مقصد للمسيحيين.. ماذا وراء رحلات الحج "الإنجيلية” إلى السعودية؟

12

طباعة

مشاركة

تزايدت رحلات الحج المسيحية التي تنظمها شركة Living Passages الأميركية، لمسيحيين إنجيليين إلى السعودية، وسط تعليقات ساخرة من جانب صحف أميركية، عن حلول هؤلاء محل المسلمين بأرض الحرمين.

هدف هذه الرحلات المعلن "توفير رحلات استكشافية لتلبية رغبات الإنجيليين الذين يرغبون في الحج السياحي" هناك، لكن تحولت تلك الرحلات إلى بعثات شبه دائمة إلى صحراء السعودية للعبادة الإنجيلية، ربما كنوع من التعويض لعدم بناء كنائس في أرض الحرمين.

ومنذ عام 2018، تستضيف أرض المملكة حجاجا جددا يطلق عليهم "الإنجيليون"، وباتت الآن مقصدا دائما لرحلات مسيحية.

إلى الواجهة

وعاد الحديث عن تلك الرحلات إلى الواجهة في وقت يجرى التضييق داخل الحرمين على المسلمين الذين يرفعون أكف الدعاء لفلسطين وغزة أو يشهرون علمها أو كوفيتها.

ونشر المعارض السعودي يوسف الأوسي مقطع فيديو يظهر الصهيوني جويل ريتشاردسون على جبل اللوز في تبوك، في وقت تشن إسرائيل عدوانا مدمرا على قطاع غزة.

وقال الأوسي في تغريدة على إكس: “حيث يمنع القنوت لأهل فلسطين وغزة في مساجد جزيرة العرب، يقف الصهيوني جويل ريتشاردسون على جبل اللوز في تبوك يقنت بأن يحفظ المسيح العائلة المالكة السعودية، ويحفظ إسرائيل واليهود حول العلم”.

وتابع: “يصرخ ريتشاردسون أن يعود المسيح ليخلص العالم من الكابوس الذي حلّ على إسرائيل”، في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ونشر حساب آخر تغريدة أخرى تتحدث عن “الحج المسيحي” برعاية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي سجن خلال السنوات الماضية عشرات الدعاة وقاد البلاد نحو انفتاح يصفه معارضون بالفساد والإسفاف ويرون أنه محاربة لدين الإسلام.

وقال حساب مفتاح الذي يترجم عن حسابات أجنبية: “تنظم منظمة Living Passages منذ سنين رحلات إلى مناطق تعدها مقدسة في السعودية، مثل جبل اللوز وما حوله”.

وفي فيديو أرفقه بتغريدته، يظهر أحدهم وهو يقول: “هذه الرحلة المليئة بالإسرائيليات يجرى تنظيمها بالكامل مع الحكومة السعودية”.

وتسمى هذه البعثات الدينية الإنجيلية "رحلات كتابية"، أي تتّبع القصص المكتوبة في كتبهم المقدسة وتربطها بأماكن في شمال السعودية مثل جبل اللوز وغيره.

إذ يؤمن الإنجيليون بالكتاب المقدس القديم (التوراة التي بيد اليهود حاليا)، وضرورة عودة اليهود إلى فلسطين المحتلة انتظارا لحرب "هرمجدون" بين الخير (هم) والشر (المسلمين وغيرهم) ونهاية العالم.

يزعمون أنهم يتتبعون رحلة "الكتاب المقدس" حول خروج اليهود عبر رحلات تشمل إسرائيل ومصر والمملكة العربية السعودية والأردن، لكن طبيعة هذه الرحلات الغامضة وأداءهم طقوسا توراتية هناك تثير شبهات.

ويؤمن هؤلاء أن جبل سيناء الموجود في مصر، مكانه الصحيح هو السعودية في منطقة جبل اللوز، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" 24 يونيو/حزيران 2023

لذا يعسكرون هناك وينشئون ما يشبه البعثات الدينية للتعبد وقراءة الإنجيل والتوراة وتتبع مسار رحلة اليهود من مصر للسعودية عبر البحر الأحمر.

