ضربتان بتل أبيب والضفة الغربية.. عودة العمليات الاستشهادية ترعب إسرائيل

3 months ago

12

طباعة

مشاركة

بصورة لافتة، تفاعل ناشطون على منصة “إكس” مع عودة العمليات الاستشهادية بقلب الكيان الإسرائيلي إثر تفجير شاحنة جنوب تل أبيب ومقتل حارس مستوطنة كدوميم، قرب قلقيلية شمال الضفة الغربية، بعد ضربه من قبل فلسطيني بمطرقة.

وسائل إعلام إسرائيلية أفادت في 18 أغسطس/آب 2024، بمقتل إسرائيلي وإصابة آخر جراء تفجير شاحنة جنوب تل أبيب، وفي صباح اليوم التالي أكدت الشرطة الإسرائيلية أن انفجار العبوة الناسفة كان نتيجة "محاولة تنفيذ عملية هجومية".

وقالت الشرطة إن الشخص الذي كان يحمل الحقيبة مع العبوة الناسفة كان من سكان الضفة الغربية، وهو في الخمسين من العمر، ولا يزال مجهول الهوية.

وفي اليوم ذاته، قتل حارس أمن أصيب في هجوم بمستوطنة كدوميم بالضفة الغربية أصيب بمطرقة في رأسه، وأعلن جيش الاحتلال تلقيه بلاغا عن قيام فلسطيني بالاستيلاء على سلاح إسرائيلي قرب المستوطنة.

وعد ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #تل_أبيب، #الضفة_الغربية، #كدوميم، وغيرها عودة العمليات النوعية في كامل حدود فلسطين التاريخية معادلة جديدة ستفرض واقعا جديدا وتردع الاحتلال.

وبشروا واستبشروا بعودة العمليات الاستشهادية التفجيرية إلى داخل عقر الكيان المحتل وعدوه ثأرا لما يرتكب بقطاع غزة من جرائم حرب الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

تغيير المعادلة

وتحت عنوان "العمليات النوعية تقلب الموازين في الضفة و48"، أشار الصحفي فايد أبو شمالة، إلى خروج شابين فلسطينيين بطلان في يوم واحد بمفاجأتين من العيار الثقيل، الأول حمل شاكوشا ونفذ عملية من عمليات القرون الوسطى لكنها حققت هدفها بكل جدارة.

ولفت إلى أنه نفذ عمليته في المستوطنات التي يتبجح بن غفير وسموتريتش بتسمينها، ما يعني أنها لن تكون بمأمن بعد اليوم لأن من يحرسها يمكن قتله بشاكوش أو غير ذلك. 

وأضاف أبو شمالة، أن العملية الثانية تعيدنا إلى زمن غير بعيد وذكريات قاسية جدا للاحتلال قبل ثلاثين عاما في مرحلة الشهيد المهندس يحيى عياش وهي العمليات الاستشهادية وتفجير الحافلات والمراكز التجارية وغير ذلك، 

ففي تل أبيب انفجرت الليلة شاحنة ولم يتم التعرف على سائقها بعد ويعتقد أنه كان يعتزم تفجيرها بمكان آخر لكنها انفجرت بشكل مسبق ( هذه روايتهم طبعا وهم يكذبون). 

من جانبه، أكد المستشار الإعلامي أنيس منصور، أن عودة العمليات الاستشهادية في كامل حدود فلسطين التاريخية معادلة جديدة مثلت رعبا داخليا.

بدوره، قال الباحث في العلوم السياسية عبادة الطاهر، إن العبوات الناسفة والعمليات الاستشهادية إستراتيجية الردع للمقاومة وهي ما تحقق تغيير المعادلة التي يريد كيان الصهيوني فرضها في الحرب، وهي ما يخشى منها الكيان.

دعوة للتصعيد

من جهته، توعد علي كنان، الاحتلال بالقول: "سنضربهم في تل أبيب في يافا في حيفا في كل بلادنا المحتلة، وسنثأر بالدم والنار والبارود، وسنعيد أمجاد ورعب العمليات الاستشهادية، والذي أدخل العبوات والمتفجرات اليوم قادر أن يدخلها آلاف المرات بإذن الله والأيام بيننا يا بني صهيون".

وكتب تامر عاطف: "خلينا نكن واقعيين هي دي اللي هتغير مسار الحرب تماما.. العمليات والتفجيرات اللي كنا بنشوفها أيام يحيي عياش لازم ترجع دي اللي هتغير كتير في المعادلة".

وأكد المغرد أحمد، أن الشيء الوحيد القادر على وقف الحرب الإسرائيلية هو عودة العمليات الاستشهادية في قلب القدس وتل أبيب، قائلا: "كم اشتقنا لعمليات سقف الباص الطاير، كم اشتقنا لعمليات الاستشهاديين محمد فرحات، محمود القواسمي وريم الرياشي".

وبشر أحد المغردين بأن الخير قادم، قائلا: "لا حل مع الصهاينة إلا العمليات الاستشهادية لا ننظر إلى رأي العالم فشعبنا يذبح والعالم ينظر ولا يحرك ساكنا، لكن بعودة العمليات الاستشهادية وتلاميذ العياش سيجعل العدو يتوجع كما يتوجع شعبنا.. خلف العدو في أي مكان و زمان".

