السنوار فوق الأرض.. إشادة بدهاء المقاومة وانتفاضة الجامعات الأميركية
“حماس تجاوزت عنق زجاجة الخطر وهي ترسم الآن مسارا إستراتيجيا له استحقاقات كبيرة”
سلط ناشطون على منصة "إكس"، الضوء على تصريح لمصدر قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قال إن زعيم الحركة بقطاع غزة، يحيى السنوار، تفقّد بنفسه أخيرا مناطق شهدت اشتباكات مع الاحتلال الإسرائيلي في القطاع.
المصدر قال إن "الحديث عن أن السنوار قابع معزول في الأنفاق، ما هو إلا زعم من جانب -رئيس وزراء الاحتلال- بنيامين نتنياهو وأجهزته ليغطي على فشله في تحقيق الأهداف المعلنة أمام الشارع الإسرائيلي وأمام حلفائه"، بحسب صحيفة "العربي الجديد".
وأكد في 24 أبريل/نيسان 2024، أن السنوار "يمارس عمله قائدا للحركة في الميدان، وتفقّد أخيرا مناطق شهدت اشتباكات بين المقاومة وجيش الاحتلال، والتقى بعض مقاتلي الحركة فوق الأرض وليس في الأنفاق"، مشددا على أن "المقاومة بخير، وتتحكّم بميدان العمليات".
وعشية الكشف عن تلك المعلومات نشرت القسام -الجناح العسكري لحماس-، مقطعا مصورا يظهر الأسير لديها "هيريش غولديرغ بولين"، منددا بإهمال نتنياهو وحكومته للأسرى في القطاع.
وقال الأسير: "نتنياهو وحكومته يجب أن تخجلوا من أنفسكم، لأنكم أهملتمونا مع آلاف المواطنين الآخرين.. يجب أن تخجلوا أيضا لأنكم رفضتم كل الصفقات التي عرضت عليكم ولأن تفجيرات سلاح الجو (الإسرائيلي) قتلت 70 أسيرا مثلي (في غزة)".
وطالب الأسير بولين، نتنياهو وحكومته بالعمل على الإفراج عنه، داعيا الاحتلال وقياداته إلى الخجل لأنهم تركوا الأسرى 200 يوم، وفور بث المقطع تظاهر آلاف الإسرائيليين أمام مكتب نتنياهو، وطالبوه بالتنحي وإبرام صفقة فورية للإفراج عن الأسرى.
القسام بثت مشاهد لقنص ضابط إسرائيلي شرق مدينة بيت حانون شمال غزة، يظهر لحظة قنصه وسقوطه على الأرض فورا وهروب عدد من الجنود كانوا برفقته، معلنة استدراج قوتين إسرائيليتين وإيقاعهم في كميني ألغام منفصلين.
وبالتزامن مع ذلك، تصاعدت الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لغزة والمناهضة للاحتلال الإسرائيلي في الجامعات الأميركية وأدت إلى تعطيل الدراسة، وواجهتها الشرطة بعنف واشتبكت مع الطلاب المتظاهرين وأزالت مخيماتهم، فيما أغلقت بعض الجامعات حرمها.
وانتقد نتنياهو الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية، ووصفها بأنها "مروعة ويجب أن تتوقف"، وزعم أنها معادية للسامية ودعا "اليهود وغير اليهود معا إلى الوقوف والتحدث علنا: يجب أن نوقف معاداة السامية".
فيما قدم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، مقترحا يقضي بتوجيه الشرطة المحلية في الدول التي يعاني اليهود فيها من "معاداة السامية"، وإنشاء جسم لمساعدة الشرطة المحلية في هذه الدولة لحماية الجاليات والمؤسسات اليهودية.
واحتفى ناشطون على منصة "إكس" عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #يحيى_السنوار، #تمرد_طلاب_امريكا، #كتائب_القسام، وغيرها، بالأنباء المتداولة عن ظهور السنوار، متداولين تقارير عبرية غاضبة من ممارسته حياته ودوره كقائد للحركة بحرية.
