“عام عبري جديد”.. هل تحاول إسرائيل استغلال الحروب لفرض واقع جديد بالأقصى؟

12

طباعة

مشاركة

للعام الرابع على التوالي، قام المستوطنون الصهاينة الذين باتوا يقتحمون المسجد الأقصى بصورة روتينية ويصلون في باحته، بنفخ البوق التوراتي في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2024، بالتزامن مع احتفالات دخول العام اليهودي العبري الجديد.

هذه الاحتفالات، التي تستمر حتى 25 أكتوبر، وغالبا ما تشهد اقتحامات مكثفة للمسجد الأقصى ومحاولات لتهويده، تخطط مجموعات الهيكل والصهيونية الدينية، لجعلها فرصة لحسم السيطرة وفرض السيادة على الأقصى، مستغلين الحروب المشتعلة.

وذلك بعدما صعدوا محاولات فرض الهوية اليهودية على ثالث الحرمين، والسعي لتقسيم الصلاة فيه مكانيا مع المسلمين، بعدما فرضوها زمانيا بتحديد أوقات لهم للصلاة داخله، ونفخ البوق والصلاة الملحمية وارتداء أزياء الكهنة داخل الحرم.

وبدأت الاحتفالات هذا العام بنفخ البوق، الذي يزعم الأصوليون الصهاينة أنه عنوان "نهاية زمان الأقصى وبدء تدشين الهيكل"، وإعلان سيادتهم عليه، واستعجال مجيء المخلص (المشياخ المنتظر)، من نسل النبي داوود ليقودهم للنصر على خصومهم.

عام مختلف

ولأن العام العبري الجديد يتزامن مع اشتباك الدولة الصهيونية مع خمسة أطراف (غزة ولبنان وإيران واليمن والعراق) في حروب، ويشهد علوا يهوديا وصل لحد إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سعيه لخلق شرق أوسط جديد بهوية عبرية، يتوقع خبراء في شؤون القدس أن يكون مختلفا.

ويؤكدون أن الاحتلال يسعى خلال موسم الأعياد هذا العام للحسم في المسجد الأقصى، مستغلا الحروب التي تشتبك فيها تل أبيب، لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى، وفي الشرق الأوسط ككل، وتغيير وجه المنطقة من زاوية المقدس الديني.

يزيد من هذه المخاوف أن السنة العبرية الجديدة تشتهر في فلسطين بأنها "موسم ذروة العدوان"، حيث تتصاعد معه وتيرة الانتهاكات بحق المرابطين والمسجد الأقصى.

فخلال الأعوام الأخيرة، تحولت الأعياد الدينية والتوراتية اليهودية إلى مناسبات لشن هجمات على المسجد الأقصى وتكثيف اقتحامه، وإقامة شعائر دينية لم يكن يسمح بها سابقا في باحات المسجد، ما يشكل خطرا وجوديا على هوية الأقصى الإسلامية.

ويوم رأس السنة العبرية هذا العام، صعد اليهود من فرض الهوية اليهودية على الحرم القدسي عبر تعمد نفخ البوق في المسجد الأقصى المبارك (ثلاث مرات وفق حراس المسجد) وأداء الطقوس التوراتية بصوت عال، والغناء والتصفيق الجماعي داخله. 

كما سعوا لفرض هوية دينية يهودية داخل الأقصى، عبر تعمد ارتداء "ثياب التوبة" البيضاء، خلال الاقتحام، والتي تُحاكي ملابس الكهنة بوصفها طقسا توراتيا لقيادة العبادات القربانية في الهيكل. 

والقيام بطقس الانبطاح "السجود الملحمي" الجماعي للتعبير عن عودتهم لمكان المعبد المزعوم.