يحيى عياش

وذكر ناشطون بالمهندس يحيى عياش، صانع العبوات الناسفة والمتفجرة، الذي شغل الاحتلال الإسرائيلي بقدراته الهندسية ووقف وراء عدد من العمليات الاستشهادية التي خلفت قتلى إسرائيليين، والذي اغتاله الاحتلال، وأطلقت القسام اسمه على صاروخ "عياش 250".

يحيى عبد اللطيف عياش ولد في 6 مارس/آذار 1966 ببلدة رافات غرب مدينة سلفيت بشمال الضفة الغربية، لأسرة متدينة بسيطة لها باع في الساحة الجهادية، ونشأ في قريته وعرف بالتزامه وتدينه وعمق التفكير، وحفظ القرآن الكريم ودرس العلوم الشرعية.

ومارس في شبابه هواية فك وتركيب الأجهزة الكهربائية، إذ كان سكان القرية يرسلون إليه أجهزتهم المعطلة ليصلحها، وكان كتوما وصفه أحد مسؤولي جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" بأنه "ذكي ومتملص بارع يحرص على استبدال مخبئه بوتيرة عالية".

وانضم عياش إلى كتائب القسام خلال سنوات الانتفاضة الأولى، وبدأ تصنيع المواد المتفجرة بالاعتماد على المواد الكيماوية الأولية التي تتوفر بكثرة في الصيدليات ومحلات بيع الأدوية والمستحضرات الطبية، والمواد الأولية المتاحة كالفحم والأسمدة الزراعية.

وبدأت قوات الاحتلال بمطاردة عياش وتتبع أثره بعد أن فجر سيارة مفخخة في "رامات أفعال" بتل أبيب، وأصبح أكثر المطلوبين لدى أجهزة الاحتلال الإسرائيلي، ونجح في التخفي عن الأعين التي تترصده، وفي 1993 انتقل إلى قطاع غزة بغرض الاختباء وتدريب أعضاء القسام على صناعة المتفجرات.

وكانت أولى عمليات عياش في أبريل/نيسان 1993 حين فجَّر الشهيد ساهر تمَّام سيارته المفخخة داخل مقهى يرتاده الجنود الإسرائيليون في مستوطنة "ميحولا" القريبة من مدينة بيسان فقتل 2 منهم وأصيب 8 بجراح.

وخطط في 6 أبريل/نيسان 1994، لعملية بسيارة مفخخة في محطة الحافلات المركزية بمدينة "العفولة" داخل الخط الأخضر، نفذها الفلسطيني رائد زكارنة، وتبعها بأيام بعملية نفذها عمار عمارنة بتفجير حقيبة في موقف للحافلات أدت إلى مقتل 7 إسرائيليين وجرح العشرات.

وزعزع عياش ورفاقه في يوليو/تموز 1993، أمن الاحتلال بعملية التلة الفرنسية التي لم تنجح والتي كانت تهدف لاختطاف حافلة صهيونية وأخذ ركابها رهائن لعقد صفقة تبادل، كما فجر أحد منتسبي القسام أسامة راضي نفسه في 25 ديسمبر/ كانون الأول 1994 قرب حافلة تقل جنودا إسرائيليين في القدس.

واستحضارا لتاريخ يحيى عياش، ذكر الكاتب رضوان الأخرس، بقوله: "بإمكان اليهود اقتلاع جسدي من فلسطين، غير أنني أريد أن أزرع في الشعب شيئا لا يستطيعون اقتلاعه".

وقال الباحث محمد عبدالعزيز الرنتيسي: "عندما سمعت عن الانفجار وسط تل أبيب.. أخذني الحنين إلى العمليات الاستشهادية ومهندسها يحيى عياش (أما آن الأوان أيا ضفة العياش)".

وعلق الناشط خالد صافي على إعلان شرطة الاحتلال أن انفجار تل أبيب ناجم عن انفجار عبوة ناسفة كان يحملها شخص وأن هناك ترجيحا لأن تكون عملية مقاومة، قائلا إنه جاء على باله يحيى عياش أول ما رأى الخبر.

وأوضح الشاعر محمود العيلة، أن عيّاش هو مهندس أول عملية فدائية في فلسطين في 1993، حيث قام بتجهيز حزام بوزن 250 كغم من المواد المتفجرة، ووضعه في سيارة مفخخة قادها الفدائيّ ساهر تمام إلى مقهى "فيلج إن" الذي كان يرتاده الجنود، وحوّلهم جثثهم إلى قطع متفحمة ثم عاد بسلام.

وأشار إلى أن عياش بعدها افتتح مدرسته وقام بتدريب عدد من المهندسين الذين أصبح تنفيذ العمليات الاستشهادية لديهم كشرب الماء حتى عام 2005 ثم بعمليات متقطعة حتى عام 2016.

