طواف حول مجسمات لسليماني ونصر الله.. هكذا يعبث الحوثيون بعقول أطفال اليمن
"الحوثيون يستهدفون تحويل التعليم إلى وسيلة لتفخيخ عقول الأطفال"
ندد إعلاميون وكتاب وناشطون يمنيون على منصات التواصل الاجتماعي بإجبار مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، الأطفال في المدارس على الطواف حول مجسمات لقيادات موالية لإيران، وعدوها إعادة لزمن عبادة الأصنام.
الناشطون عرضوا مقاطع فيديو وصورا قالوا إنها لطلاب في محافظة إب يطوفون حول مجسمات لقائد المليشيا عبدالملك الحوثي، والأمين العام السابق لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، وقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني.
من جانبه، أطلق مستشار وزير الإعلام اليمني أحمد المسيبلي، حملة #أصنام_الحوثي على منصتي "إكس" و"فيسبوك"، لفضح دجل واستعباد وطغيان ميليشيا الحوثي.
وحث المسيبلي أحرار اليمن على المشاركة في الحملة لكشف الفكر العنصري السلالي لمليشيا الحوثي الذي يستحقر أبناء الشعب اليمني ويعمد إلى تجهيلهم ليجعل منهم عبيدا لطائفة منحرفة فكريا وأخلاقيا ودينيا.
وأوضح المسيبلي، أن فيديوهات جرى تسريبها أحدها للقيادي عبدالله عيضة الرزامي وهو يتحدث عن أن رائحة عرق زعيمه عبدالملك الحوثي تشبه رائحة الركن اليماني، وفيديو أخر لمجموعة من الطلاب في مدينة إب تطوف حول أصنام لقيادات طائفية تقدسها الميليشيا صنعت من الورق.
وقال إن هذه الفيديوهات تؤكد أن هذه الميليشيا الإيرانية الإرهابية تنتقم من حضارة اليمن العريقة وتصنع تخلفا بشكل ممنهج من أجل تمرير أجندة صناعتها للأصنام بطريقة فرعون “فاستخف قومه فأطاعوه”.
بدروه، قال المنبر اليمني للدراسات والإعلام إن “الحوثي تطبق فكر طائفي في المدارس، وتستغل التعليم في مناطق سيطرتها لأغراض طائفية”.
وصب ناشطون جام غضبهم على مليشيا الحوثي، واتهموها بالعمل على فرض ممارسات على الطلاب بالمشاركة في طقوس قسرية تحت التهديد بالقوة وفرض العقاب في محاولة لزرع أفكار طائفية تتعارض مع هوية المجتمع اليمني وثقافته.
واستنكروا استغلال مليشيا الحوثي التعليم لأغراض طائفية، مؤكدين أن ما يروج له الحوثي من خرافات حول قادته هو محاولة لاستعباد عقول الناس واستخفاف بهم وتضلل البسطاء لتقديس رموزها طائفيا وعنصريا.
انتهاكات الحوثي
وارتكبت الحوثي منذ انقلابها على الشرعية واستيلائها على السلطة بالقوة في سبتمبر/أيلول 2014، انتهاكات جسيمة في قطاع التعليم، بدأتها بتعيين يحيى بدر الدين الحوثي شقيق زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي وزيرا للتربية والتعليم، رغم عدم امتلاكه أي مؤهل تعليمي.
وتوسعت انتهاكاتها لتشمل تغيير المواد الدراسية وتحريفها بما يخدم توجهات وعقائد الحوثيين، والتحريض على الكراهية وتصفية المخالفين لفكرهم وعقيدتهم.
ورصد تقرير حقوقي حمل عنوان "آثار الحرب على قطاع التعليم في اليمن" انتهاكات المتمردين الحوثيين بحق المعلمين وتحديدا من 24 أكتوبر 2014 حتى 30 ديسمبر2021، والتي بلغت نحو 49 ألف انتهاك حوثي في 7 سنوات.
