تحتفظ بعلاقات جيدة مع طرفي الصراع.. هل يحصل البرهان على دعم عسكري تركي؟

12

طباعة

مشاركة

زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، إلى أنقرة في 20 سبتمبر/ أيلول 2023، فتح الباب أمام التكهنات بشأن دور تركيا المستقبلي في الحرب السودانية.

ويدور حديث عن صمت رسمي سوداني وتركي عن ذكر تفاصيل حول ما أسفرت عنه الزيارة.

وإزاء هذا الصمت الرسمي عن تفاصيل المحادثات، نقلت بعض المواقع عن مصادر سودانية قولها إن "البرهان طلب من تركيا تزويد الجيش السوداني بطائرات مسيرة".

في المقابل، عرض البرهان "إحياء الاتفاق بشأن مدينة سواكن الساحلية الإستراتيجية وفتح طريق ملاحي بين السودان وتركيا وتوقيع اتفاقيات سياسية وعسكرية جديدة".

إحياء الاتفاقيات

ونقلت صحيفة "مينا واتش" الألمانية، دون إعطاء تفاصيل عن المحادثات، عن وكالة الأنباء السودانية أن "البرهان عاد إلى البلاد في 21 سبتمبر 2023، بعد محادثات إيجابية مع أردوغان". 

ولفتت الصحيفة إلى أن "بيان تركيا بشأن المحادثات غير واضح إلى حد كبير"، حيث ذكرت وكالة "الأناضول" التركية الرسمية فقط أن "أردوغان عقد اجتماعا سريا مع البرهان في القصر الرئاسي"، لكنها لم تقدم أي تفاصيل إضافية.

وإزاء هذا الصمت الرسمي عن تفاصيل المحادثات، نقل موقع "عربي بوست" (مقره إسطنبول) عن مصادر سودانية قولها إن "البرهان طلب من تركيا تزويد الجيش السوداني بطائرات مسيرة". 

وأشار الموقع إلى أنه "رغم موقف البرهان المعارض للاتفاقيات مع تركيا بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، إلا أنه لم يقم بإلغائها". 

وأفاد بأن البرهان "يريد من خلال جولته الخارجية إحياءها، ضمن جهوده في الحصول على دعم سياسي وعسكري خارجي وسط حربه مع قوات الدعم السريع".

جدير بالذكر أن تركيا والسودان وقعتا "اتفاق سواكن" عام 2019، في عهد البشير. 

وأشارت الصحيفة الألمانية إلى أن "المدينة، التي انهارت منازلها ومبانيها التاريخية، تقع على جزيرة مرجانية بحرية على ساحل البحر الأحمر، مما يجعل رأسها ميناء طبيعيا إستراتيجيا". 

كما أوضحت أن "الدولة العثمانية كانت قد استخدمت سواكن بالفعل كمركز بحري في البحر الأحمر، وكانت أيضا مقرا للحاكم العثماني للمنطقة البحرية الجنوبية بين عامي 1821 و1885".

وبحسب الصحيفة، يمنح اتفاق 2019 أنقرة الحق في تجديد مرافق الميناء المتداعية من أجل إقامة وجود إستراتيجي في إفريقيا. 

لكن الخطة تعثرت بعد الإطاحة بالبشير، وسط احتجاجات ورفض الجيش بعد ذلك لتنفيذ الخطة.

تأمين المساعدات

كذلك تناولت "مينا واتش" رأي المحلل السياسي السوداني، محمد الواصل، الذي يفيد بأن "جولة البرهان الخارجية المتواضعة ركزت على كسب الدعم السياسي والعسكري وتأمين المساعدة اللوجستية". 

واستبعد الواصل أن يكون البرهان "قد نجح في تحقيق هذه الأهداف".

وعزا ذلك إلى أن "الجيش يواجه التحدي المتمثل في القدرة على شراء طائرات مسيرة وأسلحة من تركيا، وهذه الأسلحة تتطلب مبالغ مالية كبيرة جدا، وهو ما لا يملكه السودان".

من ناحية أخرى، قال الكاتب السوداني، محمد جادين، إن "زيارة البرهان لتركيا مرتبطة بالمجال العسكري، فالجيش يحتاج إلى دعم عسكري، حتى لو لم يتم مناقشة ذلك صراحة بعد الزيارة". 

كما أكدت باحثة العلاقات الدولية السودانية، نادية شنكلة، "الطبيعة العسكرية لزيارة البرهان".

وقالت شنكلة: "يجب ألا ننسى أن الحكومة التركية تمتلك تكنولوجيا متقدمة في الصناعة الدفاعية، والتي قد يحتاجها الجيش السوداني لقتال قوات الدعم السريع، التي انبثقت من مليشيات الجنجويد التابعة لحليفه السابق، محمد حمدان دقلو (حميدتي)".

لكن الخبير الأمني ​​والإستراتيجي السوداني، عماد بحر الدين، له وجهة نظر مختلفة.

فوفقا للصحيفة الألمانية، قال الخبير الأمني إن "زيارة البرهان تأتي في إطار جهود حل الأزمة السودانية، ولا تهدف إلى التصعيد العسكري".

ولفت إلى أن "البرهان يدرك أن دول الجوار، بما في ذلك جنوب السودان ومصر، وكذلك دول أخرى مثل تركيا والسعودية، يمكن أن تسهم في حل الأزمة، خاصة أن أنقرة تحتفظ بعلاقات جيدة مع طرفي الصراع في السودان، وترغب في التوصل إلى حل سياسي للأزمة".

كما أوضحت الصحيفة، أن بحر الدين استبعد التدخل العسكري التركي في الصراع السوداني.

ويعود ذلك -في رأيه- إلى "وجود حسابات إقليمية ودولية كثيرة، خاصة رفض القوى الإقليمية والدولية لمواقف من شأنها تعقيد الوضع في السودان".

ولفتت "مينا واتش" إلى "خوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، صراعا عسكريا على السلطة".

وذكرت أن ذلك الصراع "أدى إلى أوضاع إنسانية كارثية في العديد من المدن السودانية، خاصة الخرطوم". 

ونوهت الصحيفة إلى أن "البرهان يحاول حشد الدعم الدبلوماسي والاعتراف بسلطته من قبل القوى الإقليمية، كما يحاول الحصول على أسلحة لتحسين وضع جيشه، خاصة في الخرطوم، حيث تسيطر الدعم السريع على مواقع إستراتيجية".