السيسي: مصر تعيش أجواء هزيمة 1967.. وناشطون: النكسة يتبعها التنحي
استنكر ناشطون على منصتي "إكس"، و"فيسبوك" استحضار السيسي روح الهزيمة
استياء وغضب واسع أثاره رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، بعد تشبيهه الظروف الحالية في البلاد بفترة ما بعد نكسة يونيو/حزيران 1967، في إشارة إلى "حرب الأيام الستة"، أو الاجتياح الإسرائيلي لسيناء.
السيسي قال في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2024 إن "ما تشاهدونه حاليا، من غير تفسير وتوضيح كتير، كانت تقريبا نفس الظروف التي نعيشها بعد 67 في مصر".
وخلال الحرب، وقعت صدامات عسكرية بين إسرائيل من جهة، وكل من مصر وسوريا والأردن والعراق من جهةٍ ثانية، وبمساعدة فنية من لبنان والجزائر والسعودية والكويت.
وأثناء “نكسة الأيام الستة” التي دارت فيها رحى الحرب، احتلّت إسرائيل الضفة وغزة، وشبه جزيرة سيناء المصرية ومرتفعات الجولان السورية.
وأضاف السيسي: "كل الناس والعالم والخبراء والمهتمين بالموضوعات العسكرية والتحديات التي كانت تجابها الدولة المصرية، خاصة على الصعيد العسكرى، كانوا بيقولوا مستحيل.. خط بارليف، مانع قناة السويس، التفوق الكبير، المقارنة التي لم تكن في صالحنا".
وتابع: "المصريين دفعوا من دمائهم ثمنا لانتصار 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1973، وأيضاً من أجل السلام (مع إسرائيل)، وكان أول من دفع الثمن الرئيس الراحل أنور السادات، الذي دفع حياته مقابل السلام، وكان عبارة عن فكرة سابقة عصرها ووقتها".
وجاءت تصريحات السيسي خلال كلمته باحتفالية ضخمة أقيمت في استاد العاصمة الإدارية الجديدة بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر، برعاية ما يسمى اتحاد القبائل العربية الذي يرأسه زعيم اتحاد قبائل سيناء المقرب من النظام إبراهيم العرجاني.
و"اتحاد القبائل العربية" أعلن تأسيسه خلال مؤتمر جماهيري عقد بقرية العجرة، جنوبي رفح في شمال سيناء مطلع مايو/أيار 2024، برئاسة العرجاني، المثير للجدل وصاحب النفوذ المتزايد الذي يرى مراقبون يشكل خطرا على الأمن القومي المصري.
وأحيا الاحتفالية مجموعة من المطربين والفنانين، مثل محمد منير وأنغام وتامر عاشور وويجز وريم مصطفى. وأطلقت الألعاب النارية بكثافة في سماء العاصمة الإدارية، في الوقت الذي تعاني فيه مصر أزمات اقتصادية خانقة أبرزها ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
وامتلأ الاستاد بأعضاء حزب مستقبل وطن المحسوب على أجهزة الأمن، الذين جاءوا من محافظات عدة من خارج القاهرة عبر باصات مخصصة.
واستنكر ناشطون على منصتي "إكس"، و"فيسبوك" استحضار السيسي روح الهزيمة في ذكرى نكسة مر عليها 57 عاما لا تزال محفورة في أذهان المصريين بدلا من استدعاء ذكريات نصر أكتوبر، منددين بسعيه لمحو كل الأعياد القومية وذكريات الانتصارات.
واستهجنوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #السيسي_خاين، #السيسي_خائن_وعميل، #السيسي، وغيرها، إقامة احتفالية ضخمة تكلفت ملايين الجنيهات وإهدار الأموال على الألعاب النارية في وقت تعاني منه البلاد أزمات اقتصادية.
استدعاء مريب
واستنكارا لاستحضار رئيس النظام المصري لذكرى النكسة، أكد الكاتب رفيق عبدالسلام، أن كل حكام الأمم التي تحترم نفسها وتاريخها وتقدر شعبها تستدعي الأمجاد والانتصارات وتطمح الى كسر العدو والتغلب عليه، إلا سيسي مصر ينظر للهزيمة ويستدعي الانكسار والاندحار.