وتناقلوا مقطع الفيديو الذي بثته القسام للأسير الذي أعرب فيه عن غضبه من حكومة بلاده وتحدثوا عن وقعه على الاحتلال، معربين عن سعادتهم بخروج مظاهرات غاضبة في القدس مطالبة بتنحي نتنياهو إثر نشر القسام للمقطع.
وأشاد ناشطون بعمليات القسام وكمائنها، وأعربوا عن امتنانهم وتقديرهم لطلاب الجامعات الأميركية المناهضين للاحتلال الإسرائيلي، وحيوا حراكهم وأثنوا على دعمهم غزة ورفضهم دعم حكومة بلادهم المطلق للاحتلال، مستنكرين ضعف الحراك العربي الداعم لغزة.
يحيى السنوار
وتحت عنوان "صدمة حقيقية في إعلام العدو"، أشار الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، إلى تأكيد مصادر أن السنوار تفقد أخيرا مواقع القتال والتقى مجاهدي القسام في العقد القتاليّة فوق الأرض، وليس في الأنفاق"،
ولفت أبو سلمية، إلى أن "الرجل أدار حسب مصادر خاصة اجتماعات مع قيادات عسكرية ميدانية في القسام تُشرف على إدارة المعركة".
وأوضح الكاتب إبراهيم المدهون، أن لخبر تفقد السنوار مواقع شهدت اشتباكات بين المقاومين وجيش الاحتلال أخيرا، دلالات كبيرة، أهمها "فشل الاحتلال في أهم وأوضح هدف من أهداف الحرب وهو القضاء على المقاومة وقيادتها وإيقاف منظومتها، وتدمير مقدراتها"
وأضاف أن "هذا دليل آخر على أن قيادة القسام تمتلك سيطرة كاملة على الميدان، فمن المعروف أن الأخ أبو إبراهيم (السنوار) قائد كبير ومتابع تفصيلي وذو حس أمني عميق وحذر، الأمر الذي يظهر تفوقا واضحا للقسام واستخباراتها على العدو وقدرة السنوار على المواجهة والتحدي والثقة بقدرات المقاومة وأمنها وتقديراتها".
وعد المدهون ظهور السنوار وممارسته مهامه العلنية وفق التقرير الإعلامي "دافع اطمئنان وثقة وعلامة من علامات السيطرة الميدانية النافذة"، مؤكدا أن “أخبار تحركه أحدثت صدمة داخل الاحتلال، وردود فعل صهيونية غاضبة على جيش الاحتلال واستخباراته وشعورا عاما بالهزيمة في صفوف الاحتلال”.
وقال إن "من يتابع الإعلام العبري يدرك هوسا صهيونيا بنشر أخبار كاذبة عن عزلة السنوار أو خلافه مع قيادات أخرى أو اختفائه لإعطاء الجمهور الصهيوني المتهالك صورة مغايرة للواقع".
وأضاف أن "أخبار اليوم دليل على فشل جيش الاحتلال واستخباراته في هذه الدعاية المضادة ضد الأخ أبو إبراهيم، وسيكون وقعها ثقيلا على الصهاينة ومن خلفهم".
وأكد المدهون، أن أقوى رسالة في تحرك السنوار "تتمثل بتعزيز الجبهة الداخلية من خلال التحام قيادة الحركة في الميدان مع شعبها وهي في مقدمة الصفوف في مقاومة الاحتلال، وفي التضحية والفداء".
وتابع: "أعتقد أن حماس تجاوزت عنق زجاجة الخطر اليوم، وهي ترسم الآن مسارا إستراتيجيا له استحقاقات كبيرة، وعلى العالم أن يفهم أن شعبنا سينتصر رغم الخذلان وعظمة التضحيات والكلفة.. وليس ذلك على الله ببعيد".
وقال الصحفي المصري صلاح بديوي، إن "المجاهد السنوار بطل فلسطين والأمة يظهر في وضح النهار بجولة ميدانية بشوارع غزة ويصدم إسرائيل كلها"، ناقلا عن صحيفة "يسرائيل هيوم" قولها إن "صورة السنوار في شوارع غزة والأسرى يموتون في الأنفاق هي صورة الفشل لإسرائيل".
وأشار إلى نقل الصحيفة ذاتها عن مصادر استخباراتية إسرائيلية “تأكيدها صحة خبر خروج السنوار من الأنفاق إلى الأرض في غزة”.
