على عكس أوباما وبايدن.. هل ينجح ترامب في تفكيك كامل البرنامج النووي الإيراني؟

منذ ٩ ساعات

12

طباعة

مشاركة

بعد لقاء بين ممثلي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بالعاصمة العُمانية مسقط في 12 أبريل/ نيسان 202، وُصفت المحادثات بأنها "إيجابية وبناءة". 

وقال موقع "تيليبوليس" الألماني: إن “اللقاء يُعد تحولا مهما في السياسة الأميركية تجاه إيران، كما أنه إشارة إلى استعداد إدارة ترامب -على عكس الإدارات السابقة- لتقديم تنازلات اقتصادية”. 

ومن ناحية أخرى، يرى الموقع أن "هذا النهج قد يحقق مكاسب إستراتيجية واقتصادية للولايات المتحدة".

وفي حال رُكز على الملف النووي دون توسيع دائرة التفاوض، ستشمل المكاسب "الحد من التهديد النووي الإيراني وتجنب التصعيد العسكري وتعزيز الاقتصاد الأميركي".

فرصة أفضل

وأوضح الموقع الألماني أنه "خلال السنوات الأربع من ولاية جو بايدن، لم يوافق الإيرانيون مطلقا على عقد اجتماع مباشر مع مسؤولين أميركيين على مستوى وزارة الخارجية". 

واستدرك: "لكن على العكس من ذلك، فإن ترامب لديه حاليا فرصة لتحقيق (اتفاق أفضل) من خلال السعي لتحقيق مكسب ثلاثي".

وفي هذا السياق، أشار الموقع إلى أن "ترامب صرح مرارا بأن خطّه الأحمر الوحيد يتمثل في منع إيران من امتلاك أسلحة نووية".

وأردف: "إلا أنه ما يزال من غير الواضح إذا ما كان يسعى لتحقيق ذلك من خلال تفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني على غرار النموذج الليبي -وهو ما يمثله الموقف الإسرائيلي- أم أنه يفضل حلا قائما على التحقق يهدف إلى تقييد البرنامج النووي بدلا من القضاء عليه بالكامل".

وقال الموقع: إن "المشكلة بطبيعة الحال تكمن في أن إيران لن تقبل أبدا بمثل هذا الاستسلام (أي النموذج الليبي)"، لافتا إلى أنه "لهذا السبب تحديدا تصر إسرائيل عليه". 

وأوضح أن "تل أبيب تراهن على أن مثل هذه المطالب ستضمن فشل المسار الدبلوماسي، مما سيدفع ترامب نحو اتخاذ إجراءات عسكرية".

ولكن وفق ما ورد عن الموقع، لم يذكر المبعوث الخاص إلى إيران، ستيف ويتكوف، خلال المحادثات التي انعقدت في 12 أبريل/ نيسان 2025، أي شيء عن تفكيك البرنامج. 

وبدلا من ذلك، ناقش الجانبان "إلى أي مدى يجب تقييد البرنامج النووي، وما التسهيلات في العقوبات التي قد يكون ترامب مستعدا لتقديمها مقابل ذلك".

وفي هذا الإطار، عكس موقع "تيليبوليس" أن "التحدي يكمن في أن البرنامج النووي الإيراني قد شهد تطورات هائلة في السنوات الأخيرة، وسيكون من الصعب جدا إعادته إلى مستوى عام 2015".

تخفيف محتمل

ومن وجهة نظر الموقع الألماني، فإن "ترامب في موقع أفضل لعكس هذه التطورات، تحديدا لأنه مستعد لتقديم تخفيف في العقوبات الأساسية لطهران، أي تلك العقوبات التي منعت الشركات الأميركية من التعامل التجاري مع إيران".

وبالعودة إلى فترة ولاية باراك أوباما، ذكر أن "الرئيس الأسبق لم يفكر في المساس بالطيف الواسع من العقوبات الأساسية التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران، لأنه كان يخشى أن يؤدي ذلك إلى تعزيز المعارضة الجمهورية للاتفاق".

كما أنه "كان يسعى إلى اتفاق نووي بحت، دون توسيعه ليشمل أبعادا اقتصادية".

أما طرح تخفيف العقوبات الأساسية، فكان سيجعله عرضة لاتهامات "زائفة" بأنه "يبادل الأمن النووي بمكاسب مالية للشركات الأميركية".

في المقابل، قال الموقع: إن "بايدن، بحسب مبعوثه الخاص إلى إيران روب مالي، كان فاترا تجاه الاتفاق، وركز أكثر على الكلفة السياسية الداخلية لتخفيف العقوبات، بدلا من التركيز على ما يمكن تحقيقه نوويا مقابل تلك التنازلات".

وبالعودة إلى الوقت الحالي، أكد أن "ترامب مختلف"، إذ إنه يميل إلى "عدّ العقوبات بمثابة عقاب للشركات الأميركية". 

كما أنه "يبدو متحمسا لرفعها بهدف تمكين هذه الشركات من العودة إلى السوق الإيرانية".

ونظرا للتقدم الذي أحرزه البرنامج النووي الإيراني، يعتقد الموقع أن "استعداد ترامب لرفع العقوبات الأساسية هو السبب الرئيس الذي يمنحه فرصة لإعادة الساعة النووية إلى عام 2016".

وتابع موضحا: "فبإمكانه السعي إلى نموذج (المزيد مقابل المزيد)، مقارنة بما حققه أوباما وما عجز بايدن عن تحقيقه، وذلك ببساطة لأنه مستعد لتقديم المزيد على طاولة المفاوضات".

خسائر كبيرة

وقال الموقع: "ومن خلال تبني نموذج قائم على التحقق، تكون فيه الأسلحة النووية هي الخط الأحمر الوحيد، يمكن لترامب أن يضمن مكسبا ثلاثيا للولايات المتحدة".

ولخص هذه المكاسب الثلاثة في "منع إيران من امتلاك قنبلة نووية وتجنب حرب مع إيران وخلق فرص تجارية كبرى للشركات الأميركية، وهو ما سيسهم في توفير المزيد من الوظائف داخل الولايات المتحدة".

وفي الواقع، لفت "تيليبوليس" إلى أن "العقوبات المفروضة على إيران تسببت في خسائر مالية هائلة للاقتصاد الأميركي". 

فقد أظهرت دراسة عام 2014، أن "العقوبات الأميركية أدت إلى خسائر كبيرة في فرص العمل داخل الولايات المتحدة؛ حيث أشارت إلى أن "متوسط خسائر عائدات التصدير يعادل ما بين 50 و66 ألف فرصة عمل مفقودة سنويا".

علاوة على ذلك، وصلت الخسائر عام 2008 وحده إلى 279 ألف وظيفة مفقودة.

وفي النهاية، خلص "تيليبوليس" إلى أن "ترامب قادر على تحقيق مكسب ثلاثي للولايات المتحدة".

وأوضح أن ذلك سيحدث في حال التزامه بـ"إستراتيجية تعطي أولوية للملف النووي، بدلا من التركيز على الصواريخ الباليستية الإيرانية أو علاقاتها بجماعات مثل حزب الله أو الحوثيين".

بالإضافة إلى "سعيه لاتفاق قائم على التحقق، بدلا من تفكيك شامل على غرار النموذج الليبي".

أما المكسب الثالث والأخير، قال الموقع إنه سيتحقق بـ"استخدام ترامب لتخفيف العقوبات الأساسية كوسيلة للحد من البرنامج النووي الإيراني وفتح الاقتصاد الإيراني أمام الشركات الأميركية".