تكهنات واسعة.. هل تنجح الوساطة العراقية في إعادة العلاقات المصرية الإيرانية؟

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

تحدثت صحيفة إيرانية عن "تكهنات واسعة" بقرب استئناف العلاقات بين طهران والقاهرة، وذلك بعد توقيع الاتفاق السعودي الإيراني في مارس/آذار 2023.

وقالت صحيفة "روزكار" إن "العراق لعب أخيرا دورا مهما في الوساطة بين القاهرة وطهران، بعد أن لعب الدور نفسه بين الرياض وطهران، ونجح في استضافة عدة جولات بين الطرفين".

وتسعى طهران إلى استغلال الاتفاق مع السعودية لكسر عزلتها على المستوى الإقليمي، من خلال التقارب مع باقي الدول العربية، وعلى رأسها النظام المصري.

أكثر عمقا

ونشرت صحيفة "روزكار" تقريرا حول ما ورد من أنباء حول الوساطة العراقية التي نجحت في عقد لقاء بين مسؤولين من النظام المصري وإيران في بغداد. 

وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن "هناك وساطة عراقية بين مصر وإيران، من أجل تطبيع العلاقات بين البلدين، وأن هناك اجتماعا قد عقد بينهما في بغداد".

ونقل الإعلام الإيراني عن مصادر صحفية عربية، أن مسؤولين عراقيين رفيعي المستوى قد أعلنوا أن ممثلين عن طهران والقاهرة قد التقوا ببعضهم البعض في بغداد، وجرت بينهم مشاورات في أبريل/نيسان 2023.

وقالت هذه المصادر إن بغداد تولت مسؤولية الوساطة بين إيران ومصر مرة أخرى، وتريد أن تكرر تجربة الوساطة بين طهران والرياض.

وأكد مسؤولان عراقيان، أحدهما يعمل في وزارة الخارجية والآخر في جهاز الأمن القومي، هذا الخبر.

وأعلن المسؤولان أن الطرفين طلبا عدم الإعلان عن الأمر.

فيما أعلنت مصادر دبلوماسية لدى النظام المصري أن هناك اتصالات قد جرت مع المسؤولين الأمنيين الإيرانيين في الأسبوع الأخير من مارس/آذار 2023، وبحث الطرفان إمكانية التوسع التدريجي في العلاقات بين البلدين في المرحلة القادمة.

كما أوضحت مصادر عراقية أن الاجتماع الأخير بينطهران والقاهرة قد عقد في بغداد على مستوى أدنى، وأن ممثلين عن مكتب رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، ووزير الخارجية فؤاد حسين، وممثل عن جهاز الأمن القومي العراقي حضروا هذا الاجتماع.

وأشار مسؤولون عراقيون إلى أن بغداد "تعد الآن الأرضية لاجتماع آخر" بين طهران والقاهرة.

وأكد مسؤول عراقي يعمل في وزارة الخارجية أن الجانبين قد رحبا بوساطة بغداد، لكن ما زال من السابق لأوانه الحديث عن تقدم هذه الوساطة.

ولفت مسؤول عراقي آخر يعمل في جهاز الأمن القومي إلى أن الهدف من هذه الوساطة هو إعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين في ظل عودة العلاقات بين طهران والرياض وما أوجدته من أجواء إيجابية. 

وفي رده على سؤال حول مستوى الممثلين من كلا الطرفين، أكد المسؤول العراقي أنهم "أمنيون" و"دبلوماسيون".

وأضاف أنهم لم يخوضوا في تفاصيل كثيرة في الاجتماع الأول، ويفترض أن يكون الاجتماع القادم "أكثر أهمية وعمقا"

تطور مستقبلي

وفي وقت سابق، أفاد دبلوماسي عراقي رفيع المستوى بأن بغداد وسلطنة عمان يحاولان التوسط بين طهران والقاهرة لإعادة العلاقات بين البلدين.

وأضاف الدبلوماسي أن نظام مصر يرحب بهذه الوساطة، لا سيما وساطة العراق، لأن البلدين تربطهما علاقات طيبة مع بعضهما البعض، لكن القاهرة تتابع أيضا التطورات في المنطقة. 

وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد أكدت في وقت سابق أن طهران ترحب بأي تطور إيجابي ومستقبلي بهدف تعزيز العلاقات بين الشعبين الإيراني والمصري، وكذلك أي انفتاح من نظام مصر تجاه إيران.

ونقلت الصحيفة عن المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية، عزت سعد، أن "العلاقات مع إيران ليست طبيعية على أي حال، نظرا لأن هناك العديد من الملفات التي تقف عائقا في طريق تطبيع تلك العلاقات".

واستدرك: "لكن ربما تفتح الوساطة العراقية التي جرى الحديث عنها بعد مؤتمر بغداد 2، الذي عقد في الأردن خلال ديسمبر/كانون الأول 2022، الباب لبداية مشاورات".

وأوضح سعد أن "هناك العديد من القضايا الخلافية بين القاهرة وطهران، بعضها يرتبط بالعلاقة الخاصة بين إيران وعناصر من تنظيم الإخوان، هذا بالإضافة إلى عدم احترام طهران لمبدأ عدم التدخل في الشأن الداخلي للدول".

كما قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، بعد "مؤتمر بغداد 2"، إن رئيس الوزراء العراقي قد اقترح الشروع في المباحثات بين إيران ومصر على المستويين الأمني والسياسي بوساطة عراقية. 

ومنذ وقت ليس ببعيد، أكد وزير خارجية النظام المصري، سامح شكري، أن "توسيع العلاقات بين طهران والقاهرة مرهون بتقييم التوافق الأخير بين إيران والسعودية".

وبشأن إمكانية توسيع علاقات بلاده مع إيران، قال شكري إن الاتفاقات المبرمة بين إيران والسعودية "مهمة للغاية ويجب تقييمها". 

وأضاف أنه "سيتم اطلاعه في اجتماع قريب على فوائد تطور العلاقات بين إيران والسعودية".

لفت شكري إلى أن القاهرة ستقيم هذا التطور وستتخذ خطوات مؤكدة في إطار هذا التقييم.

كما أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، مطلع أبريل/نيسان 2023، أن طهران "ترحب بأي تطور إيجابي ومستقبلي بهدف تعزيز العلاقات بين الشعبين الإيراني ومصر، وكذلك أي انفتاح لمصر تجاه إيران"، ونفت فرض أي قيود على سفر المواطنين المصريين إلى إيران.

وفي هذا الصدد، أعلن وزير السياحة لدى النظام المصري، أحمد عيسى، أن القاهرة "ستقدم تسهيلات جديدة للراغبين في السفر إلى مصر من أجل جذب السياح، وتشمل هذه التسهيلات مواطني الصين والهند وتركيا والمغرب والجزائر وإيران".


المصادر