رغم حاجته الماسة للدولار.. لماذا يعجز السيسي عن حماية السياح من سمك القرش؟

12

طباعة

مشاركة

منذ يومين، لم تهدأ حادثة التهام سمكة قرش لسائح روسي قبالة سواحل مدينة الغردقة المصرية المطلة على البحر الأحمر، وسط اتهامات متزايدة للنظام المصري بالتهاون في حل هذه المشكلة المستمرة منذ سنوات.

وحمل ناشطون على تويتر وزارتي البيئة والسياحة كامل المسؤولية عن الواقعة، مستنكرين غياب دور النظام خاصة قطاع المحميات في إدارة الأزمة.

وزارة البيئة أعلنت في 8 يونيو/حزيران 2023، وقوع هجوم من سمكة قرش من نوع تايجر شارك على أحد رواد شاطئ الغردقة ما أدى إلى وفاته، وأوقفت على إثره أنشطة الرياضات المائية بنطاق المنطقة الواقعة بين منتجع الجونة وحتى الحد الجنوبي لخليج أبو سومة.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يظهر فيه استغاثة الشاب الروسي بعد هجوم سمكة القرش عليه، ومحاولته الفرار منها.

وبدورها، أكدت وسائل إعلام روسية أن الضحية روسي الجنسية في العقد الثالث من العمر.

ونقلت وكالة "تاس" عن القنصل العام لروسيا في الغردقة فيكتور فوروباييف قوله: "قرابة الساعة الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي (12:00 ظهرا ت غ)، وقع هجوم من سمكة قرش قبالة ساحل دريم بيتش" وسط الغردقة، ما "أدى إلى وفاة مواطن روسي هو ف. ي. بوبوف المولود عام 1999".

الناشطون على تويتر، استنكروا التعتيم الإعلامي المصري، وأعربوا عن استيائهم من تلميح صحفيين محسوبين على النظام، ومسؤولين، إلى أن الحادث مفتعل.

وقد أشار هؤلاء ومن بينهم الإعلامية هالة سرحان ونقيب صيادي دمياط في مصر أحمد المغربي، إلى مسؤولية السعودية عن ذلك، ما عده مغردون هروبا من تحمل المسؤولية وتسترا على المسؤولين الحقيقيين.

وكتبت سرحان على حسابها في تويتر، إن القرش جرى إرساله عمدا لضرب السياحة المصرية ومصدر دخل أجنبي انتعش.

فيما قال المغربي إن سبب اقتراب سمكة القرش مرتبط بإلقاء أضاحي الحج النافقة خلال نقلها إلى السعودية في البحر الأحمر مما يحفز حواس الأسماك ويجعلها تقترب من السواحل.

وأشار في هذا السياق إلى أن أسماك القرش توجد بكثرة قرب الشواطئ والطرق المؤدية إلى السعودية.

وأكد نقيب الصيادين أنه في هذه الأيام مع ارتفاع درجات الحرارة تتغير سلوكيات بعض الحيوانات المفترسة وخاصة القروش، وتقترب من السواحل أكثر في فصل الصيف -بحسب تصريحاته لقناة القاهرة 24.

وسخر ناشطون على تويتر عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #سمكة_القرش، وغيرها، تغريدة هالة سرحان، مما دفعها لحذفها، واستهجنوا تحميل السعودية مسؤولية الواقعة، لافتين إلى أن نقل أضاحي موسم الحج لم يبدأ. 

وبرز حديثهم عن دور المسؤولين عن السياحة والبيئة في تأمين الشواطئ وعدم وجود دوريات هليكوبتر أو قوارب لإسعاف المصابين ولا خفر سواحل ولا فرق إنقاذ ولا مراقبة للشواطئ، بالإضافة إلى عدم وجود حواجز لحماية السائحين وشباك تفصل بين البشر والأسماك المفترسة.

وأعرب ناشطون عن غضبهم من الطريقة العنيفة وغير الإنسانية التي تعامل بها الصيادون مع القرش بعد اصطياده، وتساءلوا عن دور جمعيات حقوق الحيوان مما حدث، معلنين ترقبهم الإجراءات التي ستتخذها الحكومة المصرية حيال تلك الواقعة المتكررة.

