قدرات سرية.. إستراتيجية أميركا لتحويل تايوان إلى “منطقة جحيم”

5 months ago

12

طباعة

مشاركة

في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة المحيط الهندي-الهادئ، وتحديدا حول مضيق تايوان، تكشف الولايات المتحدة عن إستراتيجيات جديدة لمواجهة أي تحرك عسكري محتمل من الصين لضم تايوان. 

ويطرح رئيس القيادة الأميركية في منطقة الهندي-الهادئ، الأميرال صمويل بابارو، خطة جريئة تهدف إلى تحويل المنطقة إلى "مشهد جحيمي"؛ لإحباط القوات الصينية ومنعها من تحقيق أهدافها بسرعة.

وتتضمن الخطة الأميركية بناء ونشر آلاف الطائرات بدون طيار، واستثمارات بمليارات الدولارات في برنامج "ريبيليكيتور"، وهي إجراءات تهدف إلى تأخير وإرباك القوات الصينية حتى تتمكن الولايات المتحدة من التدخل. 

مشهد جحيمي

وقالت صحيفة "إي ريفرينسيا" البرتغالية، إن هذه التحركات تأتي في ظل مخاوف من أن الصين قد تسعى لضم تايوان بطرق أخرى، مثل الحصار أو الحرب الإلكترونية، مما يضيف تعقيدات جديدة إلى الصراع المستمر.

وسلطت الضوء على التحديات التي تواجه الولايات المتحدة في تنفيذ هذه الإستراتيجية، بما في ذلك القضايا المالية والقدرات التكنولوجية، كما ناقشت الخيارات المتاحة للصين والبدائل السلمية والعسكرية التي قد تتبناها لتحقيق أهدافها. 

وفي خضم هذه التطورات، يبقى السؤال الرئيسي، كيف ستؤثر هذه التحركات على الأمن والاستقرار في منطقة المحيط الهندي-الهادئ وعلى الساحة الدولية بشكل عام؟

وقالت الصحيفة: "إذا أجبرت الصين على استخدام القوة لضم تايوان، مستغنية عن الوسائل السلمية التي تفضلها، فإنها تعتزم تقديم حرب قصيرة وعنيفة للعالم بحيث لا تسمح لحلفاء الجزيرة برد الفعل". 

وأردفت: "من ناحية أخرى، لدى الولايات المتحدة خطة لاحتواء الغضب الصيني". 

من جانبه، قال رئيس القيادة الأميركية في منطقة الهندي-الهادئ، الأميرال بابارو، إن الخطة تهدف إلى تحويل المنطقة إلى "مشهد جحيمي" لهزيمة القوات الصينية.

وكشف الأميرال عن إستراتيجيته خلال "حوار شانغري-لا"، الذي نظمه المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في سنغافورة نهاية مايو/ أيار 2024.

وتشمل الخطة نشر آلاف الطائرات بدون طيار، والتي ستكون ضرورية لاحتلال مضيق تايوان وإشغال القوات الصينية حتى تتدخل القوات الأميركية لدعم الجزيرة.

إستراتيجية إلكترونية

وذكرت الصحيفة البرتغالية أن بابارو لم يقدم تفاصيل كثيرة عن الخطة، التي تشمل "قدرات سرية متنوعة"، لكنه أشار إلى أن "الإستراتيجية العسكرية ستجعل عمل الجيش الصيني (مريعا للغاية) لمدة شهر، مما يمنح القوات المسلحة الأميركية وقتا كافيا للرد قبل نجاح الهجوم الصيني المفاجئ".

وأعلن بابارو أن الولايات المتحدة “قد بدأت بالفعل في تنفيذ هذه الخطة”، حيث استثمرت وزارة الدفاع مليارات الدولارات في برنامج "ريبيليكيتور"، الذي يهدف إلى بناء العديد من الطائرات البحرية والجوية بدون طيار.

ومع ذلك، أشار إلى مشكلة في الميزانية المخصصة للمشروع، حيث إن القيادة الهندية-الهادئة لديها عجز يبلغ 11 مليار دولار في تقديرات الإنفاق لهذا العام، بينما تنفق الصين ما يصل إلى ثلاثة أضعاف هذا المبلغ على الدفاع.

إضافة لذلك، ذكرت صحيفة "إي ريفرينسيا" أن "الإستراتيجية الأميركية قد تفشل إذا غيرت بكين طرقها وتكتيكاتها".

ولفتت إلى أن الصين تقول رسميا، إن "الخيار الأول بالنسبة لها هو الضم السلمي"، وهو ما أكده الرئيس شي جين بينغ في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني، لكنه "لم يستبعد استخدام القوة". 

وأشارت إلى أن "الخطة البديلة تتضمن فرض حصار على الجزيرة، مما يمنعها من الوصول إلى كل ما تحتاجه لتلبية احتياجات مواطنيها".

وأضافت الصحيفة: "هناك أيضا خيار يتمثل في تنفيذ (إستراتيجية إلكترونية) لضم تايوان دون غزو عسكري، باستخدام المعلومات الخاطئة والدعاية الحكومية لإقناع الجزيرة بأن الانضمام إلى بكين هو الخيار الأفضل".

وتطالب بكين بضم تايوان إلى أراضيها، وهي جزيرة يبلغ عدد سكانها 24 مليون نسمة، بصفتها مقاطعة انفصالية، بينما تصر تايبيه على استقلالها منذ عام 1949.

ولا تعترف الصين باستقلال تايوان وتعدها جزءا من أراضيها وترفض أي محاولات لانفصالها عنها، بالمقابل لا تعترف تايوان بحكومة بكين المركزية.