ويستغل تيار الصهيونية الدينية رأس السنة العبرية، لبداية موسم عدوان جديد وطويل على الأقصى، بهدف تحويل الأقصى إلى واقع مختلف وتسريع إجراءات بناء الهيكل داخله، ويختلف احتفال العام الحالي في أنه يأتي بعد مرور عام على عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وبعد الهجوم الصاروخي الإيراني مطلع أكتوبر 2024 أعلن الاحتلال عن إلغاء جميع الإجراءات الاحترازية السابقة، ما يعني السماح بكل أنشطة المستوطنين والتمهيد لموجة العدوان القادمة على المسجد الأقصى وإعادتها إلى كامل زخمها، كما يقول خبراء شؤون القدس.

ووصف نائب رئيس لجنة الحريات في الداخل المحتل، الشيخ كمال الخطيب، هذه الاعتداءات الصهيونية على الأقصى بأنها محاولة لاستغلال الفرصة في الظرف الحالي (الحروب الإسرائيلية) "لتثبيت وقائع على أرضية المسجد الأقصى".

وقال الخطيب في تصريحات صحفية إن "الأقصى المبارك سيظل هو الصخرة الصلبة التي تحطمت وتكسرت عليها قرون المحتلين والمستعمرين والمتطاولين والمغرورين".

وفي إشارة إلى مخططات نتنياهو ووزرائه، شدد على أن "من يظن أنه وفي ظل النشوة، والعربدة التي يعيشها، سيجعل المسجد الأقـصى فرصته الذهبية لفرض واقع جديد، فإنه واهم، لأن الأقصى تتحطم على صلابته قرون المعربدين وتتبدد أوهامهم وأحلامهم".

عقدة أكتوبر

يعد اليهود أكتوبر هو شهر الأفراح والاحتفالات والأعياد الدينية، ويصفونه بأنه شهر "التوبة" وشهر "الغفران" وشهر "العرش" وشهر "ختمة التوراة" وفرحتها.

لكن المفارقة حولت هذا الشهر إلى شهر أحزان وهزائم لهم، ففي أكتوبر، ضرب الجيش المصري إسرائيل في حرب 1973 وأذاقه الهزيمة لأول مرة في تاريخه.

وفي أكتوبر، ضرب "طوفان الأقصى" الفلسطيني دولة الاحتلال مرارة الهزيمة على أيدي مقاومي غزة، وهدم نظرية الأمن الصهيونية.

وفيه ضربت إيران تل أبيب والقواعد العسكرية ومقر الموساد، وفيه شارك حزب الله والحوثيون والعراقيون في قصف إسرائيل ما حول مدنها إلى خراب.

ويقول الباحث في شؤون الأقصى، زياد ابحيص، إن "عقدة أكتوبر" لدى الإسرائيليين باتت هي عقدة الزمان الصهيوني الذي تجتمع فيه بدايته ونهايته.

وتحول "أكتوبر" ضدهم ليصبح شهر الطوفان الذي ذهب بأفراحهم واحتفالاتهم بقرب انتصارهم الديني.

ويربط زياد بين ضرورة هزيمة الاحتلال خلال حرب الطوفان الحالية وبين "مواجهة تغيير هوية الأقصى"، حيث سيحمي الانتصار على المحتل هوية الأقصى، التي هي قلب هذه المعركة وعنوانها، وفق قوله.

ويسعى الاحتلال لتصفية المقاومة لأنها تعارض تغيير هوية الأقصى، في غزة بحرب إبادة، وفي الضفة بمشروع تهجير، وفي لبنان بمحاولة تصفية المقاومة.

وفي الخارج بتصفية حق العودة، وفي المحيط العربي بمحاولة إلحاقه بالهيمنة الصهيونية من بوابة تطبيع استسلامي.

ولأول مرة، لوحظ قيام مستوطنين باقتحام الأقصى والنفخ في البوق فيه بعد صلاة الجمعة في 4 أكتوبر 2024.

وذلك على عكس المتبع وهو منع دخول اليهود يوم الجمعة، وذلك لتثبت واقع جديد من جانب الاحتلال بأن لليهود حق دخول الحرم القدسي في أي وقت كما دعا لذلك وزير الأمن المتطرف إيتمار بن غفير.

ودخلا من "باب القطانين" غير المخصص لليهود، وركضا داخله حتى المصلى المرواني وانبطحا على الأرض ونفخا البوق.