تعذيب مرفوض

وتفاعلا مع الأحداث، أشار الصحفي والإعلامي أحمد عطوان، إلى أن الصورة التي تناقلتها وكالات الأنباء للاعتداء على سمكة القرش التي قضمت السائح الروسي في الغردقة بعد استخراجها من المياه كانت أقسى ألما وانزعاجا في الغرب بعد بشاعة الحادث.

وقال: "بدلا من محاسبة أنفسهم لعدم اتخاذ تدابير منع اقتراب القروش من الشواطئ انهالوا بالضرب والاعتداء على السمكة الرهينة".

ووصفت الصحفية مها سراح، فيديو الغردقة وما لحقه من تصرفات بتعذيب القرش بالمؤلم، قائلة: "لو الناس دي مقتنعه أنهم بمعاقبة السمكة وتحميلها المسؤولية يبقى بيجيبوا حق الراجل دي مشكلة".

وعرض أحد المغردين، مقطع فيديو يظهر تعذيب سمكة القرش، قائلا: "لم أستوعب للآن لماذا يعذبون السمكة!!؟ مفترض أن من يشاهد تعذيبها هم الأسماك وليس البشر كي يرتدعوا عن أكل اللحم ويتجهوا للخضراوات!!؟".

وأضاف: "هذه غريزتها وفطرتها.. جائعة فأكلت، هي لم ترتكب أي جريمة، أنت من ترتكب الجريمة بتعذيبها وقتلها، وإن لم تكن جائعا لا يجوز لك قتلها".

وتساءلت نادين: "القرش لما حضرتك تعنفه هيفهم غلطه مثلًا لأنه أكل الزبائن؟ طفل صغير يعني عشان تقوله كخة ف يقولك أنا آسف؟ هو ايه ده يا جماعة! ايه الجنان ده بجد؟ فين بتوع حقوق الحيوان عشان يتدخلوا؟"

كما تساءلت المغردة إسراء: "هو فين جمعية حقوق الحيوان من اللي حصل ف سمك القرش ده المفروض كل شخص ضربه يتحاسب على كدة".

وقالت: "سمك القرش مخلوق شرس وهذه طبيعته وغريزته وبيئته اللي احنا كـبشر بنروحله فيها برجلنا كان ممكن بعد ما اصطده تطفحه وتسكت مش تعذبه".

مسؤولية الدولة

وانتقد ناشطون تحميل الخراف مسؤولية عدوانية أسماك القرش، وحملوا وزارة البيئة والسياحة المصرية كامل المسؤولية، وتحدثوا عن الإجراءات الواجب اتباعها لتفادي مثل هذه الحوادث.

ورفض المغرد القاسم اتهام السعودية بالوقوف وراء كارثة سمكة القرش، قائلا: "يلعن أم الهبد.. معروف البحر الأحمر من أكبر البحار (الموبوءة، والملغمة) بأسماك القرش القاتلة، وعلى طول الساحل الغربي للمملكة فيه لوحات تحذير وتنبيه، ليش حضراتكم ماتطبقونها؟!!، ولا جيدين برمي التهم والفشل على غيركم".

وقال العكام: "غريب أمر المصريين بتلميحهم أن السعودية هي السبب وراء التهام القرش لسائح روسي بهدف ضرب السياحة المصرية".

وأضاف ساخرا: "جميع دول المحيط يجعلون السعودية سبب أي نكسة أو أزمة يمرون فيها، شوي ويقولون القرش يحمل الجنسية السعودية".

وأكد خالد العريفي، أن هجوم القرش على سائح في الغردقة، مسؤولية البلد المستضيف، وأن المنطقة التي يروّج لها سياحيا، يُفترض أن تكون مهيئة لاستقبال السائحين، على اختلاف مشاربهم، ويكون عنصر الأمن والسلامة على هرم الأولويات.

وقالت دعاء محمود، إن المسؤول عن حادثة سمك القرش التي تتكرر كل سنة هي وزارة البيئة، لكن سيادة اللواء عمره ما هيقول الحقيقه لسبب بسيط إنهم جهلة وعائمون في الفساد وكل ما يقال عنها تجارب وتكهنات وخبرات من الصيادين والغواصين وهتتكرر كل سنة ولا عزاء للسياحة في مصر.

وبين الصحفي والكاتب أحمد فرغلي، أن موضوع السمكة به إهمال متكرر في الأماكن المحتمل وجود القرش فيها، متسائلا عن أسباب عدم وجود احتياطات في هذه الأماكن، وتحذير السائحين؟، وقال: "احتياطات بسيطة يمكن تجنبنا هذه الحوادث البشعة".

