رحلة البحث عن بديل.. لمن يصوت الإسرائيليون في انتخابات "ما بعد الحرب"؟

10 months ago

12

طباعة

مشاركة

أظهر استطلاع رأي حديث أن أكثر من ثلثي الإسرائيليين يريد إجراء انتخابات عامة بمجرد انتهاء "الحرب التي تشنها إسرائيل" ضد قطاع غزة المُحاصَر.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلّف العدوان الإسرائيلي على غزة، أكثر من 26 ألف شهيد وما يزيد على 65 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء.

كما تسبب العدوان في دمار مادي هائل ونزوح نحو 1.9 مليون فلسطيني، أي أكثر من 85 بالمئة من السكان، وفقا للأمم المتحدة.

رفض التصويت

وأجرى "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية (IDI)" استطلاعا للرأي، في ديسمبر/كانون الأول 2023، استعرض فيه آراء أكثر من 600 فرد، بعضهم من العرب الذين يعيشون في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

ويعتقد أكثر من ثلثي المشاركين في الاستطلاع أنه ينبغي إجراء انتخابات في "إسرائيل" بمجرد انتهاء الحرب الحالية بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفق تعبيره.

وبشكل أكثر تحديدا، فقد أعرب 66 بالمئة من المستطلعين اليهود و84 بالمئة من المستطلعين العرب عن هذا الرأي.

وأوضح الاستطلاع أن العديد من الشباب الإسرائيليين لا يفضّل الخيارات المتاحة على الساحة السياسية، ويأملون في بروز أحزاب جديدة.

وفي أعقاب هذا الاستطلاع، أجرى موقع "ذا ميديا لاين" الأميركي مقابلات مع شباب من المستوطنين الإسرائيليين وعرب 1948، للوصول إلى فهم أفضل لوجهات نظرهم حول الانتخابات المحتملة والمسار المستقبلي لدولة الاحتلال.
 

وبدورها، قالت أستاذة العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس، غايل تالشير، إنه "لن يكون مستغربا إذا امتنع الشباب تماما عن التصويت، كرد فعل على تعامل الحكومة مع الحرب".

وترى "تالشير" أن هناك أمرين مثيرين للاهتمام. أولهما هو عدد الذين سيرفضون التصويت بتاتا بعد هذه الأزمة المستفحلة، أولئك الذين قالوا في الاستطلاع: "ليس لدينا أدنى حد من الثقة في الحكومة ولن نصوت". وترى "تالشير" أن هذا قد يكون رد فعل متطرف من قِبل الشباب.

أما الأمر الثاني فهو أن الكثير من الفئات الأصغر سنا، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و28 عاما، صوتت بأعداد كبيرة لصالح اليمين المتطرف في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

وتحدث الموقع الأميركي إلى "صموئيل"، وهو إسرائيلي يبلغ من العمر 24 عاما، ويدرس في الجامعة العبرية بالقدس.

وقال "صموئيل" إنه سيصوت لعضو الكنيست المعارض، وزير الجيش الأسبق، أفيغدور ليبرمان، وحزبه "إسرائيل بيتنا"، بدلا من رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو، وحزبه "الليكود".

وأضاف: سأصوت بالتأكيد في الانتخابات المقبلة، ولكن لحزب أكثر ليبرالية وغير فاسد، لذلك قد أصوت لـ"إسرائيل بيتنا"، وليس لحزب الليكود.

واستطرد: "لا أعتقد أن الحكومة الحالية شرعية، ونحن بحاجة لاستبدالها، ويجب أن تُجرى انتخابات بعد الحرب".

البحث عن بديل

ووجد استطلاع "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" أن أكثر من نصف المستطلعين، 57 بالمئة، قالوا إنهم إما سيصوتون لنفس الحزب كما في الانتخابات السابقة أو لحزب مختلف ضمن نفس الكتلة السياسية.

بينما قال عدد قليل فقط من الناخبين لمعظم الأحزاب إنهم سيصوتون لكتلة مختلفة تماما، حسب نتائج الاستطلاع.