وتركتهم الشرطة الإسرائيلية يمرون من كل الحواجز بتعليمات بن غفير حتى دخلوا الأقصى وهم يرتدون ملابس الكهنة وينفخون في البوق ثم أخرجتهم لاحقا.

ولم يقتصر الأمر على المسجد الأقصى، فبموازاة اقتحامهم للأقصى، أغلق الاحتلال الإسرائيلي المسجد الإبراهيمي (الذي نجحوا في تقسيمة للصلاة بين المسلمين واليهود) أمام المصلين بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.

وفتحته شرطة الاحتلال أمام المستوطنين بمناسبة عيد رأس السنة العبرية، وفق تصريح مسؤول بمديرية أوقاف الخليل لوكالة "الأناضول" التركية الرسمية في 3 أكتوبر 2024.

ونقلت الوكالة التركية عن مدير المساجد في مديرية أوقاف الخليل أكرم التميمي أن الجيش الإسرائيلي "يمنع دخول موظفي الأوقاف الإسلامية وإدارة المسجد ويفرض إجراءات عسكرية مشددة على دخول الفلسطينيين إلى البلدة القديمة من الخليل، بمناسبة حلول عيد رأس السنة العبرية".

وأكد أن "المسجد مستباح أمام المستوطنين لأداء طقوس دينية تلمودية ورقصات واحتفالات في انتهاك لحرمته"، رغم أن "المسجد حق خالص للمسلمين ولا حق لليهود فيه".

ولفت التميمي إلى أن "السلطات الإسرائيلية منعت رفع أذان الفجر في المسجد الإبراهيمي لليوم الـ22 على التوالي"، وتغلق المسجد بالكامل أمام المسلمين عشرة أيام في السنة، تتوافق مع الأعياد اليهودية.

ومنذ عام 1994، قسمت إسرائيل المسجد بواقع 63 بالمئة لليهود و37 بالمئة للمسلمين، عقب مذبحة ارتكبها مستوطن أسفرت عن مقتل 29 مصلٍّ، وفي الجزء المخصص لليهود تقع غرفة الأذان، لذا يمنعون أذان الصلاة.

ويوجد الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل التي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية، ويسكن بها نحو 400 مستوطن يحرسهم نحو 1500 جندي إسرائيلي.

خطر وجودي

ويقول الباحث في شؤون الأقصى، زياد ابحيص، في "تقدير موقف" حول الأقصى كمعركة وجود، نُشر بموقع "مدينة القدس" في 12 سبتمبر 2024 إن الاحتلال يحاول بعد طوفان الأقصى الرد بإعادة بلورة إستراتيجية الحسم في الأقصى.

وذلك عبر "الإحلال الديني" ومحاولة تأسيس "الهيكل" المزعوم، ما يجعل معركة الأقصى معركة وجود. 

ورجح أن يكون هذا الموسم أعتى مواسم العدوان على الأقصى، وأن تتعامل القيادة الصهيونية مع ذكرى طوفان الأقصى ومعالجة "عقدة 7 أكتوبر"، باستباحة الأقصى وتهديده وجوديا بمحاولات تصفية هويته وتهويده.

وشدد الباحث على ضرورة الضغط على النظام العربي الرسمي “للحصول على أي موقف إيجابي ووقف تدهور سقوف موقفه”.

ويقول أستاذ دراسات بيت المقدس، مسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق بالمسجد الأقصى، عبد الله معروف، إن "المسجد لم يعد فقط مهددا في موسم الاعتداءات المعتادة، بل يواجه حاليا خطرا وجوديا يهدد كيانه بالكامل".

وأوضح أن موسم الأعياد اليهودية “يعد الأطول والأكثر أهمية لجماعات المعبد، مما يزيد من التحديات التي يواجهها الأقصى”.

