انتخابات الرئاسة الجزائرية.. من هم أبرز المرشحين لمنافسة تبون؟
31 مرشحا حتى الآن تقدموا بأوراقهم للانتخابات الرئاسية
رغم كونه المرشح الأوفر حظا، لم يعلن الرئيس الجزائري الحالي عبدالمجيد تبون حتى الآن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في 7 سبتمبر/ أيلول 2024.
وفي المقابل، تذكر صحيفة "جون أفريك" الفرنسية أن 31 مرشحا حتى الآن تقدموا بأوراقهم للانتخابات الرئاسية التي جرى تبكير موعدها 3 أشهر.
وعرجت الصحيفة على التحديات والدعم الذي يحظى به تبون من بعض الأحزاب المرتبطة بالنظام القديم، بالإضافة إلى أدائه الاقتصادي والاجتماعي الذي من المحتمل أن يكون محور حملته الانتخابية.
6 مرشحين
وقالت إن “السؤال الذي يجب أن يُطرح مع اقتراب الموعد النهائي لتقديم ملفات الترشيح أمام الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات (18 يوليو/تموز)، ليس ما إذا كان تبون سيترشح للانتخابات الرئاسية المبكرة، بل متى وكيف سيعلن ذلك؟”
وفي هذا السياق، بالحديث عن المرشحين المعلنين، توضح الصحيفة أنه في 9 يونيو/ حزيران 2024، أي في اليوم التالي مباشرة لدعوة الهيئة الانتخابية، بدأ المرشحون في جمع التوقيعات.
جدير بالذكر هنا أنه يجب أن تبدأ الحملة الانتخابية بحد ذاتها قبل ثلاثة وعشرين يوما من الاقتراع، أي في 14 أغسطس/ آب 2024.
ووفقا لرئيس الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي، فإن 31 مرشحا قد سحبوا بالفعل استمارات جمع التوقيعات الفردية.
وأكد شرفي أنه "في 27 يوليو 2024، سيُعلن عن القائمة النهائية للأسماء التي قبلت ملفات ترشحها للانتخابات الرئاسية، قبل أن تُرفع قائمة المترشحين المقبولين، إلى المحكمة الدستورية للبت فيها".
وبحسب ما ورد عن الصحيفة الفرنسية، فإن 6 فقط من المرشحين شخصيات معروفة حتى الآن.
وفي تفصيلها لهؤلاء الستة، أشارت إلى كل من زبيدة عسول، قاضية ورئيسة "حزب الاتحاد من أجل التغيير والتقدم"، ولويزة حنون، الأمينة العامة لحزب "العمال" المعارض في الجزائر.
ومن ضمن المرشحين، سيدة الأعمال سعيدة نغزة، وبلقاسم ساحلي، رئيس "التحالف الوطني الجمهوري"، وعبد العالي حساني شريف، رئيس حركة “حمس” الإسلامية، ويوسف أوشيش، السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية (FFS)، أقدم حزب معارض في البلاد.
وبالعودة إلى تبون، تقول الصحيفة إنه "من المتوقع أن يُعلن عن ترشحه -إلا في حالة حدوث أمر غير متوقع- قبل 18 يوليو.
وفي هذا السياق، تشير إلى أن "المتقدمين للرئاسة يجب عليهم جمع 50 ألف توقيع من الناخبين أو 600 تزكية من المنتخبين من 29 ولاية مختلفة على الأقل".
ولفتت إلى أن "الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات ستواصل فحص الملفات حتى 27 يوليو 2024، وهو الموعد الذي ستعلن فيه القائمة النهائية للمرشحين".
تبون في الميدان
على جانب آخر، تقول إنه "إذا كان تبون لا يبدو في عجلة من أمره للانطلاق في السباق، فإن الأحزاب السياسية التي شكلت التحالف الرئاسي في عهد (الرئيس السابق) عبد العزيز بوتفليقة تعمل بالفعل من أجل إعادة انتخابه".
وتُذكر تلك الأحزاب السياسية ناشطيها في مذكرة داخلية بأنه يجب عليهم فقط "إعطاء توقيعهم لرئيس الدولة المنتهية ولايته".
"وهو دعم كبير"، على حد وصف "جون أفريك"، إذ يضم التجمع الوطني الديمقراطي وجبهة التحرير الوطني وحركة البناء الوطني أكثر من 15 ألف ناخب.
كما يعمل ائتلاف أحزاب الأغلبية من أجل الجزائر، الذي يضم التجمع الوطني الديمقراطي وجبهة التحرير الوطني وجبهة المستقبل، على عرض نتائج الولاية الأولى لعبد المجيد تبون.
وهو عرض ينبغي تقديمه في إطار مؤتمر وطني، ولكن لم يُحدد موعده بعد، بحسب الصحيفة الفرنسية.
ومن جانبه، يضاعف تبون، زياراته الميدانية ولقاءاته مع الجماهير، وهي "مبادرات تهدف إلى إظهار قربه من الشعب ومنحه صورة الرئيس الذي يشارك بفعالية في حل المشاكل المحلية"، على حد قول الصحيفة.
وتشير إلى عدة إجراءات اقتصادية واجتماعية اتخذها تبون خلال العامين الماضيين، يعول عليها مؤيدوه لتطوير حجج حملتهم الانتخابية.
من بين هذه الإجراءات؛ الزيادة التراكمية في الرواتب نهاية عام 2024، والتي يمكن أن تصل إلى 50 بالمئة في بعض القطاعات.
بالإضافة إلى إطلاق مشروع بناء 250 ألف مسكن اجتماعي، يضاف إليها 150 ألف مسكن آخر في المناطق الريفية.
في سياق آخر، تشير الصحيفة إلى عدة تدابير ضريبية اتخذت، مثل خفض ضريبة القيمة المضافة على بعض المنتجات لدعم الصناعة الغذائية وخفض الأسعار الاستهلاكية.
كما أُلغيت الضرائب على نشاط الحرفيين وارتفعت معاشات التقاعد بنسبة تتراوح بين 10 و15 بالمئة. والأكثر أهمية من ذلك، إصدار قرار بـ "علاوة للبطالة" في عام 2022.
وتبلغ هذه العلاوة 15 ألف دينار شهريا يستفيد منها أكثر من مليوني عاطل عن العمل، تتراوح أعمارهم بين 19 و40 عاما في البلاد، وفق ما ورد عن الصحيفة الفرنسية.
وفي الختام، تخلص إلى أن "كل هذه الإجراءات، بالإضافة إلى الحملات الإعلامية المتواصلة التي تقدم تبون كقائد وحيد قادر على قيادة البلاد نحو مستقبل أفضل، لا تترك مجالا للشك حول نواياه للترشح للرئاسة مرة أخرى".