رد حماس على مقترح الصفقة يحاصر نتنياهو.. هل يعارض مجددا؟

منذ ٧ أشهر

12

طباعة

مشاركة

ألقت حركة المقاومة الإسلامية حماس من جديد حجرا في مياه المفاوضات الراكدة من أجل إنهاء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقالت الحركة في 3 يوليو/تموز 2024: "تبادلنا بعض الأفكار مع الإخوة الوسطاء (مصر وقطر) بهدف وقف العدوان على شعبنا الفلسطيني".

فيما أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تسلمهم الرد على اقتراح يتضمن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين ووقف إطلاق النار بغزة والبدء بدراسته.

وتشترط حماس لإتمام صفقة وقف العدوان بشكل كامل والانسحاب من غزة، بينما يتعنت نتنياهو في هذا المطلب ويطلب هدنة مؤقتة فقط.

ووصف مسؤولون إسرائيليون رد حماس الأخير بالإيجابي وسط تلميحات بأن نتنياهو سيفشل الصفقة، ويضحي بالمحتجزين لدى حماس.

إذ نقلت القناة الـ12 العبرية عن مصادر مطلعة قولها إنه "لأول مرة رد حماس يسمح بالتقدم، وهناك أرضية للمفاوضات".

وقالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين "لن نسمح للحكومة بعرقلة التوصل إلى صفقة التبادل مرة أخرى".

وعرض الرئيس الأميركي جو بايدن في خطاب ألقاه أواخر مايو/أيار ما قال إنه مقترح إسرائيلي على ثلاث مراحل، يفضي إلى وضع حد للنزاع، والإفراج عن الرهائن، وإعادة إعمار قطاع غزة.

ووافقت حماس على مقترح بايدن لكن نتنياهو عرقله ورفض وقف إطلاق النار، لتعدل عليه الحركة أخيرا وتصفه وسائل الإعلام بالإيجابي، دون الكشف عن تفاصيله.

وسلط ناشطون على منصة إكس الضوء على ما يحيط بالصفقة الحالية من مستجدات تجلت في ضعف الأداء الميداني لجيش الاحتلال الإسرائيلي والشكوى من نقص الذخائر وحالة الإرهاق التي يعاني منها الجنود، وعدوها مبشرات بأنه قد يتعامل بإيجابية مع رد حماس.

وقدموا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #حماس، #كتائب_القسام، #نتنياهو، قراءات لتقارير إسرائيلية نقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن رد حماس على المقترح إيجابي ويمكن البناء عليه، مشيرين إلى صراع سياسي عسكري داخل الكيان.

رد حماس

وتحت عنوان عن رد "حماس" وموقف "الكيان"، قال المحلل السياسي ياسر الزعاترة: "ليس لدينا معلومات واضحة عن الرد حتى الآن، لكن المؤكد أنه تضمّن ملاحظات على الورقة الإسرائيلية تجعلها أكثر قربا من كلام بايدن".

وأوضح أن من ضمن ذلك الانسحاب من محور فيلادلفيا (على الحدود مع مصر)، بجانب مسألة الأسرى الفلسطينيين وطبيعتهم، فضلا عن طبيعة النص المُستخدم في سياق الحديث عن وقف الحرب والربط بين المراحل الثلاث.

وأضاف الزعاترة: "في أي حال، يمكن القول إن وضع نتنياهو ليس مريحا بحال، أكان بسبب تصعيد أهالي الأسرى وتهديداتهم، أم بسبب موقف جنرالات الجيش المؤيدة للصفقة لإعادة الأسرى من جهة، أو لما سمّوه الحاجة إلى فترة راحة للجيش."

وأكد أن كل ذلك في ظل الفشل في الوصول إلى الأسرى رغم الاحتلال شبه الكامل للقطاع، بجانب استمرار نزيف الجيش، مع الخوف من التصعيد في الضفة والشمال.

وأوضح الكاتب السياسي إبراهيم المدهون، أن حماس سلمت ردها وهي معنية بوقف الحرب فورا ومستعدة لذلك، بشرط الانسحاب من محوري نتساريم (يفصل شمال غزة عن جنوبه) وفيلادلفيا، وقدمت مرونة عالية في الصفقة، وأن ما بعد الحرب شأن فلسطيني داخلي، متسائلا: “هل سيلتزم نتنياهو؟”

وقال الإعلامي تامر المسحال، إن البند الذي كان عقبة في تقدم المفاوضات تم تجاوزه والساعات والأيام القادمة تحدد المسار، متسائلا: “هل نحن أقرب إلى اتفاق أم أن نتنياهو سيعطل المسار كعادته؟!”