وأشارت خديجة أبو خضرة، إلى أن صحيفة "يديعوت أحرونوت" علّقت على ما ورد في إحدى الصحف العربية نقلا عن قيادة حماس من أن السنوار خرج من الأنفاق وتفقّد مقاتليه.
وقالت يديعوت أحرونوت: "عندما يرَ السنوار وأصدقاؤه في قيادة حماس أنه لا يزال هناك أشخاص في غزة ينتظرونهم خارج الأنفاق رغم أن دبابات الجيش ومروحياته تهدّدهم، فذلك يعني أنهم مازالوا قادرين على إعادة السيطرة (…) هذا يُثبت أن هذه الحكومة فشلت في كل شيء، لا سيما أن قيادة الحركة أعلنت أيضا أن لديها 30 ضابطا إسرائيليا حيا، وهو عدد أكبر مما كان العدو يتوقّع".
وكتب محمود الأشقر عن السنوار: "نحن نحبه سواء تحت الأنفاق أم لم يظهر فوق الأنفاق أم اختفى فوق الأنفاق أو لم يظهر في الأنفاق، نحبه في الله وبايعناه روحيا وعقليا وراية".
انتفاضة الجامعات
وإعرابا عن السعادة بأن شعلة اللهب نالت كبرى الجامعات الوازنة في الولايات المتحدة، عرضت الصحفية والإعلامية إسراء الشيخ قائمة بأسماء الجامعات الأميركية التي انضمت للانتفاضة الطلابية ضد الكيان الصهيوني.
وأكدت أن الحراك الشبابي الأميركي الداعم لفلسطين في جامعات النخبة أكبر بكثير من قدرة استيعاب عقول الصهاينة والمنبطحين العرب.
وقالت في تغريدة أخرى، إن ملخص المشهد في الجامعات الأميركية.. انتفاضة عارمة للطلبة دعما لفلسطين واحتجاجا على استمرار دعم الكيان الصهيوني في حرب الإبادة.
وأكد الباحث في الصراعات والفكر الإسلامي عباس شريفة، أن صحوة طلاب الجامعات الأميركية "ليست مجرد حدث عابر، وإنما تعبير عن تحولات عميقة في المجتمع الأميركي".
وأوضح أن تلك الصحوة "جاءت بعد فشل وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في صناعة الرأي العام الأميركي وتزييف الوعي بمواقف السياسة الأميركية وربما سنشهد قريبا تأثيرها على السياسة الأميركية".
وتساءلت الكاتبة الفلسطينية لمى خاطر: "من كان يتوقع أن تسافر قطرة من الطوفان لتهطل انتفاضة في أعرق جامعات أميركا؟ حيث الدولة التي تسند وجود كيان الاحتلال".
وأكدت أن "سردية الاحتلال الدعائية في الغرب ستتهاوى مع الوقت، وستعي مجتمعاته أن هذا الكيان عبء سياسي واقتصادي وأخلاقي عليهم، وقد تصطدم أنظمتها مع شعوبها إن بقيت مصرة على دعمه".
وأوضح الكاتب ووزير خارجية تونس الأسبق رفيق عبدالسلام، أن "المظاهرات والاعتصامات تمتد في الجامعات الأميركية، التي بدأت من جامعة كولومبيا، بما يشير إلى بوادر انتفاضة طلابية ضد العدوان الإسرائيلي المدعوم والمسنود أميركيا على غزة، بما يشبه انتفاضات الطلاب في الستينيات وبداية السبعينيات القرن الماضي ضد الغزو الأميركي لفيتنام".
وتوقع أن "هذه صحوة ضمير في صفوف نخبة طلائعية من الطلاب وأساتذة الجامعات والمثقفين وصناع الرأي سيكون لها ما بعدها بكل تأكيد"، قائلا إن "كل يوم تخسر دولة الاحتلال مواقع وتحاصر لوبياتها النافذة في أوساط النخبة وصناع القرار لصالح قوى الحرية والتحرر".