ومنذ عام 2018 تتفق مجموعات من هؤلاء الإنجيليين واليهود على زيارة المملكة بحجة استكشاف مسار بني إسرائيل وخروج اليهود من الجزيرة العربية، وسط دعوات لعودتهم إلى خيبر وغيرها من مدن المملكة بحجة طردهم منها أيام الإسلام الأولى.

يدعون لزيارة صحراء المملكة ومدنها خاصة جبل اللوز، الذين يزعمون أنه "الجبل الذي أعطيت فيه الوصايا العشر لموسى من قبل الرب"، بصفته جبل سيناء الحقيقي وليس الموجود في مصر.

يقولون لهم: تعالوا إلى المواقع التاريخية في أرض "مدين"، لرؤية "مدائن شعيب"، وهي مدينة أثرية تضم بيوتا ومعابد أثرية منحوتة في الصخر والجبال.

وتقع في إقليم الحجاز غرب السعودية حيث يزعمون أنه "تم التأكد من أن قمته هي جبل سيناء الحقيقي الذي أنزل الله فوقها الوصايا السابعة"، وفق زعمهم.

ويؤكدون لهم خلال الوعظ المسيحي أثناء الرحلة أن القطع الأثرية في صحراء المملكة "تشهد على الرواية التوراتية".

قصة الرحلات

وهذه الرحلات بدأت منذ عام 2018، بالتزامن مع تصاعد الحديث عن التطبيع بين إسرائيل والسعودية.

وواكبها زيارة قادة إنجيليين مؤيدين لإسرائيل، إلى السعودية للتمهيد لذلك، والتقوا رسميا بمحمد بن سلمان الذي فتح الباب لهذه الزيارات، عدة مرات، لكنها باتت الآن طقسا دائما.

وحين بدأت حكومة المملكة إصدار تأشيرات سياحية وفتح حدودها أمام المزيد من الزوار الأجانب عام 2019، تدفق عليها بكثافة زوار من أتباع الديانة المسيحية، وخاصة الإنجيليين واليهود القادمين من الولايات المتحدة.

المسؤولون السعوديون الذين فتحوا بلادهم للسياح الأجانب في منتجعات "نيوم" وغيرها على ساحل البحر الأحمر، ولحفلات الترفيه ضمن رؤية 2030، فوجئوا بوصول الإنجيليين، ضمن رحلات حج مسيحية للمناطق الصحراوية.

ولعدم اعتراض أحد على ما يفعله ابن سلمان، من تغيير بهوية المملكة، جرى اعتقال علماء دين وإصلاحيين واقتصاديين سعوديين بزعم أنهم متطرفون.

وقد أسس الشركة التي تنظم رحلات الحج الإنجيلي للسعودية صهيوني يدعي “غويل ريتشاردسون”، حاصل على ترخيص للعمل على تسهيل حج الإنجيليين إلى مناطق يعتقدون قدسيتها بالمملكة، رغم أنه ألف كتابا يسب فيه الإسلام والنبي ﷺ.

وسبق أن ظهر "غويل" في فيديوهات وهو يدعو على أحد الجبال في تبوك (اللوز) أن تنتصر إسرائيل في غزة وأن يحفظها الرب.

وتتكلف هذه الرحلات الدينية 5 آلاف دولار لمدة 10 أيام من أميركا للسعودية، منها خمسة يتم قضاؤها في الصحراء شمال غرب المملكة، وأربعة في مصر.

وغالبا ما يكون المرشدون السياحيون، من الدعاة الإنجيليين، وتتوقف المجموعات للصلاة المسيحية في كل مرة يصلون فيها إلى وجهة مختلفة، وفق الصحف الأميركية.

وتنقل مجلة "تايم" عن أندرو جونز، وهو أحد المنظمين أن الجولات السياحية للحجاج المسيحيين للسعودية تضم "المورمون" و"المينونايت" والمسيحيين المسيانيين.

وقد أشار تقرير مطول لصحيفة "نيويورك تايمز" 24 يونيو 2023 لتفاصيل رحلاتهم وترحيب السعودية بهم ضمن خطة جذب السياح.

ووصفتهم مجلة "نيوزويك" الأميركية 27 سبتمبر/أيلول 2023 بأنهم "أصدقاء المملكة الجدد الذين يساعدون نظام ابن سلمان في جهود العلاقات العامة الواسعة النطاق التي يبذلها لإعادة صياغة صورته".

