"نهج الديكتاتوريين".. لهذا يدعي قيس سعيد مجددا وجود مخطط لاغتياله

12

طباعة

مشاركة

أثارت ادعاءات الرئيس التونسي قيس سعيد، المتكررة، بوجود محاولات لاغتياله، والتي كان آخرها 20 أغسطس/آب 2021، غضب الناشطين في "تويتر"، الذين اعتبروها مقدمات لحملة قمع بحق التونسيين يعدها مديرو المشهد، وبابا لممارسة ديكتاتورية، أشد.

ناشطون عبر مشاركتهم في وسم "#قيس_سعيد"، سخروا من كلمة الرئيس التونسي أثناء توقيعه اتفاقية لتوزيع مساعدات للعائلات الفقيرة، وخاصة استدلاله بالقول المأثور: "قل الحق ولو كان على نفسك"، والذي اعتبره من "القرآن الكريم".

وقال سعيد: "يخططون لاغتيالي بالاستعانة بالقوى الخارجية"، مضيفا: "أنا مستهدف، أنا تعرضت لمحاولة اغتيال من مرجعية إسلامية".

نقص ثقافة الرئيس التونسي وجهله بآيات القرآن الكريم، وفشله في التفريق بين ما هو منزل في كتاب الله وما هو مأثور ومتداول بين العموم، كان انتقاد الناشطين الأول لسعيد.

البعض منهم ذهب إلى اتهام الرئيس التونسي بالسير على خطى الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر، في اختلاق حوادث اغتيال بحقه لتبرير قمعه لجماعة الإخوان المسلمين والمعارضين لنظامه في خمسينيات وستينيات القرن الـ20.

وفي الوقت الذي أعلنت السلطات التونسية 22 أغسطس/آب 2021، القبض على متهم وصفته بـ"الإرهابي"، مدعية أنه حاول اغتيال الرئيس التونسي، أعرب ناشطون عن ارتياحهم لموقف "حركة النهضة" التونسية، مما يجري.

"النهضة"، وعقب كلمة سعيد أصدرت بيانا دعت خلاله الأجهزة الأمنية والقضائية إلى إجراء تحقيق في تصريحات الرئيس التونسي، عن سعي أطراف ذات مرجعية إسلامية لاغتياله، وطمأنة الرأي العام، وتحصين الأمن القومي التونسي.

نهج الديكتاتوريين

وأجمع ناشطون على أن قيس سعيد يتبع نهج الديكتاتوريين، ويفضح نفسه كلما تحدث إلى شعبه، ساخرين من استدلاله بأقوال مأثورة والتقول على الله بها.

الأكاديمي الفلسطيني عزام التميمي، قال: إن قيس سعيد "يأبى إلا أن يفتضح أمره أمام الملأ، وتتبين للناس حقيقته البائسة، وتتأكد عضويته في نادي الطغاة والمستكبرين".

التميمي تساءل: "هل جنى أولئك من طغيانهم سوى غضب الرب وسخط العباد؟".

وتعجب الشاعر والإعلامي والمترجم التونسي محمد الرفرافي، من إقحام سعيد مقولة: "قل الحق ولو كان على نفسك"، في القرآن الكريم.

وسخر قائلا: "على ما يبدو رئيسنا المفدى، عدا تكوينه التعليمي في القانون، فإن ثقافته الدينية وحتى السياسية هي ثقافة رجل الشارع، أي المواطن البسيط الذي بالكاد أكمل تعليمه الابتدائي".

تهكم الإعلامي المصري سامي كمال الدين، قائلا: "آية جديدة في القرآن من تأليف رئيس تونس قيس سعيد".

كذب سعيد

وندد ناشطون بإصرار الرئيس التونسي الحديث عن مخططات لاغتياله، مطالبينه بإعلان الأدلة التي تثبت حديثه.

رئيسة تحرير موقع "بوابة تونس" وجدان بوعبدالله، أشارت إلى اتهام قيس سعيد جهات لم يسمها بمحاولة اغتياله.