وأكدت المخرجة آلاء حمدان، أن "ما نراه في الجامعات الأميركية ليس حدثا عاديا"، لافتة إلى أن "جيلا وُلِد في معظمه بعد الانتفاضة الثانية بسنوات، وعلى مدى أعوام وفي جامعاته العريقة، تم إغراقه بأوهام الصهيونية وقصص ضحايا النازية الذين وجدوا في إسرائيل سكنا لهم".
وأشارت إلى أن "هذا الجيل شاهد أفلاما لا تعدّ ولا تُحصى حول (المسلم الإرهابي)، وهو الجيل الذي تشبّع طوال سنوات أخبار (تنظيم الدولة) وتعميم ذلك على سائر العرب والمسلمين"، مضيفة أنه "جيل، اعتقد العم سام أنه غسل دماغه، وضمن دعمه وسنده وصوته وهتافه".
وقالت حمدان، إن "هذا الجيل اليوم يعلن تمرّده على كل ما سبق! يقف في وجه الجندي، وفي وجه الإعلامي، وفي وجه السّاسة، متمرّدا على كل المليارات التي صُرفت لتدجينه، وعلى كل الكتب والخزعبلات العاطفية والأفلام واللقاءات والدراسات الكاذبة التي صُنعت لهدف واحد: إسقاط حق الفلسطيني في أرضه، وتبرير كل ما تفعله وستفعله إسرائيل لإبادة الشعب الفلسطيني العظيم".
وأشارت إلى أن "هذا الحراك يقوده طلبة معظمهم ليسوا عربا ولا مسلمين، وعدد كبير منهم أبناء أغنى أغنياء أميركا ومن عائلات معروفة ويهودية هي بنفسها تتبرّع للجامعات بالملايين سنويا"، مؤكدة أن "لهذه الأسباب وغيرها، لم تستطع وسائل الإعلام المنحازة للاحتلال تجاهل ما يحصل".
ديمقراطية زائفة
وتنديدا بالتعامل العنيف من قبل الشرطة الأميركية مع المتظاهرين، عرض الإعلامي القطري جابر الحرمي، مقطع فيديو يوثق مشهد قمع الشرطة الأميركية لطلبة جامعة تكساس في أوستن.
وسخر قائلا: "هكذا تتعامل أميركا بلد الديمقراطية (المفصّلة) و(الحريات المزعومة) مع طلبة الجامعات المطالبين بوقف العدوان على غزة والرافضين لدعم بلادهم للكيان الإسرائيلي".
وتهكم الباحث علي أبو رزق، على اعتداءات الشرطة الأميركية على طلبة جامعة كال بولي، قائلا: "صباح الديمقراطيات الغربية (الناضجة) التي عرَّتها غزة وفضحتها وكشفت وجهها الحقيقي البائس".
وأكد أن "ما يحدث انتفاضة عالمية حقيقية، وليس انتفاضة الجامعات الأميركية فقط".
وأشارت الإعلامية سمر جراح، إلى أن "الجيل الجديد من الأميركان اليهود مش عارفين كيف يقنعون الإعلام الأميركي أنهم جزء من تمرد طلاب أميركا فقرروا ارتداء تيشرت مكتوبا عليه (يهود يقولون أوقفوا إطلاق النار) في غزة".
واستنكارا لسكون الطلبة العرب بينما يشارك نظراؤهم الأميركيون في مظاهرات ويتعرضون للضرب والتنكيل نصرة لغزة، أشار أستاذ العلوم السياسية عبدالله النفيسي، إلى "إضراب طلبة جامعة كولومبيا وجامعة ييل في الولايات المتحدة احتجاجا على سياسة جو بايدن المؤيدة لإسرائيل".
ولفت إلى أن "الشرطة الأميركية تتخوف من انتشار الإضرابات في باقي الجامعات"، قائلا: "يحدث كل هذا هناك أما الطلبة العرب ففي سبات عميق"، ساخرا: "أحلام سعيدة يا عرب".
دهاء القسام
وعن فيديو الأسير الإسرائيلي، أوضح الناشط الحقوقي بلال نزار ريان، أن "والدة الجندي الذي ظهر في فيديو القسام، راشيل غولدبرغ بولين، اختيرت ضمن الشخصيات الأكثر تأثيرا في العالم قبل أسبوع فقط".
