"الثلاثاء الكبير" في أمريكا.. رهان الديمقراطيين لحسم مرشحهم للرئاسة

5 years ago

12

طباعة

مشاركة

انطلقت من ولاية أيوا التي تقع وسط غرب الولايات المتحدة الأمريكية، الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، والتي تؤدي في نهايتها إلى فوز مرشح واحد من بين 11 متنافسا للفوز بترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية أمام الرئيس الحالي الجمهوري دونالد ترامب.

رغم مرور أيام عدة على عملية التصويت في انتخابات ولاية أيوا ، إلا أن الجدل لا يزال دائرا حول النتائج شبه النهائية التي تشير إلى فوز المرشح الشاب بيت بوتيدجدج العمدة السابق بولاية ساوث بند بولاية إنديانا، وذلك بسبب مشاكل فنية كبيرة في عملية التصويت والفرز.

وأثيرت الشكوك حول النتائج خاصة مع إعلان بوتيدجدج فوزه بالانتخابات على أساس عدد المندوبين في الولاية، فيما أعلن المرشح بيرني ساندرز السيناتور اليساري من فيرمونت فوزه بانتخابات الولاية مستندا على التصويت الشعبي.

لكن رئيس الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة طالب في تغريدة على موقع "تويتر" بمراجعة نتائج انتخابات مجلس الناخبين في الولاية بعدما شابت مشاكل فنية كبيرة، أول مسابقة لاختيار مرشح الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية نهاية العام الجاري.

ودعا بيريز الحزب الديمقراطي في ولاية أيوا إلى البدء الفوري في إعادة الفرز من أجل ضمان ثقة الجمهور في النتائج.

وبحسب الأرقام التي أعلنها الحزب الديمقراطي، فإن بوتيدجدج لا يزال متصدرا نتائج الانتخابات التمهيدية في ولاية أيوا متقدما على بيرني ساندرز، وذلك بعد فرز 1520 مركز اقتراع من أصل 1765.

وحصل بوتيدجدج على 26.7 بالمئة من الأصوات، فيما حصل ساندرز على 25.4 بالمئة ليحل في المركز الثاني، وتأتي السيناتورة التقدمية إليزابيث وارن في المرتبة الثالثة بحصولها على 18.3 بالمئة، فيما حل في المركز الرابع جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وذلك بعد حصوله على 15.9 بالمئة من المندوبين، بحسب الأرقام التي نشرها الحزب الديموقراطي في أيوا وتمثل 86 بالمئة من مكاتب التصويت.

وتعود أهمية الانتخابات التمهيدية لولاية أيوا، كونها الأولى في سباق الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وأنها تعطي زخما كبيرا وفرصة للفائز في الانطلاق في باقي المحطات الانتخابية.

لكن وعلى الرغم من أهميتها، إلا أنها لا تمثل الولايات المتحدة بأكملها فسكانها من الأمريكيين البيض، وبالتالي فإن الكيفية التي يصوت فيها سكانها ستكون مختلفة تماما عن الولايات الأخرى، حيث يوجد نحو 30 بالمئة من الشعب الأمريكي من ذوي البشرة السمراء.

ومن المقرر أن تنطلق الجولة الثانية من السباق نحو الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في ولاية نيوهامشير في 11 فبراير/شباط الجاري، يليها الجولة الثالثة في 22 من الشهر ذاته، والتي تنطلق في ولاية نيفادا، ثم ولاية ساوث كارولاينا في 29 فبراير/ شباط الجاري، ويأتي بعد ذلك الثلاثاء الكبير.

مؤشرات أيوا

يقول جون كاسيدي في مقال بصحيفة "النيويوركر" الأمريكية: إنه بغض النظر عن الفوضى التي حدثت في أيوا، فإن كل من بوتيدجيدج وساندرز لديهما أسباب للاحتفال، مشيرا إلى أن بوتيدجيدج كان قد تراجع في استطلاعات الرأي الأخيرة، لكن النتائج الجزئية أظهرت أن دعمه انتشر في جميع أنحاء الولاية.

 وتساءل الكاتب عن قدرة الشاب الديمقراطي البالغ 37 عاما على التقدم في انتخابات نيوهامبشاير، وهل يمكن أن يوسع قاعدته الانتخابية من الأقليات الذين سيلعبون دورا رئيسيا في ولايات نيفادا وكارولينا الجنوبية، وفي يوم الثلاثاء الكبير؟

أما بالنسبة لساندرز، فأشار كاسيدي إلى أن الكثير من المحللين استهانوا به في البداية، إلا أن التصويت في ولاية أيوا  أكد أن برنامجه الشعبوي المناهض للمؤسسة يتردد صداه بقوة.