نتنياهو محاصر

ورصدا للعوامل المحيطة بالصفقة والتي قد تدفع الاحتلال للقبول بها، أشار الباحث معاذ حمزة، إلى أن الجيش الإسرائيلي والساسة تداولوا منذ أيام أن الحرب على وشك الانتهاء والانتقال للمرحلة الثالثة، لافتا إلى أن الجيش والجنود في حالة تعب شديد واستنزاف.

وذكر بأن أهالي الأسرى في حالة يرثى لها ورفعوا الضغط ضد الحكومة، والحريديم لا يريدون التجنيد، والولايات المتحدة تريد إتمام الهدنة، والجنود الاحتياط لا يريدون الحرب.

وأكد حمزة أن مع تلك العوامل فإن كلمة حماس أخذها جميع الأطراف "بالتمني" و "الأمل" فأصبحت ورقة ضغط على "نتنياهو" الذي لا يريد التوقف عن الحرب، محذرا من أن رفض نتنياهو القادم سوف يفجر قنبلة داخل الكيان.

وقال المغرد أيسر، إن حماس تختار الوقت المناسب في الرد على الوسطاء وإحراج النتن -رئيس وزراء الاحتلال- الذي يقول لشعبه إن الحركة هي من تعرقل الصفقة.

ورأى أحد المغردين، أن حماس وضعت نتنياهو من جديد في مربع المطالب بالموافقة أمام أهالي الأسرى والرغبة الأميركية الحالية وقوى المعارضة، والتوقيع على بيان نهايته سياسيا كأسوأ رئيس وزراء في تاريخ الكيان، مؤكدا أن تبعات الصفقة لن تتوقف.

وأوضح المغرد أحمد عارف، أن الحكومة الإسرائيلية ونتنياهو تحت ضغط “ملف الأسرى لدى حماس، والمعارضة واليمين الصهيوني المتطرف، والنازحين من مستوطنات الغلاف والمستوطنات الشمالية، والاستنزاف البشري والمادي اليومي، والرؤية الأميركية، والمحاكم الدولية، والعزلة الدولية، والتدهور الاقتصادي”.

وأكد الناشط الإعلامي البراك اليمني، أن الموقف الصهيوني بات أضعف من أي وقت مضى خاصة بعد التراجع والخسائر الكبيرة في مختلف مدن قطاع غزة مع تزايد الضربات الموجعة من قبل المقاومة الفلسطينية.

وقال إن التقاط نتنياهو رد حماس اليوم طوق نجاة لخروجه من مستنقع غزة بعد فشل صهيوني في تحقيق أهداف حربه بإعادة الأسرى وقتل قادة حماس.

وكتب عزيز الربوبي: "المؤشرات تدل أن حماس ستعلن انتصارها بمجرد إعلان انتهاء الحرب، استمرار الحركة هو انتصار لها واستئصالها هو هزيمتها"، وفق تعبيره.

المقاومة ضامن

وذكر الباحث في المحتوى الإعلامي المرئي راجي الهمص، أن الضامن لالتزام المحتل بأي اتفاق، دوما ما كان هو الإرادة الصلبة لدى المقاومة ومقاتليها وقدرتهم على تثبيت قواعد الاشتباك، مؤكدا أن لا ضامن أقوى من ذلك مهما كانت الجهة الضامنة.

وقال إن المقاومة أثبت فيما سبق من أيام قليلة قدرتها على تطوير قواعد الاشتباك وتثبيتها وتدفيع الاحتلال ثمنا في كل توغل وتقدم، لذلك فمن البديهي فهم المعادلة القائمة.

وأردف: “كل اتفاق ومبادرة يقف على طرفها مقاتل صنديد لا خوف من الإخلال بها، لأن من يتجاوزها سيجد مقاتل أعطاه الوقت للمزيد من الإعداد ورفع تكلفة أي مواجهة مع المحتل للدرجة التي لا يطيق”.

ورأى المغرد ابن علوان، أن الضامن لأي اتفاق قادم بين المقاومة وإسرائيل هو قوة حماس والجهاد وبقية فصائل المقاومة واستعدادها لمعاودة القتال والصمود، قائلا إن الضامن هو حزب الله وأنصار الله وكل جبهة الإسناد.

