بعد ترشحه لرئاسيات أميركا.. هل رون دي سانتيس قادر على الإطاحة بدونالد ترامب؟
تحدثت صحيفة إسبانية عن حظوظ المرشح الأميركي، رون دي سانتيس، في السباق الجمهوري نحو الرئاسة 2024 وإمكانية تفوقه على زميله في الحزب والرئيس السابق دونالد ترامب من عدمه.
وقالت صحيفة لاراثون، إن حاكم فلوريدا، رون دي سانتيس، أعلن رسميا ترشحه لخوض السباق الجمهوري وتسمية مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية الأميركية.
وبعد أن قدم نفسه لبعض من الوقت على أنه منافس لترامب، انضم دي سانتيس أخيرا إلى سباق الجمهوريين نحو تسمية مرشح لانتخابات 2024.
أما السؤال الذي يطرح نفسه في هذه المرحلة فيختزل في ما إذا كان قادرا على انتزاع لقب (المرشح الجمهوري) من ترامب.
في هذا السياق، ناقش جاستن وايتلي هولمز، أستاذ العلوم السياسية في جامعة شمال أيوا، إمكانات دي سانتيس في حوار له مع لاراثون.
وأوضح الخبير أن "استطلاعات الرأي الأخيرة تزيح الستار عن حقيقة أن المرشحين المحتملين الآخرين قد حصلوا على نسب من نوايا التصويت لم تتجاوز خمسة بالمائة"، وهنا يملك دي سانتيس حظوظا كبيرة بين القوى المناهضة لترامب.
انتزاع المنصب
قال جاستن وايتلي هولمز إن "دي سانتيس يعد في وضع أفضل بين منافسيه"، لكنه يعتقد أن "هذه الفرضية ضعيفة الآن، خاصة أننا على بعد ستة أشهر من الانتخابات التمهيدية الأولى (للحزب الجمهوري)، ويمكن أن تتغير الكثير من الأشياء".
"في الأثناء، أظهر اثنان من استطلاعات الرأي أخيرا، تفوق ترامب على خصمه. فهو في الحقيقة، لا يزال يتمتع بتأييد قوي بين الجمهوريين".
وأظهرت استطلاعات شركة يوغوف أن حوالي 75 بالمئة من الجمهوريين يؤيدون ترامب.
ويواصل: "أعتقد أن دي سانتوس يملك تحديا يتمثل في تقديم رواية لإقناع الجمهوريين باختياره. وهنا، يملك أربع نقاط يمكن أن يهاجم من خلالها ترامب".
ويرى المحلل السياسي أن نقطة ضعف ترامب الأولى تتمثل في أنه "خسر خلال مناسبة انتخابية سابقة بالفعل، وتحوم حوله العديد من الفضائح، ولديه شخصية مستقطبة".
ومن حيث عامل جذب الناخبين، تُظهر استطلاعات الرأي حتى الآن أن أداء ترامب أفضل من دي سانتيس أمام الرئيس الحالي جو بايدن.
لكن، قد يفسر ذلك بأن دي سانتيس ليس مشهورا بما فيه الكفاية، الأمر الذي يمكن أن يتغير بعد إعلان ترشحه. لكن، تجدر الإشارة إلى أن فضائح ترامب المختلفة لم تضعف دعم الناخبين له.
وأشار المحلل السياسي إلى أن الحجة الثانية التي قد تفيد دي سانتوس تتمثل في الفعالية السياسية لترامب، حيث إنه لم يبل بلاء حسنا في دفع السياسة الجمهورية إلى الأمام.
تمثلت انتصاراته الكبرى في تخفيض ضريبي وتعيين قضاة المحكمة العليا الذي أسقط قضية الإجهاض.
وفي 25 يونيو/حزيران 2022، أعلنت المحكمة العليا في الولايات المتحدة، قرارها ببطلان حكم تاريخي كفل لما يقارب 50 سنة دستورية حق المرأة في الإجهاض، وقننه على مستوى البلاد. وجاء هذا عبر حكم صدر أيدته المحكمة بأغلبيتها المحافظة، وبنتيجة ستة أصوات مقابل ثلاثة.
وفي سنة 2016، عشية انتخابه الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، تعهد دونالد ترامب بإسقاط حق الإجهاض، وتقييد السماح به فقط في حالات الاغتصاب وزنا المحارم وتشكيل الحمل تهديداً لحياة الأم. وقاد حملته الانتخابية رافعاً هذا الشعار، وتلقى دعماً كبيراً من تحالف "داعمي الحياة" المناهض للإجهاض.