وأوضح أن هذا يدل على أن الهزيمة تسكن كيان السيسي وليست في معطيات الواقع الذي يقول إن هزيمة إسرائيل ممكنة جدا، بل في متناول اليد، لو أن مصر دافعت عن أمنها القومي وقدمت الحد الأدنى من الدعم والإسناد لغزة.
ووصف عبدالسلام، السيسي بأنه حاكم مهزوم في داخله و"طايح قبل الضربة"، وحذر قائلا: "حينما يكون المسؤول الأول في الدولة بهذه الحالة النفسية المشوهة والمهتزة فلن يأتي إلا بالهزائم والفجائع".
وسخر الصحفي علي بكري، من حديث السيسي عن النكسة قائلا: "10 سنين بيقول للمصريين متسمعوش كلام حد غيري وبيتحكم في كل أجهزة الدولة تحكم مطلق وفي الآخر اللي انتوا عايشين فيه دلوقتي نفس ظروف النكسة!".
واستهزأ قائلا: “شكراً إنك حاسس بينا وحاسس إن البلد في نكسة من يوم ما شوفنا وشك”.
وأعربت سيلين ساري، عن غضبها من حديث رئيس النظام المصري قائلة: "السيسي وإعلامه قارفينا ليل نهار بالكلام عن إنجازاته اللي مفيش منها على أم الكوكب واستحملوا علشان خاطر مصر وبعد الهم ده كله يجي بسلامته وهو بيحتفل في العاصمة الإدارية اللي خربت بيتنا يقول احنا بنعيش دلوقتي في أجواء ما بعد هزيمة 1967 وهو ده الإنجاز".
ورأى مصطفى عادل، أن السيسي يعترف أنه وصل بمصر لأثر النكسة بدون حرب.
وعد أحد المغردين استحضار كلمة" نكسة" في مناسبة وطنية يفخر بيها المصريون "حركة غبية جداً"، مؤكدا أن المصريين بيكرهوا فترة النكسة.
وبين أن ترديد كلمة "النكسة" شيء غير إيجابي ووقعها سيئ على مسامع المصريين وتشعرهم بالهزيمة والانكسار.
النكسة والتنحي
فيما رفض ناشطون هذا التشبيه، مؤكدين أن أيام النكسة كانت السلع والخدمات متوفرة بعكس ما تشهده البلاد اليوم من غلاء أسعار واختفاء سلع وشح في الأدوية وغيرها من الأزمات الأخرى، وأن النكسة الحقيقية ببقاء السيسي.
وقال مجدي الألفي: "أجواء 67 الله لا يرجعها، ورغم النكسة لا اختفت سلعة ولا ارتفع سعر سلعة أو خدمة، و لا انخفض الجنيه، ولا تخلت الحكومة عن التعيينات، ولا عن أداء كل الخدمات، خاصة التعليمية والصحية بالمجان".
وتساءل وليد نوفل: "نكسة ايه اللي بنعيشها أجواءها؟"، مؤكدا أن أيام النكسة كانت الناس تأكل وتشرب "والقطاع العام كان مخلي البلد تمام".
وأكد ياسر أبو المكارم، أن النكسة التي تمر بها مصر ستستمر ما بقي السيسي ونظامه الفاسد في حكم مصر.
وتصعيدا لمطالبة السيسي بالتنحي خاصة بعد استحضاره لهذه الذكرى، تساءلت جيهان راشد: “بعد أجواء النكسة هل يأتي خطاب التنحي؟”
وتعجب الإعلامي زين العابدين توفيق، من حديث السيسي في شهر الانتصار عن الهزيمة، مشيرا إلى أنه لم يجرؤ طوال حكمه أن يطلق وصف العدو على من حاربنا واحتل أرضنا وقتل أسرانا ويبيد الآن إخواننا على بعد أمتار من حدودنا.
