بعد تصريحات ابن سلمان بشأن قرب التطبيع.. نتنياهو يتحمس ويمسح فلسطين من الخريطة

12

طباعة

مشاركة

عقب أيام قليلة من إعلان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أن المملكة "تحقق تقدماً" باتجاه التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خريطة تمحو فلسطين.

جاء ذلك في كلمة ألقاها نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ78، تمحورت حول آفاق وآثار التطبيع والسلام مع الدول العربية، ودوره في تغيير الشرق الأوسط.

وشملت الخريطة التي أظهرها نتنياهو مناطق مكسية باللون الأخضر الداكن للدول التي تربطها اتفاقات سلام مع الاحتلال الإسرائيلي أو تخوض مفاوضات للتطبيع مع الكيان.

وضمت المناطق المكسية باللون الأخضر دول مصر والسودان والإمارات والسعودية والبحرين والأردن، ولم تشمل أي ذكر لوجود دولة فلسطينية.

إذ طغى اللون الأزرق، الذي يحمل كلمة إسرائيل، على خريطة الضفة الغربية المحتلة كاملة، إضافة إلى قطاع غزة.

وقال نتنياهو من على منبر الأمم المتحدة إن إسرائيل على "عتبة" إقامة علاقات مع السعودية، معتبرا أنه لن يكون للفلسطينيين حق "الفيتو" على العلاقات الإسرائيلية العربية.

تصرف نتنياهو جاء عقب يومين من قول ولي العهد السعودي في مقابلة نادرة مع قناة فوكس نيوز بثت كاملة في 21 سبتمبر/أيلول 2023: "نقترب كل يوم أكثر فأكثر من تطبيع العلاقات مع إسرائيل".

خنوع عربي

وأثارت الخريطة الإسرائيلية موجة غضب واستياء واسعا بين الناشطين على موقع إكس (تويتر سابقا)، دفعتهم لمهاجمة ولي العهد السعودي ووصفه بأنه شريك في وأد القضية الفلسطينية وسلب الفلسطينيين حقوقهم في أرضهم.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #نتنياهو، #بن_سلمان_يعترف_بالتطبيع، أكدوا أن جرأة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي في عرض مثل هذه الخريطة على منبر الأمم المتحدة، نتيجة للتطبيع والخنوع العربي.

وأعرب ناشطون عن تضامنهم مع الفلسطينيين وأعادوا التأكيد على أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة الأولى، معلنين رفضهم التعويل على الأنظمة العربية.

وتفاعلا مع الأحداث، قال الناشط أدهم أبو سلمية: "حين يكون الاحتلال وقح وتكون بعض الأنظمة العربية والإسلامية خانعة ذليلة يخرج من مجرم حرب متطرف مثل هذا الكلام".

فيما قال يحيى غنيم: "بعد سماع خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة واحتفاله بالتطبيع مع العرب، وقرب إعلانه مع مملكة بنى سعود، واستبعاد الفلسطينيين من معادلة الصراع؛ أؤكد لكم أن العرب في مرحلة الخروج من التاريخ، ولكن أمة المسلمين قادمة على يد الأعاجم".

وأضاف أن دور العرب القادم هو دور المنافقين الذين يعلنون الإسلام ويبطنون العداء والحرب لهذه الأمة، معربا عن خشيته أن تقع علينا سنَّةُ الاستبدال فيتحدث الناس عن العرب البائدة أو العرب الحمر أو عرب الردِّة".

وتوقع محمد هيادير، أن نتنياهو أخذ موافقة بعض القادة العرب ليشملهم في تقسيمه الجديد الطائفي للعرب.

وأكد ناشطون إيمانهم وثقتهم في المقاومة وقدرة الشعب الفلسطيني على تحرير أرضه من الاحتلال الإسرائيلي بعيدا عن الأنظمة العربية التي خذلت الفلسطينيين وطبعت علاقاتها مع الكيان لمصالح آنية.

وعلق الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، على خريطة نتنياهو وتصريحاته، مذكرا بأحلام سابقة (هي ذات الراهنة) تبدّدت في أوضاع أفضل للكيان (بحساب موازين القوى)، ولن تنجح في الأوضاع الحالية.

وقال: "لا نعوّل هنا على نضال الخطابة لقادة رام الله الذي يسترون به عارَ التعاون مع الغزاة، بل نعوّل على شعب أدرك الحقيقة، وانحاز إلى خيار المقاومة".