وأعرب العيلة، عن سعادته بعودة العمليات الاستشهادية بعد انقطاع لسنوات حيث قام البطل بحمل شنطة المتفجرات وقام بتفجير نفسه وسط تل أبيب.

وأضاف: "سموها عمليات انتحارية سمّوها عمليات استشهادية لا يهمّ، المهم أنها من أكثر الوسائل إيلاما ومباغتةً ورعبًا للاحتلال وكثافتها يجعل اليهودي يفكّر ألف مرة قبل الانتقال من أوروبا للاستقرار في فلسطين".

ونشر ناصر جابر، مقاطع فيديو مرفقة بخبر يقول إن أشلاء الصهاينة متناثرة على الطرقات بعد انفجار سيارة في تل أبيب المحتلة، معلقة بالقول: "الشهيد يحيى عياش نم قرير العين ها هي سقوف الباصات الطائرة عادت تتطاير في سماء فلسطين المحتلة".

وقال الكاتب السياسي عمرو علان: "تكفي مشاهد المجازر الفظيعة في غزة ليخلص أي عاقل إلى أن عودة زمن يحيى عياش كانت مسألة وقت فقط".

دليل فشل

وفي سياق متصل، قال الصحفي خالد محمود، إن الانفجار الذي وقع في تل أبيب دليل على فشل الأجهزة الأمنية في إسرائيل في تأمين المدينة، مقابل المنفذين الذين أظهروا براعة وقدرة استثنائية في تنفيذ العملية.

ورأى أن الهجوم يطرح تساؤلات حول مدى احترافية وكفاءة الأمن الإسرائيلي في مواجهة التهديدات المتزايدة، في ظل استمرار مثل هذه العمليات، وربما يدفع إسرائيل إلى التراجع عن حربها القذرة ضد الفلسطينيين العزل في قطاع غزة.

وأشار المحلل السياسي عبدالله عرقباوي، إلى أن "إسرائيل" خاضت هذه الحرب من أجل استعادة الردع والأمن، متسائلا: “كيف هما الآن؟ هل هناك ردع في غزة؟ هل هناك ردع في الضفة؟ هل هناك ردع مع حزب الله؟ هل ردعت إيران؟ هل الاتجاه يسير نحو ذلك أم العكس؟”

وأكد أن المؤشرات تقول إن المقاومة في الضفة رغم كل الضغط عليها في تصاعد، والمقاومة في غزة مصرة على المواصلة، وحزب الله يواصل عملياته.

وأضاف عقرباوي، أن الإغارة على مفترق نتساريم، والمحاولة في قلب تل أبيب، والمديات الجديدة لقصف حزب الله، وإلزام إيران نفسها بالرد، كلها تجعل من الردع موضوعا خلف الظهر وتجعل من الأمن وسيده المفترض نتنياهو فرضيات ساقطة تحت ضربات المقاومة.

وتابع: “هذه المعركة طويلة وستطول أكثر، ولا يجوز التعامل معها بمقطع زمني أو بقعة بعينها، القوة الغاشمة لعدونا سيف ذو اتجاهين أحدهما موجه لصدره.”

وأكد باسيل، أن عمليات يافا تل أبيب والشاكوش والحرائق المجهولة ليست عشوائية بل قواعد جديدة تضعها المقاومة الفلسطينية لإرياك العدو، وعد من أهم الدلالات بعيدا عن النتائج هو فشل المنظومة الأمنية الصهيونية وقدرة المقاومة على الوصول للعمق رغم الأجواء المشتعلة في كل أنحاء فلسطين.

وقال أحمد عايص، إن عملية تل أبيب إذا كانت للمقاومة الفلسطينية، فهذا يعني أن خطة الاختراق الأمني نجحت كما تريدها عن طريق مجاهديها في تل أبيب، وعلى أساس هذا قد تكون العمليات القادمة في تل أبيب أقوى ومتتالية.

اغتيال بشاكوش

وإشادة بمنفذ عملية قتل حارس الأمن الإسرائيلي بشاكوش وانسحابه بأمان، عرض الكاتب سلطان العجلوني، صورة لبطاقته، موضحا أن بطل العملية هو سلطان عبد العزيز، مواليد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2003.

وقال: "شمطه بالشاكوش وأخذ سلاحه وبعثه رحلة إلى الدار الآخرة وانسحب بسلام"، داعيا للتركيز في معاني اسم منفذ العملية وتاريخ ميلاده.

ولفت الكاتب محمد حامد العيلة، إلى أن فدائيا يبلغ من العمر 35 عاما، يضرب مستوطنا بشاكوش على رأسه ويأخذ سلاحه، ولا يزال حرا طليقا، داعيا "اللهم بارك فيه واحفظه وسدد رميه".

وكتب المحامي ناصر الدويلة: "فلسطيني يقتل ضابط أمن إسرائيلي ويستولي على سلاحه 4 آلاف جندي صهيوني تشترك في المطاردة وأكثر من سرب من الطيران الإسرائيلي يشارك في المطاردة، وإطلاق صافرات الإنذار في المنطقة المحيطة في مستعمرة كدوميم ورعب يشمل جميع المستوطنين".