فخر العرب الحقيقي.. هكذا نعت ناشطون منفذ عملية الحدود المصرية الإسرائيلية

12

طباعة

مشاركة

وسط عجز النظام المصري برئاسة عبدالفتاح السيسي، عن الإفصاح عن اسم الجندي منفذ العملية الفدائية على الحدود، والتي أسفرت عن قتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة رابع، كشف الكيان المحتل وجيشه وإعلامه النقاب عن التفاصيل.

إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي (حكومية) أفادت بأن الجندي المصري الذي نفذ الهجوم على الحدود فجر 3 يونيو/حزيران 2023، هو محمد صلاح ويبلغ من العمر 22 عاما، ونفّذ العملية تضامنا مع فلسطين حيث تدل منشوراته بحسابه على "فيسبوك" على ذلك.

وأوضحت أن صلاح من محافظة القليوبية، وتجنّد في الجيش خلال يونيو/ حزيران 2022 وعمل كشرطي على الحدود مع إسرائيل، مشيرة أن تل أبيب سلمت القاهرة جثمانه في 5 يونيو 2023.

فيما أكدت وسائل إعلام مصرية معارضة أن "قوات أمن النظام تحتجز شقيق الشهيد محمد صلاح وعمه وعددا من أصدقائه وتصطحبهم لمكان غير معلوم، بالإضافة إلى التحفظ على مقتنياته الشخصية".

ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية بعد أقل من 48 ساعة على الواقعة، ما قالت إنها صورة وهوية الجندي، كما تداولت مواقع وقنوات عدة صورته، وسط صمت وتعتيم وتجاهل مصري رسمي مريب، دفع ناشطين على "تويتر" للإعراب عن استيائهم منه.

وواصلوا حفاوتهم بالعملية ومنفذها لليوم الثالث على التوالي، عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #محمد_صلاح، #فخر_العرب_الحقيقي، وغيرها، مستنكرين دفنه بلا تغطية إعلامية وبسرعة وتعتيم من الجهات الرسمية المسؤولة.

وترحم سياسيون وكتاب ومحللون وناشطون ومثقفون على صلاح، ونعتوه بـ"فخر العرب الحقيقي"، متداولين صورا من تدوينات سابقة له على صفحته في "فيسبوك" إبان العدوان على غزة في 19 مايو/ أيار 2021، قال فيها: "الله يقف مع فلسطين" مرفقة بعلم فلسطين، وشاركها على وسم #GazaUnderAttack.

ولفتوا إلى أن عملية الجندي المصري أظهرت الخرق الأمني الكبير وغير المتوقع بترسانة السيسي رغم قبضته الأمنية، وتؤكد أن الحدود مع مصر باتت نقطة ساخنة كغزة تضاعف أزمات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.

وأشار ناشطون إلى أن العملية مثلت ضربة قوية لمسار التطبيع الذي يفتخر به نتنياهو وعملاؤه، وأثبتت أن الشعوب منفصلة تماما عن الأنظمة رغم محاولات إظهار العكس.

نعي ورثاء

وتفاعلا مع الأحداث، عرض رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، صورة الشهيد محمد صلاح إبراهيم، قائلا: "المجد والخلود للشّهداء الأبرار".

وقال عضو المكتب السياسي لحماس، صلاح البردويل، إن "فرحة أبناء الأمة بمعرفة اسم الشهيد البطل الجندي المصري محمد صلاح لم تزدهم إعجابا ببطولته، وإنما هو التعطش لمعرفة اسم البطل الذي عشقوا صفاته من لحظة إقدامه للثأر لدماء المسلمين ومقدساتهم!".

وأضاف: "كلهم كانوا قد أيقنوا في قرارة أنفسهم أنه محمد بما يعنيه الحمد، وكلهم أيقنوا أنه رمز للصلاح بما نوى وخطط ونفذ وحارب الظلم والفساد، فكان اسمه شبيه مسماه"، مؤكدا أن "هذا الجندي المصري سيظل بطلا تتغنى به الأجيال، وقد عرفه الله قبل أن نعرف نحن اسمه".

صمت مصري

واستنكر ناشطون تجاهل السلطات المصرية للأحداث وعدم تأكيدها أو نفيها أو تصحيحها أي من المعلومات المعلنة من جانب الاحتلال عن منفذ العملية، وعدم تعاملها معه على النحو المفترض، مؤكدين أن هذا التعامل دون المستوى مع الحدث كان له آثار عكسية.

