قيادي بالجماعة الإسلامية: لبنان لن ينجر إلى التطبيع وحكومة سلام عمرها قصير (خاص)

"نظام البراميل المتفجرة والمكابس والمقابر الجماعية لم يقتصر ظلمه على سوريا؛ بل تعداه لينال لبنان"
أكد رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية بلبنان علي أبو ياسين، أن الشعب اللبناني ينتظر من رئيسه الجديد جوزاف عون تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي وعدم السماح له بالبقاء على الأراضي اللبنانية.
وأضاف أبو ياسين، في حوار مع "الاستقلال"، أن لبنان لن ينجر أبدا للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي؛ لأن ذلك يعني نهاية الدولة اللبنانية التي هي أصلا بلد صغير في مساحته ومتعدد في طوائفه ومذاهبه، ما يجعل العدو يطمع في أن يكون لبنان لقمة سائغة؛ ليستولي على أرضه وثرواته.
وفي 18 فبراير/ شباط 2025، انسحب الجيش الإسرائيلي من القرى والبلدات التي كان يحتلها جنوبي لبنان، باستثناء 5 نقاط إستراتيجية على طول الحدود، فيما قالت بيروت: إنها ستلجأ إلى مجلس الأمن لإجباره على الانسحاب الكامل.
ولفت أبو ياسين إلى أن استئثار الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) بوزارة المالية مخالف للدستور ولاتفاق الطائف ويكرس حالة الانهيار الاقتصادي في البلاد.
وأشار إلى أن رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي ربما قدّم الشاعر القرضاوي قربانا من أجل إعادة تكليفه بالحكومة ولكنه خسر رئاسة الحكومة وتم خداعه وجلب العار لحكومته بذلك.
عربيا، أوضح أن نظام بشار المخلوع تعدى ظلمه سوريا لينال كل لبنان؛ إلا أن سوريا الدولة المستقلّة المحرّرة من الظلم مصلحة محقّقة للبنان تتيح له استثمار موارده وثرواته من نفط وغاز بحرية تامة.
وأبو ياسين (50 عاما)، تربوي لبناني ويحمل ماجستير في الفيزياء النووية من جامعة بيروت العربية، وانتخب مسؤولا سياسيا للجماعة الإسلامية في البقاع وعضوا في المكتب السياسي منذ 2009، وعُيّن بعد الانتخابات النيابية في ربيع 2022 رئيسا للمكتب السياسي للجماعة.
وبرزت الجماعة الإسلامية في لبنان بشكل رسمي عام 1964، ومن أهم أهدافها تبليغ دعوة الإسلام إلى الناس نقية صافية متصلة بالعصر ومشكلاته، وبناء مجتمع جديد يكون الإسلام فيه هو الميزان في تصرفات الأفراد.

المشهد السياسي الداخلي
- ماذا ينتظر الشعب اللبناني من رئيسه الجديد جوزاف عون وحكومته التي يقودها نوّاف سلام؟
لا شك أن الشعب اللبناني ينتظر الكثير من رئيسه الذي طال انتظار رؤيته على كرسي الحكم الذي ظل شاغرا فترة ليست بالقصيرة؛ ولذا فالمطلوب من الرئيس جوزاف عون الذي تمتد ولايته 6 سنوات وحكومته وبشكل عاجل تحرير الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي وعدم السماح للعدو بالبقاء على التراب اللبناني.
هذا بالإضافة إلى تطلع اللبنانيين إلى تحرير ودائع الجماهير في المصارف اللبنانية، والعمل على النهوض الاقتصادي وذلك بتحويل الاقتصاد اللبناني إلى اقتصاد إنتاجي وعدم إبقائه في مربع الاقتصاد الريعي، ومحاربة الفساد والفاسدين وتفعيل برامج الإصلاح الإداري في البلاد.
كما يأمل الأحرار في لبنان أن يُقدِم الرئيس على تحرير المئات من المعتقلين المظلومين وراء جدران السجون اللبنانية منذ سنوات؛ لا سيما المعتقلين الإسلاميين الذين عانوا من ظلم نظام المخلوع بشار الأسد وأيضا إلغاء المحاكم الاستثنائية في لبنان ضد المدنيين.
وأعتقد أنه من الواضح أن عمر هذه الحكومة سيكون قصيرا؛ لأن ولايتها تنتهي عند الانتخابات النيابية في أيار 2026، أي أن عمرها سيكون سنة وشهرين إلا إذا حصل أي تطور جديد؛ في حين سيبقى الرئيس 6 سنوات هي عمر ولايته في المنصب قابلة للتجديد مرة واحدة.