وأوضح الكاتب أنه على عكس عام 2016، بذل ساندرز جهودا حثيثة لتوسيع نطاق جاذبيته إلى ما وراء الشعبوية الاقتصادية، وأنه منذ البداية سعت حملته إلى تعميق روابطها مع الناخبين السود واللاتينيين والأمريكيين الأصليين والمثليين، والتي تشكل جميعها أجزاء مهمة من الحزب الديمقراطي.

ولفت كاسيدي إلى أن هذه الجهود بدأت تؤتي ثمارها على الرغم من اعتراف ساندرز بأنه شعر بخيبة أمل في إقبال أيوا  الذي بدى أنه أقل من المتوقع.

وتساءل الكاتب، قائلا: ما إذا كانت كل الفوضى التي أحاطت بالنتيجة ستقلل من الارتداد الذي يستمتع به الفائزون في ولاية أيوا ؟ مشيرا إلى أن تجمع أيوا  لا يحمل سوى القليل من الوزن الرياضي في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية الشاملة، إلا أنها مهمة بشكل أساسي بسبب تأثيرها على حماس الناخبين والتغطية الإعلامية وجمع الأموال من المتبرعين.

واعتبر كاسيدي أن القصة الكبيرة التي عبرت عنها النتائج الأولية من ولاية أيوا  هي العرض الضعيف لجو بايدن، الذي عمل على حملة انتخابية استمرت لشهور، موضحا أن حملته قللت من التوقعات بالنسبة لأيوا  حيث الناخبون في هذه الولاية أكثر بياضا من المتوسط الوطني، حيث يعمل بايدن بشكل أفضل بين الناخبين الأكبر سنا وغير البيض، لكن النتيجة التي جاءت به في المركز الرابع بعدما كانت استطلاعات الرأي تقول إنه يحتل المرتبة الثانية هي نتيجة مقلقة للشخص الذي كان يقود الانتخابات الوطنية من قبل.

وحول المرشحين الرئاسيين الوحيدين الذين يستفيدون من هذه الفوضى، أكد كاسيدي أن مايكل بلومبرج، الذي يجلس في أول أربع مسابقات ديمقراطية. وذكرت صحيفة "التايمز" أن بلومبرج يركز على "الثلاثاء الكبير" الذي سيشهد انتخابات في 14 ولاية، وأنه فوض فريق حملته لمضاعفة إنفاقه على الإعلانات التلفزيونية.

الخاسر والمستفيد

وفي تحليل لمديرة استطلاعات شبكة "سي إن إن" الأمريكية، تقول جينيفر أجيستا: إن حملة جو بايدن تواجه أعظم لحظة محفوفة بالمخاطر حتى الآن، والتي تتميز باستطلاعات مقلقة ومانحين متوترين وتوترات داخل الفريق.

وأشارت إلى أن بعض الديمقراطيين يحذرون من ظهور ضعيف آخر لبايدن، وأن هذا يمكن أن يسرع هروب الأثرياء الداعمين له إلى منافسيه الأكثر اعتدالا مثل بيت بوتيدجيدج ومايكل بلومبرج، كما أن ذلك يعرض قوة نائب الرئيس السابق للخطر في التصويت اللاحق الذي يعد أكثر تنوعا من ولاية أيوا .

واعتبر البعض الخطوة التي أقدم عليها بايدن بتغير قيادة فريقه قبل فترة من بدء الانتخابات التمهيدية أنه أعطى انطباعا أن حملته في ورطة.

ونوهت أجيستا إلى أن التخوفات تتزايد من أن يتعثر بايدن قبل أن تتاح له فرصة التنافس في ولايات يحظى فيها بدعم أوسع ، مثل نيفادا وكارولينا الجنوبية في وقت لاحق من الشهر.

وأوضحت أنه بدون وجود تحول في الجولة القادمة، لن يكون لدى بايدن المال للمنافسة بـ"الثلاثاء الكبير" في 3 مارس/ آذار المقبل، عندما تذهب 14 ولاية، بما في ذلك كاليفورنيا وتكساس، إلى صناديق الاقتراع.

من جهته، قال ستيف شورتليف، المتحدث باسم مجلس النواب في نيو هامبشاير، والذي أيد بايدن في السابق، بالقول: "كنت أؤيد جو بايدن في الماضي، لكنني فكرت كثيرا في الأمر وقررت دعم نائب الرئيس، لكنني الآن أعجبت بشدة بالعمدة الشاب بوتيدجيدج"، وأكد أن الكثير من الناس ينظرون نفس النظرة وسيتخذون القرار نفسه.