وأكد المسؤول السابق في وزارة الصحة المصرية، مصطفى جاويش، أن "الغموض حول الجندي المصري زاد من قدره عند المصريين على عكس ما يريدون له"، قائلا: "ننتظر من المتحدث العسكري المصري أن يعلن اسمه ورسمه ووسمه".

وأعرب الطبيب المصري يحيى غنيم، عن سعادته بفشل كل محاولات التعتيم والتلفيق والتعليق، وتبين -كما قالت إذاعات العدو- أن البطل المصري منفذ عملية العوجة هو فخر العرب الحقيقي محمد صلاح، وأنه متدين، يحمل مصحفا وخطط لعمليته.

وقال ساخر: "لا تجار مخدرات ولا يحزنون، والبئيس أن الأمن الوطني والمخابرات الحربية يحققان مع أهله ورفقائه"، مؤكدا أن في "دولة السيسي لا مكان للشرفاء ومحبى مصر، إنما التقديم والتلميع للمتصهينين والقوادين".

ورأى السياسي والحقوقي المصري، أسامة رشدي، أن "السيسي لا يهين الإعلام المحلي فقط الذي كمم فاه وأجبره على ترديد البيان الرسمي ولا كلمة زيادة، بل وجعل مصر والمصريين أضحوكة في الإعلام الصهيوني والدولي وأكد المستور بأنه نظام استبدادي مرتبك وفاقد للأهلية".

وأشار إلى أن "السيسي يعتقد أن بياناته الملفقة عنوان الحقيقية ويتجاهل أننا في عالم مفتوح وجعل العالم كله ومنهم المصريون يستقون البيانات والمعلومات عما حدث على حدود بلادهم من الجانب الآخر الذي يتمتع إعلامه بالحرية ويتمتع المسؤولون فيه بالمسؤولية تجاه شعبهم".

وقال رشدي: "مصر يا سادة لم يعد فيها إعلام ولا برلمان ولا حكومة، وجيشها وأجهزتها مختطفة من عصابة تتخبط في الجهل والعمالة، السيسي جرف مصر تماما ولم تعد تمتلك حتى مقومات الدولة". 

فخر العرب

وأطلق ناشطون على الجندي المصري ألقابا عدة أبرزها: "فخر العرب الحقيقي"، و"أسد مصر"، و"قاهر العدو الإسرائيلي"، و"رافع رأس العرب والمسلمين والمصريين"، مشيرين إلى أن بوصلته كانت موجهة إلى فلسطين.

ونعت الناشط في المجال الإغاثي الخيري، محمد سعيد نشوان، منفذ عملية الحدود المصرية بـ"الفارس الهُمام، فخر العرب الحقيقي".

ووصف الناشط الفلسطيني رضا ياسين، الجندي محمد صلاح، بأنه "فخر العرب". وترحم الناشط الفلسطيني محمد المدهون، على الشهيد البطل فخر العرب الحقيقي محمد صلاح، قائلا إن "هذا النعي والالتفاف الجماهيري الضخم حول الشهيد في مصر والوطن العربي أجمع يذكرني دائما بمقولة نتنياهو الشهيرة بأن مشكلة إسرائيل ليست مع الأنظمة وإنما مع الشعوب التي تحمل الكراهية لنا".

وخاطب صهاينة العرب قائلا: "طبعوا كما تشاؤون فإن بوصلة الشعوب يرسمها صلاح وأمثاله من الرجال الأحرار، فإن التطبيع لن يغير من حقيقة أن هذا الاحتلال إلى زوال إن شاء الله!".

وعلق الكاتب رضوان الأخرس، على صورة صلاح، قائلا "هذا سليل المجد، سليل عزالدين القسام وعبد القادر الحسيني، ورجال السادس من أكتوبر، حفيد الفاروق وابن الوليد وصلاح الدين، وأخو الشهداء في بحر البقر ودير ياسين وقانا ورفح".

وأشار إلى أن "صلاح ابن الصعيد الباسل وسيناء والقاهرة والمنصورة وحفيد أبطال السويس، وحبيب القدس والأقصى، شهيد فلسطين والأمة".

وترحم الداعية الإسلامي والناشط الاجتماعي، وائل الزرد أبو حسام، على صلاح، ووصفه بـ"أسد مصر".