"وإظهار السعودية بصفتها مركزا للحداثة، وليست دولة دينية صارمة وقمعية بوحشية".

"نيويورك تايمز" أكدت أن السياحة الدينية في السعودية أصبحت تجتذب المسيحيين، بعد أن ظلت لعقود تقتصر على المسلمين.

قالت إنه "في العصر الجديد للمملكة الإسلامية المحافظة، أصبح الإنجيليون من أكثر زوارها حماسة".

وذكرت قصة بعض السياح المسيحيين الذين ذهبوا إلى منطقة صحراوية نائية في شمال غرب السعودية، مطلة على خليج العقبة.

نقلت عن هؤلاء السياح (وفد يضم 15 إنجيليا أميركيا) أنهم ذهبوا إلى تلك المنطقة عند شق البحر الذي يفصل المملكة عن مصر، وتوقفوا على شاطئ قاحل، وتجمعوا حول المبشر غويل ريتشاردسون، وهو واعظ من ولاية كانساس الأميركية.

وطلب ريتشاردسون من المجموعة تخيل الوقوف على الجانب الآخر وتذكر قصة هروب النبي موسى من جيش فرعون، وانشقاق البحر.

وبحسب نيويورك تايمز، "فتح الواعظ الكتاب المقدس (الإنجيل)، وبدأ يقرأ، ويستمع له أميركيون قادمون من أميركا، وعالم آثار إسرائيلي باهتمام".

ويحدث ذلك رغم حظر الصلاة المسيحية علنا في المملكة، كما أن توزيع الإنجيل غير قانوني في السعودية وقد تصل عقوبة التبشير إلى الإعدام، وفق مجلة "نيوزويك" الأميركية 27 سبتمبر 2023.

"وحين أشرقت الشمس، وأرسلت أشعتها في الوادي، رفعوا أيديهم إلى السماء، وغنوا: "سوف ينفخ البوق قريبا وستفتح السموات".

وقد لفت تحقيق "نيويورك تايمز" إلى أن هؤلاء المسيحيين من مختلف الطوائف، كانوا من بين أوائل الأشخاص الذين تدفقوا على المملكة مستغلين التأشيرات السياحية السعودية الجديدة، وأكد أن "أعدادهم نمت بشكل مطرد".

والسبب هو الرحلات التي يجرى تنظيمها وبثها عبر فيديوهات لهم وهم يصلون في المملكة ويقرأون الإنجيل، ما يشجع آخرين على الحضور بكثافة.

وفود رسمية

ولم يقتصر الأمر على تدفق "الحجاج الإنجيليين" على المملكة، ولكن بدأت وفود رسمية منهم تذهب للسعودية مستغلة مشكلات بين ابن سلمان وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن خصوصا عقب قتل الصحفي جمال خاشقي وتعطل التطبيع.

وتعرض تلك الوفود خدماتها مقابل الحصول على تنازلات من السعودية خاصة في ظل الحديث عن إمكانية التطبيع بين المملكة وإسرائيل. 

فبالتزامن مع زيارة “الحجاج الإنجيليين”، زارت السعودية وفود إنجيلية متطرفة مرتين عامي 2018 و2019 والتقت ابن سلمان.

ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2018، التقى ابن سلمان وفدا من رموز المسيحية الإنجيلية الأصولية الأميركية في خطوة نادرة وصفتها صحف الغرب بأنها "ضمن الانفتاح على العالم وإصلاح صورتها على صعيد التسامح الديني".

ورأت الكنيسة المسيحية الإنجيلية أن هذه "زيارة تاريخية"، لا سيما أن رموزها جاءوا من إسرائيل التي لا تقيم السعودية معها علاقات رسمية, حتى الآن.

فقد كان الكاتب الإسرائيلي الأميركي "جويل روزنبرغ"، المؤيد بقوة لإسرائيل ويعيش فيها، هو من ترأس الوفد.

وضم الوفد ميشيل باكمان، وهي عضوة سابقة بالكونغرس الأميركي، إلى جانب رؤساء منظمات أميركية إنجيلية بعضهم لهم علاقات بإسرائيل.