على الجانب الآخر، نشر موقع "بازفيد" الأمريكي تقريرا، أكد فيه أن المستفيد الوحيد من الفوضى التي حدثت في ولاية أيوا  هو "بلومبرج" الذي ترك السباق في الولايات الصغيرة الأولى وذهب بحملته إلى الولايات الأهم، استعدادا للانتخابات التي ستجرى بالتزامن في 14 ولاية في مارس/آذار المقبل.

ونقل الموقع عن بلومبرج، قوله: إنه لم يتخذ قرارا بالابتعاد "لقد تأخرت كثيرا في الدخول لذلك لا يمكنني أن أفهم ذلك، هناك الكثير من الفرص وهناك الكثير من الانتخابات القادمة في كل ولاية أخرى، لا يزال هناك 45 ولاية سأنافس فيها".

وأوضح التقرير أن حملة بلومبرج تستهدف الولايات التي تصوت لاحقا والتي تقدم الكثير منها عددا أكبر من المندوبين مما تقدمه ولاية أيوا  أو نيوهامبشاير، مشيرا إلى أن بلومبرج كونه ملياردير، فإنه قادر على تحدي ترامب على مستوى لا يمكن لأي مرشح آخر، وأنه ليس متهورا على غرار ترامب.

ونقل التقرير عن أماندا نوروت (38 عاما) من ولاية فرجينيا: إنها ستنظر "بالتأكيد" في بلومبرج الآن بعدما تعثرت حملة بايدن. وقالت: "أحب جميع المرشحين، لكني قلقة من أن بوتيدجيدج لا يملك خبرة كافية ضد ترامب".

جولة نيو هامبشاير

تتجه أنظار المتابعين إلى ولاية نيو هامبشاير التي تقع شمال شرق الولايات المتحدة بعد تصدر كل من بيت بوتيدجيدج (37 عاما)، وبيرني ساندرز (78 عاما) نتائج المحطة الأولى.

وبحسب قناة "الحرة" الأمريكية، فقد تعرض المتصدران للجولة الأولى لهجمات حادة من المنافسين لهما خلال مناظرة حامية جرت في 7 فبراير/شباط الجاري، حيث شكك المنافسون بقدرة بوتيدجيدج في الفوز أمام ترامب الطامح في الفوز بفترة رئاسة ثانية، وذلك نظرا لقلة خبرة المرشح الديمقراطي الشاب وصغر سنه، فيما تعرض ساندرز لانتقادات حادة بسبب تقدمه الكبير في السن ومواقفه السابقة من حمل السلاح.

ووصف بايدن خلال المناظرة مواقف منافسه ساندرز بأنها متطرفة إلى درجة تحول دون توحد الأمريكيين حولها. واعترف نائب الرئيس السابق بأنه تلقى ضربة قوية في أيوا  وأنه سيتلقى على الأرجح ضربة أخرى في الجولة الثانية في نيوهامبشاير،  مشيرا إلى  أن ساندرز الذي يمثل ولاية فيرمونت المجاورة فاز في الانتخابات التمهيدية لنيو هامبشاير في عام 2016 بفارق بلغ 20 نقطة.

وتظهر استطلاعات الرأي ارتفاع شعبية الملياردير مايك بلومبرج الذي أنفق على حملته الانتخابية حتى الآن 260 مليون دولار من ثروته الخاصة، حيث قرر عدم المشاركة في الانتخابات التمهيدية في الولايات الأربع الأولى من أجل التركيز على "الثلاثاء الكبير".

"تدخل روسي"

ولم تخل التجربة الأولى من الانتخابات التمهيدية من مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات والدعوة إلى تحقيق موسع من جهاز "إف بي آي" الأمريكي، وتحميل الروس المسؤولية عن الخلل التقني الذي واجه الانتخابات الحزبية في ولاية أيوا  واتهام موسكو بالتدخل في الانتخابات، وهي الاتهامات التي لم تنفك عن الانتخابات التي جرت في 2016.

واتهمت عضو الكونغرس الأمريكي من الحزب الديمقراطي شيلا جاكسون لي، موسكو، بالمسؤولية عن الخلل التقني الذي وقع خلال الانتخابات في ولاية أيوا  واقترحت على الحزب الديمقراطي دعوة مكتب التحقيقات الفيدرالي للتحقيق في الواقعة.

وأعربت عضو الكونغرس عن اعتقادها بأن الروس منخرطين ومتدخلين في عدد من الانتخابات التي جرت في الولايات المتحدة، وربطت ذلك بالانتخابات الرئاسية التي جرت في العام 2016.

من جانبه، علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مزاعم الديمقراطيين في تغريدة على موقع "تويتر" بالقول: إن الديمقراطيين لن ينفصلوا عن مزاعم التدخل الروسي التي كانوا يتشبثون بها منذ 2016، على الرغم من عدم وجود أدلة على ذلك.

