"إسقاط القروض".. هل يطيح الكويتيون بالحكومة بعد منع اعتصامهم؟

12

طباعة

مشاركة

"لم نرخص لتجمع في ساحة الإرادة"، بهذه الكلمات أكدت وزارة الداخلية الكويتية رفضها للاعتصام الذي نظمه العشرات في ساحة الإرادة، أمس السبت، للمطالبة بإسقاط القروض البنكية عنهم، بعد تجاهل الحكومة لحملات الضغط الإلكترونية المستمرة منذ 438 يوما.

قرار الوزارة، أثار غضب رواد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إذ صب الناشطون جام غضبهم على الداخلية الكويتية عبر مشاركتهم في وسم #ساحة_الإرادة، وفيما ذكّروا بفساد المنظومة الأمنية وقضية "ضيافة الداخلية" وغيرها، طالبوا بإسقاط الحكومة ومحاربة الفساد.

حق الاعتصام

وأجمع الناشطون على أن الاعتصامات حق كفله الدستور ويلزم فقط الإخطار به، متداولين تصريحا للنائب حمدان العازمي يؤكد فيه أن قانون التجمعات لا يعطي  للداخلية حق المنع أو التصريح، وإنما فقط الإخطار لتوفير الحماية للمتجمعين، مستطردا: "كفاكم قمعا واتركوا المواطنين يعبروا عن آرائهم ومطالبهم طالما أنها بطريقة سلمية".

ودافع رواد "تويتر" عن حقهم في الاعتصام، إذ قال الكاتب والإعلامي داهم القحطاني: إن "ما هو معروف وعبر سوابق عديدة من وزارة الداخلية، التجمع في #ساحة_الإرادة لا يتطلب إذنا مسبقا من المحافظ. يكفي الإخطار مع الالتزام بالضوابط التي يحددها القانون".

واعتبر المغردون تصرفات الداخلية تجاه اعتصام #ساحة_الإرادة "استفزازي"، إذ أكد مغرد أن "منع الميكرفون  في الساحة هي وسيلة استفزازية من الجهات المعنية"، مشيرا إلى أن "أكثر الشرطة عليهم ديون والأوامر التي تصدر من المرؤوس غير مدروسة، ونطالب بالحرية يا جهلاء".

وأكد الناشط فايز الفايز في تغريدة له أن "الإمعان في إذلال المواطنين والمواطنات عبر مطالبات استمرت لأكثر من 437 يوما، ما هو إلا نهج متعمد من حكومة لا يعنيها مواطنو الطبقة الوسطى"، لافتا إلى أن "فساد أحد قياديي الحكومة السابقة يكفي لسداد جميع القروض".

وكتب عبدالعزيز سلطان أبو رقبة، قائلا: "والله عيب أروح لساحة الإرادة وتردونا يا وزارة الداخلية ما نقول كلمة الحق ونفضح المفسدين ونبين الفساد، لا صوت يعلو على صوت الكويت وصوت الحق".

وأكد الناشطون أن الوضع الاقتصادي للشعب الكويتي متدهور، وأصبح الشعب يعاني من حالة تدهور ملحوظ وفقر وبطالة وديون متفاقمة، جازمين بأن الحكومة الكويتية هي السبب الرئيسي في معاناتهم لأنها لا تلتفت إليهم.

وقال فرحان محمود: "الوضع صعب عند البعض صعب جدا، غير قادر على الوقوف لولا الراتب يأكل ويشرب، هناك أمور كثيرة تحتاج للمال خصوصا لطلابنا بالجامعة ليس مجرد كلام، الوضع صعب وخلص الكلام ياعدالة".

وكتب سلمان العجمي: "الأمل بالله كبير ويا سمو رئيس الحكومة الشيخ صباح الخالد أعتقد شفت وسمعت عن تجمع ساحة الإرادة والهاشتاج اللي له ٤٣٧ يوما وأكثر، وعرفت معاناة المواطنين، انهض بالوطن والمواطن هذي مسؤوليتك وأمانة برقبتك #ساحة_الإرادة".