وأوضح التقرير أن المليشيات الحوثية فجرت 25 مدرسة، وحولت نحو 22 مدرسة إلى سجون عسكرية وثكنات قتالية، وحولت أيضا 74 مدرسة إلى مخازن للقواعد والآليات العسكرية في عدد من المحافظات التي تخضع لسيطرة الحوثيين.
وأفاد بأن عمليات القنص والقتل المباشر خارج القانون والاغتيالات والاستهداف للمنازل والأحياء بالقذائف والصواريخ والمسيرات، عن مقتل نحو 1580 معلما، وإصابة 2642 آخرين، فيما قتل نحو 22 تربويا تحت التعذيب في معتقلات المتمردين.
وأشار التقرير الحقوقي إلى اعتقال نحو 1137 معلما وتربويا، وخضع نحو 170 منهم لحالات اختفاء قسري، كما أعدمت المليشيا نحو 10 معلمين منهم خلال عام 2019.
غضب واستياء
وتفاعلا مع المشهد، قال الكاتب عبدالله المنيفي، إن ما تمارسه مليشيا الحوثي من قسر الطلاب والضعفاء على تقديس أصنام مجسمة لكهنتها وتقبيل أقدام الحوثي مشهد مهين لآدمية الإنسان اليمني الحر، وتقديس نابع عن فكر خبيث يسعى لاستعباد اليمنيين، وتحويلهم إلى عبيد لدى السلالة.
وقال الكاتب عبدالكريم المدى، إن مليشيا الحوثي السلالية تواصل مسيرة تشويه رسالة الإسلام ولا تدع فرصة ولا مناسبة إلا وأبدعت في تشويه الوجه المشرق والحضاري للإسلام بممارسات وثنية تعطل العقل وترسيخ ثقافة القطيع.
وكتبت دلال فتحي علي: "لم يكن البحث الحوثي عن القداسة المزيفة إلا انعكاسا لحالة الفقر الأخلاقي والتدليس باسم الدين لسلالة تسعى للحكم بالقوة والعنف ولو كلف ذلك سفك دماء الملايين من البشر، ولتوظف تلك القداسة للتغطية على خلو رصيدها الخدمي للمواطنين من أي إنجازات، ولتبرير القتل وسفك الدماء ونهب الأموال وغير ذلك من الانتهاك".
وأكدت وجد يمن، أن رفض الأصنام البشرية التي يصنعها الحوثي ليس فقط واجبا وطنيا، بل هو معركة لإنقاذ اليمن من الاستبداد.
وعرض الناشط بشير علي شاجع، صورة بعنوان "القداسة الزائقة" مكتوبا عليها إن مليشيا الحوثي تسعى إلى خلق صورة مشوهة للقداسة حول قياداتها من خلال بناء الأضرحة وتنظيم الزيارات المتواصلة إليها بهدف زراعة أفكار طائفية تختلف مع هوية المجتمع اليمني وثقافته.
عودة الأصنام
من جانبه، استنكر الصحفي سعيد الجعفري إجبار الطلاب على الطواف حول المجسمات، قائلا إنه "فكر حوثي طائفي يجبر الطلاب بالطواف حول المجسمات يهدف إلى إحياء الخرافات وخلق القداسة حول الأصنام البشرية".
وعد الصحفي عصام بلغيث، ما يحدث عودة إلى الجاهلية وتقديس لمن لا يستحق، مذكرا بأن الحوثيين شنوا حملتهم على مجسمات تعرض عليها ملابس بحجة أنها محرمة بينما اليوم يصنعون مجسما لصريعهم.
وعرض الإعلامي حسن عناب، صورة المجسمات التي صنعها الحوثي لكل من "الخميني وسليماني والحوثي"، قائلا: "اللات والعزى وهبل".
وقال سمير رشاد اليوسفي، إن عبدالملك الحوثي يحيي زمن الأصنام، لكن بأسماء بشرية وأساطير ملفقة! يريد من أتباعه أن يطوفوا حول خرافاته، وكأنه هو من شق البحر أو أخرج اليمن من أزماته، مؤكدا أن ولايته تُفرض بالسلاح وخرافاته تُسوّق بالدجل، لكن اليمني الحر لا يركع للوهم.