الانتخابات التمهيدية

تجرى الانتخابات التمهيدية داخل الأحزاب المتنافسة في الولايات المتحدة، حيث يوجد حزبان فقط يهتم بهما معظم الناخبين هما: الديمقراطي والجمهوري، وأحيانا ما تقدم الأحزاب الصغيرة الأخرى، مثل التحرريين، والخضر، والمستقلين، مرشحين لسباق الرئاسة، إلا أن هذه الأحزاب لا تحظى بشعبية كبيرة.

وخلال الانتخابات التمهيدية تشتد المنافسة بين الطامحين إلى الرئاسة من أجل ترشيح حزبهم لهم لمنافسة من سيرشحه الحزب الآخر للفوز بمنصب الرئاسة.

ولا يوجد في الدستور الأمريكي شيء بخصوص تلك الانتخابات التمهيدية، ولذلك فهي تجري بحسب قواعد الحزب وقوانين كل ولاية.

وتجري حكومات الولايات، وليس الأحزاب، تلك الانتخابات التمهيدية، بالطريقة نفسها التي تجري بها الانتخابات العامة.

ودائما ما تنطلق الانتخابات التمهيدية من ولاية أيوا  التي لديها ما يعرف بالـ "كوكاسيس" والتي تعني انتخابات المجموعات الحزبية، حيث تجرى انتخابات المجموعات الحزبية في الدوائر الانتخابية في جميع أرجاء الولاية، ولا يوجد في انتخابات المجموعات الحزبية الديمقراطية صناديق اقتراع، إذ إن الأصوات يحددها اصطفاف الناخبين وقوفا في مجموعات حول القاعة الموجودين فيها، وفي حالة عدم حصول أحد المرشحين على نسبة أقل من 15 بالمئة من الأصوات يخسر المرشح هذه الجولة، ويمكن لأنصاره الانتقال إلى أي من التجمعات الأخرى ومناصرة كل منهم من يراه مناسبا من المرشحين.

نتائج سابقة

وبالنظر إلى انتخابات الديمقراطيين التي جرت في ولاية أيوا  عام 2016، يتضح تقارب النتائج بين المرشحين الأول والثاني، كما حدث في الانتخابات الحالية.

وفازت في 2016 المرشحة السابقة هيلاري كلينتون على منافسها في ذلك الوقت بيرني ساندرز، حيث ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن كلينتون فازت على منافسيها "بهامش بسيط".

وبعد انتهاء التعداد الرسمي للحزب تبين أن كلينتون حصلت على 49.8 بالمئة من الأصوات في الانتخابات التمهيدية التي جرت في هذه الولاية الصغيرة، مقابل 49.6 بالمئة للسيناتور بيرني ساندرز، وفقا لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وعلى مستوى انتخابات "الحزب الجمهوري" في تلك الولاية مُني الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب بالهزيمة أمام منافسه تيد كروز، وحصل كروز على نسبة 28 في المئة من الأصوات، مقابل 24 في المائة لترامب.

فرصة ترمب

منذ الحرب العالمية الثانية، لم يخسر الجولة الثانية سوى ثلاثة رؤساء، جيرالد فورد في عام 1976، جيمي كارتر في عام 1980، وجورج بوش الأب في عام 1992، في حين فاز تسعة من أصل 12 شغلوا المنصب لفترة أولى ثم أعيد انتخابهم مرة أخرى.

وكان من بين الأسباب التي جعلت أغلب المرشحين الذين خسروا الانتخابات الرئاسية في الفترة الثانية، هي وجود مشاكل اقتصادية مع توقع صناع السياسية في مجلس الاحتياطي الفيدرالي أن يستمر نمو الناتج المحلي الإجمالي بمعدل حوالي 2 في المئة، فماذا عن الانتخابات التي ستجرى في شهر نوفمبر/ من نهاية العام الجاري؟

الخبير الاقتصادي في جامعة ييل، راي فير، أعد نموذجا إحصائيا يسعى إلى التنبؤ بالانتخابات على أساس شغل الوظائف ونمو الناتج المحلي الإجمالي.ورأى أنه على مر السنين كان للنموذج العادل سجل مختلط، مما يعكس حقيقة أن هذه العوامل ليست هي الوحيدة التي تؤثر على الانتخابات. لكن نموذج الذي أعده فير، يوفر طريقة سهلة لتلخيص بعض العوامل الرئيسية، ويتوقع الآن، أن ترامب سيفوز في التصويت الشعبي بشكل مريح. إذا حدث ذلك، فسيحقق فوزا أكبر في هذه الانتخابات.