مبادئ أربعة تعمل عليها الصين لتعزيز "عملية السلام" في الشرق الأوسط.. ما هي؟
في إطار الجولة الراهنة من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني التي بدأت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تذكر صحيفة "سوهو" أن الصين حافظت على اتصالات وثيقة مع الأطراف المعنية.
كما أنها شاركت بنشاط في مشاورات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وبذلت قصارى جهدها لتعزيز السلام والمحادثات لتهدئة الوضع.
ولـ"تعزيز عملية السلام في الشرق الأوسط"، تسرد الصحيفة الصينية الحكومية أربعة مبادئ رئيسة ادعت أن بكين تتبعها هذه الفترة في مساعيها لتكون "دولة كبرى مسؤولة"، في وقت تواصل فيه أميركا دعمها غير المحدود لإسرائيل.
"على حافة الهاوية"
وتستهل الصحيفة تقريرها بما ورد في بيان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أخيرا، والذي قال فيه: "الشرق الأوسط على حافة الهاوية".
وذكرت أن دعوات المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب تزداد قوة، وذلك بعد أن أسفرت الجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عن مقتل ما يزيد عن 11 ألف فلسطيني.
بدورها، تحث الصين جميع الأطراف المعنية، وخاصة إسرائيل، على الحفاظ على أقصى قدر من الهدوء وضبط النفس، والتنفيذ الجاد لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في 27 أكتوبر 2023.
إلى جانب الوقف الفوري لإطلاق النار وإنهاء الحرب، وبذل كل جهد لحماية المدنيين، وفتح قنوات الإغاثة الإنسانية في أقرب وقت ممكن، وتجنب وقوع كارثة إنسانية أكبر.
وأردفت: منذ اندلاع هذه الجولة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حافظت الصين على اتصالات وثيقة مع الأطراف المعنية، وشاركت بنشاط في مشاورات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وبذلت قصارى جهدها لتعزيز السلام والمحادثات لتهدئة الوضع.
وزعمت أن "المجتمع الدولي، وخاصة غالبية الدول العربية، يشيد بموقف الصين العادل ودورها كدولة كبرى مسؤولة".
وأشادت الصحيفة بالمنطق الصيني في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؛ ابتداء من الدعوة إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، إلى تعزيز الحل السياسي من خلال الحوار، إلى التأكيد مرارا وتكرارا على أن الحل الأساسي للقضية الفلسطينية الإسرائيلية يكمن في تنفيذ "حل الدولتين".
وادعت أن المنظور الصيني لحل الصراع يعتمد على 4 مبادئ رئيسة؛ الإنسانية، والتسوية السياسية، والتعددية، وحل الدولتين.
مبدأ الإنسانية
وقالت الصحيفة الحكومية إن "الإنسانية هي القيمة التي تلتزم بها الصين دائما".
حيث تعد بكين حماية المدنيين في النزاعات المسلحة خطا أحمر ينص عليه القانون الدولي الإنساني.
وبحسب الصحيفة، يُعد الاستخدام العشوائي للقوة أمرا غير مقبول بالنسبة للحكومة الصينية. ولذلك، صرحت مرارا وتكرارا بأنها ضد استهداف المدنيين الفلسطينيين أو الإسرائيليين.
ومن أجل تخفيف الوضع الإنساني في غزة، توضح الصحيفة أن الصين قدمت مساعدات نقدية إنسانية طارئة إلى السلطة الفلسطينية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط.
فضلا عن الغذاء والدواء وغيرها من المساعدات المادية الإنسانية الطارئة.
مبدأ التسوية السياسية
أما المبدأ الثاني، وفقا للصحيفة، فهو ضرورة التسوية السياسية.
إذ تقول: "وإيمانا منها بأنه المخرج الوحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تعتقد الصين أنه طالما يُجرى حوار ومفاوضات بروح الاحترام المتبادل -بغض النظر عن مدى تعقيد المشكلة- سيتوصل الطرفان إلى حل مقبول لا محالة".
في هذا الصدد، تشير الصحيفة إلى أنه "في الشرق الأوسط، تتشابك الصراعات الدينية والعرقية والتاريخية والعديد من الجوانب الأخرى بشكل عميق".
وتحذر من أن "الحرب لا يمكنها أن ترسي النظام في الشرق الأوسط، بل إن المنطقة تصبح عديمة الاستقرار أكثر فأكثر".