وبرز حديث ناشطين عن تأثير العملية الفدائية التي نفذها الجندي محمد صلاح على الاحتلال الإسرائيلي، وبشروا بزوال الكيان وعودة الأرض الفلسطينية لأهلها، معربين عن سعادتهم بمنفذ العملية وانتمائه وخلفياته، وشماتتهم في المحتل.

وعلق رسام الكاريكاتير، عمار آغا القلعة، على الدعوات الإسرائيلية لتشديد الحراسة على الحدود مع مصر لمنع وقوع حوادث مشابهة، قائلا إنه يعني أن "على الحكومة المصرية حمايتنا من الشعب المصري، فهذه هي مهمتها الأساسية".

وقال الكاتب والمحلل السياسي عبدالله العقاد، إن "من أعتقد أن (إسرائيل) يمكن أن تكون كيانا طبيعيا فقد أساء الظن في عقله"، مؤكدا أن "الكيان الصهيوني عبارة عن هجين غير قابل للحياة إلا في ظروف غير طبيعية يجري استدامتها بشكل مُكلف وشاق، كالعيش على سطح زحل".

وأضاف: "لذلك، سينتهي الكيان على نحو مفاجئ وكارثي جزاء بما كسب ونكالا من الله".

وأشار الإعلامي والباحث في الشؤون الإسرائيلية، سلطان العجلوني، إلى أن "من يفهم العقلية الإسرائيلية ويعلم ما هي عقدة مصر يعرف سبب الرعب في الكيان المختل من كل نفس حر يهب من مصر"، موضحا أنها "مرتبطة بذاكرتهم الجمعية بالعبودية والتيه والذل، بعكس فارس المرتبطة بذاكرتهم بانتهاء السبي وبناء الهيكل المزعوم". وتحت عنوان "عين شمس الشرقية.. مصنع الرجال"، كتب الصحفي أحمد حسن الشرقاوي: "منطقة عين شمس شرقي القاهرة تقطنها نسبة كبيرة من أبناء محافظة الشرقية ممن هاجروا (..) ليستقروا في هذه الضاحية التي تتوسط المسافة بين أماكن أعمالهم المختلفة من ناحية، ومناطق نشأتهم ومستقر عائلاتهم بمحافظة الشرقية من ناحية أخرى".

وأضاف: "لذلك، وطالما هو من أبناء عين شمس الشرقية، فإن لدي إحساس بأن صلاح شرقاوي الأصل، مثله مثل البطلين سليمان خاطر وأيمن حسن.. ذرية بعضها من بعض!"، قائلا: "سواء كان شرقاويا أو صعيديا، هو في الآخر: مصري عربي مسلم".

ذكرى النكسة

وذكر ناشطون بأن العملية الفدائية لصلاح تمت في ذكرى نكسة 1967 التي استولى الاحتلال الإسرائيلي عقبها على الضفة الغربية وقطاع غزة، مؤكدين أن الجندي المصري نفض بعمليته غبار العار وأعاد الأمل والكرامة للمصريين والفلسطينيين.

وتوقع أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر، محمد مختار الشنقيطي، أن الشهيد صلاح، تعمد أن تكون عمليته الفدائية البطولية متزامنة مع الذكرى المريرة لهزيمة يونيو/حزيران 1967، وأراد أن يقول للعدو الصهيوني: "لنا كرَّة وإن طال الزمان؟".

وذكر الباحث في الشأن الإسرائيلي، صالح النعامي، بأن "عملية الجندي المصري البطولية جاءت قبل يومين من حلول ذكرى حرب 67، التي أمر فيها قائد لواء شكيد الصهيوني بن اليعزر، جنوده بقتل مئات الأسرى المصريين بحجة أنه لا يوجد حافلات لنقلهم خارج ساحة المعركة".

وقال: "لذا لا يحتاج المصري أن يكون جهاديا حتى يفعل كما فعل هذا الجندي البطل".

وأكد السياسي الفلسطيني، فايز أبو شمالة، أن "الجندي المصري البطل لم يعد مصري الجنسية، ولا هو عربي الانتماء، بل صار أمميا، وقد دق أبواب الحرية، وشق طريق الانتصار، وهو يحطم جدران هزيمة 67، ويقتلع سياج الانكسار".

ورأى أن "الجندي المصري صار آية في مصحف الإرادة العربية، وأقبل كالنهار".