وتحدث الناشطون عن الأزمات التي يعاني منها الشعب الكويتي، إذ قال الناشط الكنيم: "شيئا فشيئا ‏يقترب حال المواطنين الكويتيين من حال الكويتيين البدون وماجرى في #ساحة_الإرادة خير ‏دليل".‏

وغرد طلال السويحل، قائلا: "لست ممن يشجعون أو يؤيدون الخروج للشارع للتعبير عن السخط الشعبي‎ ..‎ولكن درجة الفساد التي أصبحت لاتطاق جعلت الناس يؤيدون #ساحة_الإرادة،‎ لأنها فعلا #بس_مصخت".

يأس وإحباط

ولفت الناشطون إلى حالة الإحباط التي أصبحت تلاحق الشعب الكويتي من تصرفات الحكومة وتجاهلها لمطالبهم، وقالت ريم الغريب: "الكويتيين صايرين يتغنون بالماضي.. لأن ماكو (لا يوجد) حاضر ويائسين من المستقبل".

وقالت الناشطة سمر الكعبي في تغريدتها: #ساحة_الإرادة #مجلس_الوزراء #مجلس_الأمة لو تسوون مليون اعتصام ماكو (لا يوجد) فايدة دام الكل يطالع مصلحته".

وقال صاحب حساب "المتفائل": "بعد صراع طويل مع قوى الفساد والشر الذي نخر في جسد الأمة، نبلغكم ببالغ الحزن والأسى عن وفاة #ساحة_الإرادة بهذا اليوم الذي كانت أحداثه كارثية على أحرار الكويت، إنا لله وإنا إليه راجعون و حسبنا الله ونعم الوكيل".

دعوات للحكومة

وحث الناشطون الحكومة على الاستجابة إلى طلبات أصحاب القروض والالتفات إلى مشاكلهم، وقالت سميرة الشتي: "#ساحة_الإرادة نرجو تنفيذ مطالب شعب الكويت من حل مشكلة القروض الاستهلاكية بالدرجة الأولى ومحاربة الفساد ومحاربة الغلاء واختيار الأكفاء للمناصب القيادية، وعمل فريق إنقاذ عاجل للإصلاح في كثير من منحى المؤسسات".

وحذر الناشطون من غضبة الشعب الكويتي، وقال رشدان الجليل البذالي: "إذا لم تستعجل الحكومة بإيجاد حل مُقنع لأزمة ديون المواطنين اليوم فستنتج هذه الأزمة عدم ارتياح وقلق وضجر في نفس المواطن بسبب ضيق العيش مما ينتج جيلا ساخطا، وربما يلجأ للانحراف بسبب ضيق العيش، كالمخدرات والتزوير والسرقة، ما سيجعل نتائجه على المجتمع سيئ ولاتُحمد عواقبه".

فساد نيابي

ولفت الناشطون إلى فساد النواب وتقاعسهم عن دورهم في مواجهة الحكومة ومطالبتها بإسقاط الديون عن الشعب وغيرها من المشاكل، التي تستوجب تحركا نيابيا بدلا من ترك المتضررين للجوء إلى طلب الإذن من الداخلية لتنظيم اعتصامات.

وقال أحمد العازمي: "#ساحة_الإرادة تبون الإصلاح أصلحوا أنفسكم، ولا تنتخبون القبّيضة والحرامية والي مسوي إنه معارض، وهو حرامي عشان نقل أو علاج بالخارج تروح وتصوت له وأنت تدري أن الحكومة بتذلك لنائب أخذ حاجتك ولا تصوت له صوت لشريف".

وتهكم أبو خالد، سائلا: "البشوت التي جلست وتربعت على كراسي البرلمان هم أولى بمهمة مناطحة الحكومة بانتزاع حق ضائع أليس كذلك؟".