وذكر بأن الأصنام في دين اليمنيين الإسلامي الحنيف تُعد أوثانا، قائلا: "أما في دين الحوثي الذي لا أحد يعرف ما هي ملته فتنظيمهم خليط من المعتقدات المارقة، لهذا فإن الأصنام تُعد جزءا من المعتقد والبروباجندا الإعلامية".
اغتيال للطفولة
وأكد ناشطون أن ما فعلته الحوثي من إجبار للطلاب على الطواف حول مجسمات لشخصيات إيرانية وأخرى محسوبة على إيران يتنافى مع حقوق الطفل وعبث بالعملية التعليمية.
وتجدر الإشارة إلى أن ناشطين وإعلاميين سبق وأطلقوا حملة إعلامية واسعة لمواجهة الاستهداف الحوثي المنظم للعملية للتعليمية في البلاد تحت وسم ##لا_لتطييف_التعليم بهدف نشر الوعي حول خطورة التعديلات التي فرضتها مليشيا الحوثي على المناهج الدراسية.
وحذروا من أن تعديلات الحوثي تستهدف الهوية الوطنية والتعايش المجتمعي، وتعمل على نشر الفكر الطائفي وتشكل تهديدا للأجيال القادمة ومستقبل اليمن، داعين الحكومة اليمنية ووزارة التربية والتعليم للقيام بدورهما في مواجهة استهداف التعليم، الذي يهدد الأجيال القادمة.
وسبق أن حذرت هيئة رئاسة مجلس النواب اليمني خلال اجتماع لها، من خطورة الممارسات الحوثية على النشء والشباب في مناطق سيطرتها، ومحاوله تغيير الهوية والمعتقد، وتدمير الإنجازات التي تحققت لليمنيين منذ قيام الثورة اليمنية.
وعدت الإعلامية والحقوقية وضحى المرشد، ما تقترفه مليشيا الحوثي من صنع تماثيل للكهنة الدجالين والعنصريين وإجبار الطلاب على تقديسها، اغتيال لبراءة الأطفال واستغلال مؤسسات التعليم لترويج أجندة طائفية تهدد الهوية الوطنية.
وقالت المغردة وجد: "في استمرار لتدمير العملية التعليمية، يجبر الحوثي الطلاب في المدارس على الطواف حول مجسمات كرتونية لقاداته المجرمين!".
واستنكر أحد المغردين، فرض الحوثي على الطلاب الطواف حول المجسمات الحوثية من أجل صناعة التخلف للأجيال اليمن، مؤكدا أن ذلك يوضح انتهاج المليشيا للفكر الطائفي الخبيث واستغلالها للنشء
وأشار وكيل وزارة العدل فيصل المجيدي، إلى أن الحوثي جرف الحياة كلها وصحّر التعليم وأباد الهوية الوطنية والثقافية والدينة، مؤكدا أن الطواف حول تماثيل حوثية وإيرانية منهج حوثي يلزم به الأطفال لتقديسهم من دون الله.
وأوضح الإعلامي صلاح الدين الأسدي، أن تحريف التعليم في اليمن على يد المليشيات الحوثية يكشف مخططا ممنهجا لإحلال هوية طائفية دخيلة، تدعمها إيران، محل الهوية اليمنية العربية، مؤكدا أن المعركة ليست عسكرية فقط، بل فكرية أيضا.
وأضاف أن المليشيات الحوثية تستخدم المناهج الدراسية كأداة لتشويه العقيدة الإسلامية وتحويل التعليم إلى وسيلة لتفخيخ عقول الأطفال، وتستمر في العبث بالمناهج الدراسية، مسخّرة التعليم لخدمة مشروعها الطائفي وتحريف عقائد الأجيال لتتماشى مع الهوية الفارسية المتطرفة