وأكد في تغريدة أخرى أن ظكاختيار المقاومة للجندي بولين لم يكن عشوائيا، فقد استغلّت المقاومة قيام والدته بالترويج لقضيته عالميا لدعم العدوان الإسرائيلي على غزة وجاء رد القسام باختياره بهدف الضغط على حكومة الاحتلال والتأثير على الرأي العام العالمي لوقف العدوان.
وعرض ريان، صور عدة توضح نشاط والدة الجندي الصهيوني حامل الجنسية الأميركية، الأولى تظهر راشيل غولدبرغ وهي تعرض على بابا الفاتيكان صورة أخرى توثق لحظة أسر ابنها في السابع من أكتوبر، وذلك في محاولة منها لكسب التعاطف والدعم الدولي لقضية ابنها ودعم العدوان على غزة.
وأوضح أن الصورة الثانية تظهر راشيل مع السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، المعروفة بمواقفها المؤيدة لإسرائيل، والثالثة للجندي الأسير وهو يصرخ باكيا ضد حكومته التي تخلت عنه طوال 200 يوم من العدوان.
وأوضح الباحث سعيد زياد، أن هذا المستوطن تم أسره من قلب قاعدة (ريعيم) العسكرية التي نجحَ المقاتلون في اقتحامها بُعيد العاشرة صباحا (بتوقيت فلسطين) أي بعد نحو أربع ساعات من الانطلاق الفعلي لعملية طوفان الأقصى، بعد تجاوز وتطهير جميع المواقع السابقة لها.
وأشار إلى أن هذه القاعدة هي مقر قيادة فرقة غزة (فرقة ثعالب النار)، لذلك تعد عملية السيطرة عليها ذروة نجاح عملية طوفان الأقصى، حيث إنها تمثل قلب قوات المتاخمة لغزة وعقلها، والقضاء عليها يعني شلّ حركة العدو تماما، وإعماء عينه عن ما يدور في غزة وغلافها.
وأكد زياد، أن "سقوط ريعيم أتاح للمقاتلين الوصول إلى مواقع ومستوطنات أبعد، وصولا إلى (رهط) التي تبعد حوالي 25 كيلومترا عن قطاع غزة".
وأوضح أن الفيديو الذي ظهر فيه "يحمل عدة رسائل مهمة أبرزها، أن هذا مستوطن مزدوج الجنسية (أميركي إسرائيلي)، ويعد واحدا من خمسة أو ستة أسرى مزدوجي الجنسية بيد المقاومة، وفي ذلك رسالة إلى الادارة الأميركية والشعب الأميركي أن أدركوا أسراكم قبل فوات الأوان".
وقال إن اختيار هذا الأسير تحديدا له دلالة مهمة كذلك، وهي أن والدته ناشطة في الحراك السياسي الداعي للإفراج عن ابنها، وقد شاركت في كثير من اللقاءات مع بابا الفاتيكان وزعماء في الادارة الأميركية للدفع باتجاه صفقة للإفراج عن ابنها.
وأضاف زياد، أن "المقاومة تعتمد إستراتيجية مهمة في العمليات النفسية الموجهة لمجتمع العدو، وهي استمرار تنقيط الرسائل بغية إرهاقهم نفسيا، تماما كتنقيط الماء في وعاء يكاد أن يفيض بما فيه، عسى أن يكون هذا الفيضان قريبا".
وأشار إلى أن "الفيديو يأتي في عيد الفصح، وهذا يضاعف على المجتمع الإسرائيلي الإرهاق النفسي الذي يعيشونه بسبب عقدة بقاء 133 أسيرا منهم لدى المقاومة، وهم في عجز كامل عن تحرير أي منهم".
ولفت الباحث، إلى أن "الفيديو جاء بعد الخطاب الخامس والعشرين في اليوم الـ200 لأبي عبيدة، في إشارة إلى استمرار بنية المقاومة في العمل كما هي، ليس على صعيد التشكيلات القتالية فقط، بل على صعيد البنية التنظيمية، ووحدات الإسناد والتأمين والإعلام والنشر وغيرها أيضا".
وحفاوة بعلميات القسام تداول ناشطون مقاطع فيديو توثق قنص مجاهديها لضابط إسرائيلي، وأخرى لكمائنها وعملياتها.