التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة بالعراق وسوريا.. ما مستقبله بعد 2026؟
تعثر مشروع حزب العمال الكردستاني الموسع في سوريا والعراق
تحدثت صحيفة تركية عن مستقبل التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا، الذي اختفى أخيرا من عناوين وسائل الإعلام.
وتطرقت صحيفة يني شفق في مقال للكاتب التركي "يحيى بوستان" إلى زيارة قائد التحالف الدولي العقيد كيفن ليهي، إلى أربيل في أغسطس/آب 2024.
وبحسب مصدر يعمل في مجال الأمن نقلت عنه الصحيفة، فإن "الزيارة تتعلق بالبحث عن إعادة تمركز القوات التي ستغادر العراق في كردستان".
وأصدرت الولايات المتحدة والعراق بياناً مشتركا أعلنا فيه أن مهمة التحالف الدولي في العراق ستنتهي في سبتمبر/أيلول 2025.
وشاركت وكالة رويترز البريطانية تفاصيل مفادها أنه "من المتوقع أن تستمر القوات الأميركية في شمال العراق".
واستدرك الكاتب التركي: هناك العديد من الأسئلة التي تنتظر الإجابة: أولا، كم عدد الجنود الأميركيين الذين سيبقون في شمال العراق؟
ثانيا، كيف سينعكس هذا التطور على سوريا، وما هو مصير وجود التحالف في البلاد؟
ثالثا، كانت الولايات المتحدة تستمر في علاقتها مع تنظيم حزب العمال الكردستاني (بي كا كا) في إطار هذا التحالف، فإلى أين ستتجه العلاقة بينهما؟
رابعا، هل سينتهي وجود التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، أم تم تحديد هدف جديد؟
ويوضح الكاتب أنه لم يكن سرا أن الولايات المتحدة تريد التركيز على الصين. ولكن ما هي الوجهة الجديدة؟
تغيير الهيكل
وقال: “في عام 2014، جرى تشكيل التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة بقيادة الولايات المتحدة وبمشاركة أكثر من 30 دولة للعمل في العراق وسوريا”.
ولكن يتوقع أن يتغير هيكل هذا التحالف في المرحلة المغلقة، فالولايات المتحدة ستغلق مهمتها في العراق.
كما ستسحب دول التحالف قواتها من العراق بحلول سبتمبر 2025. ومع ذلك فإن الولايات المتحدة تريد الحفاظ على وجودها العسكري في شمال العراق.
ولذلك، يعتقد الكاتب أن العمليات ضد فلول التنظيم قد تستمر من الأراضي العراقية باتجاه سوريا حتى سبتمبر 2026.
وأضاف: من المعروف منذ عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة كانت تخطط لتقليص وجودها في سوريا أو حتى الانسحاب من المنطقة للتركيز على الصين.
وإذا كانت الولايات المتحدة ستقلل وجودها في المنطقة أو ستنسحب منها، فستحتاج إلى ترك هيكل يضمن أمن إسرائيل، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني (مصنف إرهابيا في تركيا ودول عدة).
وأشار الكاتب التركي إلى وجود ركائز أساسية لهذا الهيكل منها دمج وجود تنظيم حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا والعراق، ومنح بافل طالباني (زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني) دوراً محورياً في هذه اللعبة.
ذراع إسرائيل
وعلى الرغم من مخططات كل من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي وإسرائيل، إلّا أنها لم تتحقق على أرض الواقع.
فقد تعثر مشروع حزب العمال الكردستاني الموسع في سوريا والعراق -حتى الآن- بفضل العمليات الشاملة للقوات المسلحة التركية والعلاقات القوية التي أقامتها الدبلوماسية التركية مع بغداد.
ثانياً، لم تتحقق محاولة تنظيم حزب العمال الكردستاني لإجراء انتخابات محلية مزعومة (شمال شرق سوريا) بسبب ضغط أنقرة وتقدير واشنطن أنها "غير مناسبة في الوقت الحالي".
ثالثا، تحول الإبادة الجماعية في غزة إلى توتر بين إسرائيل وإيران. ولذلك بدلا من الانسحاب بدأت الولايات المتحدة في تعزيز وجودها في المنطقة.
ورأى الكاتب أن هذه التطورات الثلاثة أوجدت حالة من عدم اليقين بشأن الخطط المستقبلية للولايات المتحدة.
وتابع: على الرغم من كل هذه التطورات وحالة عدم اليقين، تواصل الولايات المتحدة في الخلفية عمليات "إعادة التمركز" والمفاوضات.
وواصل القول: “نفهم هذا من البيان المشترك مع العراق بشأن الانسحاب، إذن ماذا سيحدث بعد ذلك؟”
الهدف الجديد
وأردف الكاتب التركي أنه ليس لدى الولايات المتحدة نية لتفكيك التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة لأنه يمنع الاتهامات تجاه واشنطن بالتدخل الأحادي.
ويعتقد هنا أن واشنطن تريد استخدام هذا التحالف في مناطق أخرى من العالم، من بينها إفريقيا وأفغانستان لأن هناك توتراً كبيراً وعالميا.
ففي إفريقيا، يجرى طرد الولايات المتحدة وفرنسا من بعض الدول مثل مالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو، إلخ، وتحل روسيا محلهم.
ويقول إنه في هذا الوقت بالذات ظهر إرهاب تنظيم الدولة في هذه الدول وتسبب بقتلى في دول مثل بوركينا فاسو ومالي.
وكالعادة تظهر الهجمات الإرهابية أولا، ثم يأتي التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إلى هناك. لقد رأينا هذا الفيلم من قبل، وفق الكاتب.
ثالثا، إذا جرى تكليف التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة بمهمة جديدة في قارة أخرى، فما هو مصير حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا؟
وقال نوح يلماز نائب وزير الخارجية التركي من الولايات المتحدة بعد اجتماع التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة: “إن الاعتماد على حزب العمال الكردستاني في مكافحة داعش خطأ، فلا يتم إزالة الشوكة التي تخترق القدم بإبرة العقرب".
وذكر أنه "إذا كان هناك وجود لتنظيم الدولة في سوريا، فيجب مكافحة ذلك بالشركاء الشرعيين وليس بالشركاء في الجريمة".
وختم الكاتب مقاله قائلا: وضعت أنقرة ملفاتها مهمة أمام واشنطن في هذا الصدد، إلى درجة تحديد قنوات تحويل الأموال إلى تنظيم الدولة.
وبحسب تركيا، على الولايات المتحدة أن تقطع علاقتها مع كل من التنظيمين الإرهابيين لتسهيل مناقشة القضايا الأخرى.