يقتلون دون قيود لتخفيف الملل.. تحقيق صادم عن جرائم جنود الاحتلال بغزة
أدانت الصحيفة الإيطالية "المجزرة المستمرة منذ 9 أشهر في قطاع غزة"
الحصيلة الكبيرة لضحايا جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة تؤكد أنه لم يستهدف عناصر حركة المقاومة الإسلامية حماس فحسب، بل المدنيين أيضا دون التمييز بين النساء والأطفال الأبرياء.
صحيفة "فان باج" الإيطالية قالت إن الاحتلال استهدف بالقصف المدارس والمستشفيات والملاجئ، ما أدى إلى رفع جنوب إفريقيا دعوى ضده أمام محكمة العدل الدولية، بتهمة ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في غزة، حظيت بدعم وانضمام عدة دول.
وتطرقت الصحيفة في هذا الصدد إلى تحقيق أجرته مجلة إسرائيلية مستقلة عن شهادات تؤكد إطلاق جنود جيش الاحتلال في كثير من الأحيان النار على فلسطينيين عزل في غزة، لا يحملون أسلحة ولا يشكلون أي تهديد.
وتضمن تحقيق مجلة "972+" شهادات جنود إسرائيليين شاركوا في معارك غزة وأكدوا قتل فلسطينيين عزل بسبب "الملل" ودون سبب.
وفي تطرقها للتحقيق الصادم وما تضمنه من شهادات مروعة وجرائم بشعة، أدانت الصحيفة الإيطالية "المجزرة المستمرة منذ 9 أشهر في قطاع غزة".
وأسفر العدوان المستمر منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن ارتقاء أكثر من 38 ألف شخص وإصابة 87 ألفا أغلبهم من المدنيين، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
حسب الرغبة
وقد تحدث فريق من الصحفيين إلى بعض الجنود في الجيش الإسرائيلي، بشرط عدم الكشف عن هويتهم، وقد أكدوا أن زملاء لهم يعدمون بانتظام مدنيين فلسطينيين عزل.
كما يطلقون النار على كل من يقترب منهم أو يشاهدونه، "حسب الرغبة" ثم يتركون جثثهم في الشوارع والحقول أو يخفونها قبل عبور قوافل المساعدات الإنسانية حتى "لا تظهر وهي متحللة".
وأكد جندي إسرائيلي، شارك في اجتياح غزة لأشهر، وتمت الإشارة إليه باسم "ب"، “وجود حرية كاملة لدى الجنود”، مضيفا بكل بساطة "إذا كان هناك شعور بالتهديد، فما عليك سوى إطلاق النار".
وتابع بالقول إنه "يُسمح للجنود بإطلاق النار على الجسد وليس في الهواء على أي شخص يقترب سواء كان فتاة، امرأة مسنة أو طفل".
وادعى أنه من الصعب التمييز بين المدنيين والمقاتلين في غزة، زاعما أن عناصر حماس "يتجولون بدون أسلحة" في كثير من الأحيان.
لذلك "أي شخص يتراوح عمره بين 16 و50 عامًا يُشتبه في أنه إرهابي"، وفق زعمه.
وأكد تطبيق "حظر التجول وأن أي شخص ينتهك ذلك يثير الشكوك حوله، وإذا رأينا شخصًا من النافذة ينظر إلينا، فهو مشتبه به ونطلق النار صوبه".
وكشف أيضا أنه من ضمن تصورات الجيش أن "أي تواصل مع السكان يعرض الجنود للخطر".
دون سبب
ويطلق جنود الاحتلال النار أيضا في المناطق شبه المهجورة أو المهجورة في غزة دون أي تردد.
فيما اعترف "س"، وهو جندي احتياط آخر تحدثت إليه المجلة الإسرائيلية، أن قوات الاحتلال “تطلق النار كثيرا، حتى بدون سبب”.
وتابع: "من يريد إطلاق النار مهما كان السبب، يفعل ذلك دون قيد".
وأكد أن عمليات إطلاق النار "تتم بكل حرية وبجنون ولا تستخدم فيها الأسلحة الخفيفة فقط، بل الرشاشات والدبابات ومدافع الهاون أيضا".
وأوضح أن الجنود “كلما سمعوا طلقا ناريا، يتصلون عبر الراديو لمعرفة ما إذا كانت هناك وحدة عسكرية إسرائيلية أخرى في المنطقة”.
وإذا لم يكن الأمر كذلك، يطلقون النار من أسلحتهم حسب رغبتهم وبكل قوتهم.
علقت الصحيفة الإيطالية بأن من دفع ثمن هذه الحركات وهذا التعطش للقتل كانوا في عدة مناسبات جنودا في جيش الاحتلال.
وبينت هنا أن الجيش نفسه أكد أن 28 جندياً على الأقل من بين 324 قتلوا في غزة، لقي حتفه بنيران صديقة.
تخفيف الملل
واحد فقط من الجنود الذين استمعت المجلة إلى شهاداتهم، وافق على الكشف عن هويته ويدعى يوفال غرين.
غرين جندي احتياط يبلغ من العمر 26 عامًا من لواء المظليين 55، شارك في المعارك بالقطاع في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 2023.
وكان من بين 41 جنديا من جيش الاحتياط الذين وقعوا أخيرا على خطاب "رفض خدمة" أعلنوا فيه عن رغبتهم في عدم مواصلة القتال في غزة.
وكانت صحيفة هآرتس العبرية أوضحت أن عشرة من الموقعين على الرسالة كتبوا أسماءهم الكاملة والآخرون بالأحرف الأولى من أسمائهم.
وجاء فيها أن "الأشهر الستة التي شاركنا فيها في المجهود الحربي أثبتت لنا أن العمل العسكري وحده لن يعيد المختطفين إلى ديارهم"، في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية.
وعن اجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة، قالوا إن "هذا الغزو، فضلا عن تعريض حياتنا وحياة الأبرياء للخطر، لن يعيد الرهائن أحياء".
وأكد الجندي الإسرائيلي في حديثه للمجلة غياب “أي قيود على الذخيرة. لقد أطلق الجنود النار فقط لتخفيف الشعور بالملل”.
وتابع أن قواعد الاشتباك أظهرت عدم مبالاة كبيرة من قبل القيادة الإسرائيلية بمصير المحتجزين.
وواصل القول: "لقد أخبروني عن تفجير الأنفاق، وحدثت نفسي أن ذلك سيؤدي إلى مقتل الرهائن".
وبين أنه كان غاضبا للغاية عندما قتل الجيش الإسرائيلي 3 أسرى كانوا يلوحون بالأعلام البيضاء في ديسمبر، لكن قيل له: "لا يمكننا القيام بأي شيء".