ولكن في نفس الوقت، تتساءل "سوهو": "هل تستطيع التسوية السياسية حل المخاوف الأمنية المشروعة بشكل كامل لجميع الأطراف؟".
وبهذا الشأن، تقول الصحيفة إنه "من الصعب التنبؤ بموعد انتهاء هذا الصراع، لكن الشيء الوحيد المؤكد هو أن الحل يكمن على المستوى السياسي، وليس المستوى العسكري".
وبوصفها الرئيس الدوري لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، تعتزم الصين تعزيز التنسيق مع الأطراف كافة -وخاصة الدول العربية- وبذل جهود حثيثة لتهدئة الصراعات، وفق الصحيفة.
مبدأ التعددية
كذلك تدعي الصحيفة أن الصين تتبنى مبدأ التعددية بشكل أساسي في تعزيز جهود وقف تصعيد الحرب.
وتبرهن ذلك بأنه "خلال الأيام القليلة الأخيرة، زار تشاي جون، المبعوث الخاص للحكومة الصينية للشرق الأوسط، مصر وقطر والإمارات والسعودية والأردن ودولا أخرى".
كما أنه حضر قمة القاهرة للسلام بشأن القضية الفلسطينية، واجتمع مع عدد من المسؤولين.
إضافة إلى ذلك، دعا تشاي جون والأمين العام لجامعة الدول العربية والمفوض الرئيس لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط إلى "وقف إطلاق النار وتجنب توسيع الصراعات وتهيئة الظروف لاستئناف عملية السلام".
وفي 27 أكتوبر 2023، وبوصفها إحدى الدول الراعية لمشروع القرار العربي، "صوتت الصين بقوة لصالح عقد جلسة استثنائية طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة، تدعو إلى هدنة إنسانية بين فلسطين وإسرائيل".
وفي هذا الإطار، تؤكد الصحيفة أن "موقف الصين العادل يرتكز على الحقائق والقانون والضمير والعدالة".
مبدأ "حل الدولتين"
ولتعزيز عملية السلام في الشرق الأوسط، تتبع الصين -حسب "سوهو"- موقفا ثابتا منذ زمن طويل، يتلخص في معالجة الأعراض والأسباب الجذرية.
وفي هذا الصدد، توضح الصحيفة أن "بكين لا ينبغي عليها تعزيز وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن على أساس الوضع الحالي فحسب، بل يجب عليها أيضا أن تتبنى وجهة نظر طويلة المدى".
وتابعت: "ولذلك، تؤمن الصين دائما بأن الحل الجذري للقضية الفلسطينية يكمن في حل الدولتين، أي إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
وتستند الصين، من وجهة نظر الصحيفة، في رأيها هذا على حقيقة أن "القضية الفلسطينية هي جوهر قضايا الشرق الأوسط، والقضية الفلسطينية وعملية السلام في المنطقة تؤثران على بعضهما بعضا".
وأردفت الصحيفة: "وفي الوقت الذي تعمل فيه الصين على تعزيز السلام بين فلسطين وإسرائيل، عملت الصين جاهدة على تعزيز السلام والتنمية في المنطقة من جوانب أخرى كذلك".
ففي مارس/ آذار 2023، وبوساطة الصين، استأنفت المملكة العربية السعودية وإيران العلاقات الدبلوماسية بعد انقطاع دام لسنوات.
إضافة إلى ذلك، تذكر "سوهو" أن بكين طرحت مبادرة النقاط الخمس لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط عام 2021.
كما أنها اقترحت مبادرة النقاط الأربع للتسوية السياسية للقضية السورية، إضافة إلى نهج النقاط الثلاث لتنفيذ "حل الدولتين" بين فلسطين وإسرائيل.
وفي الختام، تؤكد الصحيفة الصينية أن "الطريق إلى السلام في الشرق الأوسط طويل"، مشددة أن "الصين رغم ذلك ستقف دائما إلى جانب السلام والعدالة في الشرق الأوسط".
واختتمت بالقول: "من خلال الجهود المشتركة للمجتمع الدولي، تؤمن الصين أن الشرق الأوسط، بما في ذلك فلسطين وإسرائيل، سيحقق في نهاية المطاف السلام والاستقرار والتنمية".