مع ابتعاد بايدن وابن سلمان.. قناة عبرية: موقف نتنياهو ضد "نووي" إيران يتعقد

12

طباعة

مشاركة

رأت قناة عبرية أن موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إزاء تطوير إيران برنامجها النووي، يتعقد باستمرار، مع تحفظات الرئيس الأميركي جو بايدن وولي العهد السعودي محمد بن سلمان من حكومته اليمينية المتطرفة.

ولتوضيح مدى صعوبة الوضع، لفتت "القناة 12" إلى التقارير المتداولة عن قرب توقيع اتفاق نووي جديد بين طهران وواشنطن، فضلا عن عملية التقارب التي تنخرط فيها إيران مع دول المنطقة، وعلى رأسها السعودية ومصر.

اتفاق نووي جديد

وذكرت القناة العبرية أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن نفى مؤخرا التقارير التي تفيد بأن "الولايات المتحدة وإيران في طريقهما إلى اتفاق نووي"، مدعيا أنها "غير دقيقة".

وقالت إنه "من المهم توضيح أن الولايات المتحدة لا تسعى جاهدة بالفعل لتوقيع اتفاقية مع إيران، ولا تحاول حتى العودة إلى الاتفاقية النووية التي تخلى عنها الرئيس السابق دونالد ترامب في عام 2018".

وأتبعت: "وإنما هي عملية تشكيل تفاهمات غير رسمية وغير مكتوبة، والتي تلتزم جميع الأطراف بها".

وأوضحت أن "المهم بالنسبة للولايات المتحدة هو تجميد الوضع الحالي، أي أن تظل إيران دولة ذات عتبة نووية، لكنها لا تتجاوز عتبة التخصيب البالغة 60 بالمئة".

وترى أن مثل هذا التجميد "سيمنع نشوب صراع محتمل بين إسرائيل وإيران في المدى القريب، كما أنه سيساعد إدارة بايدن على الوصول إلى انتخابات 2024 بسلام".

من ناحية أخرى، تشير القناة إلى وجود عدة قضايا يتم التعامل معها في نفس الوقت.

فبجانب المسألة النووية، تتعهد إيران بإعادة إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية والإفراج عن الأسرى، بالإضافة إلى وقف هجماتها على القوات الأميركية في المنطقة. 

وعلاوة على ذلك، تذكر أنه "توجد مناقشات حول قيود توريد الأسلحة الإيرانية لروسيا، مثل الصواريخ الباليستية". 

وفي مقابل ذلك، ستفرج الولايات المتحدة عن أموال إيران المجمدة في بنوك كوريا الجنوبية واليابان والعراق، والتي تُقدر بحوالي 20 مليار دولار. 

في الوقت نفسه، تلفت القناة إلى ما أسمته "عملية تدفئة العلاقات"، التي تقوم بها إيران مع دول المنطقة، وعلى رأسها السعودية ومصر.

حيث يتزايد الضغط على الحكومة الإيرانية للخروج من صورة "الدولة المتمردة في المنطقة"، وفق القناة.

وأتبعت: "والآن على وجه التحديد، وبعدما أظهرت إيران قدراتها وأصبحت في وضع جيد، من الممكن أن تكون طهران مرنة في مسألة إعادة قبولها في المنطقة وتخفيف التوترات مع الغرب".

وبشأن موقف الغرب من إيران، تقول إنه "منذ أن بدأت إيران تزويد روسيا بالسلاح في الحرب ضد أوكرانيا وقمع الاحتجاجات بوحشية في طهران، أصبح الغرب أكثر عدائية تجاهها، حتى بين الأوساط الديمقراطية".

ولتخفيف حدة هذه المعارضة، تذكر القناة أن "إدارة بايدن ستحاول تأطير الخطوة وإظهارها في شكل تفاهمات غير رسمية".

موقف صعب

تشير القناة العبرية إلى أن "إسرائيل ليس لديها خيارات كثيرة في هذا الوقت، لا سيما في ضوء موقف إدارة بايدن من الحكومة الإسرائيلية الحالية". 

فبسبب أنشطة إسرائيل في الضفة الغربية والقدس خلال الأشهر الأخيرة، مثل الاعتراف بمستوطنات جديدة وإلغاء قانون الانفصال في الضفة الغربية وبالطبع الترويج لعملية الإصلاح القضائي المثيرة للجدل، أصبحت الحكومة الإسرائيلية تمثل إشكالية بالنسبة للأميركيين. 

وإثر ذلك، تعتقد القناة أنه "ليس من قبيل الصدفة أن رئيس الوزراء نتنياهو لا يزال ينتظر دعوة إلى البيت الأبيض، بينما يتوجه وزير الدفاع يوآف جالانت إلى بروكسل للقاء نظيره الأميركي ومناقشة الملف النووي الإيراني".