وتوقع في تحليل نشره بموقع "الجزيرة" في 19 سبتمبر 2024 استغلال حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، الذكرى السنوية لعملية طوفان الأقصى لتمرير رسائل سياسية ودينية يعمق خطر التهويد

وزادت المخاطر على المسجد الأقصى بعدما أصدرت ما تسمى وزارة التراث الإسرائيلية في 27 أغسطس/آب 2024، قرارا رسميا هو الأول من نوعه بـ"تمويل اقتحام المستوطنين للأقصى".

وكان هدف القرار، الذي اتخذته وزير التراث عميحاي إلياهو، عضو حزب ابن غفير (القوة اليهودية)، هو الترويج "للتراث اليهودي بصيغة تاريخية خالية من السرديات الفلسطينية"، أي تهويدها.

ويعني بدء حكومة الاحتلال رسميا خطة التهويد للأقصى عبر "تزوير التاريخ"، وفق قيادات الأوقاف بالمسجد الأقصى، وصحف وفضائيات إسرائيلية.

وتسعى وزارة "التراث" اليهودية إلى تزوير تاريخ القدس المحتلة والمسجد الأقصى والترويج للأساطير اليهودية، لترسيخ رواية الاحتلال حول منطقة المسجد الأقصى وتاريخ القدس ككل.

تغيير الوضع 

تحت عنوان "اليمين المتطرف في إسرائيل في السلطة جاد للغاية في إعادة بناء الهيكل"، نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية في 29 أغسطس 2024 تقريرا مطولا يكشف خطة الاحتلال لبناء الهيكل وهدم المسجد الأقصى، وذلك "بناء على عقيدة دينية يهودية متطرفة، وتواطؤ من التيار الإنجيلي الأميركي المتشددة معهم".

وأكدت أن اليمين الصهيوني المتطرف المسياني (أي الذي يؤمن بقدوم المسيح لخلاص اليهود)، والذي يوجد حاليا في السلطة بحكومة نتنياهو، جاد للغاية بشأن إعادة بناء الهيكل، فهو يجند الكوهانيم (أي الكهنة من نسل هارون في التوراة).

كما يربون البقرات الحمر ويسرعون بالمخططات المعمارية للهيكل، "وأي شخص يعتقد أن ابن غفير ورفاقه يريدون فقط الصلاة في الحرم القدسي الشريف فهو واهم لأن المشروع الكبير (بناء الهيكل) قيد التنفيذ بالفعل، وفق "هآرتس".

وأكدت "هآرتس" أن "كل من يعتقد أن ابن غفير ورفاقه يريدون فقط الصلاة في الحرم القدسي، عليه أن يعيد النظر في فهمه، لأن المشروع الكبير (بناء الهيكل) بدأ بالفعل".

وضمن هذه الخطط، سعى وزير الأمن بن غفير لإلغاء سياسة "الوضع الراهن" المطبق منذ احتلال إسرائيل للقدس عام 1967.

ففي يونيو/حزيران 2024، دعا بن غفير إلى "السماح لليهود بالصلاة في الموقع كسياسة رسمية"، ودخول اليهود للأقصى مثل المسلمين بلا تفرقة بينهم، زاعما أن "من حق اليهود الصلاة بالمسجد مثل المسلمين".

كما تحدث عن رغبته في بناء معبد يهودي داخل الأقصى ورفع العلم الإسرائيلي على الأقصى.

وأعلن في 24 يوليو/ تموز 2024، أنه كمسؤول عن الشرطة يسمح لليهود بالصلاة في كل مكان داخل حرم المسجد الأقصى.

وقال: "أنا المستوى السياسي (أي الحكومة)، والمستوى السياسي يسمح بصلاة اليهود في جبل الهيكل"، في إشارة إلى الحرم القدسي الذي يوجد بداخله المسجد الأقصى وقبة الصخرة.

وحينها أصدر نتنياهو، بيانا ينفي فيه ما قاله بن غفير وقال إن "الوضع الراهن في جبل الهيكل لم يتغير ولن يتغير"، بحسب صحيفة "هآرتس" في 24 يوليو 2024.

لكن ابن غفير عاد ليقول في 25 أغسطس 2024 إن سياسته "هي تغيير الوضع الراهن بالسماح لليهود الذين يقتحمون المسجد الأقصى بالصلاة فيه".

