جيه دي فانس.. لهذا اختاره ترامب نائبا له بدلا من روبيو وبورغوم

منذ ٦ أشهر

12

طباعة

مشاركة

وضع المرشح الرئاسي الأميركي دونالد ترامب حدا للتكهنات بشأن نائبه، ليختار في وقت متأخر من 15 يوليو/تموز 2024، السيناتور جيه دي فانس لهذا المنصب.

وقال ترامب: “قررت أن الشخص الأنسب لتولي منصب نائب رئيس الولايات المتحدة هو السيناتور جيه دي فانس من ولاية أوهايو”.

وقبل هذا الإعلان، أوضحت مجلة "ريسبونسيبل ستيتكرافت" الأميركية أن خيارات ترامب تقلصت إلى دي فانس، وحاكم ولاية داكوتا الشمالية، دوغ بورغوم، والسيناتور عن ولاية فلوريدا، ماركو روبيو.

وفي تقرير لها، أوضحت أن أولئك الأشخاص "لديهم وجهات نظر متضاربة حول رؤية الحزب الجمهوري مستقبلا".

وأوضحت أن "الشخص الذي سيرشحه ترامب سيكون لديه فرصة جيدة لانتخابه نائبا للرئيس المقبل، وبالتالي سيكون له بعض التأثير في تشكيل إدارته الثانية" إذا فاز في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

داعم متشدد لإسرائيل

وتعتقد المجلة أن "السيناتور فانس هو الأقرب إلى ترامب فيما يتعلق بالسياسة الخارجية بين الثلاثة".

ووصفت فانس بأنه "متشكك ومنتقد للمساعدات العسكرية لأوكرانيا، كما أنه أيضا من الصقور فيما يخص ملف الصين وداعم متشدد لإسرائيل".

ومثل غيره ممن يطلق عليهم "جمهوريون آسيا أولا" (Asia First Republicans)، كثيرا ما يتذرع فانس في انتقاداته للمساعدات لأوكرانيا بحاجة الولايات المتحدة إلى تركيز الاهتمام والموارد على الصين.

وقالت المجلة إن "السيناتور فانس يمثل الجناح الشعبوي للحزب (الجمهوري)، ولا يمكن تصنيفه بأنه من دعاة الانعزالية الجديدة أكثر من ترامب".

ومن الجدير بالذكر أن بعض أسوأ دعاة التدخل الأميركيين يمقتونه، لكن من ناحية أخرى، يتمتع فانس، الذي انتُخب عام 2022، بأقل خبرة حكومية بين الثلاثة، وقد يحد ذلك من قدرته على التأثير على السياسات الأميركية حتى في حال كونه نائبا.

وتابع أن "فانس لا يبدو أنه عارض بشدة أي شيء فعله ترامب خلال فترة ولايته الأولى، لذا فمن المحتمل أنه ببساطة سيذعن له في كل القضايا".

وترى المجلة أن "دفاع فانس عن سجل ترامب في السياسة الخارجية يتجاهل أو يطمس الكثير مما فعله الأخير عندما كان رئيسا".

ومن المرجح أن يؤدي اختيار فانس إلى إرضاء العديد من مؤيدي ترامب الأساسيين، في نفس الوقت الذي يثير فيه استعداء الصقور التقليديين في الحزب.

رؤى تقليدية متشددة

ومن بين المرشحين الثلاثة قبل أن يحسم ترامب خياره، ورد اسم "بورغوم" الذي يعد الأقل شهرة وخبرة رسمية في السياسة الخارجية، بحسب المجلة.

وتابعت: "بصفته حاكما لولاية داكوتا الشمالية، لم تتح لبورغوم سوى مناسبات قليلة للتعليق على قضايا السياسة الخارجية أو مناقشتها".

وأردفت: "خلال حملته الرئاسية لعام 2024، تمسك بورغوم بالرؤى التقليدية المتشددة في جميع المجالات".

وقالت: “يبدو أنه من الصقور فيما يخص ملف الصين أكثر من أي شيء آخر”.

إذ إنه في مقالته الافتتاحية التي شرح فيها سبب ترشيحه قال: "يجب علينا إعادة بناء جيشنا وترسيخ موقف أمتنا القوي؛ لتحقيق النصر في الحرب الباردة مع الصين".

وأوضحت أن "في الوقت الذي يبدو فيه أن وجهات نظره في السياسة الخارجية تتماشى مع آراء ترامب في معظم النواحي، يبدو أن بورغوم قد لفت انتباه المرشح الجمهوري لأسباب أخرى".

وفقا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في مايو/أيار 2024، فإن "ترامب يعجبه بورغوم؛ لأنه غني، مخلص، وحسن المظهر".

وأفادت الصحيفة بأن ترامب يرى أن ارتباط "بورغوم" بعدد كبير من رجال الأعمال الأثرياء ليس بالأمر السيئ.

وترى المجلة أن بورغوم كان ينظر له على أنه الخيار الأكثر أمانا من الناحية السياسية، لكنه من المحتم أن يخيب آمال أي شخص يبحث عن إشارات على أن إدارة ترامب الثانية ستتبع سياسة خارجية أقل تشددا.

نزعة حربية

وحول المرشح الثالث الذي لم يختره ترامب، قالت المجلة إن "ماركو روبيو مألوف لأي شخص تابع مناقشات السياسة الخارجية الأميركية على مدى العقد الماضي".

وأوضحت أن "روبيو واحد من أكثر الشخصيات توقعا وتعبيرا عن النزعة الحربية في مجلس الشيوخ منذ انتخابه في عام 2010".

وأفادت بأن "روبيو كان مؤيدا للتدخل في ليبيا عام 2011، وانحاز باستمرار إلى جانب دعاة التدخل في السنوات التي تلت ذلك، وعارض كل محاولة لسحب القوات الأميركية من الحروب الخارجية".

وتابعت: "لقد كان المرشح المفضل لدى المحافظين الجدد والمتشددين عام 2016 بسبب آرائه في السياسة الخارجية بالمقام الأول".

"وأكثر من أي عضو آخر في مجلس الشيوخ، يعد روبيو من الصقور الأيديولوجيين وله سجل حافل بذلك".

ومن المثير للدهشة إلى حد ما أن روبيو أُخذ في الحسبان كنائب محتمل لترامب، وذلك بالنظر إلى انتقاداته للمرشح الجمهوري خلال الحملة الرئاسية لعام 2016 وهجمات الرئيس السابق عليه.

ولكن منذ ذلك الحين اكتسب روبيو نفوذا لدى ترامب، فخلال ولايته، أثمرت جهوده في تنمية هذا النفوذ عندما تمكن من دفع إدارة الرئيس الجمهوري السابق لتبني أجندة عدوانية للغاية لتغيير النظام في فنزويلا.

علاوة على ذلك، كانت حملة "الضغط الأقصى" التي شنها ترامب ضد حكومة الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، إلى حد كبير من بنات أفكار روبيو وحلفائه السياسيين في الكونغرس.

وترى المجلة أن "روبيو لو كان اختير نائبا للرئيس ترامب، فمن المرجح جدا أنه كان سيدفع سياسة الإدارة الأميركية في اتجاه أكثر تشددا".

وأضافت أن "اختيار روبيو كان من شأنه أن يثير غضب وحيرة العديد من أنصار ترامب، وسيكون بمثابة إشارة قوية على أن السياسة الخارجية لولايته الثانية قد تكون أكثر تهورا وتدميرا مما كانت عليه في الأولى".