ولم ينجح الرئيس الأميركي المحافظ في تنفيذ تعهداته بشكل تام، لكنه مهَّد لها عبر ما يمكن أن يترتب عن قرار المحكمة الدستورية. إذ تولى ترامب خلال ولايته تعيين ثلاثة قضاة موالين له في المحكمة العليا، وبذلك قلب التوازن السياسي داخلها إلى صالح المحافظين، بستة قضاة يمينيين مقابل ثلاثة ليبراليين.
في الحقيقة، كانت هذه القرارات متوقعة من أي رئيس جمهوري، ويحتمل أن يحقق المزيد. في المقابل، كان دي سانتيس فعالا جدا في سنّ سياسات محافظة في فلوريدا. ومع ذلك، يبدو أن غالبية الجمهوريين ينظرون إلى ترامب على أنه فعال.
ثالثا، يدعم الكثيرون ترامب بسبب توجهه المحافظ، لكن في الحقيقة، يعد دي سانتيس متعلقا أكثر منه بالقيم المحافظة.
أما رابعا، على الرغم من تأييد ترامب للقاحات كوفيد والحظر، لا يدعم خصمه أيا منها؛ مما قد يلاقي استحسانا بين الأميركيين المعارضين لهذه الإجراءات.
الأكثر حظا
أشار جاستن وايتلي هولمز إلى أن "دي سانتيس يعد أملا للقوى المناهضة لترامب داخل الحزب الجمهوري".
في الحقيقة، أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن جميع المتنافسين المحتملين الآخرين يحصلون على أقل من خمسة بالمائة، ولا يوجد من بينهم مرشح مقنع بشكل خاص".
وفي سؤال: أليس دي سانتوس مشابه جدا لترامب؟، أورد المحلل أن "المتنافسين متشابهان جدا، لكن الانتخابات الأميركية ليست أيديولوجية إلى حد كبير في العادة".
ويعتقد أن "هذا العامل أكثر أهمية في الانتخابات التمهيدية. وهنا، يعود السؤال المركزي والمتمثل في ماهية الرسالة المقنعة التي يمكن أن يتبناها دي سانتيس".
ونوه المحلل بأن "بايدن سيكون أكثر هشاشة أمام أي من المتنافسين الجمهوريين".
عموما، كانت نسب الدعم للرئيس الحالي تتراوح في حدود 40 بالمائة أو أقل، وذلك بسبب العامل الاقتصادي.
لكن في الحقيقة، غالبا ما تتوقف الانتخابات الرئاسية على هذا العامل، حيث كان سببا أساسيا لخسارة ترامب عام 2020. ويبقى أن نرى كيف تسير الأوضاع في غضون سنة، وفق رأيه.
في الواقع، مثّل فوزه أكبر هامش انتصار في جميع الانتخابات للفوز بلقب حاكم ولاية فلوريدا منذ عقود. علاوة على ذلك، فاز في مقاطعة ميامي ديد، وهي معقل ديمقراطي سابق يعج بالناخبين ذوي التوجهات المختلفة.
بالطبع، ليس من الواضح ما إذا كان هذا النجاح سيُترجم إلى المرحلة الوطنية. فغالبا ما ينظر الناخبون إلى انتخابات حكام الولايات بشكل مختلف عن انتخابات المناصب الفيدرالية.
ومع ذلك، أشار فريق دي سانتيس إلى أنه سيسلط الضوء على جدارته في الانتخابات وأهليته بها في تناقض صارخ مع ترامب، الذي يواجه تهديدات قانونية متعددة وتصدر خسائر للجمهوريين في ثلاث انتخابات وطنية متتالية.
ومع ذلك، لا تزال هناك تساؤلات حول قدرته على التواصل مع كل من الناخبين وقادة الأحزاب على المستوى الشخصي، وفق الصحيفة.
لهذا السبب، فإن غالبية أعضاء الكونغرس الجمهوري في فلوريدا قد دعموا ترامب بالفعل على حساب دي سانتيس.
في الحقيقة، ظهرت العديد من الروايات في الأسابيع الأخيرة لتكشف عن مدى تجاهل دي سانتيس لمسؤولين جمهوريين آخرين في فلوريدا وأماكن أخرى طوال حياته السياسية.