- وما خريطة تشكيل الحكومة الجديدة؟ وما الوزن الحقيقي للمكوّن الشيعي فيها؟
لقد ظل تشكيل الحكومة مطلبا وطنيا بامتياز طال انتظاره، وحصل أخيرا ولكن حسب ما أرى التشكيل الحالي به اختلال كبير وهو ما تجلّى في عدة إشكاليات.
كان أولها هو استئثار الثنائي الشيعي بوزارة المالية بما يُعد مخالفا للدستور ولاتفاق الطائف الذي يرفض الحصرية والاستئثار.
خاصة أن هذا الاستئثار كان سببا مباشرا للانهيار الاقتصادي المريع، وبالتالي سيكون ثمّة صعوبة في الإصلاح الاقتصادي حاليا؛ لأن من يخرّب من الصعب عليه أن يُصلح ويبني..
يضاف إلى ما سبق نظام المحاصصة؛ حيث اعتمد الرئيس المكلّف مبدأ المحاصصة وتوزيع الوزراء على بعض القوى السياسية بشكل انتقائي، وغالبا هذه القوى مُجرّبة بمشاركتها في العديد من الحكومات السابقة وشريكة في انهيار الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد من قبل.
والإشكالية الثالثة في تشكيل الحكومة هو التمثيل السّني؛ حيث تجاوز الرئيس المكلف كل القوى والمرجعيات السنية وقام بتسمية الوزراء السّنة بنفسه.
في حين أعطى لغيره تسمية وزراء الطوائف الأخرى، ومن المعروف أن السنة في لبنان يصعب أن يختصرهم أو يتجاوزهم أو يحتكر تمثيلهم أحد.
- ما حجم نفوذ حزب الله في لبنان بعد توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار مع الحزب ؟
اتفاق وقف إطلاق النار وُقّع بين الكيان الإسرائيلي والدولة اللبنانية وكان عرّابه رئيس مجلس النواب ووافقت عليه الحكومة؛ فحزب الله وحركة أمل (الثنائي الشيعي) يحتكران كل التمثيل الشيعي في البرلمان وعندهم نواب في الطوائف الأخرى.
والكتلة البرلمانية لهما تمتلك 30 نائبا تحت قبة البرلمان اللبناني، كما يحتكرون التمثيل الوزاري للشيعة، وهذا الأمر لم يتغير بعد الحرب.
لكن الحزب خسر خسائر كبيرة خلال الحرب وثمة دمار هائل بحاجة لإعادة إعمار وهذا الأمر سيكون من أولويات الحزب في المراحل القادمة.