وتلفت إلى "الاختلاف الواضح في رد فعل إسرائيل اليوم مقارنة بأيام توقيع الاتفاق النووي، حيث كان نتنياهو قد اتخذ في عام 2015 في مجلس النواب الأميركي موقفا متشددا مخالفا لموقف الرئيس السابق باراك أوباما".

ومع ذلك، تذهب القناة إلى أن "إسرائيل تبلي بلاءً حسنا بعدم استفزاز نفس المعارضة الشعبية واستخدام الحوار المتشدد، متجنبة بذلك تعميق الأزمة القائمة مع الأميركيين". 

وترى أنه "من الصواب دراسة بديل واقعي والبحث في ما إذا كان لدى إسرائيل بدائل فعالة لوقف استمرار تقدم الإيرانيين في مسألة الطاقة النووية". 

وتقول القناة العبرية إنه "في حال تم التوقيع على التطبيع الإسرائيلي السعودي، ستكون صفقة ثلاثية بمشاركة مركزية من الولايات المتحدة، وهي صفقة محفوفة بالصعوبات". 

وعلى غرار المفهوم القديم بأن "الطريق إلى واشنطن يمر عبر إسرائيل"، تشير إلى أن المفهوم اليوم، من وجهة نظر إسرائيل، هو أن "الطريق إلى السعودية يمر عبر واشنطن". 

التطبيع مع السعودية

وبشأن اتفاقية التطبيع هذه، تذكر القناة العبرية أن " السعودية قدمت إلى الولايات المتحدة قائمة مطالب طموحة تحتوي على أربعة بنود رئيسة".

وأوضحت: "حيث طالبت بضمانات أمنية ضد التهديدات الإيرانية واتفاقية تجارة حرة وأسلحة متطورة مثل مقاتلات "إف-35" دون قيود غير ضرورية وبرنامج نووي مدني ضمن المعايير المعتمدة لإيران". 

وتقول إن "هذا الهدف، أي اتفاقية التطبيع، ليس على رأس أولويات السعودية، رغم أنها ستكون سعيدة بالتطبيع مع إسرائيل".

وفي هذا الإطار، تسلط القناة الضوء على محاولة محمد بن سلمان لإعادة ترسيخ القوة الإقليمية للسعودية ووضعها كدولة رائدة. 

ولهذه الغاية، يعمل على تخفيف حدة التوتر مع إيران وبناء قوة عسكرية وسياسية، وسيطالب إسرائيل بتغييرات كبيرة في القضية الفلسطينية من أجل توحيد الدول العربية خلفه، بحسب ما ذكرته القناة العبرية.

كذلك لفتت إلى أن "الولايات المتحدة مهتمة بتشجيع التطبيع الإسرائيلي السعودي، خاصة إذا كان سيساعدها على ضمان انخفاض أسعار النفط وتحسين الوضع في الساحة الإسرائيلية الفلسطينية".

كما الوضع مع إيران، تذكر أن "إسرائيل ليس لديها سوى القليل من الخيارات أمام السعودية".

وفي هذا السياق، توضح أن "الاتفاق بين السعودية وإيران قلل من التهديد العسكري المباشر للمملكة، بما في ذلك من اليمن، وهو ما قلل من الحاجة الملحة لمساعدة إسرائيل في تحسينات الدفاع الجوي". 

بالإضافة إلى ذلك، أصبح نفوذ الحكومة الإسرائيلية الحالية في الكونغرس محدودا، وبالتالي فإنها غير قادرة على حشد دعم واشنطن لتمرير محتوى الصفقة التي ستصوغها إدارة بايدن، وفق القناة العبرية.

وفوق كل شيء، تعتقد القناة أن "الحكومة الإسرائيلية الحالية ستجد صعوبة بالغة في تلبية المطالب السعودية بشأن القضية الفلسطينية".

وفي الختام، تشدد على حقيقة أن "هذه الفترة ذات أهمية حاسمة للأمن القومي الإسرائيلي، لا سيما مع التحولات التي تحدث في القضيتين الرئيستين اللتين حددهما نتنياهو لحكومته؛ وهما احتواء الطاقة النووية في إيران وتعزيز العلاقات مع المملكة السعودية". 

وتعتقد أن هذه الفترة هي "فترة من التغييرات المعقدة في الواقع الإستراتيجي، والتي تتطلب تغييرات مقابلة في الإستراتيجية الإسرائيلية".

وترى أنه "من الأفضل للحكومة الإسرائيلية أن تنحي جانبا انشغالها بالترويج للثورة القانونية، وأن تتجه إلى التعامل مع المصالح الوطنية لإسرائيل".