و"روزنبرغ" يحمل الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية ويعد أحد المستوطنين بالقدس، وسبق أن عمل مستشارا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ويشير موقع "بيزنس انسايدر" إلى أن القس جوني مور، المستشار الديني للرئيس السابق دونالد ترامب، كان أحد الذين دعاهم ابن سلمان عام 2018 إلى السعودية، بجانب روزنبرغ ومجموعة من المبشرين التلفزيونيين الآخرين.

ويعود فوز ترامب في الانتخابات عام 2016 جزئيًا إلى الدعم الإنجيلي، وكبار المسؤولين مثل وزير خارجيته الإنجيلي مايك بومبيو، وجميعهم لديهم علاقات وثيقة مع روزنبرغ.

وزعم "مور" لموقع "إنسايدر" أن "الوفد اطلع على الوجود التاريخي للكنائس في الجزيرة العربية، وأجرى محادثات مفتوحة حول الأدلة الأثرية على وجود كنائس في زمن النبي" محمد صلي الله عليه وسلم.

وبعد أيام من اللقاء خرج روزنبرغ ليبوح لوسائل إعلام إسرائيلية ببعض ما دار في اللقاء مع محمد بن سلمان.

قال إن ولي العهد السعودي استخدم الاجتماع لنقل رسالة إلى البيت الأبيض وأعضاء الكونغرس الذين يسعون لفرض عقوبات على السعودية، مفادها أن قضية خاشقجي لن تمنعه مما يسميه "الإصلاحات"، أي تغيير هوية المملكة.

ولم تمنعه من "تحسين حياة الشعب السعودي وحماية أنفسنا من الأعداء، إيران والإخوان المسلمين والقاعدة وتنظيم الدولة"، وفقا لما قاله روزنبرغ لمراسل القناة العاشرة الإسرائيلية.

ونقلت صحيفة "جيروزالم بوست" العبرية عن بيان أصدره الوفد ما يفيد أن من دعاهم هو ابن سلمان، وأنهم "سعداء بالدعوة" وربطوها بـ "موسم تغييرات كبيرة في الشرق الأوسط"، و"بناء علاقات".

وكانت مفارقة أن يلتقي هذا الوفد الذي ضم إنجيليين أميركيين وصهاينة بمسؤولي رابطة العالم الإسلامي، ويصدر الطرفان "بيانا" بذلك.

وذلك مع أن صحيفة "واشنطن بوست" وصفتهم حينئذ بأنهم "ليسوا مجرد إنجيليين، بل هم المستشارون الإنجيليون للرئيس (السابق) ترامب".

وضم الوفد من المؤيدين لإسرائيل "مايك إيفانز" مؤسس جماعة "جيروزالم بريي تايم" أو ""فريق الصلاة في القدس"، الذي يصف نفسه على موقعه الإلكتروني بأنه "زعيم صهيوني أميركي مسيحي ورع".

أما المفاجأة فكانت زعم "جويل روزنبرغ"، أن محمد بن سلمان أبلغ وفد الإنجيليين أنه طلب من علماء السعودية أن يشيعوا بين الناس بأن مصطلح "جزيرة العرب" في حديث الرسول هو: مكة والمدينة فقط".

وقال إنه فعل هذا كي يسمح لاحقا ببناء كنائس على نطاق واسع في السعودية.

زعم أن ابن سلمان قال له إن فكرة إنشاء كنائس في السعودية "لا يمكن تنفيذها الآن لأنها ستكون هدية لتنظيم القاعدة"، ولأن هناك حديثا نبويا يقول "لا يجتمع دينان في جزيرة العرب"، لكنه طالب العلماء بالتمهيد لذلك.

وكانت الزيارة الثانية في 10 سبتمبر/أيلول 2019، حين استقبل ابن سلمان مجددا وفدا من المسيحيين الإنجيليين الأميركيين، في قصره في مدينة جدة، ثم ذهب بهم إلى مدينة "العلا" السياحية حيث رحلات أولئك الحجاج.