- وهل يستطيع الجيش اللبناني ملء الفراغ الذي تركه الحزب على الحدود مع الكيان الإسرائيلي؟
من المعلوم أن الجيش اللبناني يقوم بدور محوري في حماية التراب الوطني من المخاطر الخارجية؛ لا سيما اعتداءات العدوّ الإسرائيلي، لكنه يعاني من تداعيات الواقع اللبناني التي لا بد من معالجتها، وتتلخّص في عدة أمور أهمها تداعيات الأزمة الاقتصادية التي تسببت في تدني رواتب عناصر الجيش اللبناني.
إضافة إلى إشغال الجيش اللبناني بضبط الأمن الداخلي الذي هو من مهام قوى الشرطة والأمن الداخلي وليس الجيش المكلف بحماية حدود البلاد من الأعداء، فضلا عن عدم القدرة المالية للدولة اللبنانية لتزويد الجيش بالسلاح النوعي المكافئ للدفاع عن لبنان.
بسبب ما سبق، فإنه لا بد من سياسة دفاعية متكاملة لحماية الحدود اللبنانية من أي تهديدات خارجية، والجماعة الإسلامية لديها رؤية متكاملة لهذه السياسة الدفاعية.
- وما وجود الجماعة الإسلامية في لبنان جماهيريا وسياسيا في الوقت الراهن وأهم أنشطتها؟
الجماعة الإسلامية في لبنان حاضرة ومتجذّرة في طول المجتمع اللبناني وعرضه، وهي ممثّلة في البرلمان اللبناني، وممثّلة في العديد من النقابات.
ولها شبكة مؤسسات منتشرة في المناطق اللبنانية كافة، كما أدّت دورا طليعيا في الدفاع عن لبنان، واحتضان وإغاثة النازحين من قرى الجنوب والبقاع، ولديها الاستعداد التام للمشاركة بفعالية قوية في الاستحقاقات القادمة كافة.

- وما واقع ومستقبل النفوذ الفرنسي في لبنان مع الحكومة الجديدة؟
الفرنسي سيحاول أن يثبت لنفسه دورا في لبنان، لكنه سيكون تحت مظلة التدخل الأميركي، وكلاهما تدخّل سافر وانتهاك للسيادة اللبنانية؛ لأن هذه الدول هي دول داعمة وصديقة للعدو الإسرائيلي ولن تدعم أبدا المصالح اللبنانية على حساب المصالح الإسرائيلية، ولكنها تفعل العكس تماما.
الوضع الاقتصادي اللبناني
- ما إمكانية حصول لبنان على حقوقه البحرية في حقول النفط والغاز الطبيعي؟
في أعقاب توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع العدو الإسرائيلي، منحت الدولة اللبنانية ثلاث شركات كبيرة حق التنقيب عن البترول والغاز الطبيعي للاستكشاف، وهي: توتال الفرنسية، وإيني الإيطالية، وقطر للطاقة.
وكان من المتوقع في نهاية 2023 أن تنتهي المرحلة الأولى من الاستكشاف ويكون عند الحكومة اللبنانية تقرير مفصل حول الأعماق والكميات، وبُنيت آمال وردية على هذا الاستكشاف.
ولكن بعد أسبوعين من انطلاق حرب طوفان الأقصى أعلنت شركة توتال وقف الاستكشاف زاعمة أنه لا يوجد غاز في حقل قانا بعد حفر 3900 متر، علما بأن العدو الإسرائيلي يستخرج الغاز من حقل كاريش على بعد مئات الأمتار من حقل قانا!
وعليه بات واضحا أن تقرير شركة توتال كان تقريرا سياسيا وليس تقريرا فنيا، وأنه كتب في تل أبيب، والمؤسف أن الحكومة اللبنانية لم تعلّق ولم تتابع، لذلك هذا الأمر من الأمور المهمة التي يجب أن تكون على طاولة الحكومة الجديدة.

