حرييت: "العدالة والتنمية" سيغير إستراتيجيته في الانتخابات المقبلة
مع قرب الانتخابات البلدية، بعد أن قررت اللجنة العليا للانتخابات إعادة شطر منها وخاصة المتعلق بإسطنبول، وعلى وجه الخصوص ما يتعلق ببلدية إسطنبول الكبرى، عاد الحديث حول الشعارات التي استخدمها كل من "العدالة والتنمية" وحزب "الشعب الجمهوري" في انتخابات مارس/آذار الماضية، إلى الواجهة. وطُرح السؤال عن التجديد الذي سيطرأ على حملات الحزبين.
وسيلجأ الحزبان إلى أسلوب وتقنيات جديدة، إذ سيستخدم "الشعب الجمهوري" شعارًا قريبًا إلى قلوب الأتراك وهو "أخي أكرم.. كل شيء سيكون جميلاً" فيما سيكون شعار حزب "العدالة والتنمية" مختلفًا وهو شعار اللا شعار. إذ أن أهم ما يركز عليه الحزب هم الذين لم يذهبوا للتصويت وقرروا المقاطعة من أعضاء الحزب أو من مؤيديه؛ هؤلاء هم أصحاب الثقل لقلب ميزان معادلة الانتخابات.
وقال الكاتب والصحفي التركي في صحيفة "حرييت"، عبد القادر سيلفي، في مقال له على الصحيفة، إن قرار مجلس الانتخابات العليا بإلغاء الانتخابات في إسطنبول ليس قرارًا عاديًا بل هو قرار مهم في المسيرة العملية السياسية، وكذلك قرار مهم جدًا للتأثير على الخيارات السياسية للناخبين. معتبرا أنه في 23 يونيو/ حزيران، لن يتم التصويت على المرشحين أو الأحزاب فقط، بل سيتم أيضا التصويت على قرار اللجنة العليا للانتخابات بإعادة انتخابات بلدية إسطنبول، ولذلك وجب أن يكون التبرير بنص قانوني قوي.
وأوضح سيلفي أن قرار اللجنة العليا للانتخابات، لازال متداولا بين المواطنين الأتراك بكافة تفاصيله.
حملات فردية
ونشر الصحفي التركي معلومات حول الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري، معتبرا أنه من الطبيعي أن يكون قد أعدّ كل من الحزبين شعارات وتكتيكات جديدة للانتخابات المقبلة.
وأفاد المقال أن حزب المعارضة سيطلق شعارا جديد وهو " أخي أكرم، كل شيء سيكون جميلا" بأحد فنادق تركيا، كشعار لحملته الانتخابية. بينما لا يخطط الحزب الذي يقود الحكومة لإطلاق أي شعار، مستدركا أن الاقتراحات ستقدم للرئيس رجب طيب أردوغان خلال هذا الأسبوع، وقد يعقد اجتماعًا من أجل ذلك للانطلاق ببداية وروح معنوية جديدة.
ويخطط حزب المصباح، بحسب سيلفي، لشن حملة أكثر هدوءًا هذه المرة، على أن لا تكون ذائعة الصيت ومنتشرة في وسائل الإعلام، وألّا تملأ اللوحات الإعلانية. واعتبر المقال أن الحملة الانتخابية التي تكون كالهجوم، تتسبب في إزعاج الناخبين، وتقدم بذلك نقطة لصالح الخصم وردة فعل سلبية للناخبين تجاه صاحب الحملة وليس له.
وبيّن المقال أن حزب العدالة والتنمية يفضل التواصل الفردي بدلاً من الحملة البراقة، تمامًا كما كان أسلوبه في عام 1994، عندما قابل الناس فرادى. وأضاف الكاتب التركي، أن مجموعات من داخل الحزب بدأت بالفعل في العمل على ذلك في شهر رمضان، إذ تم إعداد برامج الإفطار والسحور. ومن المتوقع أن تشارك تشكيلات حزب العدالة والتنمية خلال شهر رمضان بنحو 3-4 آلاف سفرة إما إفطار أو سحور، بحسب المصدر ذاته.