كما أكد في 26 أغسطس لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أنه “يريد إقامة كنيس في المسجد الأقصى في القدس المحتلة”.

لعبة مركبة

وكتب المحلل الإسرائيلي عاموس هرئيل في صحيفة “هآرتس” في 27 أغسطس 2024 يقول إن "نتنياهو يتحفظ كعادته، لكن من الواضح أنه مع بن غفير يلعبان لعبة مركبة، تشمل تنسيقا غير قليل من وراء الكواليس".

وأكد أنه "في جهوده لإبقاء نظر وسائل الإعلام متجهة نحوه، يضر بن غفير بأمن شعب إسرائيل ويحاول إشعال الشرق الأوسط، بحيث إن ما تم كبحه على الحدود مع لبنان قد يشتعل في القدس".

وعقب احتلال القدس عام 1967 عقد وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان اجتماعا مع علماء الأقصى والأوقاف وأكد لهم استمرار سياسة "الوضع القائم"، وعدم السماح سوى للمسلمين بالصلاة هناك، مع السماح لليهود بـ"الزيارة" فقط في أوقات محددة.

ودعمه في هذا الحاخامات الذين يحرمون زيارة ساحة الأقصى أو الصلاة فيها لأسباب دينية، إذ يرون أن اليهود لا يزالون أنجاسا منذ غضب الله عليهم ولا بد أن يتطهروا أولا برماد بقرة حمراء.

كما أنهم يخشون أن يجرى تدنيس "قدس الأقداس" أي مكان المعبد اليهودي الذي يزعمون أنه أسفل المسجد الأقصى، وفق زعمهم، لو تم السماح لليهود بالسير في باحة الحرم القدسي.

كانت العناصر الرئيسة لـ"الوضع القائم أو الراهن" تتضمن عدم السماح لغير المسلمين بالصلاة في منطقة المسجد الأقصى (144 دونما تضم الأقصى والمصلى القبلي، وقبة الصخرة، والمصليات والمباني والجدران والباحات كافة).

لكن الاحتلال استولى على مفتاح باب المغاربة، للسماح لليهود بالصلاة عند حائط البراق (المبكي)، وسمح لهم بزيارة الحرم القدسي دون الصلاة داخله.

ولاحقا، بدأت الشرطة التي تخضع فعليا لصلاحيات بن غفير، تسمح للمستوطنين بالصلاة في باحة المسجد الأقصى بالمخالفة لاتفاق "الوضع القائم"، وفي حمايتها، وتتحدى هذا الوضع الراهن، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" في 21 أغسطس 2024.

ومقابل الرؤية الحاخامية، يتبني تيار الصهيونية الدينية "الحردلي الخلاصي" الذي ينتمي إليه ابن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، التأويل الأكثر تطرفا لفكرة الخلاص اليهودي ونزول المخلص المنتظر، الذي سيجعل اليهود قادة للعالم، وبناء الهيكل على أنقاض الأقصى.

وترى هذه الحركات من الصهاينة المتدينين الثوريين أو التصحيحيين أو العلمانيين أن بناء الهيكل الثالث، هو المفتاح لحل كل مشاكل اليهود ومصائبهم وخاصة الدينية والروحية، ويرون أنفسهم "أداة الرب لتقريب مجيء المخلص".

وخلال لقاء تلفزيوني أجرته معه القناة الثانية العبرية بعد وصوله إلى الكنيست للمرة الأولى عام 2016، هدد سموتريتش زعيم حركة الصهيونية الدينية "سنهدم الأقصى ونبني الهيكل فورا"، و"الهيكل الثالث سيبنى خلال سنوات (على أنقاض المسجد)".

وتزامنت هذه التطورات مع قيام يهود ووزراء بما يسمى "السجود الملحمي" على أرض المسجد الأقصى بشكل جماعي، أي النوم فوق أرض المسجد باعتباره كنيس يهودي، في ظل مطالبات ابن غفير بناء كنيس في الأقصى، وتزايد التحركات الرسمية للتهويد.