انفجار العاصمة.. لماذا يعمل نظام الملالي على تقسيم طهران إلى 3 محافظات؟

6 months ago

12

طباعة

مشاركة

في ظل فساد وإهمال حكومي مستمر لعقود، تحولت العاصمة الإيرانية طهران، إلى مدينة تشتهر بأزمتها المرورية ومساكنها العشوائية، على مرأى ومسمع من نظام الملالي.

وفي هذا الصدد، تستعرض وكالة إيرانية قرارا مرتقبا من الحكومة بشأن تقسيم محافظة طهران إلى ثلاث محافظات، وبحثت النتائج والتبعات الاقتصادية والاجتماعية لقرار التقسيم.

تقسيم وشيك

وبدأت وكالة أنباء الطلبة "إسنا" تقريرها حول قرار التقسيم، بالإشارة إلى تصريحات وزير الداخلية أحمد وحيدي، التي تؤكد أن مسألة تقسيم طهران قيد النظر من قبل الحكومة وتحتاج بالطبع إلى موافقة البرلمان.

ونقلت الوكالة عن عدد من المسؤولين، لم تسمهم أنه من المتوقع أن تنقسم العاصمة الإيرانية طهران إلى ثلاث محافظات. 

فبالإضافة إلى العاصمة، سيكون هناك منطقة شرق طهران المتمركزة في "ورامين"، ومنطقة غرب طهران الواقعة في "شهريار"، بحيث يكون لكل منهما تنظيم وهيكل سياسي خاص.

وبحسب، عالم الاجتماع حسين إيماني جاجرمي، تواجه إيران منذ حوالي 20 عاما ظاهرة تسمى "المدن الكبرى". 

فطهران أصبحت مدينة ضخمة موحدة تعمل جميعها معا في المناطق المحيطة المرتبطة بالمدينة الكبرى، وأنشئت العديد من الورش والصناعات وتوفير الخدمات السكنية وورش العمل للعاصمة

ويوضح الخبير أهمية العاصمة، قائلا: "علينا أن نقبل أنه لو لم تكن هناك طهران، لبقيت (كرج) نفس المدينة الصيفية الصغيرة، وربما لم تكن (إسلام شهر) موجودة على الإطلاق، فإذا كانت هذه المدن قد نمت، فذلك بسبب وجود طهران".

توزيع العبء

ويبدو أن الخطة المنشودة تواجه بعض التحديات، حيث قال حسين إيماني جارجرمي: “قبل تنفيذ أي خطة للفصل، ينبغي اتخاذ تدابير خبراء فعالة ودقيقة فيما يتعلق بالخدمات المتبادلة والترسيم المشترك بين هذه المراكز معا”.

وعلى الرغم من أن النماذج العالمية تشير إلى أن العديد من الدول انتقلت إلى إدارة موحدة في هذه القضايا، فإنه من المعروف أن العديد من المؤسسات مترابطة وفصلها قد يجعل إدارة الشؤون أكثر صعوبة.

وأكد الخبير أن طهران ذات أهمية كبرى، فهي لها جوانب سياسية واقتصادية واجتماعية وحتى أمنية مختلفة.

فبالرغم من أن 15 بالمئة من سكان البلاد يعيشون في طهران، إلا أن حوالي 26 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد يعود إليهم.

أي أن طهران مدينة ذات قيمة مضافة عالية ولا ينبغي إضعافها، لكن لا شك أنه يجب علينا حل المشاكل، وهذا أمر مفهوم.

ومن وجهة نظر جارجمي، فإن المراكز المحيطة بالعاصمة لم تمر بعملية التطوير بقدر طهران.

ويرى أن حل تلك المعضلة يكمن في إنشاء مؤسسات مشتركة مثل مجلس طهران الإقليمي أو بلدية مناطق طهران، وما إلى ذلك، حيث يتم دمج جميع الأماكن المحيطة بطهران، مما سيكون له مصلحة كبيرة لهذه المناطق، وأيضا لطهران.

وشدد الخبير على أن إنشاء العقارات التجارية هو أحد أساليب الإدارة الإقليمية". وأضاف: "تتمتع طهران بالعديد من الفرص الاقتصادية التي يمكننا استخدامها لتطوير المناطق الأقل نموا، إحداها العقارات التجارية.

ويستشهد التقرير بحالات مشابهة في العديد من دول العالم، قائلا: نرى في جميع أنحاء العالم أن هذه المراكز تُقام في ضواحي المدن، ونلاحظ أيضا أن مراكز كهذه قد أنشئت في السنوات الأخيرة في المدن المحيطة بطهران.

ويوضح أن تطبيق ذلك الحل يمكن أن يساعد في تطوير هذه المناطق، بما في ذلك تلك التي تم إنشاؤها حول طهران، وبذلك يمكننا حل العديد من القضايا على المستوى الإقليمي، مما يسمح للمناطق المحيطة بالدخول في مسار النمو والتطور والاستفادة من فوائد كونها قريبة من مدينة كبيرة.

مشاكل المواطنين 

كذلك يطالب عالم الاجتماع بإعطاء المزيد من الاهتمام لمناطق محددة في طهران، حيث أكد على ضرورة "إعطاء سكان هذه المناطق حقهم".

وبالرغم من أن تلك المناطق لم تحظ بنفس نصيب العاصمة من التنمية، إلا أنها واقعيا حلت العديد من مشاكل طهران على أكمل وجه، وفق التقرير.

ويوضح الخبير هذا الأمر قائلا: "تحولت هذه المناطق إلى حد كبير إلى أماكن للعمل والسكن في طهران، لكن كان ذلك على حساب بيئتها التي تعرضت للتضحيات وأُصيبت بأضرار".

غير أن هذه المناطق في المقابل تعاني من إهمال حكومي، حيث تم التخلي عن مساحات واسعة فيها دون أي إدارة، أو لم تحظ باهتمام كاف لوقوعها على هامش المدينة، ولم تُطرح قضاياها على المستوى الوطني.

ويشير إلى أن "بلدياتها ومجالسها واجهت صعوبات كبيرة، على الرغم من أن بعضها، مثل (ري)، أقدم من طهران نفسها".

ووفقا للتقرير، يستمد مؤيدو تقسيم العاصمة دوافعهم من التجربة الناجحة التي تحققت مع تحويل منطقة "كرج" شمال غرب إيران إلى محافظة، وتشكيل "محافظة البرز".

ويعتقد أنصار هذا الطرح "أن إنشاء محافظتين غربية وشرقية في طهران يمكن أن يخفف من الأعباء الاقتصادية والاجتماعية الملقاة على عاتقها".

وتهدف فكرة التقسيم، وفقا لمؤيديها، إلى تحسين جودة حياة المواطن، عبر أسلوب إدارة لامركزية في صنع القرار لتسريع تقديم الخدمات للأفراد، وتسريع الإجراءات الإدارية وتقليل البيروقراطية، وتخصيص الموارد المالية واستخدامها لتطوير كل مدينة.

من جانبه، أكد وزير الداخلية الإيراني هذا الطرح، قائلا: "في بعض مدن محافظة طهران، الوضع جيد، بينما في مدن أخرى الوضع غير مناسب. لذلك، يتم طرح تقسيم طهران منذ فترة".

ووفقا لوزير الداخلية، سيتم إنشاء محافظتين غربية وشرقية في طهران بهدف تحسين رعاية المدن الأقل.

الكلمات المفتاحية