"حماس بعثت من جديد".. صحيفة إسبانية: إسرائيل تخسر الحرب في غزة

a year ago

12

طباعة

مشاركة

بإجماع المتابعين، فشلت الخطط الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث لم يجد "العقاب الجماعي" نفعا ولم يؤد إلى القضاء على كتائب "عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ولم ينجح في إطلاق سراح أي من الرهائن.

وبشكل عام، لم تنجح خطة "الدمار الشامل" قط بالنسبة لإسرائيل، لكنها لا تعرف كيف تقاتل بأي طريقة أخرى.

إستراتيجية التدمير

وقالت صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية إن "أجهزة الاستخبارات الأميركية تقدّر أن إسرائيل ألقت 29 ألف قنبلة على غزة، وكان ما يزيد قليلا عن النصف منها من القنابل الدقيقة، لكن، يمكن أن يخطئ بقية العدد في الهدف بأكثر من 30 مترا، وبالتالي، في منطقة حضرية ذات كثافة سكانية عالية، من المستحيل تجنب وفاة المدنيين".

وفي ظل هذه الإستراتيجية المدمرة، تزعم إسرائيل أنها تهاجم أهدافا عسكرية فقط، لكن في الحقيقة قتل أكثر من 18 ألف شخص في غزة، وكانت الغالبية العظمى منهم من النساء والأطفال.

وذكرت الصحيفة أن "عدد مقاتلي حماس يبلغ نحو 30 ألف، وخلال أكثر من شهرين من الحرب، تشير تقديرات إسرائيلية إلى أن حماس خسرت نحو خمسة آلاف مقاتل".

وفي ظل هذا الوضع، تحدث الرئيس الأميركي جو بايدن عن "القصف العشوائي"، وهو ما يشبه تقريبا الحديث عن العقاب الجماعي، وهي إستراتيجية اتبعتها إسرائيل مرارا وتكرارا وأظهرت أنها "عديمة الفائدة".

ونوهت الصحيفة إلى أن "إسرائيل تصرفت بطريقة مماثلة في سنة 1953 ضد المدن الفلسطينية ومخيمات اللاجئين، ومرة ​​أخرى في غزة عامي 1971 و1972، حيث عمدت إلى انتهاج سياسة القصف المكثف من البر والبحر والجو، والاغتيالات الانتقائية".

وأوضحت أن "إتقان هذا المبدأ تم بعد عملية الدرع الواقي عام 2002، وكان ذلك ردا على هجوم انتحاري أدى إلى مقتل 30 إسرائيليا، وقصف الجيش رام الله وبيت لحم وقصبة نابلس ومخيمات طولكرم وجنين وبلاطة للاجئين".

وتابعت: "مثلما هو الحال الآن في غزة، قاوم المقاتلون من تحت الأرض، لكنهم لم يتمكنوا من منع الجيش الإسرائيلي من تدمير كل شيء فوقها، ونتيجة لذلك، دمّر أكثر من 400 مبنى وسط مدينة جنين، في مساحة لا تتجاوز 40 ألف متر مربع".

وأوردت "لافانغوارديا" أن "الحرب خلال عصر الحداثة بدأت بهذا الأسلوب، حيث أصبح الجميع معرضين للهلاك، لأنه لا فرق بين المدني ومقاوم، وبالنسبة للكيان الإسرائيلي، فأي هدف مشروع، لا توجد حدود أو جدران غير قابلة للاختراق والعبور". 

وشددت على أن "جيش الاحتلال الإسرائيلي يستطيع رؤية ما يحدث داخل المنازل باستعمال رادارات النطاق العريض للغاية، المزودة بأنظمة الموجات فوق الصوتية التي تنتج صورا حرارية للحياة داخل المنازل الفلسطينية".

ولفتت إلى أن " إسرائيل لا تريد احتلال المنطقة، بل تريد فقط تدميرها والسيطرة عليها، وهي إستراتيجية تتسبب في سقوط العديد من القتلى".

خسرت الهدف

وأشارت الصحيفة إلى أن "إسرائيل ترتكب جرائم بينما تتوغل في الأراضي الفلسطينية، وهذه هي مهمتها الرئيسة".

وتابعت: "بالنسبة للكيان، أصبح القتل أهم من الاحتلال، إنه يريد تدمير غزة وإعادة بنائها فيما بعد ليسهل السيطرة عليها دون الحاجة لاحتلالها".

وذكرت أن "إسرائيل تصرّ على عقيدة التدمير والسيطرة غير المجدية، وفي حقيقة الأمر، لم تمنع هذه العقيدة السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 (عملية طوفان الأقصى)، كما لم تمنع جنين ونابلس من الاستمرار بمثابة مركزين للمقاومة الفلسطينية المسلحة".

ونوهت الصحيفة إلى أن "السابع من أكتوبر أظهر أن الاعتماد على التدمير والسيطرة يقلل من تدريب الوحدات القتالية الإسرائيلية، وقد حدث نفس الشيء بالفعل عام 2006، في الحرب ضد حزب الله في لبنان، حيث هُزمت إسرائيل".

ورأت أنه "كان لدى حزب الله آنذاك 10 آلاف صاروخ، وتضم في صفوفها اليوم حوالي 200 ألف صاروخ، ويمكن أن يضرب حزب الله أي مكان تقريبا في إسرائيل".

وأفادت بأنه "بعد القضاء على حماس في غزة، ستحاول إسرائيل القضاء على تهديد حزب الله، لأن الإستراتيجيين العسكريين، كما هي الحال دائما، لا يرون بديلا سوى القتال حتى النهاية".

وأشارت الصحيفة إلى أن "حماس بعثت من جديد بعد حروب 2009 و2012 و2014 و2021، وستفعل ذلك مرة أخرى الآن، لا يمكنك هزيمة حرب مقاومة، لأنها تعد حركة اجتماعية وفكرية، ولم تولد من فراغ، وبالنسبة للأميركيين، كان هذا هو أول الدروس المستخلصة من فيتنام والعراق وأفغانستان".

علاوة على ذلك، "لم ينجح العقاب الجماعي قط في دفع المجتمعات التي تعرضت إلى القصف للانتفاضة ضد قادتها".

وأوضحت "لافانغوارديا" أنه "حتى في القرن الحادي والعشرين، لم يُنْهِ العقاب الجماعي على غزة القدرة العسكرية لحماس".

ونوهت الصحيفة إلى أن "إسرائيل تحارب من أجل أمنها، لكنها خسرت الهدف من هذه المعركة، فهي تنتج مقاومين أكثر مما تقتل، والأسوأ من ذلك كله أنها تعرف ذلك وتواصل القيام به، وتبقى محاصرة في الاستماتة من أجل الظهور في دور البطولة". 

الكلمات المفتاحية