ومع ذلك، فإن نسبة ناخبي الليكود الذين قالوا إنهم سيصوتون لكتلة سياسية مختلفة تماما تضاعفت تقريبا، من 8.5 إلى 16 بالمئة.

وقال دانيال، وهو إسرائيلي يبلغ من العمر 26 عاما ويدرس في جامعة تل أبيب، إنه لا يعرف لمن قد يصوت، لكنه يأمل في ظهور حزب مختلف.


 

وأردف: "لا أعرف لمن سأصوت، ومع ذلك، لم أدعم الحكومة الحالية مطلقا حتى قبل الحرب، ولا أعتقد أنها ستتغير أبدا، ولا حتى بعد 15 عاما من الآن"، مؤكدا أنه لا يعدها ديمقراطية.

علاوة على ذلك، أوضح نحو 28 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع أنهم لم يقرروا بعد لمن سيصوتون، بينما قالت نسبة صغيرة إنهم لا ينوون التصويت على الإطلاق.

بدورها، قالت مادلين، وهي طالبة في جامعة تل أبيب تبلغ من العمر 24 عاما وهاجرت إلى "إسرائيل" قبل سبع سنوات، إنها ستصوت على الأرجح لنتنياهو.

وتابعت: أنا لا أثق بأحد أكثر مما أثق بـ"بيبي" (الاسم الذي يشتهر به نتنياهو في الأوساط الإسرائيلية).

واستدركت: "في الوقت نفسه أنا لا أثق به كثيرا، لذلك فأنا لا أصوّت له لشخصه، بل لأني لا أرى حاليا مَن هو أفضل منه"، بحسب اعتقادها.

ثغرة أمنية

وتعتقد أستاذة العلوم السياسية "تالشير" أن رد فعل الإسرائيليين ضد الحكومة يرجع إلى حد كبير إلى الثغرة الأمنية الهائلة التي حدثت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأكدت أن "السابع من أكتوبر هو أحد أكبر الأزمات التي مرت بها إسرائيل على الإطلاق".

"لذلك، لا يقتصر الأمر على خطة الإصلاح القضائي الذي قادتها هذه الحكومة فحسب، بل يتعلق أيضا بهذه الأزمة العسكرية والأمنية"، وفق تالشير.

وكانت حكومة نتنياهو، عقب تشكيلها في 29 ديسمبر 2022، قد قدمت قوانين "الإصلاح القضائي"، التي تحد من سلطات المحكمة العليا الإسرائيلية.

وخرج عشرات الآلاف من الإسرائيليين للتظاهر، ويرون أن هذه الخطة عبارة عن "انقلاب سلطوي" يمثل نهاية للديمقراطية.

وقالت "تالشير": "لا أفهم كيف يتوقع أحد أن تحصل حكومة نتنياهو على أصوات، في ظل وجود تلك الأزمات المستفحلة".

ومن جانبها، قالت نادية، وهي شابة من عرب 1948، تبلغ من العمر 22 عاما وتدرس في جامعة حيفا، إنها لا تخطط للتصويت في الانتخابات المقبلة.

وأكدت أن "كل الأحزاب السياسية الإسرائيلية لا تتوافق مع معتقداتها، وأنها فشلت في تعزيز المساواة لكلا الجانبين (العربي واليهودي)".

واستطردت: "قبل الحرب، لم أصوت لأي حزب؛ لأنني لم أشعر أن أيا منها يتوافق مع معتقداتي، والآن لا أثق في الحكومة ولا أخطط للتصويت".

وأوضح "ذا ميديا لاين" أن عرب 1948 يحظون بمعدل مرتفع تاريخيا من مقاطعة الانتخابات الإسرائيلية. وذكر أن أحد الشواغل الرئيسة لهم هو التحدي المتمثل في عدم وجود سياسيين يدافعون بجِد عن مصالحهم.

وأضاف أن عرب 1948 يرون أن عددا محدودا فقط من السياسيين يفعلون ذلك، ومنهم رئيس الحركة العربية للتغيير، أحمد الطيبي، ورئيس حزب "البلد"، سامي أبو شحادة.