ودعا فرغلي إلى تحديد المناطق التي يوجد فيها سمك القرش والتي تعد خطرة، ويجب تجنبها، والفصل بينها وبين البشر بواسطة شباك.

كما دعا إلى تطوير طاردات أسماك القرش المغناطيسية والحساسة للكهرباء، والتي تستخدم لإبعاد خطرها، والمراقبة والتعليم وإيجاد حلول مختلفة القائمة على التكنولوجيا.

وأشار الصحفي صلاح بديوي، إلى أن الدوائر السياحية في العالم كله تتحدث عن خطورة سمك القرش في مصر، على إثر ابتلاعه لأحد السياح الروس بجنوب سيناء، ويتوجب عمل حواجز على الشواطئ.

وقال محمد الفقيه: "إذا تكررت هجمات القرش في البحر الأحمر المفروض إجراء عمل أبحاث لتبين سبب تكرارها".

وأشار إلى أنه في حالة قرش الغردقة لم نجد العلماء، بل ظهر جهال حللوا وفصلوا ليس لهم في الموضوع أي قيمة، يعني بتتكرر الهجمات.

ولفت عبدالله الطويلعي، إلى أن القرش يهاجم السباحين على الشواطئ في كثير من دول العالم، ولكن هذه الدول تحل المشكلة بشكل جذري، بعمل إجراءات دائمة لحماية الشواطئ وليس كما يفعل البعض بتحميل الخراف في كل مرة المسؤولية ومن عشرات السنين على هذا الحال.

سلوكيات مروعة

وأعرب ناشطون عن امتعاضهم من الطريقة التي تعامل بها الصيادون المصريون مع سمكة القرش.

وقال السياسي عمرو عبدالهادي، إن مشهد سمكة القرش وهي بتضرب بعد اصطيادها عشان أكلت الزبون كفيل يخليك تهاجر وتتقبل هجرتك.

وأضاف: "لكن الأهم من كده إن احنا إزاي بنقول للشرطة متضربش الحرامي أو القاتل لما تمسكه وتروح تحاسبه بالقانون والشعب لما مسك سمكة طلع عين أبوها ضرب وهي لا بتتكلم ولا بتنطق ولا فاهمة حتى بتضرب ليه".

وأكد المغرد هواري، أن سلوكيات المصريين في حادث الغردقة أخطر من فعل القرش نفسه وتأثيره على السياحة سلبي أكثر، مشيرا إلى وجود أجهزة طرد قروش على شكل أسورة للمعصم أو الكاحل تعمل بنفس طريقة المغناطيس بس بالنبضات الكهربائية، لكن الجمارك تمنعها لسبب مجهول.

وكتب المغرد ميما: "الحقيقة أن ضرب سمكة بعد ما تم اصطيادها ومرمية على الأرض ده الرد الفعل المنطقي جدا للثقافة الشعبية بتاعتنا.. أنت كنت فاكر هنجيب علماء تدرس سبب وصول القرش للشواطئ أو إزاي نقدر ندرس حركة الأحياء البحرية عندنا مثلا؟.. نضرب أم السمكة اللي هتضربلنا السياحة عشان باقي السمك يحترم نفسة طبعا"، وفق تعبيره.

ورأى الإعلامي محمد فارس تمان، أن فكرة الانتقام من القرش أو الشعور بعدائية تجاهه أمر غير منطقي لأنه من سلسلة المفترسات العلوية زي الأسود وغيرها، وهذه غريزتها الفطرية. 

وقال المغرد بيتر، إن "أحقر حاجة حصلت في القصة دي كلها هو تعامل الصيادين مع القرش واللي تأثيره السلبي أكبر بكتير من تأثير هجوم القرش على السائح، الجهل اللي عندنا بقى مخيف لدرجه كبيره!".

ووصف أحد المغردين، الفيديو بالمرعب، ويؤثر على السياحة ويحدث فوبيا لناس كثير، مشيرا إلى استحالة طلوع القرش على الشاطئ والمهاجمة إلا إذا في سبب.

ورأى أن الموضوع يحتاج تفسيرا وحلا من المسؤولين، متسائلا عن أسباب عدم وجود لانش إنقاذ سريع على الشواطئ؟