وذكرت نص قوله: "يخططون لاغتيالي بالاستعانة بالقوى الخارجية"، لافتة إلى أنه تحدث قبل انقلابه في أكثر من مناسبة عن محاولات اغتياله، والقضاء نفى ذلك في مناسبتين على الأقل. 

وتساءلت: "لماذا لا يطلعنا الرئيس على القرائن التي بحوزته في هذا الشأن؟".

نشر الكاتب والصحفي الأردني ياسر أبوهلالة، مقطع فيديو لسعيد وهو يتحدث مجددا عن محاولات لاغتياله من قبل جهات لم يذكرها ويتوعدها بالرد القاسي.

أبوهلالة علق قائلا: "سعيد لا يتوقف عن الكذب، بعد الخبز المسموم والظرف المسموم اللتين أثبت الجهات الصحية والقضائية كذبهما؛ الكذبة الثالثة ثابتة".

وأضاف: "بعد الحرب الجرثومية الرئيس يواجه إشعاعات نووية ولا يستبعد أن النهضة تملك قنابل نووية"، واصفا انقلاب قيس سعيد بـ"الكوميديا السوداء التي لا تتوقف".

دوافع الكذب

وتحدث ناشطون عن الدوافع التي دفعت الرئيس التونسي لاختلاق الأكاذيب.

وقال مجاهد أشا: إن خروج سعيد بأكذوبة "أنا مستهدف، أنا تعرضت لمحاولة اغتيال من مرجعية إسلامية"، في ظل تعطيل الدستور، ليبرر للجميع حبس ومحاكمة أعضاء النهضة وكل المعارضين للانقلاب.

وأكد المغرد جوزيف، أن سعيد يسعى لفبركة نفس التمثيلية لاستكمال انقلابه واعتقال معارضيه وعلى رأسهم أعضاء حركة النهضة، قائلا: "ترقبوا تفجيرات أو محاولة اغتيال".

وأشار إلى أن النظام العسكري في مصر أكتوبر/ تشرين الأول 1954، فبرك تمثيلية اغتيال عبدالناصر، وقام على إثرها باعتقال وإعدام معارضيه وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين.

وتوقع الكاتب حامد عفيفي، أن يكون ما قاله قيس سعيد عن محاولة اغتياله ومواصلة هجومه على الإسلام السياسي بتونس، مقدمة لحملة قمع يعدها من يدير المشهد التونسي.

قطع الطريق

ناشطون أثنوا على موقف "حركة النهضة"، ودعوتها النيابة التونسية لفتح تحقيق في ادعاء الرئيس التونسي تخطيط أطراف سياسية مرجعيتها الإسلام لمحاولة اغتياله.

واعتبروا أنها "قطعت الطريق عليه لاستخدام أكاذيبه كذريعة لفتح باب الاستبداد، مثلما فعل جمال عبدالناصر".

وأشار المغرد فتوح، إلى أن قيس يلعب لعبة عبدالناصر باتهام الإخوان بمحاولات اغتياله، والتي كانت واقعة مخابراتية من قبل النظام.

وأكد أن قيس كذاب ومخابراته أيضا، مطالبا بإجراء تحقيق عادل، و"سنرى أنه كاذب"، ليس دفاعا عن النهضة، لكن أسلوبه كما كل الدكتاتوريين في العالم العربي وكالسيسي.

وتساءل أحد المغردين: "ما هو موقف المتفذلك قيس سعيد من دعوة النهضة؟ وهل سيقبل التحقيق؟ وهل سيكون التحقق جادا ومحايدا بدون تدخل؟ وإلى متى سيظل الغرور تكبر بذرته في نفسه؟ إلى أين يأخذ البلاد قيس سعيد؟".

وتمنى الصحفي صلاح بديوي، أن يكون القضاء التونسي قادرا على ممارسة دوره ضد أحد رجاله الذين يسيئون للقانون.