- ما ملامح الأزمة الاقتصادية وأسبابها في لبنان؟
الأزمة الاقتصادية في لبنان وراءها سببان مهمان وهما بمثابة فكي كماشة تخنق اقتصاد البلاد بشكل كبير.
أولهما الحصار المفروض على لبنان بإيعاز من الولايات المتحدة وطفله المدلل العدو الإسرائيلي حتى يتم تركيع الدولة اللبنانية؛ لتحقيق أهداف العدو في قضيتين رئيستين، وهما ترسيم الحدود البحرية والبرية بما يخدم الكيان الإسرائيلي.
وهو ما تم بالفعل، حيث تم ترسيم الحدود البحرية في 2023 لمصلحة العدو الإسرائيلي من جهة وإيران من جهة أخرى على حساب اللبنانيين؛ حيث سارع العدو الإسرائيلي إلى استخراج الغاز الطبيعي من حقل كاريش في نفس أسبوع توقيع الاتفاق؛ بينما زعمت شركة التنقيب الفرنسية عن الغاز "توتال" في حقل قانا اللبناني بأنه لا يوجد في الحقل غاز، أما إسرائيل وهي على بعد مئات الأمتار منه فقد استخرجت بالفعل ومازالت تستخرج الغاز الطبيعي حتى الآن.
كما أن الاحتلال وحلفاءه يريدون إعادة ترسيم الحدود البرية وفق رغبة وهوى العدو الإسرائيلي لتحقيق مصالحه على حساب الأمن القومي اللبناني أيضا، وهو ما لم يتم حتى الآن.
كما تسعى واشنطن وتل أبيب لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان؛ للقضاء على حق العودة وهو ما يتم طلبه من الساسة اللبنانيين بشكل واضح عبر مسؤولين غربيين من آنٍ لآخر وسط رفض لبناني رسمي وشعبي.
وموقف الجماعة الإسلامية واضح برفض هذه الأمور الثلاثة؛ حيث تم تسويق ترسيم الحدود البحرية على أنه إنجاز تاريخي ولكن لم تحقق لبنان منه حتى الآن شيئا بينما كسب العدو الإسرائيلي الكثير لا سيما حقل كاريش للغاز الطبيعي.
وتؤكد الجماعة على ثبات موقفها من إتاحة عودة الفلسطينيين إلى وطنهم فلسطين بطريقة آمنة رغما عن الاحتلال ورفض فكرة التهجير والوطن البديل للفلسطينيين.
- ولماذا برأيك تم تسليم الشاعر عبد الرحمن يوسف للإمارات؟ وهل للوضع الاقتصادي علاقة ؟ ولماذا لم تحاول الجماعة الإسلامية أو حزب الله إنقاذه؟
لقد ختمت حكومة ميقاتي عهدها بأن جلبت العار على لبنان بتسليمها الشاعر المعروف عبدالرحمن القرضاوي لأولاد زايد.
وهذه الحكومة ارتكبت خطأ فادحا بتوقيف وتسليم الشاعر القرضاوي؛ لأن لبنان هو واحة للحرية ويجب أن يبقى كذلك أي ليس فخًا لاصطياد الأحرار وأصحاب الرأي الحر.
ولكن للأسف الشديد، الجماعة الإسلامية ضغطت قانونيا وسياسيا من أجل إطلاق سراح الشاعر القرضاوي، ولكن رئيس الحكومة ربما كان يقدّم قرابين من أجل إعادة تكليفه رئيسا للحكومة، فقام بالإسراع بتسليمه، فكان ذلك وصمة عار على حكومته.

لبنان والتطبيع مع إسرائيل
- هل يمكن أن ينجر لبنان للتطبيع مع إسرائيل بعد تصريح ترامب بأن رئيس لبنان الجديد يمكن أن يقود إلى سلام مع جيرانه؟
لبنان لن ينجر ولن يذهب أبدا وقطعا للتطبيع مع العدو الإسرائيلي؛ لأن التطبيع مع هذا العدو تعني نهاية الدور اللبناني وربما نهاية الكيان اللبناني؛ لأن موضوع التطبيع ليس سهلا، وليس موضوعا سيمر مرور الكرام على لبنان؛ بل سيكون مواجها بحالة رفض كبيرة جدا من أكثر من شريحة لبنانية..
وكما هو معلوم أن لبنان بلد صغير في مساحته متعدد في طوائفه ومذاهبه، الأمر الذي جعل العدو الإسرائيلي يطمع في أن يكون لبنان لقمة سائغة؛ فهو يطمع في أرضه ويطمع في ثرواته..
لا شك أنه عندما يقول الرئيس الأميركي بأن مساحة الكيان الإسرائيلي هي مساحة صغيرة فهو يقصد في مكان ما بمشروع توسعي ويطمع في أن يكون لبنان أو جزء منه هدفا لتوسيع الكيان الإسرائيلي.
وبالتالي كان ما يخطط قبل حرب طوفان الأقصى أن يلعب الكيان الإسرائيلي الدور الذي كان يلعبه لبنان تاريخيا كونه جسرا بين الشرق والغرب، وموئلا للمال العربي، وجامعة ومستشفى للعرب.
كل هذه الأمور تدفع اللبنانيين للدفاع عن دور لبنان وللحفاظ على ذلك الدور ولحماية لبنان بأشكال متعددة من الدفاع، وبوسائل وطرق متعددة من الدفاع لذلك.
وهو ما يجعل موضوع التطبيع مع العدو الإسرائيلي غير مطروح أو وارد في أذهان عموم الشعب اللبناني حيث هناك حالة رفض كبيرة جدا، وحقيقية ومن أكثر من شريحة لبنانية؛ لأن التطبيع ببساطة معناه نهاية الوجود اللبناني ككيان دولة قائمة وليس إنهاء دوره فقط.

