"قوة الجيش التركي".. لماذا تخشى إسرائيل من تهديدات أردوغان؟
"لقد صُدموا حتى في ممرات وزارة الخارجية عندما سمعوا كلام أردوغان"
منذ شهور، ويدلي الرئيس التركي بتصريحات تندد بحرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
لكن تهديده بالتدخل العسكري ضد إسرائيل نهاية يوليو/ تموز 2024، أثار قلق الإسرائيليين وصحافتهم ومسؤوليهم الحكوميين بصورة لافتة.
وقال أردوغان في تصريحات: "كما دخلنا (الإقليم الأذري) قره باغ وليبيا، يمكننا فعل الشيء نفسه بإسرائيل".
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "يني شفق" التركية مقالا للكاتب "بولنت أوراك أوغلو" ذكر فيه أن صدى تهديدات أردوغان مازال يتردد بالصحافة الإسرائيلية، وبدأت تتداول أخيرا تقارير مثيرة للقلق في تل أبيب بشأن قوة الجيش التركي.
القوة العسكرية
وقال الكاتب التركي إنه جرى التركيز في وسائل الإعلام الإسرائيلية على القوة العسكرية لتركيا في الأيام الأخيرة بصورة لافتة.
حيث أشارت عدة صحف إلى قدرة أنقرة على توفير الدعم العسكري والأسلحة لمجموعات المقاومة التي تحارب إسرائيل.
ولفت النظر إلى أن تركيا لا تلتزم الصمت إزاء المجزرة في غزة، بل تعبر عن صوتها في كل منصة. حيث يقوم الرئيس أردوغان بحملة دبلوماسية مكثفة لوقف هذه المجزرة.
وادعى الكاتب أن تصريحات الرئيس التركي بشأن إسرائيل تثير قلق تل أبيب وتُخيفها بشكل كبير.
وردا على تصريحات أردوغان حاول وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس استهداف تركيا عبر اللجوء إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو".
حيث وجّه نداء إلى الدبلوماسيين الإسرائيليين للتواصل الفوري مع جميع أعضاء الناتو، ودعا إلى إدانة تركيا. وأشار أيضا إلى ضرورة طرد تركيا من الناتو.
وأكد الكاتب التركي موقف أنقرة إزاء المجزرة التي تحدث في غزة يشكل مصدر قلق في إسرائيل وحتى في الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن صَمتَ الدول الغربية أمام تصريحات الرئيس التركي أثار خيبة أمل في إسرائيل.
مخاوف جدية
فنشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية مقالا بعنوان "أردوغان لن يتخذ خطوة عسكرية ولكن هناك مخاوف جدية أخرى".
وادعت أن الرئيس التركي لن يشن حربا على إسرائيل، ولكنها أشارت إلى أنه يمكنه مساعدة أي شخص يحارب إسرائيل أو تزويده بالأسلحة.
وأكدت أن هذا الانتقاد يثير قلق تل أبيب، لأن أنقرة هي قوة مؤثرة في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والناتو.
وذكرت الصحيفة أن هناك احتمالا لتسبب تركيا في الضرر لإسرائيل بفضل هذه القوة الدبلوماسية.
وأشارت إلى أن صمت الدول الغربية أمام تصريحات الرئيس التركي أثار خيبة أمل في إسرائيل.
بالإضافة إلى ذلك، نشرت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية الإسرائيلية مقالا بعنوان "أردوغان يهدد بالاحتلال".
وطرحت الصحيفة سؤالا عما إذا كان يجب أن يعد كلام أردوغان جديا.
وذكرت أن إسرائيل تتفوق فقط على تركيا في القوات الجوية، مشددة على أن الجيش التركي قوي.
وأوضحت "غلوبس" أن أنقرة هي صديقة قريبة لحركة حماس. وقالت إنه ليس من المفاجئ أن يهاجم الرئيس التركي إسرائيل.
وأضافت: "لقد صُدموا حتى في ممرات وزارة الخارجية عندما سمعوا كلام أردوغان".
ووجهت الصحيفة سؤالا للسفير الإسرائيلي السابق في تركيا، ألون ليل، حول إمكانية تركيا توفير الدعم العسكري لحماس، ليرد بأن تركيا يمكنها توفير الدعم المالي أو العسكري للقوى التي تحارب إسرائيل.
وفي نفس السياق، نشرت صحيفة "إسرائيل هيوم" مقالا بعنوان "أردوغان يتدخل في الصراعات بالشرق الأوسط بهذه الطريقة". ووصفت تصريحات الرئيس التركي بأنها "غير معتادة".
وذكرت الصحيفة أن الزعيم التركي هو قائد واحد من أكبر الجيوش في الشرق الأوسط.
وأن الجيش التركي هو القوة الرئيسة التي تعيد تحديد قواعد الحرب من خلال "جيش الطائرات بدون طيار" الذي يغير القواعد.
وأردفت الصحيفة أنه يجب قراءة هذا في سياق قوة الطائرات بدون طيار التركية وتأثيرها وانتصاراتها في ليبيا وقره باغ.
سيناريو المواجهة
وفي سياق متصل، أشار الكاتب التركي إلى أن إسرائيل قد تشعل شرارة الحرب العالمية الثالثة إذا حاولت احتلال قبرص التركية مثل غزة أو تجرّأت على ذلك.
وأضاف أنه في حالة كهذه لن تتمكن الولايات المتحدة من دعم إسرائيل، لذا ستكون نهايتها قريبةً إن شاء الله!"
وأوضح أن بعض المحللين المتقاعدين من البنتاغون يدّعون بأنّنا على شفا حرب عالمية جديدة، ويشيرون إلى أن هذه الحرب يمكن أن تبدأ بخطط إسرائيل للاستيلاء على قبرص التركية وجنوب تركيا.
ومع ذلك، فإنهم يشيرون إلى أن تركيا هي أكبر قوة جوية وعسكرية في المنطقة، وأن الرئيس أردوغان يمكنه نشر ما يصل إلى مليوني جندي في المنطقة في أقل من شهر، وأن الأتراك محاربون لا يرحمون.
ولذلك، حتى لو قدمت الولايات المتحدة الدعم الجوي لإسرائيل، فلن يكون ذلك كافياً، وفق الكاتب.
وأضاف: في هكذا سيناريو من المرجح أن تتراجع الولايات المتحدة عن دعم إسرائيل وتنسحب من الصراع أولاً، وذلك نظرًا لعدم استعداد الولايات المتحدة للتدخل في صراع كبير بسبب ضعف قوتها العسكرية بالوقت الحالي.
ويجب ألا ننسى عامِلَي الصين وروسيا حيث إن تركيا تتمتع بعلاقات جيدة معهم. وفي حال وقوع حرب من المتوقع أن تقف كل من روسيا والصين مع تركيا، يختم الكاتب التركي.