وتابع الزعاترة: "مرّة أخرى.. هذه أمّة لها تراث عظيم في إحباط مخطّطات الغزاة والمستعمرين، وستثبت ذلك من جديد؛ بخاصة والقضية هي عنوان الصراع مع غرب يريد تركيعها.. هذه ليست كلمات للتبشير، بل قناعة حقيقية لا شكّ فيها أبدا.. والأيام بيننا".

ورد الباحث في الشؤون الإسرائيلية صالح النعامي، قائلا إن "للفلسطينيين خيارا يتمثل في الاعتماد، بعد الله، على ذاتهم ومقاومتهم وتمسكهم بحقوقهم".

وأفاد في تغريدة أخرى بأن إسرائيل والولايات المتحدة تبتزان السعودية في إطار اتفاق التطبيع المتبلور وتضغطان عليها بقبول برنامج نووي سلمي تحت إشراف وإدارة أمريكية، ومنع السعوديين من أي دور في تخصيب اليورانيوم، في وقت تسلمان، رغما عنهما، بتحول إيران إلى دولة على حافة قدرات نووية.

وأضاف أن مصالح الدول الإستراتيجية تتحقق بقدر كبير من التدافع واستعداد للمخاطرة وليس عبر الرهان على فائض خيارات القوى الدولية والإقليمية.

وناشد الداعية جهاد حلس، الفلسطينيين قائلا: "حتى لو تخلى كل الناس عنكم يا أهل فلسطين، وحتى لو طبع كل العالم مع الاحتلال الظالم!! فلا تحزنوا، ولا تضيقوا صدراً، ولا تشعروا بالخذلان، واعلموا أن الله يريد أن يتولى أمركم، فمن كان الله معه فلا يضره لو تركه الجميع، وكفى بالله ولياً وكفى بالله نصيرا".

أكاذيب المطبعين

وسخر ناشطون من ترويج البعض بأن الأنظمة متمسكة بحقوق الفلسطينيين وأن تطبيعها مع الاحتلال يخدم قضيتهم، مشيرين إلى تصاعد العدوان الإسرائيلي وشراسته منذ بداية تطبيع الأنظمة العربية مع الكيان.

وأوضح المتخصص في الشؤون الإسرائيلية سعيد بشارات، أن خلال خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك كانت بالونات حارقة تنطلق من غزة، مما أدى إلى نشوب حرائق في مجلس أشكول، بحسب ما أعلنه جيش العدو الإسرائيلي. 

وأفاد بأن الإعلام الاسرائيلي ذكّر أنه في الماضي حكومة نفتالي بينيت قررت أن "البالون يعتبر صاروخا" وهاجمت غزة بعد انفجار بالونات حارقة في مستوطنات محيط قطاع غزة.

وكتبت المغردة فاطمة: بسبب ردة فعل بعض المرتزقة والأغبياء على التطبيع السعودي مع الكيان بأن "شروط" الرياض للتطبيع "تحسّن" أوضاع الفلسطينيين، يجب التذكير بكذبة "شروط" الإمارات بوقف الضم التي طبل لها البعض، لكنها كانت كذبة، ما لبثت أن فضحت بعد اعلان نتنياهو بـ"حق" الكيان بالاستمرار بقضم وضم الضفة.

وأكدت ريم الدوسري، أن التطبيع مع إسرائيل يعني تجاهل معاناة الفلسطينيين وانتهاكات حقوق الإنسان.

استياء وغضب

وهاجم ناشطون ولي العهد السعودي، وعدوه شريكا في توسع الاحتلال الإسرائيلي وتجبره.

وبارك صاحب حساب نحو الحرية، لمحمد بن سلمان، مشاركته في توسيع رقعة الاحتلال.

وأشار داود البصري، إلى أن توقيت عرض لقاء محمد بن سلمان لمقابلته مع فوكس نيوز أتبعه في اليوم التالي كلمة نتنياهو في الامم المتحدة وفي الحالتين كان ملخص قول الزعيمين هو اقتراب لحظات الإتفاق التاريخي بينهما!!.

وقال إن كل شيءٍ يجرى بدرجة عالية من التنسيق والسلاسة في الإخراج وفي الممارسة وهنالك تفاصيل صغيرة أخرى يتم العمل على صياغتها بعد أن تمت تهيئة الأمور وتعبيد الطريق لإعلان الحدث الكبير.

ولفتت نادية السودانية، إلى أن نتنياهو تكلم حول التطبيع مع السعودية، كما تحدث ابن سلمان أيضا حول هذا الموضوع.

وقالت إنهم يريدون تهيئة الأمور لتطبيع جميع الدول العربية بالأخص السعودية حتى لا تكون القضية الفلسطينية أكبر قضية في العالم الإسلامي.