وترأس الوفد أيضا الإسرائيلي الأميركي "جويل روزنبرغ"، مؤلف الروايات حول "نبوءات الكتاب المقدس"، لكنه قال إنه تحدث مع ولي العهد هذه المرة عن "الإرهاب والسلام والحرية الدينية وحقوق الإنسان".

توقيت مريب

وكتب "روزنبرغ"، مقالا في موقع قناة "العربية" الإنجليزي السعودي، 19 سبتمبر/أيلول 2019 حول هذه الزيارة، يشيد فيه بالتغيير في السعودية المتمثل في "غياب الشرطة الدينية"، أي "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"!.

ويشيد بـ “تشجيع الحفلات الموسيقية ودور السينما، وطرد أكثر من 3500 ”رجل دين متطرف من المساجد"، وإنشاء مركز اعتدال (المركز العالمي لمكافحة الإيديولوجية المتطرفة) لمكافحة التطرف العنيف على وسائل التواصل الاجتماعي"، وفق تعبيره.

ويقول "إن كل هذا يحدث لأن قادة المملكة لم يعودوا يرون أن التاريخ الإسلامي للبلاد أصبح مهددا بسبب ماضيه ما قبل الإسلام، ويرحبون بالسياح من المسيحيين واليهود وغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى".

ومع أن الدعوات الموجهة إلى أعضاء الكنائس والجماعات المسيحية يعدها محللون في الصحف الأميركية “جزءا من الإستراتيجية التي يتبعها ولي العهد لإعطاء صورة منفتحة عن السعودية عكس صورتها التقليدية التي تحظر ممارسة الأديان الآخرين”، فقد لاحظت "الاستقلال" أن الدعوتين الموجهتين للإنجيليين جاءتا في توقيت مريب.

فالأولى عام 2018 جاءت مباشرة عقب الحملة الأميركية المطالبة بعقاب ولي العهد لقتله الصحفي جمال خاشقجي، لتستفيد من المناسبة للحصول على تنازلات تطبيعية منه.

وتزامن ذلك مع تقرير نشرته "واشنطن بوست" عام 2018 يقول إن نتنياهو ورئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي "شفعا لمحمد بن سلمان لدى البيت الأبيض في قضية خاشقجي".

وجاءت الزيارة الثانية عام 2019، أيضا قبل يوم واحد من ذكري تفجيرات 11 سبتمبر في أميركا (مبنيي التجارة العالمي)، والدعوات لعقاب السعودية بدعوى أن سعوديين مشاركين فيها، لنفس الغرض وهو "الابتزاز بالتطبيع".

لذا كتبت صحيفة "هآرتس" 15 نوفمبر/تشرين ثان 2021 تحت عنوان "السعوديون قد يكونون التاليين"، أي في التطبيع مع إسرائيل.

وتساءلت: "ماذا كان يفعل المسيحي الإنجيلي جويل روزنبرغ في غرفة مع ولي العهد السعودي وملك الأردن (عبد الله الثاني) ورئيس مصر".

تحدثت عن "قصة الدبلوماسية المسيحية الإنجيلية في العالم العربي"، وكيف يمكن للسياح غير الإنجيليين واليهود دخول السعودية بسهولة.

"بودكاست هآرتس" تحدث عن لقاءات "روزنبرغ" غير العادية مع ولي العهد السعودي وملك الأردن ورئيس مصر، والتي تم توثيقها جميعا في كتاب جديد نشره.

ولماذا دعاه هؤلاء القادة العرب وقادة إنجيليون آخرون إلى قصورهم، وكيف يمكن لجو بايدن تحقيق فوز دبلوماسي كبير في الشرق الأوسط بفرض التطبيع على السعوديين مستفيدا من هذا الاختراق الإنجيلي للسعودية.

مع هذا أشارت تقارير غربية إلى أن هناك سببا آخر لزيارات الوفود الإنجيلية للمملكة، بخلاف التشجيع على التطبيع مع إسرائيل.

ألمحت لاغتنام بعض الوفود الفرصة للتواصل مع السعودية من أجل اختراق الحواجز وإيجاد موطئ قدم للمسيحيين هناك وبناء كنائس، وهو ما أشار له "جويل روزنبرغ" في لقاءات تلفزيونية، كما تم التوضيح سابقا.