وشدد مقال "حرييت" على أن الهدف الأساسي في حزب العدالة والتنمية هو إقناع الناخبين الذين لا يذهبون إلى صناديق الاقتراع، ومن بين هؤلاء يُعتقد أن هناك نسبة كبيرة من داخل الحزب. للإجابة عن سؤال "لماذا لا يذهب عضو من حزب العدالة والتنمية لصناديق الاقتراع؟" يجري أعضاء من الحزب أبحاثًا لإيجاد الرد.
تغيير الإستراتيجية
وأوضح الصحفي أن إستراتيجية الحملة الانتخابية للحزب الحاكم ستكون عكس 31 مارس/ آذار الماضي، إذ سيسعى إلى تنفيذ ما لم ينفذ، ولن يكون هناك مطر من الوعود. وقد يكون الشعار هو نفس شعار الحملة الماضية. ويعتقد سيلفي أنه "هكذا سيتم التخطيط لحملة مضادة ضد حزب الشعب الجمهوري، وسيقال إن المغدور الحقيقي هو حزب العدالة والتنمية، وأن الضحية الحقيقية هو بن علي يلدريم".
ورأى الكاتب، أن الانتخابات الأخيرة تحدثت بشيء من السلبية عن مسألة البقاء، عندما شددت على أن هذه الانتخابات هي انتخابات بقاء، وعلى الرغم من أن حملة العدالة والتنمية حول هذه النقطة كانت إيجابية لم يكن الأمر مفيدًا كثيرًا، مستطردا: "ستكون الحملة هذه المرة أكثر إيجابية".
وأشار سيلفي إلى أنه في إسطنبول، مركز التجارة والاقتصاد، ستعطى الآمال للناخبين، إذ سيكون شعار العدالة والتنمية "الأمل"، وستكون الحملة قائمة على "الهدوء" وإعطاء "الأمل" للجماهير.
أما بالنسبة للأكراد، يستدرك الكاتب، سيتوجه الحزب لهم ولمواطني البحر الأسود بإستراتيجية خاصة -مع الإشارة إلى أن أكرم أمام أوغلو من مدينة طرابزون المطلة على البحر الأسود- وسيتوجه العدالة والتنمية، بحسب الكاتب إلى قادة الرأي العام الذين لا يريدون إجراء مقابلات فردية وسيعمل على تحديد مطالبهم والعمل على إقناعهم بأنه سيلبيها.
بلديات صوتت للمعارضة
أفاد الكاتب بأن الناخبين الذين سيصوتون لأكرم إمام أوغلو هم من البحر الأسود. ووفق دراسة قام بها المصباح، فإن "طرابزون، وأوردو وكاستامونو، هي المدن الأبرز التي صوتت لإمام أوغلو"، كما يعمل الحزب على دراسة في المنطقة بشكل أشمل وأعم.
ووُلِد إمام أوغلو في إحدى قرى ولاية طرابزون المطلة على البحر الأسود عام 1970 لأب يعمل بالزراعة وتربية الحيوانات وتوريد مواد البناء، حتى نمت تجارته في قطاع الإنشاءات بما يكفي وقرر الهجرة إلى إسطنبول عام 1987، حيث استقر في بلدية بيليك دوزو الواقعة أقصى غرب إسطنبول مطلع التسعينيات. ثم التحق بجامعة إسطنبول ليدرس فيها إدارة الأعمال باللغة الإنجليزية، ثم يحصل على درجة الماجستير في إدارة الموارد البشرية وانضم لشركة والده التي تأسست بعد تخرجه عام 1992.
يذكر أن المرشح عن بلدية الفاتح في إسطنبول هو الآخر كان من طرابزون لكنه ينتمي لحزب العدالة والتنمية وقد حقق الفوز، وهذا يعني أن أبناء البحر الأسود يختارون أبناء منطقتهم البحر الأسود. وبعد ما خلص إليه ختم الكاتب والصحفي التركي مقاله بالقول: "فلننتظر من سيفوز في الانتخابات المقبلة".