تراجع استخدام مواقع التواصل بالشرق الأوسط.. ما الأسباب؟
أصدر موقع خليجي تقريرا حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، سلط فيه الضوء على الدور المتنامي الذي تلعبه تلك الشبكات في تغيير حياة الشباب.
وهذا التقرير السنوي الثامن حول استخدام الشبكات الاجتماعية أعدته البروفيسورة داميان ردكليف، وشاركت في كتابته طالبة الدكتوراه بجامعة أوريغون هديل أبو حميد، ونشره موقع "go-gulf".
وتقول ردكليف: "يسلط تقرير هذا العام الضوء على الدور المتنامي الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في تلبية الاحتياجات الإعلامية لحياة الشباب العربي والآباء الشباب، وكذلك الدور البارز الذي تلعبه الشبكات الاجتماعية في العادات الإعلامية للمنطقة خلال شهر رمضان".
ويستمر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الازدياد والتغير. فموقع تويتر، على سبيل المثال، والذي كان المنصة الأشهر في فترة ماضية وسط مواقع التواصل الاجتماعي في المنطقة، انخفض استخدامه بشكل كبير خارج السعودية وتركيا؛ وهما خامس وسادس أكبر سوق لتويتر في العالم.
كما أدى التدقيق المتزايد من قبل مالكي المنصات في كل من فيسبوك وتويتر وتلجرام إلى إغلاق مئات الحسابات في عام 2019 بسبب الاستخدام غير الملائم من قبل الجهات الممولة من الدولة أو المجموعات الإرهابية، وفق التقرير.
بدورها، تقول الباحثة هديل أبو حميد: "استمرت أهمية الشبكات الاجتماعية التي تعتمد على المرئيات في النمو في الوطن العربي".
وبينت أنه في عام 2019، قدم موقع سناب شات تصاميم إعلانية جديدة خاصة بالمنطقة، وسلطت شركة جوجل الضوء على أهمية موقع يوتيوب في دعم الآباء والأمهات في عملية التربية، وفي الأسواق الرئيسية لمواقع التواصل الاجتماعي مثل مصر والسعودية والإمارات، ظهر موقع تويتر كمنصة رائدة لاستهلاك الفيديو عبر الإنترنت.
واعتمد التقرير على البيانات من مجموعة واسعة من المصادر المنشورة والتقارير الإخبارية من جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى استخدام بيانات من جوجل، وجامعة نورث وسترن في قطر والتقرير المسحي عن الشباب العربي السنوي، ووسائل التواصل الاجتماعي في الشرق الأوسط لعام 2019. ويقع التقرير في 55 صفحة.
أهم النتائج
الشباب العربي: 9 من كل 10 من الشباب العربي يستخدمون موقعا واحدا على الأقل من مواقع التواصل الاجتماعي يوميا، على الرغم من وجود تنوع واسع في استخدام تلك الشبكات عبر المنطقة.
وفيما يتعلق بالأخبار ومتابعة الأحداث الجارية يقول 50% من الشباب العربي إنهم يحصلون على أخبارهم من فيسبوك بشكل يومي، وبهذا يكون نسبة تلقي الأخبار منه أعلى من البوابات الإلكترونية التي تبلغ نسبتها (39٪)، والتلفزيون بنسبة (34٪) والصحف بنسبة (4٪).
فيسبوك: هو أكبر شبكة اجتماعية في العالم، لديه الآن 187 مليون مستخدم شهري نشط في العالم العربي. وتعد مصر أكبر سوق للفيسبوك في منطقتنا العربية، فهي موطن لـ38 مليون مستخدم يوميا و40 مليونا يستخدمون حساباتهم شهريا.
تويتر: انخفض استخدام الشباب العربي لموقع تويتر إلى النصف منذ عام 2013. ومع ذلك، فإن السعودية وتركيا هما خامس وسادس أكبر أسواق تويتر على مستوى العالم. ففي المملكة يوجد أكثر من 10 ملايين مستخدم للموقع، بينما في تركيا وصل عدد المستخدمين إلى 8.3 مليون مستخدم.
إنستجرام: هناك أكثر من 63 مليون مستخدم للإنستجرام في الشرق الأوسط، وتحتل تركيا سادس أكبر سوق له حول العالم، حيث تضم 37 مليون عضو (بنسبة تفاعل تقدر بـ56٪). كذلك يعد التفاعل على الموقع مرتفعا أيضا في الكويت بنسبة (54٪ ) والبحرين بنسبة (50٪).
يوتيوب: أكثر من 60٪ من مشاهدي اليوتيوب في المنطقة العربية هم من جيل الألفية. في مصر، 77٪ من أولئك يشاهدون اليوتيوب يوميا.
سناب شات: تعد السعودية خامس أكبر سوق لتطبيق سناب شات في العالم، حيث تضم أكثر من 15.65 مليون مستخدم. وتأتي تركيا في المرتبة العاشرة عالميا بعدد مستخدمين يبلغ 7.45 مليون مستخدم.
التلاعب: أزال موقع فيسبوك 259 حسابا، و102 صفحة، وخمس مجموعات، وألغى 4 فعاليات من منصته. كما حذف 17 حسابا من موقع إنستجرام، "للعمل بشكل منسق في أعمال مريبة". وأوقف تويتر أكثر من 4500 حساب في جميع مناطق الوطن العربي، بسبب التلاعب بالمنصة والحملات الإعلامية التي ترعاها بعض الدول.
الأبوة والأمومة الرقمية: نصف الأمهات في الشرق الأوسط يشاهدن محتوى الأطفال على موقع اليوتيوب. يستخدمه الآباء في المنطقة العربية بشكل متزايد لقضاء الوقت والتعلم مع أطفالهم، بالإضافة إلى الاعتماد عليه في الحصول على المشورة.
واتس آب: يعد تطبيق واتس آب التابع لشركة فيسبوك الأكثر استخداما من التطبيقات المملوكة للشركة، حيث تصل نسبة استخدامه من أصحاب الحسابات فيه إلى 75 ٪، كما تحقق تطبيقات أخرى مثل Viber شعبية أيضا في بعض مناطق العالم العربي.
رمضان: يقضي مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي حوالي مليوني ساعة إضافية يوميا على موقع فيسبوك خلال شهر رمضان، وهذا يعني حوالي 58 مليون ساعة إضافية في الشهر. أما يوتيوب، فقد شهدت الدراما التلفزيونية والمسلسلات زيادة عليه بنسبة 151٪ في أعداد المشاهدة خلال رمضان.
وبالنسبة لمستقبل هذه الاتجاهات التي أشار إليها التقرير في 2020، تقول البروفيسورة ردكليف: "من المرجح أن تستمر العديد من الاتجاهات الموضحة في هذا التقرير لعام 2020، لكن المخاوف بشأن التضليل والتلاعب ستشهد زيادة في الغالب".
ولذلك، ترى أنه سيكون من المهم لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي تطوير قدرتهم على تمييز التحيزات والاختلافات بين الأخبار والآراء وما بني منها على الحقيقة وما بني على الخيال.