وأكد أن الضامن ليس المجتمع الدولي ولا مجلس الأمن ولا الدول العظمى، مضيفا: "لا يضمن وجودك غير زندك وقوتك فى عالم يسوده قانون الغاب".

وقال غسان حسين، إن مستقبل القطاع تصغه وتديره المقاومة والشعب الفلسطيني وليس مجرم الحرب الذي شن حرب الإبادة النازي المجنون نتنياهو.

وكتب أشرف نادي: “أيا كان رد حماس والفصائل على الكيان الغاصب فإنني أقف معهم وأشد على أيديهم ولا أقول غير ذلك.. فلا يمكن لقاعد يتنعم أن يفتي أو أن ينظر لمن يجاهد ويقاتل.. هم أدرى وأعلم منا.. وإنه لجهاد نصر أو استشهاد وحسبنا الله ونعم الوكيل.”

رد إيجابي؟

وتعقيبا على مسارعة المستوى الأمني في إسرائيل، بمسؤوليه رفيعي المستوى لبث روح إيجابية فيما يتعلق برد حماس على صفقة تبادل الأسرى بعد التعديلات، قالت الصحفية منى العمري، إن هذه التصريحات تدعم موقف أهالي الأسرى الذين توعدوا نتنياهو بالخروج للشوارع بالملايين.

وأضافت أن هذه التصريحات توصل رسالة للولايات المتحدة تؤكد فكرة أن نتنياهو يقف حجر عثرة في طريق إتمام الصفقة، والأخير يقف الآن أمام رد وصفه المستوى الأمني لحماس بالإيجابي من جهة، وأمام ائتلاف حاكم يهدد بحل الطابق في حال توقف القتال.

وتابعت العمري: "عليه أصدر مكتب نتنياهو بيانا قال فيه نقلا عن مقال إنه مسؤول أمني كبير (أي طفل يعرف أنه هو ذاته نتنياهو) يقول: إن حماس تصر على بند يمنع إسرائيل من القتال بعد المرحلة الأولى".

وأشار الإعلامي حسام يحيى، إلى أن هذه المرة الأولى تقريبا التي يعلن فيها مسؤولون إسرائيليون لهآرتس، أن رد حركة حماس على المقترح الأمريكي “بعد تعديله” إيجابي، ويمكن البناء عليه.

وأكد جواد مراد، أن الصهاينة وعلى رأسهم نتنياهو بعد أن فشلوا في تحقيق أي هدف من أهدافهم التي وضعوها يصرحون الآن أننا ندرس رد حماس بشكل إيجابي، قائلا: "اليوم المقاومة الفلسطينية انتصرت والصهاينة يريدون مخرج حقيقي لخروجهم من غزة".

وأشار سعيد فرحان إلى إبلاغ نتنياهو نوابا في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) بانفتاحه على وقف حرب غزة، مؤكدا أن هذا إن صح يعني فشله وخضوعه لشروط المقاومة لكنه يكابر لغرض مصلحته الشخصية.

وأشار المغرد ابو فيصل، إلى تقرير للصحفي الإسرائيلي رونين برغمان، في صحيفة يديعوت، كشف فيه عن صراع بين الجيش ومكتب نتنياهو لنية الأخير إحباط أي صفقة.

وأكد أنه خطط قبل وصول رد حماس لإغلاق الباب أمام أي صفقة لأنه يريد كسب الوقت، ومواصلة الحرب من خلال التلاعب باليمين المتطرف حتى ولاية ترامب ليبقى بالحكومة.

وأشار الصحفي محمود عيسى إلى قول الإذاعة الإسرائيلية إن المجلس الوزاري الأمني المصغر سيجتمع مساء اليوم (4 يوليو) لبحث رد حماس على الصفقة.

كما نقل عن الصحفي الإسرائيلي يارون أفراهام قوله لقناة 12، إنه بعد رد حماس سيهاتف الرئيس الأميركي بايدن رئيس الوزراء نتنياهو للضغط عليه للتوصل لصفقة.

وكتب أحد المغردين: “تم تسليم رد حماس بالنسبة للصفقة المعروضة عليهم وتسليمها إلى إزرائيل لإبداء الرأي والموافقة عليها.. إلا أنه حسب ما يقال عن يديعوت أحرونوت أن النتن يرفض ومستعد أن يضحي بالمختطفين من أجل أن يبقى في الحكم”.