"كارثة محدقة".. لهذه الأسباب بات الاقتصاد الإيراني على حافة الهاوية

9 months ago

12

طباعة

مشاركة

تقرير "مثير للقلق" قدمه البنك الدولي حول الاقتصاد الإيراني، حيث أشار إلى أن كل القطاعات الاقتصادية تمر "بحالة حرجة" وتواجه "كارثة" محتملة قريبا.

ونشر موقع "يوراسيا ريفيو" مقالا للكاتب شمسي سعداتي، قال فيه إن "الاقتصاد الإيراني على حافة الهاوية"، متسائلا عن أسباب ذلك.

حالة حرجة

وقال سعداتي إن "المؤسسات الاقتصادية الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تتعرض منذ فترة طويلة لانتقادات، بسبب استرضائها للنظام الحاكم في إيران وغض الطرف عن الحقائق الصارخة للوضع الاقتصادي في البلاد".

وأضاف أن "هذا الأمر يتم من خلال الاعتماد على الإحصاءات التي تم التلاعب بها، والسرديات المهندسة من قبل النظام للتقليل من شأن الأزمات الاقتصادية".

لكن أوضح سعداتي أن هذه المؤسسات "نأت بنفسها تدريجيا عن هذا النهج المعيب في الآونة الأخيرة".

وكتب موقع "فرداي اقتصاد" الإيراني أن "البنك الدولي يقارن إحصائيات أداء الحكومات من خلال جمع مجموعة كبيرة من المؤشرات لعدة سنوات".

وأضاف أنه "وفقا لتقييم هذه المؤسسة الدولية، فإن إحصائيات الأداء لدى إيران أضعف إذا ما قورنت بأكثر من 60 بالمئة من دول العالم".

وذكر الموقع أن "من الشائع في المجال الاقتصادي الإيراني أن نشهد احتجاجات بسبب عدم كشف الحكومة عن الإحصائيات، أو تقديمها لبيانات غير دقيقة نسبيا"، موضحا أن "الحكومة الإيرانية زادت من هذا النهج في الفترة الأخيرة".

فيما كتب موقع "تجارت نيوز" الإيراني أن "الاقتصاد الإيراني في حالة حرجة للغاية".

وأضاف الموقع: "نعيش في بلد يعد فيه التضخم المزمن والمتصاعد، والبطالة المزمنة، وتطبيع العجز في الميزانية، والانخفاض المستمر في قيمة العملة، من السمات المميزة لاقتصاده".

وتابع حينها أن "ما نشهده اليوم غير مسبوق في العالم، وهذا الوضع جعل المستقبل غير متوقع وغير آمن".

وأفاد "تجارت نيوز" حينها أن "من بين الجوانب الأقل مناقشة هي الآثار النفسية المزعجة لهذه المشكلات الاقتصادية".

وأكد أن "الزيادة في مستويات التوتر وارتفاع القلق والاكتئاب بين الأفراد الذين يعيشون في المجتمع الإيراني أمر مثير للقلق".

تضييق المجال

ووفقا لتقرير البنك الدولي عن الوضع الحالي للاقتصاد الإيراني، فإن "أكثر من 60 بالمئة منه يُدار بطريقة مركزية وموجَّهة بالأوامر، مع اعتماد جزء كبير من الصادرات على النفط والغاز".

وسلط التحليل الوارد في تقرير البنك الدولي الضوء على عدة قضايا رئيسة.

وكتب موقع "بهار" الإيراني أن "الأزمة الاقتصادية واسعة النطاق، وليست أزمة إدارية أو شخصية".

وأوضح أن "هذه حالة تنخفض فيها قيمة العملة، وينخفض الدخل، وينخفض الناتج المحلي الإجمالي، وتواجه الشركات والمؤسسات المالية الإفلاس".

وذكر الموقع أن "الفرق بين الأزمة الاقتصادية والركود هو أن الركود ينطوي على نمو اقتصادي سلبي متتابع، ويستمر لمدة سنة أو عدة سنوات".

علاوة على ذلك، فإن التأثير الأول للأزمة الاقتصادية هو التضخم المتفشي، وفي المقابل، خلال فترة الركود، يميل التضخم إلى الاستقرار إلى حد ما، ويتباطأ معدل تغيره.

وأردف موقع بهار أن "العقوبات الدولية الناجمة عن تطرف النظام الإيراني وإثارته للحروب قادت بشكل كبير إلى الأزمة الاقتصادية".

وأضاف أنه "في داخل إيران، أدى تزايد الاستبداد وتضييق المجال الداخلي إلى مغادرة العديد من النخب للبلاد".

ونتيجة لذلك، "سقطت إيران في أيدي أفراد يفتقرون إلى أي خبرة أو قدرة على الحكم، حتى في الظروف العادية"، وفق وصف موقع "بهار".

توترات شديدة

وذكر البنك الدولي أن النمو الاقتصادي الأخير في إيران "اعتمد على تصدير النفط وغيره من المشتقات شبه المصنعة، لكنه لم يساهم في نمو فرص العمل أو تحسين رفاهية الإيرانيين".

وأضاف أنه وفقا للتقديرات، فإن 28.1 بالمئة من الإيرانيين يعدون فقراء، وأن ثلثي الأسر الإيرانية معرضة لخطر الوقوع في الفقر.

وقال سعداتي إن "مزيج هذه العوامل دفع البنك الدولي إلى وصف آفاق الاقتصاد الإيراني بأنها مقيدة بسبب العقوبات، ومتأثرة بتغير المناخ وبانخفاض الطلب العالمي، وتواجه نقصا في الكهرباء والغاز".

وأكد أن "التأثير التراكمي لهذه التحديات الاقتصادية أدى إلى استياء اجتماعي واقتصادي على المدى البعيد".

من جانبه، كتب "موقع رويداد 24" الإخباري أن "البنك الدولي يوصي في تقريره بإصلاحات اقتصادية فورية لمعالجة القضايا المعلنة وغير المعلنة".

وشدد الموقع على أن "إيران تواجه ظاهرة مستمرة من هروب رؤوس الأموال للسنة السابعة على التوالي".

من جهته، قال سعداتي إن "الأقسام التفصيلية لتقرير البنك الدولي تعكس الأزمة الاقتصادية وتؤكد على توصياته للنظام الإيراني لاتخاذ إجراءات تمنع إعاقة النمو والتنمية، وتحسن سبل عيش ملايين الإيرانيين".

وحذر تقرير البنك الدولي كذلك من أن التوقعات الاقتصادية لإيران "تواجه مخاطر جسيمة، بما في ذلك التوترات الاجتماعية الشديدة والتوترات الجيوسياسية".

وختم سعداتي بالقول إنه "في ظل هذه التوترات التي لا تُحتمل، فإن الحل الوحيد، في رأي الجماهير الواقعة تحت الضغط في إيران، هو إسقاط هذا النظام القمعي والإجرامي لإنهاء هذه المعضلة المريعة".