العلاقات العربية اللبنانية
- ما انعكاس سقوط بشار على العلاقات السورية اللبنانية؟
لا شك أن سقوط الطاغية بشار الأسد قاتل شعبه بالبراميل المتفجرة والكيماوي وغيرها من الوسائل الوحشية كان علامة خير وراحة وسعادة لكل السوريين واللبنانيين معا؛ حيث إن وجود الدولة السورية المستقلّة والمحرّرة من الظلم، هو أكبر فائدة بطريقة غير مباشرة وحقيقية لصالح لبنان..
كما أن أجواء الحرية هذه من جهة أخرى مصلحة كبيرة جدا للاقتصاد اللبناني تخدم استثمار موارده من نفط وغاز، وهو ما يحتاج إلى اتفاق مع القيادة السورية الجديدة من أجل ترسيم الحدود البحرية والمناطق الاقتصادية فيما بينهم..
أضف إلى هذا أن سوريا شكّل بوابة لبنان إلى العالم العربي التي يجب أن تبقى مفتوحة، وهذه الأمور وغيرها تحتّم على القيادة الجديدة في كلا البلدين لا سيما لبنان أن تحافظ على خلق علاقة مميزة مع السلطة السورية الجديدة تقوم على حسن الجوار والاستقلالية وعدم التبعية.
- هل يمكن أن تصبح العلاقة بين لبنان والنظام السوري الجديد علاقة جوار حقيقي بعد تراجع نفوذ إيران وحزب الله؟
كما هو معلوم أن نظام البراميل المتفجرة والمكابس والمقابر الجماعية لم يقتصر ظلمه على سوريا؛ بل تعداه لينال لبنان كل لبنان.
فلقد تدخّل نظام بشار البائد في تفاصيل التفاصيل في الشؤون كافة، السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية، وشارك وحمى الفساد في بلادنا، وظلم وسجن واغتال قيادات لبنانية كثيرة، وما زال لبنان يدفع ثمن هذا التدخّل حتى هذا اليوم.
وبما أن لبنان عربي الثقافة والهوية لا بدّ من علاقات نديّة ومميزة مع العمق العربي، خاصة الدولة السورية الشقيقة ويجب أن تسعى الحكومة اللبنانية لتمتين العلاقة مع القيادة السورية الجديدة.

- وما حجم نفوذ السعودية مع الحكومة الجديدة؟
بات واضحا للعيان أن المملكة العربية السعودية بذلت جهودا كبيرة جدا في إتمام الاستحقاقات، من انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس للحكومة، وتشكيل الحكومة؛ بغية أن تساعد لبنان في حلّ أزماته المستعصية.
- وهل ستملأ المملكة الفراغ الذي تركته إيران بعد ضربات إسرائيل الموجعة لحزب الله؟
المملكة العربية السعودية تلعب دورا أساسيا في دعم لبنان منذ القدم، وقد تكون أبرز الدول الداعمة للبنان من خلال دعم اقتصاده عبر الهبات والقروض.
أو عبر المشاركة في المؤتمرات الدولية التي كانت تعقد لتوفير الدعم للبنان، أو عبر استقبالها لعشرات الآلاف من المغتربين اللبنانيين، وكلّ هذه الأمور لم تقم بها الدول غير العربية؛ لذلك فتمتين علاقة لبنان بالمملكة أمر جدّ مهم وهي لا تنازع أي دولة أخرى في هذا الشأن.