور –بحسب توصيفاتهم-، معربين عن دهشتهم لما وصلت إليه المملكة من استخدام العنف والضرب في أبسط المواقف التي يمكن حلها بالنقاش.

وطالب ناشطون بتطبيق أقسى درجات العقوبة على الفاعل بداية من الغرامات المالية وصولا إلى السجن لمدة يقررها القضاء حتى يكون عبرة لغيره.

 مناشدة النيابة

فيما ناشد ناشطون آخرون النيابة العامة عبر وسيلة "المنشن" على حسابها بتويتر، للتعامل مع المواطن السعودي، رافضين فرض قانون الغاب.

وأثنوا على التزام العامل البنغالي بتعليمات وزارة الصحة وارتدائه كمامته، في حين ارتكب المواطن السعودي لأكثر من مخالفة أثناء مقطع الفيديو من بينها ركن سيارته بمكان مخالف واعتداؤه على العامل بالسب والضرب.

وأعاد ناشط نشر صورة لإعلان إحدى الشركات السعودية التي تنتج كمامات على شكل شماغ، وقال: "البسام منزلها والرجّال اشتراها، والأخ ذا فاهم الوطنيه غلط", ليختم تغريدته بنقل بيت الشعر "لكل داء دواء يُستطب به، إلا الحماقة أعيت من يداويها".

أصل الشماغ

وتحدث ناشطون عن أصل "الشماغ" وأسباب ارتداء السعوديين له، رافضين أن يتم التعامل معه على أنه رمزية تهان.

وأوضح ناشطون أن الشماغ كان يوما ما سفرة للطعام أو مفرشا يوضع على الطاولة، مبينين أن الإنجليز هم أصل وصول الشماغ إلى السعودية حين كانوا مستعمرين لها.