وأكد أن تاريخنا يقول إن من قاد الوطن للهزيمة لم يكن أبدا جزءا من صناعة النصر، متسائلا: “متى يرحل الفاشلون لعل الوطن يجد فرصة ليحيا من جديد؟”
وأكد حسام حطبة، أنه بعد إعلان الرئيس عن النكسة في حفل العاصمة الإدارية يتبقى التنحي.
تبديد الأموال
واستنكارا لتبديد أموال البلاد على احتفالات ضخمة في ظل أزمات اقتصادية لا حصر لها، أبدى الخبير الاقتصادي مراد علي، اتفاقه مع السيسي بأن مصر تمر بفترة ربما أسوأ من نكسة 67.
وتساءل: "ألا يتطلب ذلك تغييرا جذريا؟ أم الخروج من هذه الكارثة يكون بالاستمرار في إهدار الأموال على الاحتفالات التي لا داعي لها؟، مستطردا: “من المسؤول عن الأزمات التي يعيشها المصريون؟ من كان مسؤولا خلال ال١١ عاماً الماضية؟”
وقال السياسي عمرو عبدالهادي، إن عرض حفل السيسي على شاشة بالاستاد ثمنه لا يقل عن مليون دولار في الوقت المقرر أن يقابل فيه صندوق النقد الدولي "عشان يشحت النقد".
وتساءل الكاتب أحمد بيومي: "هو الرئيس كان عامل الحفلة دى ومكلفها كام مليون علشان يقولكم إننا فى أجواء أقسى من 67.. طاب مش كان واجب يقولنا سبب النكسة المرة دى مين؟ ومين اللى راح يتنحى ويرجع.. ومين ال راح ينتحر بالسم؟".
وعرضت زينب محمد، صورا من احتفالية السيسي ما بعد النكسة تظهر البذخ والترف، متسائلة: “هو مش احنا فقراء أوى!؟”
وسخر عماد حداد حسين، قائلا: "فى العاصمة فقط النكسة بيعملولها عيد وبيحتفلوا بيها.. نحن نختلف عن الآخرين يا ماسريين".
العرجاني وكيانه
وتحت عنوان "زمن الاستبداد والغرائب"، قال أحد المغردين، إن زعيم المليشيا إبراهيم العرجاني، اللي كان قبل سنوات بيقتل في ولادنا الجنود، بيدعو السيسي لاحتفالية فخمة بذكرى نصر أكتوبر، وفي عاصمة اتبنت عشان تكون مجرد ديكور على حساب مصر الحقيقية، القاهرة اللي بنعرفها."
وتساءل: “هنحتفل بإيه؟ بنصر أكتوبر ولا بانتصار المليشيات على أحلام الناس واقتصادهم اللي اتدهور عشان مشاريع فارغة؟ العاصمة الإدارية بقت رمز للاستنزاف، والديون بقت بتحاصرنا من كل اتجاه.. المصريين شايفين أيام سودة، وفين مصر اللي كانت بتهتم بشعبها؟ مين اللي بيحكم مصر فعلاً؟”
وحذر صاحب حساب راجي عفو الله، من أن السيسي بتشجيعه لاتحاد القبائل والأسر العربية وتدعيمه للفساد بكل المجالات يحاول خلق كيانات موازية للحكومة المركزية يكون لها مصالح كبيرة ومصادر أموال ضخمة تمولها وجيش من المنتفعين حتى يستطيعوا حماية واستمرار النظام.
وأشار المجلس الثوري المصري، إلى أنه رغم وجوده بين العرجاني واتحاد القبائل، ورجال (رجل الأعمال البلطجي صبري) نخنوخ يملأون المكان، إلا أن السيسي كان خائفا من خياله ويجلس خلف حاجز زجاجي مضاد للرصاص، كأخواله في تل أبيب، وفق تعبيره.
ولفت المسؤول السابق في وزارة الصحة المصرية مصطفى جاويش، إلى أن العرجاني غير الاسم ليصبح اتحاد_القبائل والعائلات المصرية، وحشد 90 ألف شخص في المدرجات يعني نقل وأكل وفلوس بملايين الدولارات،
المهم السيسى ياخد اللقطة أن فيه ظهير شعبى داعم له والحكاية كلها "ترامادول وبكتة و100 ج".