بعد صعود حزب العمال.. هل تتغير سياسة بريطانيا تجاه إيران؟

4 months ago

12

طباعة

مشاركة

أثار صعود حزب العمال البريطاني في الانتخابات البرلمانية التي جرت أخيرا في المملكة المتحدة، تساؤلات في الداخل الإيراني، حول طبيعة العلاقة المرتقبة بين الحكومة البريطانية الجديدة وبين إيران.

ويرصد مقال نشره موقع "ألف" الإخباري التحليلي الإيراني أبرز التغيرات المتوقعة في إدارة ثلاثة ملفات رئيسة، وعلى رأس تلك القضايا، الملف النووي الإيراني، يليه ملف التعاون الإقليمي بين لندن وتل أبيب ضد إيران و"محور المقاومة"، وأخيرا قضايا حقوق الإنسان في الداخل الإيراني.

أكثر عدوانية

يتحدث المقال، في بدايته، عن التغيرات التي طرأت على الداخل البريطاني، حيث "شهدت إنجلترا أخيرا إجراء انتخابات برلمانية، تمكن فيها حزب العمال من هزيمة حزب المحافظين بعد أكثر من عقد من الزمن على توليهم المسؤولية، وأصبح حزب العمال مسؤولا عن تشكيل الحكومة في إنجلترا". 

إذ "تولى كير ستارمر، زعيم حزب العمال، رئاسة الوزراء، مع حكومة ستكون بالطبع من حزب العمال".

وأرجع الموقع أسباب نجاح حزب العمال في هزيمة حزب المحافظين، حسب رأي العديد من الخبراء، إلى "تصاعد حالة عدم الرضا في إنجلترا عن أداء المحافظين، والحكومات التي انبثقت عنه في مواجهة قضايا مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست - Brexit)، وملف إدارة جائحة كورونا".

وتابع المقال: "كما ألقت التحديات الاقتصادية المتزايدة في إنجلترا، والخلافات الداخلية المتصاعدة في حزب المحافظين، إلى تفاقم الأمور سوءا، مما أدى في نهاية المطاف إلى هزيمة الحزب أمام حزب العمال".

في الوقت ذاته، يشير المقال إلى أن "العديد من المراقبين والمحللين، رغم إدراكهم ثبات واستقرار السياسة الخارجية للحكومة البريطانية في بعض القضايا، إلا أنهم يتوقعون أنها يمكن أن تشهد بعض التغييرات، في بعض الملفات مثل القضايا المتعلقة بإيران".

ويرجح الموقع "تبني حكومة كير ستارمر مواقف أكثر عدوانية تجاه إيران، مقارنة بالحكومة المحافظة السابقة في إنجلترا".

تصعيد مرتقب 

وتتجلى هذه التغيرات المرتقبة في 3 ملفات أشار إليها المقال؛ على رأس تلك القضايا الملف النووي الإيراني. 

ففي السنوات الماضية، أعرب حزب العمال البريطاني مرارا وتكرارا عن قلقه بشأن البرنامج النووي الإيراني، وأكد على ضرورة إغلاق هذا البرنامج.

وهو ما دفع بعض المراقبين والمحللين إلى الاعتقاد بأنه "من المحتمل جدا أن يرتفع مستوى ضغط الحكومة البريطانية الجديدة على طهران، فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني".

كما تنبأوا بأنه "قد تكون هناك مشاركة أكبر في فرض العقوبات الاقتصادية ضد إيران بالتعاون مع القوى الغربية الأخرى، وهي خطوة ستفي بالغرض"، وفق ما يرى الموقع.

وبحسب المقال، "يتضاعف هذا الافتراض إذا أُخذ في الحسبان أن حزب العمال أقام علاقات أقوى مع النظام الصهيوني واللوبيات المتحالفة معه في السنوات الماضية". 

وتابع موضحا: "وقد تم الكشف عن العديد من الأمور في هذا السياق، وهذه المعادلة لن تكون دون تأثير على سياسة بريطانيا تجاه إيران، خاصة فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني".

النفوذ الإقليمي

وفيما يتعلق بمسألة النفوذ الإقليمي لإيران، يتوقع الموقع أن "يتعاون حزب العمال بشكل أكبر مع الصهاينة وأجنداتهم الإقليمية نظرا لعلاقاته الوثيقة والمتينة معهم، ومن المنتظر أن يتخذ مواقف أكثر عدوانية ضد "محور المقاومة".

ويلفت المقال الانتباه إلى أن "بريطانيا هي حاليا رابع أكبر مصدر للأسلحة والذخائر إلى الأراضي المحتلة في خضم حرب غزة، ومن المتوقع أن يتعزز هذا الوضع بشدة في الحكومة الجديدة".

ويتعلق المتغير الثالث المرتقب بملف حقوق الإنسان، إذ رجح الموقع أن "تعزز الحكومة البريطانية الجديدة بشكل كبير ادعاءاتها غير المبررة، بشأن حقوق الإنسان ضد طهران، حيث قدم الحزب بالفعل في السنوات الأخيرة العديد من الادعاءات في هذا الصدد ضد إيران".

وأضاف: "حتى إن بعض المحللين يعتقدون أنه ليس من المستبعد أن نشهد خلال فترة وجود حزب العمال في السلطة في بريطانيا، سعيا جديا من الحكومة لإدراج اسم الحرس الثوري الإسلامي الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية في بريطانيا، وأن تجعل هذه القضية على رأس أولوياتها".

ودفعت تلك التوقعات التي تشير إلى أن الحكومة البريطانية الجديدة من حزب العمال، ستزيد من عدائها ضد إيران، إلى دعوة المقال للسلطات الإيرانية لـ"التخطيط والاستعداد اللازمين، لمواجهة الدعاية والإجراءات السلبية وغير البناءة من قبل الحكومة البريطانية".